الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

ثقافة " التطبيل"... مجتمع معوق





 اذا تحول المدح أو الذم الى ثقافه وهو في الاساس موقف فانت امام مجتمع معوق لانه حول الموقف المتغير الى ثقافه ثابته ،على كل حال ،فان طيف الحراك المجتمعى فى دول الخليج يتحرك   على خط أُفقى طرفه الأول الإحتجاج بدرجته القصوى المتمثله فى النزول الى الشارع الى طرفه الآخر  الأقصى المتمثل فى المدح الزائد عن  العاده. ولى هنا بعض الملاحظات على فكرة الاحتجاج  وغرض المديح:

أولا: الاحتجاج  صوره من صور  الرد التلقائى على أمر أحدث  ألما  وضررا  لشخص ما أو لمجتمع معين وهو حق  تكفله جميع الدساتير.

ثانيا: المد يح   هو مدح تحول الى" ثقافه"  أو طبقه تسمى "المداحون أو المطبلون"فأصبح مديحا  لايرى سوى الحسن ولو كان  الأمر سوءا وشرا مستطيرا. حتى أن المرء ليُسىء ومع ذلك يمدح على إساءته كما يذكر الشاعر محمود البارودى/ وأعظم شىءُ أن ترى المرء ظلما يُسىء/ ويتلى فى المحافل حمده.

ثالثا: المديح كثقافه هو إحتجاج سالب إنقلب على  صورته الجدليه  المتمثله  من فعل/ إحتجاج/  فعل مركب يحمل  فى أحشائه حلا. إلى فعل/  عدم قدره على الاحتجاج/ مديح.

رابعا: المجتمع الديمقراطى يقوم على الاحتجاج السلمى ويستهجن المديح  لأنه يضع العمل فى إطار المسؤوليه  والمسؤوليه  فى إطار القانون.

 خامسا: الاحتجاج دليل على  حيوية المجتمع  والمديح "الاحتجاج السالب" دليل على  أنه مثير للشفقه.
سادسا: تتأثرجميع أوجه الاحتجاج  عندما يعجز المجتمع  عن بلورته ذاتيا أو نتيجة الخوف وتعرضه للقمع , فيشيع الابتذال فى الثقافه ويتحول النقد البناء  نقدا شخصيا وربما مؤجورا ويصبح الرأى  خادما   للإملاءات  وليس رأيا حرا .

سابعا: إذا شاعت ثقافة المديح "الاحتجاج السالب" أصبح المجتمع مسرحا مهيئا للمؤامره بأشكالها المتعدده  لتعطل الصوره الجدليه  التى تقود الى التغيير  بديناميكيه  وحيويه .

ثامنا: الثبات كثقافه موجوده فى تاريخنا العربى والاسلامى  تستمد قوتها من  فهومات وتفسيرات كثيره منها الدينى ومنها الاجتماعى , فلذلك يبدو الاحتجاج  مقصدا لكثير من  الفتاوى المستهجنة له كخروج عن الطاعه وإجتماعيا كمعصيه  لللثقافه الابويه.

تاسعا:
قيام المجتمعات على مركزية الصوت كما يوصفها "دريدا" يساعد على  تكون" الاحتجاج السالب" الذى ذكرت, مركزية الصوت تتطلب منبرا لايحتله سوى فرد معين  أيا كان شكل هذا المنبر  دينيا أم إجتماعيا,
عاشرا:  يصبح المجتمع  معرض للإنفجار  بصوره أعنف من غيرها  عندما يختفى الاحتجاج الايجابى والصحى ويشيع الاحتجاج السلبى  بصوره ممقوته لأنه سقف مقفل  وكسر لمعادلة التطور وإيقاف لمسيره التاريخ القائم على التغير المستمر.

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الطبقه الوسطى .... مرةٌ أُخرى










للطبقه الوسطى دور أساسى فى بناء الهويه الوطنيه,والهويه الوطنيه هى صمام الأمان للمجتمع وهى الضامن دون سقوطه فى التناحر الأهلى عند أول إختفاء أو زوال للسلطه التى تعمل على تراص تناقضاته وجمع شتاته بالقوه . ننادى بالحفاظ على الطبقه الوسطى وتعزيزها ليس فقط للاسباب التى ذكرت من قبل كونها حاملا ثقافيا وإجتماعيا يمكن الإرتكاز عليه للتحول الديمقراطى وليس لأنها طبقة القيم والوسطيه بين إبتذال العليا وفقر السفلى ولكن لقدرتها على صياغة الهويه الوطنيه وبلورتها ومن ثم ترسيخها, لعلى هنا أذكر بعض النقاط حول أهم صفات الطبقه الوسطى فى منطقتنا الخليجيه وسأركز هنا على تحديد معين من تحديدات هذه الطبقه المتشعبه والذى شاء القدر لهذه المنطقه أن تنتجه نظرا لما حباه الله من ثروه.

أولا: تتكون ممن لايؤهلهم دخلهم وتأثيرهم من الانضمام لذوى النفوذ والقوه فى المجتمع, مثل بعض التجار واصحاب المهن الأخرى كالأطباء والمدرسين والمهنيين.



ثانيا: تصارع الطبقه الوسطى لكى تبقى حياديه ووفيه لمبادئها المنبثقه من دورها ومؤهلاتها فى مجتمعاتنا نظرا لإتساع مساحة المرجعيات الأولى التى يعوق تجسيدها ودعمها إمكانية تبلور الهويه الوطنيه.



ثالثا: إقتصاد الريع يعمل على إزاحة هذه الطبقه عن دورها الطليعى والتنويرى فى المجتمع فتشيع الزبائنيه ويتحول التنويرى الى بوق لمركز قوه أوتأثير.



رابعا:يقتصر دورها على وظيفتها الاساسيه لعدم وجود مجتمع سياسى يساعد على إلتحاقها بتيارات أو أحزاب سياسيه تمهيدا لدور أكبر لها فى صياغة مستقبل البلد والمجتمع.



خامساا: لاتحظى هذه الطبقه فى تقسيمها المطروح هذا بجاه يليق بدورها الحقيقى فى المجتمع لذلك تتسرب أجزاؤها مع الزمن لتندس ضمن آليات    نشاط الريع الأكثر إدرارا للثروه والمال.

سادساا: تتأثر بسرعه هذه الطبقه نظرا لعدم وعى المجتمع بدورها الهام فى تشكيل هويه وطنيه جامعه فتصبح هويات مزدوجه تحمل الشهاده العلميه والولاء الأولى سواء قبلى أو طائفى



سابعاا: دور هذه الطبقه بالذات تنمية الولاء الوطنى وإعلاء شأنه ودوره فى حياة المجتمع لكنها تفتقد مصادر التمويل الحياديه لتحقيق ذلك فيلتبس دورها ويتعطل تأثيرها.



ثامنا : يعوق أداء هذه الطبقه لدورها الحقيقى الالتباس الحاصل فى مجتمعاتنا بين , الدينى والوطنى, والوهم بتعارضهما والتشديد من قبل البعض علي أسبقية الدينى على الوطنى داخل الوطن الواحد.



تاسعا: ليس لها أفق هيمنه منظور نظرا لعدم تطور التشريعات والقوانين فى هذه المنطقه لتكفل نظاما قضائيا محايدا ودساتير وطنيه ديمقراطيه تعمل على تثبيت دورها وتأصيله.



عاشرا: هى خارج التاريخ وكتابته فى هذه المنطقه أو هى تمثل هامشيا لتاريخ القبيله والطائفه الأمر الذى يسرع بأفرادها للإنضواء داخل مرجعياتهم الأولى إتقاءا للإنكشاف
لأن الإنكشاف  والعُرى هنا  غياب ذكر المرجعيه القبليه  كسند تاريخى وجودى
 
أحد عشر: علينا أن  لانعجب ولانتساءل فى حالة غياب  تشكل الهويه الوطنيه  الجامعه  حينما يتحول الجيش الى ميليشيا  أو "شبيحه"  وتتحول السلطه القضائيه الى  كورس  لصوت النظام.

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

اليوم الوطنى: نحو ولاء أفضل





تأتى إحتفالات الدوله هذا العام باليوم الوطنى فى ظروف مختلفه كل الاختلاف عن الاعوام السابقه, لم يمر على الامه بأسرها أعواما كالتى نشهدها منذ بداية ما يسمى بالربيع العربى , اضطراب وعدم استقرار فى كل مكان, ولم تشهد الدوله دورا فاعلا كالذى تقوم به اليوم دوليا واقليما بقيادة أميرها الشيخ حمد بن خليفه. كل هذه العوامل لابد وان تنعكس ايجابا مع احتفالات الدوله بعيدالمؤسس الشيخ جاسم طيب الله ثراه. ولى ان ابدى بعض الملاحظات هنا:

أولا: من المفروض وتبعا لما سبق ذكره وتماشيا مع الوضع العربى الراهن واسهامات قطر الكبيره فى صنعه أن تختفى مظاهرالفرديه والفئويه ويكبر بالتالى حجم المشاركات الشعبيه تحت اسم الوطن وهو ماحرص الدور القطرى الفعال على تأكيده دائما وبإستمرار, الدور القطرى ,الذى تمثله القياده كان دائما ولايزال دورا توسطيا يهدف لخير الشعوب واحترام خياراتها.



ثانيا:ابراز الدور المدنى للدوله من خلال زيارة المسؤولين للموجود من مؤسسات وجمعيات المجتمع المدنى وتعزيز دورها وتسهيل وسائل انشاء المزيد منها بشكل حروممارسة الديمقراطيه بشكل أولى من خلال تشكيلها.



ثالثا: فى اعتقادى ومن خلال مشاهده للاحتفالات السابقه , أعتقد انه من الافضل كثيرا, حصر  العرضات" الشعبيه"إحتفالات القبائل" مناطقيا بدلا من كونها قَبَليا ,كما كان فى السابق , المناطق تؤكد الانتماء بصوره حقيقيه , مناطق قطر تقام فيها "عرضات" بأسم أهلها , فيجتمع جميع أبناءها فى تحاب وتراض , فى ولاء رائع  لقد رأينا أحتفالات لقبائل لايتجاوز من حضرها أصابع اليدين, هذا تشتت فى زمن التآلف والاجتماع..

رابعا: تطوير الجهاز الادارى والحكومى يصب تلقائيا فى جاهزية الدوله وقدرتها على تنظيم احتفالات مدنيه او يغلب عليها الطابع المدنى , عملية التنظيم عمليه اداريه , تضع اهداف كبرى وليست ضيقه وتسعى لتحقيقها بالاسلوب الامثل

خامسا :الوضع العام للمنطقه ككل يتطلب رؤيه مختلفه فى طريقة التعبير عن الانتماء والولاء, هو بالضروره مؤسسى شعبى , مساحه أكبر لاظهار الانتماء شعبيا والولاء سلوكيا يتطلب حيادية اجهزة الدوله , لم تعد الدوله اليوم تحتاج الى ولاءات لفظيه وشجاعه فرديه , الدوله اليوم بحاجه الى تأكيد مفاهيم عامه فى ذهن المواطن ولاتخترقها بعد برهه بإيحاءات بأخرى خاصه او ضيقه.



سادسا:الاحتفالات فى ذاتهاتعكس طريقة تفكير الشعوب , يظهر فيها مستوى النظام واخلاقياته ومدى ترابط الشعب ومزاجه ورؤيته للآخر ,ورؤيته لمستقبله وعلماء الانثروبوجيا والاجتماع لهم القدره على التكهن بمصير المجتمع من خلال مشاهده طقوسه المتعدده سواء أفراح أو أتراح, كشفت احداث الاعوام السا بقه فى الاحتفال باليوم الوطنى أن ثمة تسابق محموم نحوابراز الدورلكل فئه واعاد تسجيل للتاريخ غير مبرر مما يعطى الملاحظ ان الدوله لاتزال فى طور التكوين , لابد للسلطات المعنيه من معالجة مثل هذا الامر والانتقال الى مستوى اخر او نمط بديل من الاحتفالات يؤكد على دور قطر الجديد الجامع والواقف مع الشرعيه الشعبيه فى جميع الصراعات القائمه فى محيطنا اليوم.

سابعا: الاعتماد اكبر على الاحتفالات المؤسسيه بعد اقامتها او استكمال ماهو موجود منها بإعطائه حريه اكبر للحركه , الاحتفال المؤسسى يقيم علاقه وسطى وأفقيه فى المجتمع تساعد على بقائه وازدهاره , ربط جميع الاحتفال بشكل رأسى كما كنا نشاهد فى احتفالات القبائل فى المرات السابقه , بحيث ما أن يغادر صاحب السمو الامير أو سمو ولى العهد , حتى تتوقف العرضه أو يقل مرتاديها ويتناثروا , لذلك عملية الجمع المناطقى تبدو بلاشك أجدى
 
ثامنا: بعث روح الاطمئنان فى المجتمع  من خلال ارساء مزيد من  اسس المواطنه  وقوانينها بحيث  تعود الاحتفالات  الى اجوائها الطبيعيه وروحها الاصيله  وتزول عنها بالتالى  روح التسابق  او المباهاه  وكأنها فرصه  قد لا يجود بها الوقت مرة أخرى

الأحد، 2 ديسمبر 2012

المواطن.....مروراً بالوطن



 

 

يحتفل الوطن بعد ايام  بالعيد الوطنى, سينتفض القوم ,إنها مناسبه كبيره  سيعرب الجميع عن ولائه للقياده وحبه للوطن.  هذا حق  وواجب ’ سأمر كمواطن على جميع  مرافق الاحتفالات ,سأشارك مع الجميع , كما كنا نفعل سابقا أيام كان  يوم الاستقلال هو اليوم الوطنى, وقبلها كذلك كان 22 فبراير هو المناسبه  الوطنيه.  قضيت عمرى ومثلى الكثيرون  ماراً بالوطن , ولدت فى البدع  قلب الدوحه وتجمع خلاصة أهلها , هذه المنطقه العريقه التى تغسل رجليها على شواطىء كورنيش الدوحه ,  ذهب البدع  ولم يبق سوى مبنى وزارة الداخليه التى استوطنته لاحقا بإنتظار  مغادرته  كذلك , لم يبق من البدع سوى حديقته , عظمة البدع فى عراقته  ,  سيسمع الجيل الجديد عن  البدع والرميله    الى جانبه  وكذلك منطقة الجسره قلب الدوحه, مأوى  لمئات من البيوت القطريه العريقه   ولكنه لن يجد أثرا  لذلك , كبير قوم قد سكن أو مجلس كان يكرم الضيف ويسد حاجة المحتاج  , وعشت فى الريان  عمرى  قرب قلعة الشيخ عبدالله بن جاسم     مع جمع كبير عوائل وقبائل قطر الاصيله والكريمه,  فأختفى الريان  كقول الشاعر"كأن لم يكن  بين الحجون إلى الصفا انيس , ولم يَسمر بمكة سامرُ" لم يبقى سوى القلعه وبعض بيوت الشيوخ من آلحمد وآل على الكرام الذين نكن لهم كل الوًد والحب ولكن كانت هناك  مجالس وبيوت  لها تاريخ أيضا  لان التاريخ تاريخ الوطن  كما أن الحكم  لآل ثان الكرام, أشعر كثيرا بالغبن عندما أرى  فى دولنا الخليجيه الآخرى مساكن  وبيوت ومجالس  الاعلام من مواطنيها محفوظه أو مذكوره  فى ارشيف الوطن, فى حين أنه بالكاد أن تجدا أحدا  من ذلك  فى ارشيف دولتنا الحبيبه ,  الوكره كذلك اليوم تمر بمرحلة تطوير  يزال معها الكثير من البيوت والمجالس   لرجالها الذين عايشوا تطورها وكابدوا مضنة العيش فيها  ولم يثنهم ذلك عن مجلس مفتوح ولاعن كرًم يبذل لضيف قد نزل فطاب به المقام  ومناطق الشمال والجنوب وغيرهما , إقترن الكرم بإسم قطر وبالقطريين , ولكن هذا الاقتران يحتاج الى شواهد لكى يبقى فى ذاكرة التاريخ  والوطن , إذا أزيلت القرائن إمتنع التصديق  لعدم وجود الشاهد والدليل, لاننا نحب قطر  نرجوا لها الأفضل دائما, لأننا كشعب أوفياء لسمو الامير وسمو ولى العهد  ,نتمنى أن يمتد الوفاء ليشمل  الماض الجميل وأهله الذين رحلوا  ولم يمسسهم طائف من التنكر للوطن ولقيادته الكريمه. ساحتفل باليوم الوطنى , وسأمر على جميع فعاليات الاحتفالات  , واحدة بعد الاخرى , أهلية كانت أم حكوميه  فهو يوم الوفاء للمؤسس الذى أنتمى إليه وطنا  , وانتمى اليه وفاء ,  عشت عمرى كما عاش الكثيرون من ابناء هذا الوطن تحت  شعارمواطنون بالتمرير, المواطن الحق لايمر بالتاريخ , التاريخ هو الذى يمر به  ويُبقى  أثره وإن زال منه الرسم والجسم. التاريخ لايرجع إلى الوراء  وإن كان هناك بقية من إستدراك  لقوم يتذكرون.

الخميس، 22 نوفمبر 2012

قطريون .......لكن فقراء




إسم قطر اليوم مرتبط بالثروه والغنى , أنت من قطر يعنى أنك ثرى .  سُحب هذا الكلاشيه على المنطقه كلها وتجاوزها نحو العالم, ترمقك الأعين إذا ذكرت جنسيتك , ويتودد لك البعض علك تجد له فرصه للعمل فى قطر , والكتاب يكتبون بما يعرفون ومالا يعرفون غناء بقطر وشعبها المرفهه   فالركاب على أشكالها  تشد الرحال الى قطر . هذا يشعرنى ويشعر كل قطرى بالنشوه والاعتزاز ببلده  وبقيادته بلا شك ولكنى أجد فى نفسى بعض الملاحظات لابد من أن أسجلها واشير إليها بأمانة الكاتب  وبثقة المواطن  الذى عرف بلده وتاريخه.
أولا:سمعة قطر الدوليه اليوم هى نتاج  وثمره لجهد قيادته , تهمنى سمعته السياسيه كبلد محب وناشر للسلام وداعم للحركات السلميه الشعبيه المطالبه بالحقوق ورفع الظلم والمعاناه عنها, أكثر من سمعته كثروه ومستودع لاكبر مخزون غازى فى المنطقه وربما فى العالم وكبلد مصدر لسلعه استراتيجيه هامه هى النفط.

ثانيا: تحركات قطر التى تبهر العالم سياسيا وإقتصاديا فى الخارج, لاتقابلها حركه   مماثله فى الداخل بنفس وكفاءة التخطيط , الاداره الحكوميه  لاتزال تعانى وربما ساءت عن ذى قبل , ازدواجيه , تماثل فى التخصصات , بيروقراطيه واضحه , إنعزال عن الجمهور داخل اروقة المكاتب ووضع السكرتير تلو السكرتير  أمام المراجع , التعليم  يتخبط فى المناهج ويخرج لنا نشء  ليس بقوة السابق لالغة  ولا تاريخا. الصحه  رحمها الله يوم كانت وزاره.

ثالثا: تزعزعت الطبقه الاجتماعيه فى قطر بشكل كبير  نتيجه التطور السريع الذى إعتمد على ضخ أموال هائله فى مشاريع محدوده  ولفئه محدوده , الأمر الذى أدى الى هبوط كبير  لقطاع ضخم  من المجتمع فى فجوة اللاطبقه فقد يجد ما يكفيه  فى وقت منظور لكن لايستمتع ولايجد إطمئنانا لغد أو مستقبل.

رابعا: الضمان الاجتماعى  هو مؤشر رخاء الدوله , وهو أولويه فى برامجها الاجتماعيه والاستراتيجيه, كثير هى العوائل القطريه المعتمده على نظام الضمان الاجتماعى وتترقب زيادة مخصصاته , هل يعقل أن تعيش عائله اليوم ب2500 ريال شهريا. الأمن الاجتماعى  يؤتى ويضرب من خلال  عجز الضمان الاجتماعى عن تحقيق حياه كريمه للاسره وللفرد.

خامسا: التركيبه السكانيه  إذا لم توضع سياسيه واضحه  ومدروسه  لمعالجه نتائجها السلبيه  لاحقا , فلا استبعد بروز  تيار  شوفينى    يكره الغرباء    وهو  نفس ضد النفسيه القطريه عبر تاريخها التى كانت دائما ترحب بالغريب وتحتضن القادم وتكرم الجار مهما كانت ديانته او جنسيته أو أصله.

سادسا: مشاريع الدوله الكبرى من خلال شركاتها الكبيره التى أنشئتها  واحتكرتها" راجع مقال احمد السليطى رئيس تحرير الوطن فى عدد سابق بعنوان "الشق أكبر من الرقعه يامجلس الوزراء" والتى افلس بعضها ويحتضر الآخر  من يتحمل ذلك ؟ وهى رؤوس أموال قطريه واداراتها ومدرائها يأتون بالتعيين .   الشفافيه هنا ليست فقط مطلب وانما أمر لايحتمل التأخير " مسئولية البعض لايجب أن يتحملها الكل.

سابعا:  نحتاج فى قطر الى تعريف جديد لمعنى "الفقر" ومن هو الفقير غير ماكان عليه فى السابق. بعد هذه التغيرات البنيويه التى حصلت  والتى جعلت من لايملك برجا أو عماره  أو أرضا معتبره  فى عداد الفقراء,  هنا سنجد أنه أكثر من ثلثى السكان وربما يزيد فى عداد الفقراء. الدوله أساسا ليست فرصه وإنما تخطيط لمستقبل هو بالضروره   لمجموع سكانها.

ثامنا:  عقلية الشعب القطرى لاتزال تعانى  إزدواجيه نفسيه تؤثر على  اداءها وخطابها وبالتالى على تصرفاتها, ثمة فرق كبير  بين مقام صاحب السمو الأمير وسمو ولى العهد وبين الجهاز الحكومى بسلطه تنفيذيه , المقام السامى لايمس , ولكن السلطه التنفيذيه مسائله  ويوجه لها الانتقاد ومراقبه من السلطه التشريعيه  حتى وان كانت معينه لابأس فى إبداء الرأى والدفاع عنه إذا كان الأمر يتعلق بالمصلحه العامه, هذه الازدواجيه ستظل حتى بعد المجلس المنتخب لكن لابد من الوعى بها لإزالتها.

تاسعا: الدوله الرأسماليه إنجاز طبقى وإجتماعى  وإقتصادى , لكن رأسمالية الدوله  خطر , ربما كان أحد اسباب الربيع العربى  , كجمهورية مبارك وجمهورية بن على. الإحتكار الذى تكلم عنه أحمد السليطى هو بداية رأسمالية الدوله , لذلك  لكى تبقى وفيه للداخل كما عهدناها دائما , ويصبح إنجازها الخارجى فى توافق مع إنجازاتها الداخليه علينا الاعتناء  بالطبقه الوسطى الاجتماعيه التى لاتملك سبيلا سوى عدل الدوله ودستورها وقوانينها  التى تحميها من تحولات الزمن وتشكلات الدوله   .

عاشرا:أملنا كبير فى قيادتنا التى حققت السلم وتسعى لتحقيقه دائما للغير ,  أن تدعمه داخليا  سلما إقتصاديا وإجتماعيا  وهى ما تفعله أساسا ولكننى أقصد هنا المواكبه حيث التغيرات فى المجتمع تسير بسرعه فلكيه  لذلك من الضرورى دائما  مراقبة الجانب الاجتماعى  وصيانته بإستمرار  حتى لايحصل التصدع  ولاننسى أن القطرى هو خلاصة  لثلاث كلمات "كرم ومجلس  ووفاء""

الأحد، 28 أكتوبر 2012

تميم ......الوطن فى إبتسامته



 

يُشعرك با لأمل وتستشرف المستقبل فى ناظريه, إبتسامته تسحق اليأس فى داخلك  , إبتسامة الكهل تجربه ,أما إبتسامة الشاب الواعد فأمل ورجاء وتطلع إلى المستقبل بثقه. وإذا كانت إبتسامة من يتحمل مسؤولية المستقبل  وامانة الغد , فإنها "إبتسامة وطن".  لست فى مقام المدح  لأنه لايحتاجه  ولن يزيده  ذلك شيئا لكننى أرى أن  فى مرحلته  ستتبلور قطر المستقبل , قطر الغد, قطر التحول , لذلك نحن نشد على يديه عندما يسعى لتقطير  المناصب القياديه, لذلك نحن نُحيه  عندما يدعم الفئات الاجتماعيه المتوسطه,  لذلك نحن  ندعوا له بالتوفيق عندما  يرسل فى علاج المرضى, لذلك  نحن نبارك كل خطواته  عندما يسعى  مخلصا لسد الفجوه , فجوة التحول من الدوله التقليديه  الى دولة المؤسسات,ومن تسلط المسؤول الفرد   إلى  قرار المؤسسه وصوت القانون. وجوده سموه ضامن  لتنفيذ الاراده الاميريه الساميه  بالتحول نحو المشاركه من خلال مجلس شورى منتخب يراقب  ويشرع وفق مانص عليه الدستور  وجاءت به القوانين, الدوله الحقيقيه هى دولة إصلاح دائم ومستمر , فى عهد سمو الشيخ تميم نطمح أن نخرج من  إشكالية البطانه إلى رحابة الاستشاره المؤسسيه, نعم نحن ندعوا له بالبطانه الصالحه  على الدوام  ولكن التحول الذى يقوده سموه بمباركه من  صاحب السمو الأمير المفدى ورؤية صاحب السمو  ومكانته اليوم فى العالم  تتخطى مفهوم البطانه الضيقه الى رحاب أوسع  إلى الوطن من أقصاه إلى أقصاه  , قطر اليوم أكبر من البطانه ومن المصالح الضيقه , قطر حمد اليوم وتميم غدا  كتابا يقرأه الجميع ونسمع  نصوصه اينما إرتحلنا, القطرى اليوم  ينتشىء كلما ذُكرت قطر  فما بالك بالقطرى الأول الذى مشى دروبها  حافيا وأقاظ تحت سَمَرها ظُهراوألتحف صحراءها ليلا , هو أكثر سرورا وأرقب أملا , فلتدم إبتسامتك ياتميم الخير , منه الخير منتَظر.

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

كفو ...... مهب كفو

كفو تعني "كفء, مهب كفو, وُنعم , مهب وُنعم.هذه مؤشرات الانتظام في المجتمع التقليدى ليس لإداء الشخص الوظيفى ولكن لتهيؤه للفزعه والاستجابه الفوريه العصبيه للمساعده , بغض النظر عن اى شىء آخر. هذا التهيؤ النفسى من ميكانزمات المجتمع القبلى وهو مؤشر إيجابى فى إطار ه وفى نسقه الاجتماعى . ولكن لايمكن أن يكون مؤشرا لقياس أداء مسؤول أو تقييم لموظف دون غيره. لأن المجتمع لايعتمد على الانتاجيه كمحدد للكفاءه كطبيعه للإقتصاد الريعى, فإن مؤشر ,كفو.... مهب كفو, هو الفعال والمؤثر فى المجتمع دون غيره من مؤشرات قياس الاداء العلميه. كيف يمكن أن تتفوق فى تحصيل هذا المؤشر وتتفوق فيه , يكفى المبالغه فى الاستقبال والترحيب والتعاطف ما أمكن وإعطاء بعض الوعود المصحوبه بإنشاء الله ولايكون خاطرك إلا طيب والمشى قليلا مودعا , حتى تحصل من السائل أو المراجع على درجة كفو مع مرتبة الشرف. طبعا هذا جميل لأنه من أصل عاداتنا وتقاليدنا وديننا كذلك ولكن لايمكن أن يكون معيارا لتقييم المسؤول فى الاداره إذا كنا نريد التقدم إداريا وفنيا . خطورة هذا المؤشر أنه فردى ومزاجى وقد يختلف فى كل مره فقد نحصل على كفو.. مره وفى الثانيه قد نحصل على مهب كفو .. لنفس الشخص من الشخص ذاته صاحب الكفو الاولى. تداخل المجتمعى التقليدى مع الادارى الفنى العلمى يقلل من فرص المؤهل العلمى أمام ضخامة المتراكم المجتمعى التقليدى ويضع الكفاءه العلميه أمام القبيله وقيمها كمتناقضين , لاينبغى أن يكون كذلك. الادهى والأخطر إذا أصبح ل ثقافة كفو.... مهب كفو نشاطات وهيئات ومؤسسات فى المجتمع خاصه بها ,مثل سباق المطايا ومسابقة القلايل والقنص وغيرها , بينما الثقافة الاخرى إنفردت بمؤسسات المجتمع الانتاجيه الاخرى. أهل قطر كلهم كفو , من منظور تقاليد المجتمع التى ورثهاالابناء عن الاباء, لكن يجب أن يرتقى المستوى الادارى والتعليمى والثقافى والصحافه فى البلد الى عدم الخلط بين الطبيعه التى جُبل عليها أفراد المجتمع القطرى الكريم وبين تقييم الاداء للقائم على المنصب بعيدا عن كفو.... مهب كفو, حيث أنه مقياس فردى جدا وعاطفى جدا ولايمكن حسابه علميا. ولايمكن صرفه فى صيدلية أى مركز أبحاث علميه تقيس الاداء والانتاجيه ومن ثم تضع مؤشرات التنميه.

الخميس، 27 سبتمبر 2012

فى تأبين الريان القديم


 

في تأبين الريان القديم

 التحديث اذ يغتال الذاكرة التاريخية

 

الريان اسم له وقع على الاذن العربية عامة ، والقطرية على وجه التحديد،  فاسماً هو احد ابواب الجنة المبتغاة  وموقعا هو سكنى ومقام وموئل لحكام قطر  الكرام واشهر العوائل والبيوت القطرية العريقة الاصيلة كذلك.

وعلى الرغم من ان هناك العديد من المواقع التاريخية بدولتنا الحبيبة  الا ان الريان يبقى ذا تفرد لاهميته  وشهرة اسمه .

كانت مزارع الريان القديم الاكثر شهرة والاكبر مساحة في قطر ومعظم قبائل وعوائل قطر الاصلية  لها من يمثلها في الريان.  لقد كان تجمعا فريدا دالا على طيبة هذا الشعب والتحامه ببعضه البعض فيكفي ان تذكر انك من الريان ليتاكد الجميع بانك ابن هذه الارض الطيبة  لقد كانت فسيفساء عائلية عجيبة ومتحابة لا تجد مثلها اليوم، حيث المجالس مفتوحة وعامرة رغم ضعف المداخيل الا ان النفوس كانت كبيرة والثقة بالله والغد تعمر تلك النفوس ككل اهالي هذا الوطن الحبيب في تلك الفترة . كان الاطمئنان قيمة كبرى لم نشعر بها الا بعد ان فقدناها والهدوء والصفاء يلف المكان ويزدان به الجو حتى انك تسمع اصوات الطيور ومكائن جلب المياه من المزارع المحيطة وانت في دارك بعيدا مئات الامتار عنها

لقد انجب الريان رجالا لهم قدرهم ومكانتهم في التاريخ القطري فمنهم الشاعر والاديب ومنهم صاحب الرأي والمشورة  ومنهم كذلك اللاعب الفذ ومن مدارسه تخرج رجال تقلد بعضهم أعلى المناصب والمسئوليات ومقبرته التي تضم رفات  معظم شيوخ ورجالات ونساء قطر الكبار دليل حي على عمقه التاريخي . لقد كان كغيره من مواقع الوطن  التاريخية مصدر ابداع ومصنعاً  لتخريج الرجال المؤمنين بهذا الوطن المتفانين في خدمته ولكن التاريخ لا يعرف الثبات

فمع منتصف السبعينيات تقريبا من القرن الماضي ومع تطور الدولة الاقتصادي والمالي خرجت معظم العوائل القطرية تدريجيا من الريان القديم بعد ان خصصت الدولة اراضي جديدة لكل عائلة او قبيلة على حدة فمنهم من قطن على اطرافه ومنهم من ابتعد قليلا الا ان عيون الجميع كانت ترنو اليه كمهد لذلك الالتقاء العفوي بينهم وتلك الطيبة التي بددها الانتقال الذي مهد بعد ذلك لقيام نفسية جديدة متمركزة حول الذات

كان الامل في اعادة تخطيطه بحيث يمهد للعودة اليه وانعاشه مرة اخرى كغيره من مناطق دولتنا الحبيبة ولكن تشاء الاقدار ان يكون مركزا لعملية ضخمة وكبيرة لم تشهدها الدولة وربما المنطقة من قبل فتلاشى الامل في امكانية الرجوع اليه كساكنين وما هي الا سنوات قليلة وتحجبنا عن الريان القديم اسوار واسوار وجدار يتلو جدارا فلا يعود بالامكان حتى التجول داخل شوارعه وازقته المفعمة والمثقلة بذكريات الامس مع الاباء والاجداد حتى وهي اطلال .

في اعتقادي ان الريان القديم كان نموذجا فريدا لم نستطع تدعيمه وتعميمه فاكتفينا بتفكيكه تحت ضغط التطور والتوسع والان تمتد يد التحديث رغم اهميتها لاغتيال ذاكرته التاريخية كمنطقة من اهم مناطق هذا الوطن الحبيب ولفئة ليست بالهينة ولا القليلة من اهله وسكانه . وكأني بعد الانتهاء من عملية التحديث القائمة اليوم بهدف انشاء منطقة تعليمية ضخمة على ترابه ارى انهاء الوجود المادي لمكان يدعى الريان القديم ولم يعد يعني هذا المسمى سوى فريق الكرة الشهير الذي شاء القدر كذلك ان ينقل ليزرع في منطقة خارج اقليم الريان شاهدا على القادمين والذاهبين وكأنه يشير ويذكر بالماضي حين كان يتربع داخل ثنايا الريان وبين حناياه ويجذب ربما لهذا السبب تشجيع وترحيب معظم افراد الجاليات العربية والاسلامية المقيمة في الدولة .

ايها التحديث رغم ايماني باهميتك وبصدق النوايا حولك الا اني اراك ثقيلا على النفس كثقل الجبال الرواسي لاقدامك على اغتيال ذاكرتي التاريخية كأحد أبناء الريان وقضاؤك على املي بالعودة اليه يوما ان لم يكن انا فأولادي وأولاد غيري من اهله ومن تربى على ارضه وترابه الحبيب.

انه حنين له جذوره ووداع له ما يبرره وتأبين يستدعيه الضمير والواجب لذكرى تداعب السمع ومكان يهفو له القلب .

يا أهل قطر عظّم الله أجركم جميعا في الريان القديم  

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

أزمتنا مع التاريخ

الماثل أمامك , إنسان قديم له آلاف السنين , رغم أنه لم يتجاوز سن الشباب, هذا هو الإنسان العربى , لاينتج لأن التاريخ قد شاب فى ذهنه وعقليته فأصبح يقتات منه وعليه كل فجر جديد ومع كل شمس تطلع. يتحدث عن الفتنه وهو جالس أمام الكمبيوتر, يناقش الخلاف السنى –الشيعى العقيم بتوتر وتشنج حسب منطلقه وهو يحمل الآيباد والآى فون بين يديه, لنرى كيف تعامل الغير مع التاريخ لكى يتخلصوا من تبعاته وآثار حمله دون فرز وإعطاء الأولويه دائما للحاضر وللمستقبل على الماضى الثاوى فى أجزائه المتلاشيه.
أولا: درسوا الحقب التاريخيه كل حسب ظروفها ونظامها المعرفى السائد فيها حينئذ فأصدروا أحكاما عليها وتقييما لها ضمن تلك الشروط فالحكم التاريخى لديهم ليس مستمر المفعوليه الى اليوم وبالتالى النفسيه المصاحبه لتلك الاحكام من كره أو حقد أو مدح أو ذم نفسيه متوقفه غير مستمره , فإنزاح عن صدر الحاضر كثير من الهم والحقد المستعر الذى يرثه الأجيال جيلا بعد آخر.
ثانيا: خرجوا عن دراسة دور المركز إلى دراسة دور الهامش لتكون الصوره أوضح وأشمل , درسوا دور المهمشين والمبعدين والمرضى بل والمجانين"فوكو" ليعرفوا ظروف كل عصر ومعاناة الانسان فيه , بينما نحن ركزنا على دراسة الابطال والقاده مع كثير من عدم الشفافيه ومع مزيد من الأسطره لشخصياتهم حتى سكن فى الذهنيه إمكانية إعادتهم أو على الأقل محاولة ذلك.
ثالثا: هناك محاولات قليله تاريخيه حول أدوار المهمشين فى الحضاره العربيه كالصعاليك والشاذين وغيرهم إلا أنها مستبعده كون الثقافه العربيه من النقاء ما يميزها عن غيرها, لذلك صورة البطل أو المركز إذا لم تتوفر الآن فإنها تحمل حملا من الماض لتستقر فى الحاضر بشروطه المختلفه.
رابعا: إنتقل الغرب لدراسة تاريخ الذهنيات من أجل فهم حركة الجموع البشريه وهو تاريخ الأفكار والمتخيلات , تاريخ الخوف وتاريخ الموت وتاريخ الطبيعه مع الله فخرج من التاريخ "تداول الأيام بين ماض وحاضر ومستقبل " بحصيله وأرضيه وعمق يفهم من خلالها حركة الانسان ودوافع هذه الحركه ونقاط تمفصلها وعدم إمتدادها كأزليه وحكما أبديا.
هذه أهم نقاط أزمتنا مع التاريخ والمستمره حيث أننا نراه من جانب واحد, فالجنون لدينا حكم مسبق , بينما لديهم الجنون ظهر فقط عندما تطورت العقلانيه أما قبل ذلك فالمجانين كانوا يعيشون بشكل طبيعى.

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012

"الفتنه" داء الأمه أم وعيها الزائف

 






مفهوم الفتنه سياسياً نتاج العقلية العربية الإسلامية بامتياز . وهو مفهوم يدل على قصور سياسي تاريخي عن بلوغ مرحلة الرشد والنضج التي مرت بها مجتمعات أخرى في عالم اليوم . لماذا نحن فقط دائماً في خوف من اشتعال الفتنه ؟
لماذا مجتمعاتنا العربية والإسلامية هي فقط مسرحاً لمثل هذا الاشتعال ؟
وأولاً وقبل كل شئ ما هي الفتنه أصلاً ؟ وما هي مكوناتها ؟ لا أجد تفسيراً لها أنها منطقة محظورة عجزنا أو عجزت أطراف الأمة عن مقاربتها بشكل يدخلها ضمن أحد مستويات العقل الجمعي للأمة ، فجلست هذه الأطراف على حدود هذه المنطقة خوفاً من السقوط فيها لأنها لا تزال في مرحلة اللامعقول واللامتفاهم حوله وتظل الأمور هكذا حتي يحصل حدث مأساوي معين يدفع أحد الأطراف في السقوط في المنطقة لتشتعل الفتنه وتأتي على الأخضر واليابس . أما مكونات ” الفتنه ” فهي تتراوح بين الأبعاد الدينية أو الطائفية أو القبلية .
وهذه في اعتقادي مكونات ما قبل المجتمع المدني هذا يفسر عدم وجود مثل هذا المفهوم في البلدان المتمدنة والمتطورة ، هل يمكن الحديث عن ” فتنه ” بهذا المفهوم في دول أوروبا الغربية المتقدمة ؟ أو في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاُ .
عرف تاريخنا عبر عقوده الطويلة منذ فجر الإسلام فتن عديدة لغياب السياسية كعامل يتوسط بين الخلاف وكذلك صلابة الفهم الديني وبروز العامل العرقي الأثني فلا تلبث الأمة إلا أن تجد نفسها في أتون حرب طائلة انجرت إليها جراً دونما استعداد أو تهيب . من هنا حتى تاريخنا الحديث جداً مر ولا يزال يمر بمثل هذه الفتن التي يجب أخراجها من إطارها الملتبس بالدين وإدخالها ضمن عملية القصور السياسي والمؤسساتي للمجتمع . فاجتياح صدام للكويت أقام فتنه والحرب اللبنانية الأهلية أيضاً فتنه لسقوط البعض في هذه الفجوة أو المنطقة المحظورة بمعنى أن مثل هذه الأحداث فجرت مكونات الأمة وجعلتها في مواجهة مع نفسها وهي التي حاولت طويلاً نسيانها أو تناسيها وليس حلها . هذا هو القصور التاريخي . الآن للخروج من هذا المأزق الذي تكرر وسيتكرر عبر التاريخ لابد من الإشارة الى بعض المنافذ المحتملة .
أولاً :- الاعتراف بنسبية المعرفة لدى جميع الأطراف لان أدعاء الحقيقة والمعرفة التامة تعنى الصدام مع الآخر لا محالة مهما طالت المدة وأمتد الدهر .
ثانياً :- أقامة الدساتير المدنية القائمة على المساواة والمواطنة لأخذ المجتمع من سباته التاريخي ومرجعياته بجميع أشكالها
ثالثاً :- إخراج مفهوم الفتنه من الوعي العربي ومن النسق الديني لان استمرار هذا الوعي يعني توقع وجودها وقيامها لا شعورياً طال الزمن أو قصر ففتنه ” الرجل في دينه ” مثلاُ أو ” فتنه المسيح الدجال ” مختلفة تماماً عن ما يقع ضمن هذا المفهوم حالياً .
رابعاً :- تفكيك مفهوم الفتنه وأعادته الى جزئياته وهي في الحقيقة خلافات طائفية كانت أم دينية أم قبلية يمكن التفاهم حولها ووضع الآليات الدستورية والقوانين المدنية للتعامل معها .
خامساً :- دمقرطة السلطة العربية والإسلامية وتعقيد اتخاذ القرارات المصيرية لكي لا تتكرر ” فتن ” بمستوى غزو دولة لدولة أخرى .
أعتقد أن مثل هذه الإجراءات سوف تخرج هذا المفهوم ” الفتنه ” من مكانته الرهيبة في زوايا الوعي العربي وتعيده الى مكانته الحقيقة والملموسة كأن يفتن الشاب الوسيم قلوب النساء أو أن تفتن المرأة الجميلة الرجال وهما أمران لا يلامس خطرهما أطراف الأمة بل ويمكن التحصن منهما بالأخلاق والتدين أو حتي بالزواج . الوعى بان الفتنة قدر للامة حملها, اى الامة, مالاتحتمل وجعلها تنقل داءها فى رداءها

الجمعة، 17 أغسطس 2012

تغريدات رمضانيه-2

بدلا من الدعاء لإصلاح حال الراعى والرعيه, وهو أمر من باب التمنى, الشروع فى بناء دولة المواطنه لا دولة "الراعى والرعيه"أمر متحقق وممكن. 

-
ليس هناك أصلا بطانه صالحه على إطلاقه ,هناك بطانه تصلُح للحاكم

-       لا يمكن للبطانه أن تصلح الحاكم إذا لم يكن صالحا لانها ستبدو كمعارضه فسيتم إستبعادها, هذا لو قبلت بالتضحيه بمصالحها                  
-
إصلاح "البطانه" أصعب من إصلاح الحاكم لأنها مصالح شتى                  

-مفهوم البطانه: ليس هناك بطانه فى السياسه بل هناك حزب ورئيس منتخب ومجلس تشريعى منتخب يشرع ويراقب- -4   

-مفهوم الرزق : الله هو الرازق ولكن سياسيا , الحكم ليس رزق وإنما إختيار واع من قبل الناس وإرادتهم هى التى تفرض النظام وتقيم الحكم وتراقبه-3                 

-عدم حل المشاكل السياسيه أو الدينيه وإنما إخفائها يؤدى الى مايسمى بإيقاظ الفتنه وهذا وهم تداخل الدينى والسياسى أدى الىشيوع هذا المفهوم-2                 

-مفاهيم حاكمه فى الثقافه العربيه تحتاج الى فهم جديد1- مفهوم الفتنه:فى الصراع السياسى والدينى ليس هناك فتنه, هناك مشكله تحتاج الى حل-1    

-البلاهه" فكر جاهز يتبناه الانسان دون مساءله ,كما يتناول دواء دون استشارة طبيب            

               

تغريدات رمضانيه-1

 الهويه القاتله هى الهويه الطائفيه لانها قابله للإنفجار مع الزمن وعند تفاعل الظروف                 

 جميعنا نلعن الطائفيه ولكن نخفى فى انفسنا خلايا طائفيه نائمه .                 

  
نقل الصراعات إلى ساحة"تويتر" أوبالاحرى تفريغ المكبوتات , خطوه إيجابيه نحوالتوجه الى الفكر بدلا من البندقيه فى حل الاختلاف


الاثنين، 13 أغسطس 2012

"لسعات فكريه" النقد من خلف الكواليس




حصلت اخيرا على نسخه من كتاب "لسعات فكريه" من مكتبه الثقافه فى الدوحه  حيث يباع ومقدمته تقول التالى"ألفت هذا "السفر" على بعض مغالطات الكاتب القطرى عبد العزيز الخاطر بعد أن رأيت لكتاباته  إجلالا    فى غير محله". والمؤلفان  كما جاء على غلاف الكتاب هما الكاتبين فهد بن عبد العزيز ال ثانى وعيسى بن عبد العزيز ال ثانى.  ولم أجد فى الكتاب مايستحق الرد عليه  من الناحيه الفكريه لأنه ليس له من عنوانه أى حظ  فهو ليس فكر فالفكر أفق  وهو ضيق أفق , وليس لسعه  لأن الفكر لايلسع وإنما  يبطل لسعة الاعتقاد الجازم بإمتلاك الحق  فى تصنيف الناس  وقراءة نواياهم  والخلط  بين المفاهيم وتاريخها وتحولاتها وذلك عن طريق   توسيع المدارك  والملكات. كما ذكرت ليس هناك مايستاهل الرد عليه  فكريا ولكننى  لدىً ملاحظات معظمها إجرائيه  وتربويه.



أولا:هناك  إهداء لشهداء الثورات العربيه والجميل  فى هذا الاهداء أنه لم يخص  أصحاب عقيده أودين معين دون غيره   أو فكر دون آخر  إلا أن الوضع سيختلف بعد ذلك.  



ثانيا: هناك آيات كريمه عن الحق والباطل   وإن هذا "السفر" الحق جاء ليدمغ الباطل . ثم يأتى إقتباس من أحدى مقالاتى  قلت فيه أن الايمان حاجه  نفسيه ضروريه للفرد , فرد على"الشيخان" بل ضروره عقليه  ,و إدعاء أنها حاجه نفسيه  من دعاوى الملاحده"إتهام مبطن" وهل قلت أن الايمان ليس عقلا؟.



ثالثا: من الواضح أن الذى كتب هذا الكتيب "السفر" ليس هما الكاتبان "الشيخان",  فيبدأ بالقول كتبت هذا الكتاب  ثم يقول  قال" الشيخان كذا وكذا , ورد الشيخان بهذا وذاك. ولم يورد هذا المتكلم أسمه  ولا صفته , وليس هناك فصل بين المقدمه وموضوع الكتاب , فهو يشير إلى نفسه  ثم يستشهد بقول الشيخان  ولم يوضح من المقصود من الشيخان أهما المؤلفان  كونهما  من العائله الكريمه الحاكمه أم هما  آخران ؟وقد عرف تاريخيا وادبيا بان الشيخان هما أبوبكر وعمر رضى الله عنهما    .



رابعا:" ويل لقوم كان هؤلاء مثقفيهم وكُتابهم" حكم مطلق " , ثم يقول أن كتابى "البقاء على قيد الكتابه"لم يوزع وإن  الناشر إستله من تحت الطاوله يأسا من بيعه, "كاتب  هذا  وضع فكره     كيف يمكن الحديث عنه كخطر على المجتمع؟



خامسا: نعيب على وزارة الاوقاف عدم تصديهم للمقالات الهدامه فى جرائدنا المحليه  التى تطرح  دونما حسيب أور قيب  " دعوه لمصادرة الفكر الذى عنونا به كتابهما "السفر" كما يشير الكتاب الى حالة الثقافه الرثه فى قطر فالكتاب يكتبون لمجرد الكتابه والشعر بلا قافيه وعبد العزيز الخاطر من هؤلاء إلا أنه يمتاز بايديولجيه تهدف لنشر العلمانيه ولم يوضحا ما يقصدانه بمفهوم العلمانيه وأكثر الظن هو مايتبادر إلى الذهن سريعا من كونها كفر وزندقه  وفصل للدين عن السياسه,"الستريو تايب  المحفور فى الذهنيه العربيه"  مترافق مع  الخوف المرضى من المصطلح  دونما محاولة تفكيكه  .

سادسا:   "ارجو أن يسمح القارىء الكريم باستخدام  صيغه المفرد تاره  والجمع تارة أخرى وذلك لأن الكتاب فى يتكلم بهذه الصيغ  فهناك كاتب وهناك شيخان ينقل عنهما" أين ثقافة الشيخان  ومن يكتب معهما ؟ أنا أتساءل؟   لماذا لايشاركان  فى نشر ما يعتقدان به دون تلميح بكفر أو بإلحاد طالما أن الحبل على الجرار   والزبد  هو الغالب كما يقولان.

  سابعا :للأسف الثقافه فى قطر تحمل صفة النخبويه ولاتصل الى إلى فئه معينه فى حين انها يجب ان تحتوى عقل كل قطرى" ص 18 لم يوضحا مالمقصود بالثقافه؟     التى يريدانها ان تحتل عقل كل قطرى   ,  وهل ثمة ثقافة  وهويه اخرى فى مجتمعنا القطرى سوى  ثقافة الاسلام  و لايستطيع أحدا كائنا من كان  ان يخرج احدا من هويته وثقافته طالما لم يدعى  هو ذلك فالقول بعلمانية  فلان أو بالحاد علان  إنطلاقا لفهم شخصى هو الفكر الكارثه والثقافة  المبتوره .

سابعا: من الواضح بجلاء ينطلق الكاتب أو الكاتبان, من منطلق فكر الوصايه على المجتمع فهم خائفون على المجتمع من فكر عبد العزيز الخاطر " وهو فكر عقيم ولغه ضعيفه,  ومكرر وممل , لماذا إذن  هذا "السفر" لانقاذ المجتمع منه؟ ويطلبان الدوله بالتطور فكريا؟  وهم يرون أن الاوقاف مقصره ووزارة الثقافه كذلك  حيث الثقافه ضعيفه ومضمحله وذلك لايليق بدوله اختيرت كعاصمه للثقافه كل هذه الاتهامات دونما توضيح مالمقصود بالثقافه التى يريدان ان تسود  إذا كان  معظم المجتمع لايدركها  ,ويطالبان  أيضا بأن يتطور الفكر كما العمران فى قطر  ولاأعرف معنى لتطور الفكر يحمل مصادرته . وإتهامه  أصحابه  بما يخرجه عن المجتمع وثقافته.     وهم كذلك يرون أن طبقه كبيره فى المجتمع القطرى ثقافتها صفر ولاتفقه الا توافه الامور وافكار هشه وسطحيه ويقولان ان المواقع الالكترونيه بينت لهم عقليات المجتمع بجميع شرائحه والثقافه الهابطه التى"يمتاز" بها  "ص20لاحظ كلمة يمتاز وهابطه  وهل الهبوط  يوصف بأنه.إمتياز. وهل المواقع الالكترونيه تُعد حكما على ثقافة أمه أو شعب .



ثامنا: فى صفحه 51&52  يقولان انهما استأذنانى بنشرحواراتى معهما ورفضت والحقيقه أننى حاورت شخصا يدعى "مد نايت تشارم" سحر منتصف الليل " وليست محاوره سوى ردود واجوبه مقتضبه وحينما طلبت منه أن يكشف عن اسمه غضب وقال  هذا لايعنيك  وبعد فتره طويله كتب لى قائلا أنا عيسى عبد العزيز ال ثانى هل تسمح لى بنشر ذلك قلت له بشرط أن تذكر هذه الحادثه ولكنه ذكر النصف الذى يريد  فقط والله على ما اقول شهيد وذكر أن هذا التراجع    أو الخوف من النشر  من قبلى  غير محمود ولا مقبول  ويضيف أن ثبات الخاطر على أفكاره أو تراجعه لايستحقان التقدير   .فلم كل هذا  العناء طالما النتيجه  تساوى صفرا كبيره.؟



تاسعا:  قضية  مقالى " التطرف ---فناء الذات فى العقيده  يقول الكاتبان أنه لاتوجد ذات إلا وتوجد  عقيده لم أقل بغير ذلك هناك ذاتا  تعتنق  عقيده  وهناك ذاتا بدون عقيده ماذا نسمى "اللاادريه" فى العالم  إذن , أما مقالى أخيرا علمانيه" فالمقصود  أن تصل السلطه فى دولنا إلى أن تكون حياديه أمام مكونات المجتمع  فهى نوع أو شكل من أشكال أو تعاريف العلمانيه ,لو أنصف الكاتبان  وقرْا أطول مقال لى نشر فى كتابى وفى مواقع كثيره عن العلمانيه كيف أشرت الى غربة هذا المصطلح فى مجتمعاتنا وصعوبة توليده محليا  فأين دعواهم لى بأننى ادعوا إليها؟ الكاتب يستخدم المصطلح  بما بما يمكن أن يحتمله  من توضيح ومعان   فهذه المفاهيم تاريخيه تطورت وأخذت اشكالا عديده عبر صيروره من الزمن فجميعنا نستخدم الديمقراطيه انظمة وشعوبا ولكن اين هى الديمقراطيه وتجسدها؟ وهل نحن مؤمنين بها ؟ وهل يمكن استنباتها محليا؟    



عاشرا:  أرحب كثيرا بالنقد  التلقائى  فنحن بشر  خطاؤون, ونحن مجتمع واحد  والقطريون إخوه  ينتقد بعضهم بعضا وينصح بعضهم الآخر  واشكر الكاتبان  على ردهما الكتابى على الاقل  ولكننى أشك كثيرا فى من هو   خلف الكواليس , اخشى على بلدى ممن هم خلف الكواليس يستغلون طيبة هذا الشعب وحبه لدينه وغيرته على عقيدته.