الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

محمد جابر الأنصاري



عندما سجلت كطالب في جامعة الخليج العربي في برنامج ماجستير الإداره في منتصف التسعينيات , لاحظت مقررا إجباريا لجميع طلاب الجامعه وهو مقرر الثقافه الاسلاميه الذي كان يدرسه الدكتور محمد جابر الأنصاري عميد كلية الدراسات العليا في الجامعه, مشروع جامعة الخليج مشروع طموح إ لا أنه عانى من من أعراض المرض العربي في العمل المشترك كغيره من المشاريع , على كل حال , كنت اعرف أن الدكتور محمد جابر الانصاري كان مسؤولا عن التعليم في مرحلة سابقه , وكذلك كان متواجدا في دولة قطر لفترة مع بدايات صدور مجلة "الدوحه" في عصرها الذهبي . كان مقرر الثقافه الاسلاميه من امتع البرامج التي درستها خلال تلك الفتره التي قضيتها في إتمام دراسة الماجستير , وذلك راجع لتميز الدكتور محمد جابر الانصاري في تقديم الماده وتحبيبها للطلبه , حتى ذوي التخصص العلمي , أذكر أنه اتى بمجموعة كتب في جميع التخصصات وطلب من كل طالب أن يختار كتابا ويلخصه ويشرحه لبقية الفص ومن الكتب التي لازلت أذكرها , كتاب تخليص الابريز في تلخيص باريز لرفاعة الطهطاوي والاسلام بين العلم والمدنيه للشيخ محمد عبده وأم القرى للكواكبي وتحرير المرأه لقاسم أمين والاسلام وأصول الحكم لعلي عبدالرازق وتجديد
الفكر العربي لزكي نجيب محمود والمعلوماتيه على مشارف القرن 21 لانطوان بطرس ومن هنا نبدأ لخالد محمد خالد والهندسه الوراثيه والاخلاق لناهدة البقصمي وغير ذلك من الكتب , فأصبح البرنامج عبارة عن مجموعة من الافكار المتداوله بين الطلبه كل حسب إهتمامه ورؤيته لما قرأ ورأيه فيما قرأ كذلك . الدكتور محمد جابر الانصاري له العديد من الكتب حول المجتمع العربي وطبيعة الانقطاعات الاجتماعيه والطبيعيه التي أثرت في تركيبته الاجتماعيه وثقافته , كما أن له كتاب عن الفكر العربي وصراع الاضداد , تبدو خلدونية الدكتور الانصاري واضحة من خلال كتبه وقراءاته. أنا شخصيا إستفدت من تلك المحاضرات وكذلك من الوقت الذي قضيت مع الاستاذ الدكتور محمد جابر الانصاري ولطفه وإبتسامته الدائمه . لازلت احتفظ بأسئلة نهاية الفصل التي أعتقد أنها لاتزال تحتاج الى إجابات متجدده , لأنها إسئلة فكر في حالة صيروره دائمه وهو ما جعل من مادته مفتوحه الافق للباحث وليست فقط مقررا تطوى صفحاته بإنتهاء الموسم الدراسي من تلك الاسئله : 1- عالج وعلل بصفة عامة ظاهرة تعدد مناهج الاصلاح الحديث وتضاربها في العالم الاسلامي مبينا طبيعة كل نهج فيما يخص تحديدا منهج كل من محمد عبده وجمال الدين الافغاني؟
2-أوضح بإيجاز مدلول كل من : السلفيه- العلمانيه- التوفيقيه
محللا طبيعة العلاقه المركبه القائمه بين هذه الاتجاهات الثلاثه في الفكر الاسلامي, مبديا رأيك في إمكانية التوفيق أو إستحالته فيما بينهما.
هذه الاسئلة لاتزال مطروحه حتى اليوم وبشكل أكثر كثافة عن أي وقت آخر . لذلك تحتاج مجتمعاتنا لعقلية المفكر , وحسنا فعل ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى في تعيينه مستشارا ثقافيا له , على الأقل سيعمل على إبقاء الافق الثقافي مفتوحا برأي هنا وإستشارة هناك وسيقاوم جبروت السياسه من إقتحامه ومحاولة إغلاقه. كُرم الدكتور محمد جابر الانصاري مؤخرا من قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربيه مؤخرا في الدوحه بمبادرة من سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم حفظه الله ,لتكريم المتميزين من كل دوله وقد حضر أحد أبنائه أوإحدى بناته لاستلام جائزته, أرجو من الله أن يكون الدكتور محمد جابر الانصاري بصحة جيده كما نتمنى له وللبحرين الغاليه كل خير وتقدم.

الأحد، 27 ديسمبر 2015

حول أسباب الهشاشه السياسيه










إفتقد المجتمع القطرى تاريخيا إلى تعرجات ومسالك تكون الطبقات الاجتماعيه , فالتاريخ القطرى ليس تاريخ مراحل بل هو تاريخ القفزه أو الطفره, لذلك فالطبقه فى قطر ليست تكون تاريخى وإنما صناعة الدوله. الطبقه الوحيده فى قطر هى الدوله التى تفرز طبقاتها. قفز الاقتصاد القطرى من الرعى والغوص إلى النفط. وإستعاض لسد هذه الثغره الانتاجيه بالعماله الاجنبيه الاسيويه بالذات بكثافه كبيره وبإقتصاد التوكيلات التجاريه التى أصبح ملاكها فيما بعد يمثلون طبقه برجوازيه حملت فى ثناياها بوادر وامآل طبقه وسطى هشه. لم يمر الوعى الشعبى كذلك بمرحله تصورات لما قبل الدوله , الوعى السياسى الوحيد للمجتمع هو وعى الدوله نزولا إلى المجتمع. مجتمعات الخليج معظمها متشابهه فى هذا المجال إلا أن بعضها كالكويت مثلا كان للتجار دور كبير بل واصبحوا طبقه وشاركوا فى بناء الدوله مع الشيوخ . وأنفردوا بالتجاره مقابل الحكم للشيوخ حتى عهد عبدالله السالم "عبداللطيف الدعيج. جريدة القبس الكويتيه" . قطر لم تكن مركزا تجاريا فى أى نوع من أنواع الاقتصاد التقليدى كانت ممرا للسفن وتعانى من ندرة فى السكان وأهلها أهل غوص وصيد وهذه المهن لاتساعد على إقامة طبقة التوفير والاستهلاك الذاتيه التى تكون بالتالى الاستقلاليه الفكريه والماديه. هناك بعض العوائل القطريه التجاريه إلا أنها محدوده وأرتبطت بتجارتها مع الدوله لضعف المجتمع وضعف موارده الماديه وصعوبة استمرار تجارتها دونما إحتواء ومشاركه من الدوله. هناك تجار ولكن ليست هناك تجاره أو طبقه تجاريه من دون الدوله وبموافقتها.هذا الشكل السياسى لأولويه الدوله على المجتمع أعطى الدوله فى قطر ميزه قد تفسر ريادتها اليوم وسرعة تحركها فى المحافل الدوليه والاقليميه. أن تقوم الدوله بتشكيل المجتمع وتنظيمه و التحكم فى طبقاته ليس نمطا شائعا فى علم الاجتماع السياسى الذى يشير إلا أن الدوله أساسا تمظهرا لإرادة المجتمع وشكلا من أشكال وعيه السياسى. تحول مجموع القطريين إلى مجتمع بإرادة الدوله فضرورة إقامة الدوله فى حينه لم يكن لينتظر الامور لتصبح فى سياق قيام الدوله التاريخى من تحت إلى أعلى . إدماج المجتمع فى الدوله بحيث تصبح دولة المجتمع وحصر جوانب التسرب فى العلاقه بين الطرفين وزيادة المشاركه وإرساء القانون كمرتكز للدوله وللمواطن باستقلاليه, كفيل مع الوقت لاصلاح الخلل وقيام كل من المجتمع والدوله بدوريهما الفاعلين








الخميس، 24 ديسمبر 2015

"وياك" أهم جمعية أهليه والغياب الاعلامي



عندما أطلعت على الهدف الذي أنشئت من أجله جمعية اصدقاء الصحة النفسيه "وياك" ذهلت من جهل قطاع كبير من المجتمع بدورها وأهميته في هذا الوقت بالذات الذي تمر به دولتنا الحبيبه بمرحلة نمو وتنميه تتميز بوتيره متسارعه , عجبت من عدم تغطيتها إعلاميا بالشكل المطلوب سواء من الاعلام المحلي أو من قناة الجزيره , لأن الدور المنوط بهذه الجمعيه هام للغاية على صعيد أي مجتمع خاصة مجتمعنا القطري الذي ذكرت أنه يَمرُ بمرحلة انتقاليه مما يجعل جميع مكوناته ومكتسباته الثقافيه والاجتماعيه والاعلاميه في حاجة ماسه للوصول الى طاقتها القصوى لتحقيق التوافق الاجتماعي في عالم متغير,, وجمعية اصدقاء الصحة النفسيه" وياك" للتعريف بها هي جمعية اهليه خيريه تأسست عام 2012 كهيئة تطوعيه وتم الاعتراف بها بناء على قرار وزير الشئون الاجتماعيه رقم "4" لسنة2012 ونشاطها يتمثل في تقديم الدعم لمتلقي الخدمات النفسيه من خلال البرامج المكتخصصه وتوعية أفراد المجتمع باهمية الصحة النفسيه والوصول بالفرد الى فلسفة توافقيه مع ظروفه تسمح له بالتصرف بالكفاءة المطلوبه في جميع المواقف , جمعية هذه وظيفتها جمعينا نحتاج الى خدماتها و يعتري عالم اليوم ضغط نفسي مهول , ونسب المشاكل والامراض النفسيه في تصاعد كبير على مستوى العالم أجمع , نحن نعيش في مجتمع يخجل بأن يصرح أحد أفراده أننه يحتاج الى إرشاد نفسي أو مساعدة أو إستشارة نفسيه. نحن مجتمع يعتبر المرض النفسي عيبا وهو إبتلاء إلهي كغيره من أمراض الجسد, لم يعد بالامكان التصرف مع المشاكل والاضطرابات والامراض النفسيه عن طريق إخفائها , لما لذلك من آثاركارثيه على انتاجية المجتمع , ثنائية الجسد والنفس مختلة في مجتمعاتنا وذلك عائد للنظرة الاجتماعيه القاصره عن فهم النفس وأسرارها وأمراضها . نحن بحاجة فعليه وملحة لإشهار هذه الجمعية إعلاميا بصورة أكبر , فمدخل التنمية مدخل نفسي وصحة نفسيه , المجتمع يجهل معنى الصحة النفسية وهذا مثلب كبير وخطير نعاني منه جميعنا, أمراضنا النفسيه كثيرة وتتزايد ولايمكن علاجها عضويا , الحاجة الى الارشاد الاكاديمي المتخصص للوصول الى مرحلة الاعتراف التي يبدأ معها العلاج , ليس منا من هو صحيحُ نفسيا تماما, من يكذب يعاني من مشكلة نفسيه , من ينافق يعاني من مشكلة نفسية, تضخيم الذات مشكلة نفسيه كثيرة ولايمكن أن تحصى المشكلات النفسية التي تحتاج الى علاج , لذلك كان واجبا على وسائل الاعلام أن تشهر هذه الجمعية بصورة أكبر على شكل تغطية شامله أو دورية لأنها جزء هام في الطريق إلى الوصول حتى 2022 ومنها الى 2030 حيث رؤية قطر الاستراتيجيه, الصحة النفسية أصبحت مطلب في عالم يكتنفه العنف والتكيف أصبح حاجة لاغنى عنها ولايتم ذلك الا عن طريق العلم والخبرة والارشاد المهني المتخصص الذي توفره "وياك"
أتوجه بالشكر الى الشيخ ثاني بن عبدالله رئيس مجلس إدارة هذه الجمعية على إهتمامه بهذه القضيه الهامه جدا وأسأل الله أن يكون ذلك في ثواب والديه , كما اشكر الاخ العزيز حسن بن عبدالله الغانم نائب الرئيس لنشاطه المعتاد ومساهمته الخاصة بعد دوره الرسمى الذي أداه بكل أمانه , والشكر موصول لجميع اعضاء مجلس الادارة والعاملين في "وياك" نسأل الله الصحة ودوام العافية للجميع , ونعتب على إعلامنا الداخلي والخارجي الذي ينقل لنا يوميا عشرات التقارير والصورة الدامية التي تكتم الانفاس وتدمي النفوس ولايقدم بالمقابل دعما مماثلا لمن يقوم بالعمل على علاج النفوس وإعادة إتزانها بعد ذلك . ليلتئم جرح المجتمع مما لحق به من أضرار , اللهم إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

نحتاج نظرة أشمل ياشيخنا الجليل.


جمبل أن يناشد شيخنا القره داغي الحكومة بتعديل قانون الاستفاده من السكن الحكومي بالنسبة للقطريين بحيث لايبدو تحايلا واضحا و بالتالي محرما"جريدة الشرق, الاثنين الموافق 21-12-2015
لن أتطرق هنا الى التوقيت ولا إلى التخصيص ولا إلى طبيعة إستفادة القطريين من الاسكان الحكومي , ولا إلى نظرة الحكومة "الاجتماعيه" من تخصيص ذلك, ولا إلى إمكانية التعديل بما يرفع الحرج.
سأتطرق هنا إلى جانب أعم وأشمل وهوجانب الدين والاخلاق ومدى تكاملهما في المجتمع حتى يمكن لنا في ضوء ذلك وضع مناشدة شيخنا القره داغي في مكانها الصحيح. ولا تصبح مجتزه من سياق طويل وكبير.نحن مجتمع متدين ولكن هل نمتلك قاعده أخلاقيه ثابته ومكملة حقيقة لتديننا ؟ هذا هو السؤال؟
المسؤول المتدين الذي يستغل المنصب في تسيير أعماله الخاصه مثلا , أو الوزير الذي ياخذ رواتب لوظائف وهميه في وزارته , أو المتنفذ الذي يسطو على الأملاك العامه, أو من يستطيع الحصول على تسهيلات إئتمانيه أكبر من طاقته على السداد بحكم حاجة المجتمع إليه لتأديه عمل لايؤديه غيره لأي سبب كان ديني أو إجتماعي, ثم يتحصل على الاعفاء بفضل علاقاته" وتدينه ووضعه الذي ذكرت, أو شيخ الدين الذي يتحول الى ظاهرة إجتماعيه فارقه بإمتيازاتها,أموال الريع التي تنصب بلا عمل مقابل أو جهد يبذل, أو غير ذلك, هناك العديد من الأمثله في مجتمعنا الدالة على عدم تطابق التدين مع القاعدة الاخلاقيه ومع ذلك لانرى في ذلك شيئا أو عيبا ظاهرا. الغش أصبح عادة إجتماعيه , النفاق سلوك يومي ,الغاية تبرر الوسيله مذهب شائع في ايامنا المعاشه, إستغلال المنصب يدخل ضمن ثقافة "إنفع نفسك قبل لايشيلونك" والنظيف يتهم بأنه "مانفع نفسه". ياشيخنا كلامك جميل لكنه مجتزء من سياق أكبر وددت لو تطرقت إليه ولم تتركنا ننظر الى الواقع بنظرة محدوده جدا "القطريون ونظام السكن الحكومي" وددت لو تتطرق الى موضوع أهم سيكفينا عناء التفسيرات وهو هل نحن أخلاقيون بقدر تديينا الظاهر؟ أم ان تديينا في الحقيقه يكشفه فقرنا الاخلاقي , في الحقيقه نحن مجتمع متخم بالتدين ولكن السؤال المطروح سؤال أخلاقي ,لايمكن لأحد ان يقيس مستوى التدين في الفرد بدقه , لكن من السهل قياس القاعدة الاخلاقيه لدى الفرد عندما تتنازعه المصلحه الشخصيه والمصلحه العامه عندما يكون النجاح مصلحة عامه يستدعي عدم الغش في الامتحان , لكن عندما يغدو مصلحه شخصيه فقط يمكن تبريره ولو كان الشخص متدينا أو يدعي التدين, وهنا يقع الاشكال.

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

الشيخ خالدبن حسن آل ثاني


لايمكن ذكر تاريخ الريان الاجتماعي دون ذكر اسم الشيخ خالد بن حسن بن عبدالله ال ثاني أطال الله في عمره. هذا الانسان الرائع , الكبير في كل صفاته , في صمته , في إحترامه وتقديره للجميع , في وفاءه للكبير , إرتبط والدي به وبوالده الشيخ حسن بن عبدالله رحمه الله بعلاقة دنيوية مثلى في جميع جوانبها , ونرتبط نحن كذلك وأهل الريان قاطبة بالشيخ خالد بن حسن وبأنجاله الكرام في علاقة مماثله يسودها الاحترام والتقدير والتآلف والمشاركه , كنا ونحن صغارا نقطع الطريق من البيت الى بيت الشيخ خالد بن حسن مشيا على الاقدام صباحا مارين بزرع عمر الدفع أمام بيت الشيخ عبدالرحمن بن حسن حفظه الله والشيخ خليفة بن حسن رحمة الله ولانعود الا في الليل , بعد قضاء يوم كامل من اللعب البرىء مع انجاله الكرام في المجلس حينا وفي الزرع احيانا أخرى , أرتبط الشيخ خالد بن حسن بمجموعة مثلى من االرفاق والاصحاب على تنوع ثقافاتهم ولا يزال أطال الله في عمره مكانا يهوى له القلب ويزوره الجميع من الاباء والابناء والاحفاد, أذكر بعضا من من كان يشكل مجموعتة الذهبية في حله وفي سفره , والدي رحمه الله , محمد جابر حسين , يوسف الباكر "بوحتيرش" محمد عبدالله رضا , محمد بن حسين السيد, أحمد بن خليفه السليطي وجميعهم في ذمة الله عليهم الرحمه , ناهيك عن الكثير من أبناء قطر على جميع مشاربهم , يتميز الشيخ خالد بن حسن بحسن الصمت وتجد فيه ملامح الحكمه والتبصر, حين مرض والدي مرضه الاخير كان سعادته دائم السؤال والزيارة له , واجهته مره على باب المستشفى فقلت له أن الوالد في وضع تصعب زيارته ورؤيته فيه للمحب فأجابني , أريد أن أراه,"أبي أشوفه" كلمة لاتزال في وجداني , وقد كان والدي شديد التعلق بالشيخ خالد بشكل يومي تجده معه في مكتبه صباحا ومعه في سفراته المتعدده الى الامارات أو الى مكة المكرمه أ وبيروت ,حتى بدا عليه المرض والتعب , كان والدي يحب في الشيخ خالد الوفاء والتدين وعفة اللسان والبساطه . الشيخ خالد بن حسن رمز إنساني لجيل الوفاء والطمأنينه نفتقدة اليوم ,حفظ الله الشيخ خالد بن حسن من كل مكروه وأطال في عمره , ووفق الله أبناءه الاعزاء للسير على منهجه الانساني في وقته طغت فيه الماده على كل شىء حتى أصبح كل مايلوح ذهبا ولو كان حفنة من الرمل ذهبتها أشعة الشمس

قلوبنا معكم


يعيش المجتمع القطري حكومة وشعبا في ترقب وفي رجاء وأمل أن يفك الله عز وجل كربة إخواننا المختطفين في العراق , هناك مسحة من الحزن تجدها في كل مكان , هناك تلهف لسماع أخبارا سارة عنهم , هناك وعدُ باللقاء عند عودتهم , هناك شوق ولهفة إلى الإلتئام بذويهم وأحبائهم وأهليهم , أهل قطر أهل فزعه وتعاضد , يتألمون لما يصيب أقصاهم ويفرحون لفرح صغيرهم وكبيرهم , تجدهم في الملمات يدا واحده , وإذا ماإدلهم الليل وجدتهم صفا واحدا , مشيئة الله ماضيه , ورحمته واسعة ودعوات المخلصين من ابناء الوطن ترتفع عقب كل صلاة أن يرد الله إخواننا المخطوفين وتقر بهم اعين اهليهم وذويهم وعين قطر , نخبة طيبة من آل ثاني الكرام ومعهم بعض الاخوة الاخرين من ابناء الوطن والمقيمن , لم اطلع سوى على اسماء آل ثاني الكرام من أحفاد محمد بن ثاني وعبدالعزيز بن جاسم بن محمد ال ثاني , من عَرف أحمد "الطيبه ", وفهد "الكلمة الصادقه" وعيد "وماأدراك ماعيد" وجميع ابناء محمد بن ثاني سيرفع يديه مبتهلا الى المولى أن يعود ابنا ؤهم سالمين غانمين, من عَرف عبدالعزيز بن جاسم وابناءه الكرام جاسم وسعود وإخوانهم سيبتهل الى السماء أن يعود عبدالرحمن بن جاسم هذا الشهم الذي عُرف بالكرم وطيبة النفس وجميع رفاقه الى الوطن سالمين خارجين من الشر والأذى , نَمر بفتنة نسال الله عز وجل أن يخرجنا منها, قطر الأمان , قطر السلام , قطر الطمأنينة والإيمان , قلوبنا اليوم جميعا مع إخواننا في مصيبتهم وفي إبتلاءهم, نقف صفا واحدا مع حكومتنا وقيادتنا في مواجهة ما تتعرض له البلاد , نسأل الله الحكمة , كما نسأله اللطف بهم وبمصائرنا جميعا, عشنا كبيت واحد وجسد واحد , الدوحه , الغرافه , المرخيه , الريان , الشمال , الجنوب ,الغرب مجتمع متراص متواد, لايفصلنا عن التلاقي سوى تعاقب الليل والنهار , ولايمنعنا من الالتقاء بحكامنا سوى قصر الوقت والظروف . تعقدت الأمور وتراكمت ظروف الحياه , فأبتعدنا قليلا , وأنشغلنا بذواتنا وثرواتنا عن بعضنا البعض , وغلظت القلوب وتلاشى السرور وأبتعدت المسافات , إلا أننا في النائبات جسد واحد وقلب واحد نبضة بحجم الوطن , نرفع أيدينا مبتهلين الى المولى عز وجل ان يعود إخواننا المختطفين , وأن تفرح الغرافة والمرخية وقطر كلها بعودتهم وأن يوفق الله أميرنا وحكومته في إدارة هذه الأزمة بحكمة وروية , لن يهدأ لنا بال ولن نستلذ بطيب منام حتى ياتينا بالاخبار السارة عنهم من لم نزود, فتنشرح لذلك صدور منقبضه , وتبتسم لذلك شفاة تنتظر. بأذن سنفرح قريبا بعودتهم وسنتقي الله في أنفسنا وفيما حبانا به من نعَم , أنها شدة بإذن الله ستزول وسنأخذ منها العبرة وسنتعظ منها فكل أمر المؤمن خير , أرفعوا أكفكم إلى السماء متضرعين أن يكشف عن بلدنا الغمة وأن ينير الطريق لولاة إمورنا , وأن يرحمنا بضعافنا , وأن لايسلط علينا من لا يخافه ولايرحمنا.

الأحد، 20 ديسمبر 2015

الشَقُب


في "تاج العروس" هو الصدع بين الجبال أو الاوديه يوكر فيه الطير, أما في معجم اللهجات العمانيه فهو الشرخ , على كل حال , بالنسبة لجيلي هو موقع في غرب الريان القديم به مربط خيل للشيوخ وزرع يسمى بأسمه. لكي نقطع المسافة إليه علينا أن نمر بزرع الشيوخ أو زرع إبن غميان وهو أسم القائم عليه رحمه الله وكان زرعا كبيرا وتتواجد فيه انواع كثيرة من الطيور على اشكالها وشمال غربه يوجدزرع سعيد العلي رحمه الله وبه بركة للسباحة مفضلة على غيرها في أيامنا تلك , حيث كانت مغطاه عن الشمس , وسور زرع الشقب , به قبر العم فهد بن محمد بن حسن الخاطر رحمة والدته الشيخه سبيكه بن جاسم بن محمد مؤسس الدوله وخاله عبدالله بن جاسم رحمه الله, حتى وقت قريب كان قبره محجوز على شكل دائره على إمتداد سور"طوفة" الزرع. نذهب الى الزرع لنصطاد الطيور ونزور مربط الخيل ونشاهد كذلك بعض الحيوانات التي كانت ايضا موجوده لاأذكر منها سوى بعض"السيابيل" القرود التي كنا نطعمها بعض الفستق وخلافه. الشقب على ايامنا في منتصف الستينيات كان بمثابة حديقة الحيوان القريبه , الطريق اليه لم يكن ممهدا والمنطقة كلها اشبه بجغرافيا متنوعه بين ارتفاع ونزول بين زرع وآخر ووادي وحزم. اليوم أسم الشقب إرتبط بأحدث المنشأءات الرائده في مجال التناسل المرتبطه بالخيل وسلالاتها, نستذكر البدايه ونحن نشهد التطور , نستذكر الجغرافيا الصغيره ونحن نرى التواجد العالمي فيها , إنتقل إسم الشقب من محليته الضيقه الى عالم الرياضه والفروسيه على مستوى العالم , أستذكر الزرع وقد أصبح إصطبلات على أرقى مستوى , أستذكر الطريق الضيق الغير مرصوف وقد أصبح شوارع وتقاطعات عرضا وطولا , الشقب رمز لمكان أصبح بصمة , الشقب, أسم على الجيل الجديد أن يحفظه جيدا والاولى بهم أن يحسنوا نطقه بشكل صحيح , فقد لاحظت من خلال وسائل الاعلام ومن الاعلامين مع الاسف من ينطقه بشكل يكسر الشين ويرفع القاف فيسىء الى الكلمة ناهيك عن التاريخ وصورته الجميله في هذه البقعة العزيزه من وطننا الحبيب.

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

الريع الديني أخطر من الريع النفطي ... إحذروا



يرفض الكثير القول بأن الدين ظاهرة إجتماعيه وخاصة أصحاب الديانات السماويه , حيث الدين وحيا سماويا نزل على الرسل ليبلغوا قومهم رسالة الله , وحيث الاسلام رسالة للعالم أجمعين فهو أولى بأن لايوصف بأنه ظاهرة إجتماعيه , بالرغم من قول الانثروبولوجيين بذلك . ولكن تواجه مجتمعاتنا الصغيره المتدينه مشكله حينما تحتاج في إطار التنظيم في هذا المجال لضرورة بناء او استكمال بناء الدولة والقوانين الى خبرات وعلماء دين ولا يتوفر ذلك داخل اطارها المجتمعي الصغير فتضطر الى الاستعانه بمحيطها العربي او الاسلامي , ولابأس من ذلك. لكن لابد من المجتمع ان يستغل هذه الفتره لينتج علماؤه وفقهاؤه من داخل ذاته ومحيطه , وإلا سيتحول القادمون الى ظواهر اجتماعيه بحكم الاستقرار وما يفرضه للتأقلم في المجتمع, ويطغى ذلك على هدفهم الاصلي الذي جلبوا من أجله, وسيلتصق بهم المجتمع لطبيعة تدينه ليصبحوا رموز اجتماعيه وتتسع رقعة المصالح الى درجة أن أن يصبح هناك رمزأو شعار لكل عصر ظاهره دين ويغلب على الباطن تمركز وتشعب إجتماعي , كنزعه انسانيه لاأكثر . إلى درجة قد تجعل المتشككين يعتقدون فعلا ان الدين ظاهرة إجتماعيه. مجتمعاتنا متدينه بالفطره وتحب رجال وفقهاء الدين, لكنها لاتُعذر البته من الاكتفاء ذاتيا بعد توفر جميع المعاهد والكليات المعنيه بذلك على أعلى مستوى لكي يضيق مجال المناورة بين الاجتماعي والديني بحيث يصبح كل إجتماعي في نظر المجتمع ديني, وكل ديني في نظره هو عبارة عن مجموعة من المصالح الاجتماعيه التي يسمح بها الدين.الدين "السماوي" ليس ظاهره اجتماعيه على الرغم من وجوده في المجتمع لانه لم ينتجها من داخله. لذلك علينا ان نتنبه من تحول الاجتماعي إلى ديني والحليوله دون تحول الديني الى رتل من المصالح الاجتماعيه, بإسم الدين. ويصبح الدين بذلك ريع إضافة إلى الريع النفطي.

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

اليوم الوطني والهوية والتراث


<ونحن نحتفل بالذكرى السنويه لليوم الوطني, ومن الهام جدا في نظري التأصيل الثقافي لمعنى اليوم الوطني أكثر من الاحتفال به ولي هناك بعض الملاحظات أود لو أذكرها أو أُذكر بها. أولا:أول فكره يطرحها أي إحتفال باليوم الوطني هي فكرة" الهويه" بل أول انطباع للزائر للاحتفال هو الخروج بإنطباع أو تصور عن هوية المجتمع صاحب الاحتفال ثانيا:قضية الهويه , قضيه فارقه وهامه في تطوير وتنمية المجتمعات, لذلك لابد للمجتمع الوعي بها كقطار للمستقبل أكثر منها إستراحه على رصيف الماض ثالثا:إذا تصور المجتمع أنه يحمل هويته مكتمله خلفه , أصبح في موقع الدفاع وليس الابداع و في موقف التكور والتحوط ولىس في وضع الانفتاح نحو الممكن دائما, لذلك من الهام تجديد الاحتفال مع تجدد هوية المجتمع. رابعا: هوية المجتمع دائما أمامه يخلقها ويبدعها مع تطوره, ليس على حساب ماضيه بالطبع ولكن بتجدد رؤيته لذاته ولمستقبله. خامسا: لايعني انفتاح الهويه على المستقبل والتجدد, التفريط في جزء أو أجزاء من المجتمع على حساب جزء آخر, أو العبث بشكل يجعل يعزز من سيطرة مكون على آخر داخل المجتمع. سادسا: الخروج من ظاهرة الأحاديه في إختزال الهويه الى التعدد, ومن صفة التشابه الى التنوع, الهويه الغنيه هي الهويه التي يلازمها التعدد والغنى الثقافي, اختزال المجتمع في شموليه ثقافيه واحده افقار للهويه. سابعا: كما ذكرت سابقا وأكرر هنا أن البعد الهام والضروري يجب أن تكون الرؤيه المستقبليه , يعني مالفرق الثقافي الواضح والظاهر بين احتفالنا الاول واحتفالنا اليوم باليوم الوطني . ثامنا: جميل جدا شعار اليوم الوطني المأخوذ من أقوال المؤسس الشيخ جاسم ورؤيته حول ضرورة مناصرة المظلوم والمغبون, فبالتالي أهمية أن تكون هناك دائما"رؤيه" واضحه أكثر من طقوس احتفاليه تأخذ يومين ثم تنتهي. تاسعا: هوية المجتمع دائما بحاجه الى المجتمع ليضيف اليها ويبلورها بما يخدم حاضره ومستقبله , أكثر من حاجته اليها مكتمله متوارثه سلمت اليه جاهزه ويسلمها لمن بعده وصيه ثابته, يجب كسر هذه الدائره لأن فيها من الاستعباد والاحتكار الكثير يتحول معها المجتمع الى شكل من اشكال التراتيبيه الاجتماعيه المقفله كتلك التى تسود في المجتمعات الطبقيه الحاده كالمجتمع الهندي مثلا عاشرا: لايمكن التقدم في اي مجال من مجالات التنميه مع وجود الهويه المكتمله لانها تسكن الماض وتوقفت عند لحظه معينة منه وتبدافي الصراع على الحفاظ على ما انجزته , كما لايمكن التقدم كذلك مع انتهاك الهويه بقصد الهندسه الاجتماعيه للمجتمع لغرض أو لآخر. أحد عشر: الهويه الوطنيه هي الهويه الأم التي يجب التركيز عليها كشعار وكإحتفال, الهويات الصغرى يجب ان لاتطغى على الهويه الوطنيه , إثنا عشر: الهويه ليست هي جواز السفر او الحصول على الجنسيه و لا هي ابعد من ذلك واعمق من ذلك , الهويه تكوين ثقافي يمتلك الماض وله رؤيه ثابته نحو المستقبل, وهو جزء من ثقافة المجتمع , بحيث لايمكن فرزه بعيدا عنها حتى مع سحب جواز سفره او إسقاط جنسيته. فلا يجب الخلط بين الاثنين ثلاثة عشر: الهويه ليست مجالا للتسابق على اثبات الوجود, لذلك ارجو ان يرتفع الاحتفال الى مرحلة الاطمئنان لجميع فئاته واجزاءه , , لان الهويه لاتستدعى للتعبير عن ذاتها هي تملك ذاتها في الاساس وكل ما تحتمله هو التعبير عن ذلك بشكل حضاري , كما أن إعتبار التراث جزء من الحاضر وليس فقط ماض نعود اليه في مناسبة سنويه أمر في غاية الأهمية.

الاثنين، 14 ديسمبر 2015

مأزق"الاسلام" في التحالف بإسمه للحرب على الإرهاب




قرأت البيان المشترك الخاص بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب الذي ينطلق من آية قرانيه كريمة تدعو الى محاربة الارهاب بجميع أشكاله وصوره . ولي هنا بعض الملاحظات أود لو اذكرها:
أولا: هل الاسلام كدين متهم بالإرهاب ؟ الانصاف أنه ليس متهما بالإرهاب إلا من قلة من المفكرين الغربين ذوي الاتجاهات الصهيونيه كبرنارد لويس, وبعض صقور المحافظين الجدد في أمريكا, لكن هل المسملين متهمين بالإرهاب ؟ الاجابة نعم في معظمها أو في جلها.
ثانيا: إذا كان التحالف تحالف مسلمين لدفع التهمة عنهم كإرهابيين أو في مواجهة الارهاب بشكل عام فالأمر مقبول , أما إذا كان التحالف للدفاع عن الاسلام فالاسلام غير متهم , ولاينبغي أن نضعة في دفاع عن تهمة لم تلصق به الا من خلال بعض ممن ينتسبون اليه.
ثالثا:هذا الأمر واضح تمام الوضوح لدى الغرب , فالإرهاب ليس صفة للمسيحيه ولا لليهوديه في أذهانهم, ولكن هناك إقرار بأن بعض المنتسبين للديانتين يرتكبون أفعالا إرهابيه. هنا قامت الدوله الفعليه مقام الايديولوجيا أو الدين , فالإرهابي من أبناء الدوله وليس محسوبا على الدين.

رابعا:لكي نتخلص من تهمة إلصاق الارهاب بالاسلام بدلا من إلصاقه بالفرد أو ببعض من المنتسبين إليه , يتطلب من الدول الاسلاميه ذاتها الارتفاع الى مستوى الاسلام كدين وليس كإستخدام سياسي , معظم المتهمين بالارهاب اليوم ابناء دول إسلاميه ومعظم المنتسبين الى الفرق الارهابيه منها , بل أن أرض الاسلام نفسها مسرحا يقاتل العالم فيه الارهاب,.
خامسا: المدخل لمحاربة الارهاب داخليا هو في بناء الدولة المدنيه التي تعتمد المواطنه أساسا لها, معظم الدول الموقعه على هذا التحالف لم يكتمل بناء الدولة المدنية فيها , ولاتكفي الصفة الاسلاميه لتغطية ذلك لأن في ذلك تجني على الاسلام, وتغطية على القصور السياسي الذي هو مكمن الداء العضال.
سادسا:ماذا عن الدول الاسلاميه الاخرى التي لم توقع على الحمله. هل هي ضد الحرب على الارهاب ؟ هل هناك دول اسلامية تحارب الارهاب ودول اسلامية اخرى لاتحاربه, هنا يظهر مأزق التسميه أيضا والجناية على الاسلام كدين فوق جميع التفاسير والتفاصيل السياسيه.
سابعا: في إعتقادي أن هذا التحالف لايقدم حلولا بقدر مايزيد الأمور تعقيدا , ماذا قدمت منظمة العالم الاسلامي مثلا؟ ماذا قدمت منتديات الحوار الاسلامي –الاسلامي أو الاسلامي –القومي فالغرب يدفع دائما لحماية مصالحه بإستخدام فائض الدين المتوفر في المنطقه.
ثامنا: يبدو الأمر والهدف وكأنه المحافظه على الدوله القائمه والحيلوله دون انهيارها , وهذا مانرجوه بشرط أن يكون ذلك بآليات من داخلها كدولة, فالثروات التي تنهب والحريات التي تصادر والمواطنه المنتهكه هي من أسباب الارهاب الاساسيه.
تاسعا:لايقال الدول المسيحيه تحارب الارهاب ,لأنه لايجوز المقابله بين الدين الالهي والعمل الانساني الشرير, الذي هو بالضروره ضد الدين الالهي , فيقال مثلا الدول الديمقراطية تحارب الارهاب حيث يمكن المقابله بين الحرية والارهاب الذي هو ضد الحرية, لذلك القول بأن الدول الاسلامية تحارب الارهاب فيه إساءة للإسلام لعدم جواز المقابله بين الاسلام كدين سماوي وبين الارهاب كعمل بشري شرير , وفيه قفز كذلك على ضرورة بناء الدولة الديمقراطيه التي تحارب الارهاب .
عاشرا: معظم الدول المشاركه في التحالف هي الآن مرتعا للإرهاب لغياب وجود الدولة فيها , فكيف يمكن أن تنظم لمحاربة الارهاب إلا بالأسم . نسال الله أن يرتقي بنا إسلامنا لاأن ننزل به الى مستوى أغراضنا وأهدافنا وشواغلنا الدنيويه

فضيلة "المحبة"نستذكرها في اليوم الوطني



ونحن صغار, حينما كنا نستغل التاكسي متوجهين الى الريان الجديد متعاضدين في دفع المبلغ المستحق له, وهو ثلاث روبيات , لنشاهد عرضة "أهل قطر" أمام قصر الامير الراحل الشيخ أحمد بن علي بن عبدالله آل ثاني,كانت مظاهر المحبة تملأ المكان , ليس هناك تنظيم ولم يكن هناك حراسة , ولم تخترع بعد بوابات للدخول و الجميع يأتي فرادى وجماعات ويصطف في انتظام واحترام وحب وإئتلاف. فضيلة "المحبة" وشعور المودة , لااقصد أنه لم يعد هناك محبة اليوم, لكنني أقصد انها لم تعد بتلك التلقائيه الداخلية التي يحركها حب الوطن , أولئك العارضون كانوا لايتقاضون شيئا , أولئك القادمون من كل ارجاء الوطن كانوا يأتون ليشاركوا ويجتمعوا مع غيرهم من ابناء الوطن دون مطمع آخر , لم يكن الوطن بالنسبة اليهم اكتشافا جديدا, أو مشروعا للمسابقة والتوقيع أولا. لايتطور المجتمع إلا بالحب والصدق والتعاون من أجل بناءه ورخاءه. احتفالاتنا اليوم جميله متقدمه تكنولوجيا وماديا إلا أنها أقل "محبة" من إحتفالات تلك الايام التي كانت تخلو من التكلف الذي نشهده اليوم والمزايده المذمومه في أمر جُبل حبه على الفطرة وهو الوطن. فضيلة الحب والمحبة لاتتعايش مع معنى الاسراف في كل شىء , لأن في ذلك إخفائها وطمس لحقيقتها الداخليه . الماضي لن يعود بالطبع ولكن يبقى الانسان مهمينا على ذاته ومجتمعه طالما استمرت المحبة بين ابناء المجتمع الواحد , بالطبع هناك من يعمل سلبيا في هذا الاتجاه ليحقق مآربه الشخصية , هناك من لايعجبه حالة الصفاء والحب في المجتمع , لكنني على يقين أن أهل قطر جٌبلوا على حب أحدهم للآخر, وعلاقتهم بحكامهم قامت ونشأت على تراث من الحب والتقدير, فضيلة المحبة التي أراها تتصرم عاما بعد آخر , وتحل مكانها روح التنافس السلبي , سيؤثر سلبا على اجيالنا القادمة علينا التنبه الى أن المجتمع حالة نفسية قبل أن يكون تجمع مادي , الروح الجماعيه هي اساس كل مجتمع , تذكروا أن قطر بُنيت وقامت وتطورت بالحب والمحبة والاخلاص, تذكروا أن اليوم الوطني هو يوم "المحبة" والتآلف , يوم الجميع , أسقطوا التراتيبه هذا اليوم وعيشوا بالمحبة , عودوا بقطر الى سابق عهدها , قبل أن تكون مطمعا أو مغنما أو منجما,
يالهفي على محبة" ذلك الزمان أين غابت.

الأحد، 13 ديسمبر 2015

اليوم الوطني والانتقال من سحر "البيان " الى روعة "البرهان"




هذه ملاحظات وددت أن اذكرها ونحن على أبواب الاحتفال باليوم الوطني يوم "المؤسس" في محاولة للتخلص من التكرار وغرس قيم جديده لمفهوم الاحتفال بهذا اليوم والانتقال به من الشكل الى المضمون ومن المظهر الى المعنى:
أولا: , تسيطر العقليه "البيانيه" على جميع أوجه نشاطات الاحتفال , واللغه البيانيه لغه شموليه ليست لغة مؤشرات, فيما عدا المسير الوطني والعرض العسكري المصاحب له الذي جاء مؤشرا برهانيا , نوعيا يدل على تطور الاحتفال في هذا الجانب , فيما عدا ذلك , كما قلت جميع النشاطات الاخرى جاءت في الاعوام الماضيه نشاطات بيانيه"لغويه"
ثانيا: التغطيه الاعلاميه من خلال قناتي قطر وتلفزيون الريان , تقدم استمرار مضخما لهذاالاتجاه البياني اللغوي , فلم يقدما أكثر مما تقدمه أي قبيله تحتفل باليوم الوطني والقاء القصائد والشيلات.
ثالثا : تعامل الاعلام مع المناسبه وكأنها منفصله تماما عن واقع المواطن وما يدور حوله ,لم نسمع حوارا او سؤالا عن الظروف التي يأتي فيها احتفال هذا العام مختلفا عنه في العام الماضي , كتدهور اسعار النفط , وآثاره , ونتائجه وما ينبغي لمواجهته مثلا, اليوم الوطني , لحظة إحتفال مصحوبة بوعي وادراك ورؤيه , وليست لحظة احتفال معصوبة العينين".
رابعا:لانسأل مالفرق بين إحتفال عام عن العام الذي قبله لاشك هناك فرق كمي ونوعي , لم يطرح الاعلام هذا السؤال بشكل يظهر ترابط الاحتفال ببيئته المحيطه. في الاعوام السابقه كان يتطلب مني الوصول الى مكان الاحتفال في الوجبه عشر دقائق , هذا العام يستغرق الأمر خمسة وثلاثون دقيقه وبتدخل من المرور,زيادة في البشر وزياده في الحجر
خامسا: التضخم الذي يضرب سوق الماشيه خلال فترة الاحتفال حيث يبلغ سعر الاغنام سعرا خياليا جراء ضخامة الاحتفال ؟, القصد أن الاحتفال باليوم الوطني , كل عام يختلف عنه في العام الذي سبقه , فلاينبغي تناوله وكأنه نسخة مكرره , الا فيما يتعلق بفرحة المواطن به وبولائه لوطنه وقيادته, كيف يمكن الاحتفال به بتكلفه أقل يتحملها المواطن , مادية كانت أم نفسيه؟ كل هذه الاسئله لم يطرحها الاعلام في الاحتفالات السابقه , ولا برامج الاحتفال التي ازدانت بلغه بيانيه طوبائيه , افلاطونيه.
سادسا: سمعت عن سفر الكثيريين وانتهازهم هذه الفرصه الوطنيه للسفر خارج البلاد, بينما المفترض ان يكون العكس هو الصحيح. فكيف ينمي الولاء للوطن في اولاده من يتهرب من المشاركه ولو بحضوره في يوم بلده الوطني , ثمة أسباب بلاشك؟ لم يطرحها الاعلام ولاالصحافه.
سابعا: الهدف من هذه النقاط هو محاولة الانتقال من العقليه البيانيه "المكتفيه" باللغه في التعبير عن اليوم الوطني , الى العقليه البرهانيه القياسيه و التي تظهر مؤشرات مبنيه على ماسبق وتقيس عليها ماهو قائم, ماديا ومعنويا, ليس الأمر مجرد يومين , بل هو كشف حساب يقدم للوطن وللقياده.
ثامنا:أين احتفال الجمعيات المدنيه في درب الساعي , اين جمعية القانونيين والمهندسيين وغيرهما ان وجد , هؤلاء دليل على الانتقال الى العقليه البرهانيه , الا انهما في غياب مماثل لغيابها المشهود.
تاسعا: العقليه البيانيه عقليه عدديه , عقلية كثره , وليست عقلية وجود , الوجود مكتفي بذاته , قد لايحتاج الى عدد ليثبت وجوده,
عاشرا: عشت ياوطني مزهوا بقيادتك وبرجالك الاوفياء وبحب ابنائك


















الجمعة، 11 ديسمبر 2015

إحذروا : تكاثر اللوبيات داخل المجتمع


كل جنسية من الجنسيات التي تستوطن الدوله لديها"لوبي" وهو مصطلح يدل على أصحاب المصلحة المشتركه دون الاعتبار منهم بالمصلحه العامه أو التي يفضلونها على المصلحه العامه . فجنسية تتحكم في سوق الكراجات , وجنسية أخرى في عمل الجمعيات , وأخرى في سوق السيارات والارقام , وثالثة في سوق الدواء , ورابعه في سوق البناء وهلم جرى. بينما "لوبي" المواطن لوبي لغوي , يجرى خلف التاريخ والتراث بحثا وتنقيبا , خاصة هذه الايام . هذا المنظر المؤذي لايدل على موقف صحي يتمتع به الوطن على المدى الطويل , تتشكل اللوبيات في وضعها الصحيح في المجتمعات السياسيه الشفافه التي تعدت مرحلة الصراع على الوجود الفعلي وانتقلت الى الصراع على الوجود السياسي وبرامج العمل , ما يقوم في مجتمعنا هو صراع على التمكين والحيازه وهذا خطير مالم نتبه لعواقبه , خاصة ان الاستقدام الكبير والهجره الى الدوله تتزايد يوما بعد , رأيت أفرادا لم يجددوا استمارات سيارتهم منذ سنين ولم يمروا على الفحص الفني ويتجولون بكل حرية في شوارعنا في سياراتهم المتهالكه لأن اللوبي المستحكم هناك يعفيهم أو يتجاوز عنهم, سمعت عن عمالة سائبه بأعداد مهوله تتحكم بهم لوبيات السوق وتعرف كيف تخفيهم وتخرجهم من البلاد دونما صعوبة , سمعت عن ادوية بالملايين تخرج الى السوق الخارجي , هناك مجتمع آخر داخل المنطقه الصناعيه لاعلاقة له بالمجتمع القانوني , يعيش فيه الهارب من عمله ومن كفيله سنوات حتى يأتي من يخرجه من البلد دونما مساءله او رقيب .على أقل تقدير هناك وضع لابد من تصحيحه و يبقى المواطن "ولوبي" الوطن الذي هو مسخر للصراع حول التاريخ تاريخ الوطن وأحقيته وفصائده واشعاره , والطريف في هذا اللوبي ان عليه ان يكرر ذلك دائما في كل عام, لوبي لغوي تاريخي ماضوي بينما الارض من حواليه تسير بإتجاه آخر يكرس المصلحة والجهد والعمل . يجب ان لاتسمح الدوله بوجود لوبيات أو أن تعمل جاهدة على التخلص منها , ليس من مصلحتها ولامن مصلحة المجتمع تكون ذلك , وفي نفس الوقت يجب التنبه الى أن قضية التراث ليست قضية إعادةف" لوبي "التراث الحقيقي في استحضاره وليس في تعبئته والافراط في مكانته, مكانته الحقيقه في قدرته في تكوين هوية حاضرة اليوم للمجتمع , ردم الهوة بين التراث والحاضر بشكل يجعل المجتمع لايتصارع مع ذاته هو الطريق, يصر لوبي المجتمع على استحضار التاريخ , بينما تصر لوبيات "المجتمع الجديد" على الدخول في العشوائيات لتضمن لها هوية تقابل هوية الدفع التاريخي الذي يدفع باتجاهها المجتمع . أقليه تاريخيه في مواجهة مع أكثريه عشوائيه. نؤمل على الدوله واكتمال بنيتها الدستوريه والقانونيه . فقط نريد أن نلفت النظر لهذه الظاهرة الخطيرة لتكاثر اللوبيات الغير مشروعه لتعيق تطور المجتمع وتدخله ضمن صيرورة البحث عن الوجود بإستمرار.

الخميس، 10 ديسمبر 2015

فهم جديد للفكر القومي أو مزيدا من الدواعش


أعتقد جازما أن بداية الحل لاشكاليتنا الراهنه هي في بناء الدوله , عندما فشلنا في بناء الدوله الوطنيه , رغم رفض شعوبنا للدوله الدينيه كما شهدنا في مصر وتونس , ورغم رفض شعوبنا في الدوله القوميه المطلقه , إلا اننا ظللنا عاجزين عن بناء الدوله الوطنيه , فكانت النتيجة هي ما نعيشه الان من مسلسل طويل يبدا بالوهابيه" كما توصم وينتهي بالداعشيه مرورا بالقاعده والجهاديه وكثير غير ذلك في طريقه الى الظهور. الأمر إتخذ بعدا اخطر من مجرد العجز عن بناء الدوله الوطنيه ويتمثل ذلك في القضاء على الدولة القائمه رغم مثالبها وعيوبها. أنا أعتقد أن المحافظه على الدوله القائمه هي بداية البناء نحو الدوله الوطنيه , وليس القضاء عليها سوى الاتيان بدواعش تتكاثر حتى تملء المكان ويصبح الامر أمرا وصراعا لاهوتيا اخرويا ضد الفكره وضد الله .عندما اخرجنا الدين من غطاره الفردي وربطنا بفكر الجماعه أمكن للايديولوجيا من السيطرة عليه وتسييره نحو اهدافها , الدين في مجمله وفي حكمته يتطلع حيث مصلحة الانسان سواء كانت في الشرق أو في الغرب في الشمال أم في الجنوب, الدين يقبل الحياه الدستوريه , وحقوق الانسان والدوله في حقيقتها ترتكز على حقيقة الفرد ولايمكن ان يكون الفرد مواطنا الا من خلال الدوله ولايمكن ان يمارس حريته الا من منظومتها , فشل العرب في بناء الدوله لايعني الاتيان على الدولة القائمه , فشل العرب في الوحده , لايعني الاتيان عليها كفكره تتحقق باساليب متعدده و فشل الدوله القوميه لايعني السقوط الى ما قبلها من مرجعيات تتناثر هنا وهناك . خيارنا واحد فهم جديد للفكرة القوميه أو مزيد من الداعشيه تنمو هنا وهناك وتتكاثر كما يتكاثر الفطر في أرضه.

الاثنين، 7 ديسمبر 2015

محمد السويدي يوقظ المجتمع من سباته


لست معني بالجانب القانوني في قضية الاخ محمد بن أحمد السويدي, بعد ان اعلن أنه سيكشف جانبا من الفساد في بعض الجهات المسؤوله في الدوله من خلال تغريدات له قادمه .لكن ما يهمني هو الجانب الاجتماعي هنا وهو الاراده "إرادة المجتمع في مكافحة الفساد" في إعتقاد ي أن الاخ محمد بن أحمد السويدي كشف عن هذه الاراده المستتره وقدم نفسه قربانا لها. ظلت إرادة المجتمع القطري في مكافحة الفساد حبيسة المجالس الخاصه , والاحاديث الثنائيه وهمس الحيطان , حتى قيض الله للمجتمعات وسائل الاتصال الاجتماعي وفتح الباب على مصراعيه للاراده الانسانيه المكلومه أن تعبر عن ذاتها وتشرح مكنوناتها, فتويتر هو حصيلة تفاعل النفس مع ما حولها وتغريداته آهات تخترق الجدران لتصل الى الاذان . إرادة المجتمع تتمظهر في أحسن حالاتها في مؤسسات المجتمع المدني , بما فيها الصحافة الحره والقضاء المستقل , الوعي الزائف في مجتمعنا من أن إرادة المجتمع تصطدم مع إرادة النظام في محاربة الفساد يجب أن تزول , لامصلحة لأي نظام في استمرار الفساد , فخوف المجتمع مبالغ فيه وهاهو سمو الامير المفدى الشيخ تميم حفظه الله يطالب علانية بمحاربة الفساد والمفسدين. الخطوات القانونيه التي كان من الممكن ان يتبعها الاخ محمد في كشفه لما اراد التغريد به موضوع آخر, أعتقد أن مجتمعنا كان في حاجة لصدمة قويه للخروج من الحلقه الرماديه التي يعيش فيها الفساد بين إمكانية قبوله أو التردد في رفضه , الاخ محمد السويدي دفع بالمجتمع كإراداة الى إتجاه الرفض قاطعا الطريق أمام أية إمكانيه لمجرد القبول بأي شكل من أشكاله. لاأعتقد ان سيخسر شيئا لو سكت , ولاأعتقد أنه بحاجة الى مركز اجتماعي أو يبحث عنه فهو راسخ اجتماعيا رسوخ الجبال ولايبحث عن فرصةشخصيه فهو في غنى عن ذلك اليوم نحن نقف مع محمد السويدي كإراده , ونقف مع القانون كإستقلاليه فوق الجميع . فكرة محمد السويدي فكرة اجتماعيه تلقائيه وهي , أن إرادة المجتمع تحترم القانون وتثق به , وترفض الفساد وتحاربه وتتحرك تلقائيا مع توجهات الدوله وإرادة الامير , المطلوب من مؤسسات الدوله أن تجد وسيلة لترجمة ارادة المجتمع بشكل تداولي وليس سري , الرأي العام ركن هام جدا في تطور مسار الحريه ومكافحة الفساد في أي مجتمع , كم من القضايا لو تمت معالجتها وتداولها عن طريق الرأي العام لما عادت الى الظهور ثانية, فيما عدا الاسرار العسكريه والامنيه والخاصة جدا وليس قضايا الفساد , يصبح الرأي العام شريكا . أنا لاأتكلم هنا عن القضيه التي أشار إليها الاخ محمد , ولكن أتكلم بشكل عام . نحن اليوم نقف الى جانب محمد كما قلت كداعية للاصلاح الاجتماعي , ونقف مع القضاء كإرادة مستقله , ونقف أولا وقبل كل شىء مع رغبة سمو الامير المفدى في مكافحة الفساد ومطاردة المفسدين . ثق يأأخي العزيز محمد بن أحمد السويدي أنه لا سمو الامير حفظه الله ولا القائم الكريم على الجهة التي ذكرتها والمشهود له بحب اهل قطر ومساعدتهم والوقوف الى جانبهم ولاالقضاء القطري يقبل بالفساد , لك فضل إيقاظ المجتمع من سباته , وللقضاء كلمته الفصل وعلى المحبة والخير نلتقي جميعا في رحاب دوحة الخير والمحبه.

الجمعة، 4 ديسمبر 2015

المدخل الثقافي اللازم للوقوف في وجهة الحملة على مونديال 2022




أتكلم هنا عن مدخل وليس عن الاجراءات أوالوسائل بالتفصيل المعنيه بها اللجنة المنظمه ومؤسسات الدوله
فازت دولة قطر بشرف تنظيم مونديال 2022 في الدوحه, بعد جهد عظيم ومنافسة قويه , لست مهني هنا بكيف تحقق ذلك , فالأمر أصبح من الماضي , حيث إحتفلنا قبل يومين بالذكرى الخامسه على إنجاز ذلك. ومن ذلك الوقت والدوله تتعرض لحملة شرسه وإبتزاز سافر وتهديد بسحب الملف , من قبل الصحافة العالميه وبعض مؤسسات الرأي العام وبعض المؤسسات الحقوقيه كذلك, ولاتزال هذه الهجمه مستمره , ولايزال الاتهام بقصور الاعلام القطري عن مواجهة ذلك ومحدوديته في تناول ذلك وبأنه إعلام يتكلم مع نفسه لا مع الآخرين , يحاول الاخوه الاعلاميين والصحفيين القطريين الدفاع بكل السبل عن احقية قطر في ذلك , وبان هذا المونديال هو مونديال العرب كما أشار سمو الامير المفدى غير مرة, إلا ان ذلك كله ينصب في دائرة الدفاع السياسي المشروع عن إنجاز تحقق بمعجزه وليس بموضوعيه جغرافيه ديمغرافيه رياضيه. من هنا تصبح المقاربه السياسيه قاصره عن الدفاع , لان المعجزه تحتاج إلى إيمان بها وليس إلى خطوات عمليه لشرح كيف تحققت , لانه لوكان ذلك واضحا لما اصبحت معجزه ولما انكرها الغير أو إستكثرها على صاحبها.
قضية الإيمان بإستضافة دولة قطر لمونديال 2022 هو المدخل الثقافي الذي يمكن لو تمت مقاربتة بشكل أكبر وأوضح لأمكن تحقيق نتائج افضل بكثير على الصعيد الخارجي, قضية الايمان بذلك هي الجبهة الداخليه الضروريه لمواجهة الهجوم الخارجي بكل ثقة وإعتزاز وصلابه . الآن إستضافة المونديال مرت بمرحلتين , مرحلة ماقبل الاستضافه , إحتاجب بالضروره إلى إ يمان حقيقي من طرف القياده وقد كان ذلك واضحا وملموسا , كان هناك قصور في تحقق إيمان المجتمع به كذلك , إلا أنه بعد الفوز بشرف الاستضافه , أصبح الأمر واقعا ولامفر منه ومن مواجهة تبعاته , المرحلة الثانيه وهي مايهمني حقيقة وهي مرحلة الايمان بالدفاع عنه بعد أن اصبح كما ذكرت حقيقة ملموسه , وهنا لايمكن الاستغناء أو تجاهل إيمان المجتمع بذلك , هناك قصور واضح من قبل الجهات المسؤوله في التنبه الى ذلك , بل لايمكن الاعتماد على الجهد الاعلامي الموجهه للخارج دونما وجود إيمان حقيقي في المجتمع للدفاع عن أحقية الدوله في إستضافة هذا الحدث, لاأتكلم هنا عن الاجماع فليس هناك خطه في العالم إتخذتها حكومة ما جرى الاجماع عليها من طرف المجتمع, لكن الذي لمسته ولاحظته حقيقة أن الأمر أكبر من ذلك , لدرجة أن هناك هشتاقات كامله تدعو الى عدم الترحيب بالمونديال وتعليقات تويتريه واضحه من كتاب واعلاميين ومهنيين تدعو إلى عدم الترحيب به, ولاحظنا ذلك بوضوح مؤخرا بعد الحديث عن تقليص الموازنه وتأثيرات هبوط سوق النفط , الآن في هذه المرحلة الحرجه وهي لم تعد مرحلة الاستضافه وإنما الدفاع عن هذه الاستضافة والدوله في منتصف الطريق لتحقيق ذلك, وفي الوقت ذاته هناك تجاهل من الجانب التنظيمي للداخل مما يضعف مواجهته للخارج ويبدو وكأنه يغرد لوحده ويقف على أرض من الرمال المتحركه الأمر الذي يمثل إختراقا لجبهته الداخليه.
قضية الايمان , قضية يرتبط فيها الحاضر بالمستقبل, وهي قضية إقتناع وليست قضية إقناع , كيف يمكن أن يقتنع المجتمع بأن المونديال سيكون خيرا عليه ؟ هذه مهمة اللجنة المنظمه ومؤسسات الدوله.
كيف يقتنع المجتمع أن ذلك لن يؤثر على ثقافته وتراثه وعلى وجوده ومستقبله؟طمأنة المجتمع هي المقدمة للمدخل الثقافي , فالمجتمع كائن ثقافي
كيف يقتنع المجتمع بأن قضية كقضية المونديال التي ترتهن عقدا ويزيد من تاريخ المجتمع ومنجزاته ووقته وسعته وراحته وتعرضه للندره والزحمه كيف يقتنع أن في ذلك خيرا سيجنيه لاحقا؟
كيف يقتنع المجتمع أن زيادة السكان ستكون في صالحه؟
كيف يقتنع المجتمع بكل هذا وليس هناك من يقاربه إعلاميا ولا إجتماعيا حول ذلك ويبث الطمأنينة والثقة ويجرده من رداء التردد, خاصة وأن إسطوانات الفساد تتكرر على مسامعة بشكل دائم حتى أن النيابة العامة أصدرت بوسترات يجدها أينما إالتفت أو نظر.
كيف يقتنع المجتمع أن ذلك لايؤثر على مستوى حياته الاجتماعيه والصحيه وقد عزَ سرير المستشفى؟ , وأختفت قدرته على الاستثمار وأصبح يكافح من أجل مجرد العيش؟ أسئلة كثيره على اللجنه المنظمه ومؤسسات الدولة الاعلاميه ا الاجابه عليها عن طريق مقاربتها وعقد البرامج والمنتديات , الاتجاه الى الداخل في إعتقادي هو الطريق لمواجهة الخارج بسهولة وبثقة .
نحن لانزال نتعامل مع قضية المونديال وكأنها لاتزال في مرحلة الحصول على شرف التمثيل الذي لزم فقط إيمان القيادة به , بينما نحن اليوم في مرحلة أخطر وهي مرحلة الدفاع عن ذلك الانجاز كما وقلت وهذة المرحلة تتطلب بعدا ثقافيا وليس برنامجا سياسيا نستضيف فيه صحفيا أو مسؤولا نرد من خلاله على صحيفة هنا أو هناك .
أنا شخصيا أدعو للوقوف الآن مع ما قد تحقق وأصبح واقعا ولكن بشرط أن لايكون على حساب المواطن وثقته بنفسه لذلك أدعو الى الاتجاه للداخل أكثر في هذه المرحلة المتبقيه , حتى يقف المجتمع كله خلف قضيته . الجميع يحب قطر , الجميع يقف مع القياده , تاريخ اهل قطر يؤهلهم لمناقشة جميع ما يخص حياتهم ومستقبلهم بكل جرأة إيمانا منهم بذلك.
أدعو الاخوة في اللجنة المنظمة ولجنة الأرث ووسائل الاعلام وجميع الاخوه الاعلاميين والصحفيين إعطاء حجم أكبر للداخل وضمه وتحريكه واستنهاضه , لمواجهة الهجمات الاعلاميه الخارجيه التي تتعرض لها الدولة بسبب استضافتها لمونديال 2022 .
مهمة الثقافة أن تردم الهوه بين مصدر القرار ومستقبل القرار , إذا فشلت في ذلك لن يصبح القرار صائبا ولو حقق مكاسب ماديه لأنه سيأتي على حساب المعنى , لذلك المقاربة السياسيه الاعلامية التي أراها هي جزء من القرار وثقل على كاهل مستقبل القرار, من هنا تأتي مقاومته للتعبير عن الانسحاق الذي يعاني منه. إذاأردنا أن نحقق مونديالا عظيما ونقضي على الفساد معا لابد من إقتناع المجتمع أن القضية قضيتة أولا حتى قبل أن تكون قضية العرب.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

في يومنا الوطني ,بأي ثقافة نحتفل؟







تمر المجتمعات عبر تاريخها بتحولات كبرى تجعل من الضروري ومن منطلق العقلانيه أن تعيد النظر في ثقافتها وفي مكونات هذه الثقافه التي عاشت في كنفها عقود طويله, فليس من السهوله تقبل ذلك , وقد يكون التحوط والانكفاء على الذات أحد وسائل الدفاع الذي تتبعه هذه المجتمعات حفاظا على خصوصيتها . ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أطرحها:

أولا: تنشأ مقاومة التغيير من منطلق الخصوصيه الثقافيه لكل مجتمع بالإضافه الى قوى المجتمع المسيطره فيه حفاظا على مصالحها.

ثانيا:لاتوجد ثقافه خارج نطاق المجتمع فهي مرتبطه بقيم وهوية المجتمع وبالتالي تتشكل الرؤى والافكار التي يكونها مجتمع نفسه وعن المجتمعات الاخرى.

ثالثا:ثقافة مسيطره وثقافه مُسيطر عليها : هذا الانقسام الثقافي سائد في مجتمعات ماقبل الحداثه السياسيه بما تحمله من إنخراط المجتمع كله في ثقافه سياسيه واحده , وهو واقع المجتمعات العربيه وغيرها من مجتمعات العالم الثالث.

رابعا: لتتمكن الثقافه المسيطره من إحكام سيطرتها على الثقافه المسيطر عليها تقوم بإعلاء قيم المظلوميه الاجتماعيه التي تنبعث من باطن احشاء الثقافه المسيطر عليها وتسعى لتمجيدهاا كقيمة الصبر وأفضليةالفقر والفقير وأن السياسه من عمل إبليس ومن تمنطق فقد تزندق , أو أن الديمقراطيه في تضاد مع الدين الى آخر هذه المنظومه المظلوميه حتى تتحول هذه الثقافه الى بنية منغلقه تقاوم الى تغيير نظرا لارتباطها بنسق طوبائي لايتحقق في هذه الدنيا.

خامسا: إستحضار التراث دائما ماديا بحيث يبدو قيدا على الحاضر , بينما الهدف الحقيقي من التراث هو توظيفه في الحاضر, لأن استحضار التراث يستلزم استحضار أحكامه المسبقه كذلك , بينما توظيفه يستلزم شروط الحاضر وان الحاضر جزء من هذا التراث.

سادسا: وجود نمطان من الثقافه داخل المجتمع الواحد , يدعو الثقافه المهمين عليها الى التشظي , ممايزيد تماسك الثقافه المهيمنه رسوخا , وننتقل الى ثقافة التابع والمتبوع , حين تتجه الثقافه المهمين عليها الى التركيز على ولاءاتها الأوليه في محاوله عموديه للتواصل مع الثقافه المسيطره .

سابعا: صناعة التراث واختراعه تعد من مهام الثقافه المسيطره وبناء صوره رمزيه رومانسيه عنه بحيث يمكن ان تستوعب من الثقافه المسيطر عليها ماتريد وتتحفظ أو ترفض ما لاتريد.

ثامنا: فاليوم الوطني في هذه المجتمعات هو إحتفاء بالثقافه المسيطره ولايحقق جديدا إلا في حالة توظيفه بلا أحكام مسبقه في الحاضر وإنما كمفاهيم تندرج ضمن الحاضر بشروطه القائمه وفي مقدمتها الشرط الانساني والشرط الدستوري القانوني او مايسمى بشرط المواطنه

Repl

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

الفساد في المجتمع الأبوي


مجتمعات دول الخليج العربيه قاطبة مجتمعات أبويه , لذلك فإن مواجهة ظواهرها السلبيه مثل الفساد والارهاب والفقر وغير ذلك لاتواجه فقط بالإجراءا ت بعد حدوثها , ولكن بتنشيط النموذج وإعطاء المثال أو ضرب المثال لأن طبيعتها الابويه تختلف تماما عن طبيعة المجتمعات الديمقراطيه التي تمتلك الاليات المناسبه لمواجهة مثل هذه الظواهر السلبيه. في المجتمع الأبوي تنشط المماثله وتسود ولايشعر المجتمع بخطر الظاهره الاجتماعيه السيئه طالما أن التماثل قائم , بل يحاول كل فرد فيه أن ينخرط وينضوى داخل دائرة التماثل بأي شكل من الاشكال , وهو ما استطيع تسمية إجتماعيا بعدوى الأب.في ظل غياب آليات ديمقراطيه لمواجهة هذه الظواهر الاجتماعيه الخطيره يقف المجتمع أمام خيارين إما الانضمام و تقبل ذلك وإما مقاومتها بأي شكل متاح , كما نرى اليوم بعد الاستخدام الكثيف لوسائل الاتصال الاجتماعي التي أتاحت فرصة تاريخيه لزعزعه وتحريك هذا النمط الابوي من السلطه في دول الخليج العربيه,أما في الكويت فإن هناك صدام واضح بين إجراءات الديمقراطيه الموجوده ونمط المجتمع الأبوي المسيطر والذي هو خارج منظومة إحتواءوإكتمال النموذج الديمقراطي .
الآن, تاريخيا رأينا بل أن كل تاريخنا العربي والاسلامي ومانفخر به ونردده دائما نابعا من النموذج الابوي المستنير , عمر بن الخطاب , عمر بن عبدالعزيز , عبدالله السالم حديثا , لم ننتقل الى النموذج المؤسسي كما في الغرب الذي لايعتمد على الفرد وصلاحه ولكن على إجراءات مكافحة الفساد وكشفه والتمثيل به , حتى بنغلاديش الفقيره تعاقب الفاسدين وتعدمهم بما فيهم الرؤساء لانها نموذج نظام وليست نموذج فرد أو أب, الاشكاليه في نموذج الابوي انك لاتستطيع أن تعاقب بشكل يعرض النموذج كله للخطر , فتكتفي بالتلميح أو بكبش فداء هنا أو هناك.ولكن هل ينتمي الفاسد الى الفساد بالوراثه ؟ الجواب لا ,لكنه يحتمل هشاشة قبوله كإنسان , تتضخم وتقوى هذه الهشاشه أو تضعف طبقا لثقافة المجتمع. هل الفساد له اخلاقيات تبرره , أو تجعل منه مقبولا هنا ومرفوضا هناك ؟ هنا يفرض النموذج الابوي ذاته حيث يستقطب دوائر المجتمع الاخرى بما فيها التي تمثل الدين إذا أراد أن يمرر نموذجا بعيدا عن حالاته القيميه والاخلاقيه المعياريه. إذن نحن في دول الخليج لكي نكافح الفساد إذا كانت هناك نوايا جاده فعلينا الانتقال من النموذج الابوي الفردي الى النموذج المؤسسي الذي يعتمد على تشريع واجراءات قانونيه واضحه وليست شكليه لمكافحته, وعدم تعيين الفاسد الذي يُعلم فساده فالمجتمع لديه قرون استشعار يجب عدم إغفالها هنا فالسمعة الطيبه دالة المؤمن ومقياس الشرط الاجتماعي في المجتمعات التقليديه والذي يقابله الشرط الاستجوابي في المجتمعات الديمقراطيه للمرشح قبل تسلمه الوظيفه. أما إذا فضلنا النموذج الابوي أو المثالي العابر للزمن , فلننتظر عمربن خطاب آخر أو حفيده الأموي عمر بن عبدالعزيز ولتذهب اجيال الانتظار الذي قد لايأتي ولن يأتي إلى الجحيم.

الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

"الشين " اللي فينا



نبحث عن الزين والشين في حياتنا ونتوقف عند ملاحظة بسيطه وهي أن الزين والشين ظاهرتان موجودتان, لايخلو منهما مجتمع انساني ولكن الفرق ادراكنا لهما ليس كوجود وإنما كإنعكاس لما في داخلنا من رغبة في تحويل الزين الى شين إذا لم يحقق لنا مصلحة شخصيه , وتحويل الشين والسكوت عليه الى زين إذا كانت لنا مكاسب شخصية من وجوده.
أين يقف الدين من ظاهرة الزين والشين أو القبح والجمال هل هما نابعين من الدين أم من ضمير الانسان ؟إذا اختل توازن الاستنتاج الديني أو وظف سياسيا يستطيع أن يجعل من الشين زين بفتوى صغيره , وإذا اختفى ضمير المجتمع أو نام من الممكن أن يصبح الشين زين حتى يستيقظ هذا الضمير ويدفع ثمن هذا الاستيقاظ. لااتكلم عن الزين اللي فينا فهو فطره الهيه ,لكن اتكلم عن الشين اللي فينا , لأنه نيه بشريه وشكل من اشكال الضمير النائم.
"الشين" اللي فينا أننا نفكر بعقليه فرديه و طالما أنا وعيالي سالمين مايهمني الاخرين
"الشين" اللي فينا أننا نصفق للقائم وإذا سقط دسنا بأرجلنا ومزقناه بألسنتنا
"الشين" اللي فينا أن كل فرد أو عائلة أو قبيله تعتبر نفسها افضل من غيرها ولها الاولويه وأنها هي التي تكتب التاريخ.
"الشين" اللي فينا أن خطابنا في العلن ليس هو خطابنا في السر واننا أصحاب شخصية مزدوجه.
"الشين" اللي فينا إيماننا بالمظهر على حساب الجوهر, والافتنان بالشحم على حساب اللحم.
"الشين" اللي فينا أننا لانعي دلالة الوضوء للصلاه فنؤديها كعاده ولانعي أن الوضوء يعني استعداد مسبق للابتعاد والانتهاء عن المنكر , غلبة العاده على العباده , فأستوت صلاة المتوضي مع صلاة الغير متوضي.
"الشين" اللي فينا اننا لاننصح مسؤولينا وقادتنا ولكن نجاملهم وننافقهم, على حساب ضمائرنا وحبنا لهم , من أحب نصح , ومن كرَه جامل ونافق.
"الشين" اللي فينا أننا نعرف الحق بالرجال ولانعرف الرجال بالحق , فكل معمم شيخ وكل ملتحي إمام , وكل ملتحف بالدين شيخ وعالم , وكأننا مجتمع جديد يدخله الاسلام.
"الشين" اللي فينا أننا نتكلم عن الفساد ولانشير إليه فلذلك نشترك في وصفه مع الفاسدين فوصف الشىء جزء منه.
"الشين" اللي فينا أن لانستغل أية مساحة من الحريه متوفره لنا مهما كانت محدوده لاعلاء الحقيقه وكشفها , فالحرية ليست معطى وانما حركة ضمن ماتسمح به الظروف.
"الشين" اللي فينا أننا نتكلم عن التغيير وننسى أننا جزء منه , نحن أول من يجب أن يتغير .
"الشين" اللي فينا أننا نركض وراء الاستهلاك ولانقاوم برامجه ولاخططه حتى ولو اتت من الحكومه , فالترشيد سمة فرديه ووعي خاص .
"الشين" اللي فينا أننا موجودون فقط ككينونه, لكننا مغيبون كإرادة و هي حالة تفسد كل زين محتمل لأن الانسان إرادة قبل أي شىء آخر.

الأحد، 22 نوفمبر 2015

خطاب "المواطن" وضرورة التأصيل



أين يقف المواطن من كل مايدورحوله؟ إشاعات تنطلق من هنا وهناك, تغريدات تنسب لمسؤولين تتعرض لأساسيات حياته , تخفيض الرواتب؟ ضرائب جديده؟ غرامات مرورية قادمة؟ الخطوط القطرية تصادر حقه في الرأي ؟ لايعرف مع من يتكلم أو كيف يوصل صوته كهوية تنضوي تحتها جميع الشركات والهيئات والمؤسسات ....الخ . ميكانزمات الدفاع التي يملكها بدائيه غير منظمة , تغريدة هناك , مقال هنا , الاعلام يتعامل معه بإنتقائيه , يؤتي به كشاهد على التنميه ولايحاور كمشارك فيها . عليه تحمل النتيجه وليس عليه الاخذ او المشاركه في الاسباب. يتعامل معه كموضوع , قرض وأرض , وليس كذات فكر ورأي ,هذا عن خطاب المواطن"القطري" وكأن عليه أن يتحمل خطيئة وجوده الأول قبل أن تصل الدولة الى مرحلة الفردوس . في المقابل هناك خطاب قطري أيضا يتحمل هو أيضا تبعاته, فإذا كان خطابه هو خطاب"قطري" الأول الحريص على اللحمه الاجتماعيه داخل الوطن وخارجه مع المحيط الخليجي والعربي فإن الخطاب القطري الآخر هو خطاب"قطري" أيضا لكنه مؤدلج , فإذا كان خطابه موضوعي فأن الخطاب الاخر خطاب أيديولوجي بإمتياز. خطورة هذاالخطاب"القطري" المؤدلج الطارىء على المجتمع القطري أنه لايميز بين تشابة المجتمعات الخليجية سواء في مرحلة ما قبل الدولة ومرحلة مابعد الدولة,فإذا إنتقد إحدى الدول ووصفها بأنها نتوء , فأن الدول الخليجية الاخرى ماعدا السعوديه وعمان نتوءات أيضا, وإذا ما وصف شعبها بأنه مجرد أقليه أمام أكثريه من الجزيره أو من ساحل إيران فإن الدول الاخرى الخليجيه كذلك , وإذا وصف إحدى الدول بأنه لاتزيد أهميتها عن مجرد أهمية برميل نفط فالدول الاخرى الخليجيه المشابهه إيضا مجرد براميل نفط. لذلك لايمكن ان ينبع هذا الخطاب من قطري ماقبل الايديولوجيا,لأن فيه من السباب أكثر مما فيه من المعلومة ولايمكن أن يكون ردا على مجرد رأي كتبه أحدهم حول إنضمام دولة ما في منظومة دول الخليج العربيه مهما كانت الاسباب, هناك أيضا خطاب عربي مجاور موجه للخارج يمثله تلفزيون العربي وجريدة العربي الجديد وهناك أيضاالمركز العربي للإبحاث وبودي أن يكون أكثر إلتزاما بالجانب الأكاديمي البحت إذا كان يريد أن يخدم المجتمع القطري بعيدا عن الخطاب الايديولوجي المتدثر في داخله, أيضا هناك خطاب قناة الجزيره في قطر وقد بدا عليه الجانب الايديولوجي بوضوح بعد الثورات العربيه إلا أنه كما يردد لايمثل القطري لأنه ليس نابعا من قطر وإنما في قطر جغرافيا. ما يهمني بالدرجة الاولى هو خطاب "المواطن " القطري وضرورة التأصيل له وتجذيره وطرح آليات توصيله مجتمعيا لأن الاعلام سيظل قاصرا عن ذلك طالما لايوجد حلقة وسطى مدنية سواء جمعية كتاب أو قانونين أو صحفيين أو مجلس منتخب ....الخ. الاعلام اذا تواصل مباشرة مع الافراد فأنه يخلق تنفيس , ولاينتج فاعلية تغيير , لذلك كان برنامج وطني الحبيب أكبر متنفس للمواطن وفي نفس الوقت أكبر من سبب له عقدة إحباط يعاني منها حتى اليوم.

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

مواطن "سامان ديقه"

حسب بعض الروايات تدل هذه الكلمة الهنديه المستخدمه بكثافة في حديثنا وحواراتنا اليوميه على معنى حارس البضاعه حيث

سامان: بضاعة

ديقه: حارس

وهناك روايات عديدة حولها لكنها تدل في الاخير على الوجود الغير مؤثر أو الزائد, أو الحارس الذي ليس له مما يحرسه شىء, لكنها أكثر لطفا من بعض العبارات الاخرى التي يعج بها مجتمعنا الخليجي و التي تستخدم لوصف التهميش وعدم التأثير في المجتمع كعبارةأو وصف "حمار الجت" اللذي يحمله لكن لا يستطيع أن يتذوقه . مناظر كثيرة في مجتمعنا تجعل من جملة " سمان ديقه" تتكرر وتنتقل بثبات من جيل الى جيل وهي ليست من مأثوراتنا ولا من تراثنا , ولاتحتاج منا الى ترجمة لدلالتها الواضحه لحال المواطن العربي في مجتمعه منها على سبيل المثال لا الحصر

موقف قناة الجزيره من المواطن القطري وهمومه واهتماماته وهي التي تسكن جغرافيا في حناياه "سامان ديقه"

موقف مراكز الابحاث في الدوله مثل المركز العربي للابحاث واصداراته من المواطن القطري وقضايا مجتمعه "سامان ديقه"

موقف مجلس الشورى ممثلي المجتمع من هموم المواطن القطري ومحاولة تبنيها وتوصيلها "سامان ديقه"

موقف الخطوط الجوية القطريه كناقل وطني من المواطن القطري "سامان ديقه"

موقف الحكومه من شكاوي المواطنين من غلاء المعيشه وارتفاع الاسعار الجنوني "سمان ديقه"

موقف وزارة التجارة من التلاعب بأسعار السيارات , واسعار الاسماك والارتفاع الجنوني في اسعار الاراض والعقارات"سامان ديقه"

موقف الدوله من اضمحلال الطبقه الوسطى وتكون طبقيه واضحه بين من يملك ومن لايملك وخطورة ذلك على المستقبل "سامان ديقه"

موقف وزارة الاوقاف من بعض مثيري الطائفيه خطباء الايديولوجيات الاسلاميه المستورده التي لم يعرفها المجتمع القطري من قبل"سامان ديقه"

موقف وزارة الصحة من المتاجره في إنشاء المراكز الصحيه الخاصة بهدف الربح واستغلال نظام التأمين الصحي المخترق"سامان ديقه"

موقف هيئة السياحه ووزارة الداخليه كذلك من الممارسات الدخيلة على المجتمع وغزوها المكثف للأسواق واالمولات سواء كان ذلك زيا فاحشا أو منظرا مخلا للاداب أو نشرا لثقافة تدخين "الشيشه" وكأنها موروث قطري وهي التي لم يتجاوز وجودها في قطر العقدين"سامان ديقه"

عرفنا لماذا هذه الكلمة لاتنسى وهي دائما في الذاكره وتخرج تلقائيا, اخشى أن يتحول المجتمع كله الى "سامان ديقه" أي زائد عن الحاجة ويصبح وجوده وعدمه سيان , وبالتالي تصاب هويته في مقتل ويتحول من وطن الى الى ورشة عمل أو كراج صيانة وإعادة تأهيل لقطاع غيار تستورد من الخارج

الاثنين، 16 نوفمبر 2015

مؤسسة عبدالله بن حمد للطاقة والتنمية المستدامه


أفتتح سمو الامير الوالد مؤسسة عبدالله بن حمد للطاقة والتنمية المستدامه منذ أيام , وهي مؤسسه كما جاء في بيانها غير ربحية معنية بالابحاث وتقديم المشورة للمهتمين في مجال الطاقة والتنمية المستدامه , وهي في إعتقادي خطوة ممازه لايجاد "خزانات فكر" وتراكم معرفي تستمد منه الاجيال الخبرة , ما كان ينقصنا دائما هو تراكم الخبرات بعد خروجها من العمل الرسمي , الأمر الذي كانت له تداعيات خطيرة اداريا وتنظيميا نعاني من آثارها حتى اليوم , الجانب الحكومي في العالم كله مسنود بمنظمات ومؤسسات مدنية بحثيه لها الدور الاكبر في تقديم الاستشارة والبحوث , في غياب مثل هذه المؤسسات البحثية يعمل القطاع الحكومي الرسمي في تخبط أو يلجأ الى منظمات ومؤسسات من خارج البلد ومن خارج البيئة ويصبح عرضة للابتزاز مرة أو للتسييس مرة أخرى , نحن نحتاج الى مؤسسة مماثلة في قطاع التعليم والصحة والشئون الاجتماعية والبيئيه , لم يعد الأمر أمر القطاع الحكومي بقدر ماهو مساهمة المجتمع المدني وخبراته , كم خسرنا من الخبرات الوطنيه؟ في كل مجال وفي جميع القطاعات , كما ذكرت , , مؤسسة عبدالله بن حمد العطيه للطاقة مؤسسة رائده , لكن لكي يكتمل دورها لابد من قيام مؤسسات أخرى مشابهة لها تقدم المشورة والبحث والخبرة في مجالات المجتمع الاخرى كالتربية والكهرباء والصحة والعمل الاجتماعي , بل أننا في حاجة ماسة الى مؤسسة تُعني بالبحث الاجتماعي في المجتمع القطري في قضايا مثل الهوية , الطبقة الوسطى, التدرج الاجتماعي , تنشأ رسميا وتمثل إمتداد للخبرة الحكوميه المتراكمة وعلى أساس ثابت من الخبرات القطرية صاحبة الباع الطويل في هذا المجال , تماما كما قامت مؤسسة عبدالله بن حمد على خبرة موجودة متمثلة في سعادته ورفاقة من اصحاب الخبرة في مجال الطاقه ممن عملوا سابقا في قطر للبترول , أنا أدعو الى أنه لايكون العمل الحكومي آخر المطاف لهذة الخبرات بل لابد من التحوَل الى خزانات فكر , بعد أن كان مجهود ونشاط في أغلبةجهد بدني وظهور إعلامي , هذا هو طريقنا للمحافظة على الخبرات وتصويب العمل القائم وايجاد مرجعيات للجديد القادم , والتخلص من الاحباط الملازم لمن عمل بجد ثم عندما إمتلك الخبرة والتجربه أُحيل للنوم

الخطاب الديني في المجتمع القطري



في إعتقادي مرَ الخطاب الديني في المجتمع القطري بثلاثة مراحل
المرحلة الأولي : خطاب المجتمع هو خطاب الدولة, خطاب فطري فردي متسامح , يتعامل مع ثنائية الدين والدنيا بإتزان , المسجد والمدرسة في تناغم مشترك ما يتعلمه في المدرسة يسمعه في المسجد , كان يرى في الخطاب القومي السائد في ذلك الوقت عضيدا له وليس في تضاد معه, حتى أن معظم مشايخ قطر في تلك الفترة كانوا مع الخطاب القومي الناصري,.
المرحلة الثانية: الخطاب الديني يتجاوز خطاب الدولة و مع بروز مايسمى بالصحوة الاسلامية أو الصحوة الجهادية, أخذ الخطاب الديني بعدا جديدا متجاوزا موقف الدولة السياسي الثابت, وغلب على طابعة الدعوة للجهاد ضد الغزو الالحادي السوفيتي لأفغانستان وشهدناسقوط أول شهيد قطري يقع في ارض المعركة هناك وأحتفى به الخطاب الديني في ذلك الوقت أيما إحتفاء, ورواد هذا الخطاب جميعا من مشايخ الدين العرب الذين احتضنتهم الدولة, وساد تبعا لذلك نمط من التدين الشعبي لدى العامة إتسم بظاهرة الخروج والاعتكاف في المساجد والدعوة للجهاد , والعزوف عن الدنيا وإحتقارها, غلب على هذا الطابع من الخطاب جانب القداسه في ظل مجتمع دنيوي مدنس
المرحلة الثالثة:خطاب الدولة يسير خطاب المجتمع:برز دور الدولة واضحا بعد ذلك ببروز ممثلية وهيئاتة ومراكزه التي أنشأتها الدولة, فيما تراجعت مساهمة المجتمع القطري المحلية فيه وبرز دور الدولة المتعاظم إعلاميا واضحا بعد أن عصف الربيع العربي بكثير من المجتمعات العربية , وبعد التجربة الفاشله لحكم الاخوان في مصر, غلب على هذا الخطاب الطابع السياسي
ما أود الاشارة إليه هو أن لم يعد من الممكن الخروج من تضارب الخطاب الديني في أي مجتمع طالما أنه خطاب مؤسسي وليس فردي , تفقد الدول اليوم السيطره على المجال العام بفضل تقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال , مصادر التدين اليوم متعدده لم تعد فقط محصورة في المسجد ودور العبادة والخطاب الديني الرسمي, إعتماد دولنا على خطاب ديني فردي ضمن مؤسسات مدنية وتعليمية تملك رؤية واضحة لهوية المجتمع المفطوره على التدين بعيدا عن التقديس أو التسييس هو الحل الأمثل لصيانة فطرة المجتمع وهويته وتدينه

السبت، 14 نوفمبر 2015

ماذا خسرنا بإزالة الفرجان والاحياء التاريخيه؟



تحديث الانسان أم تحديث المكان؟ الانسان الحديث في المكان القديم هو سر تناغم وإتزان الحضارة , الشعوب الحديثه التي استوطنت بقاع الأرض , أبدعت حضاريا لأنها مرتبطة اساسا بحضارة قديمة حدثت الانسان وأبقت على المكان , في استراليا وكندا وغيرهما, تجد إنسانا حضاريا رغم حداثة البلد النسبيه لكنه يستمد حضارتة وثقافته من حضارتة القديمة , الابداع حضارة لكن الاجتثاث إجهاض.
فرجان الدوحة القديمة وضواحيها الجميلة هي كل مانملك من تاريخ يُبنى عليه, البدع , الرميلة , الجسره , فريج شرق , الخليفات , السلطة القديمه , وادي السيل , الريان القديم , كل هذه المناطق أزيلت , بينما المفروض ان تبقى ويجرى تحديث الانسان عوضا وليس بنقله وازاحته الى مناطق جديده وحشره كما يُحشر السردين في علبته., الشخصية القطريه أجزم أنها تعاني من الانفضام اليوم , لم تعد تشعر بجذورها وإنما تلهث وراء مشروع اسكاني تماما كاللاجيئين الجدد في مجتمع لايعرفونه , هي الآن في موقع ضعف لعدم وجود دلائل على وجودها , أوجدنا شخصية مجهضه , ترتاب في الآخر القادم وتتمثله سارق قادم ليسرق مكتسباتها وحقوقها التاريخيه عبر تاريخها الذي كتبته قبل النفط حيث شظف العيش ومعاناة الحياه , لأنها لم تعد شخصية متجذره يشهد عليها المكان ويحدد شروطها من خلال الزمان. عصفت بالتنميه في مجتمعنا رياح كثيرة واستسلمت للاهواء والرغبات على حساب الصدق مع النفس والتاريخ , لقد خسر الانسان القطري كثيرا بإزالة وجوده الزماني والمكاني , لأن ذلك فتح صفحات التاريخ للتعديل وللتزوير طالما لعاب الريع لايزال يسيل ويجتذب من اطراف الدنيا وأصقاعها من يحلم بثراء سريع في أرض لايسكنها التاريخ وليس من اهتمامها المحافظة علىه كمكان ولازمان ولاحتى اسم , ولاأسهل لديها من إزالة المكان إلا تعريب الاسم والعنوان حتى يصبح الاعجمي الجديد من أبناء الضاد إسما ومن أصحاب الحق التاريخي سكنا وشرفا.

الاثنين، 9 نوفمبر 2015

وزير آيل للسقوط



أكثر الوزراء عرضه للمسائله في الحكومات الديمقراطيه هو وزير المالية , ومنظر وزير المالية الانكليزي بعد كل اجتماع لاعتماد الموازنة السنويه بحقيبة السوداء منظر تاريخي مألوف لدى الشعب الانكليزي بل هو أكثر المناظر عرضا على وسائل الاعلام في المجتمع الانكليزي لما للموازنة من أهمية كبرى على نشاط المجتمع الاقتصادي والاجتماعي , وهو لايجب حين يسأل سوى بالاشارة الى الحقيبة السوداء وكأنه يقول للشعب الاجوبة على أسألتكم هنا في الحقيبة,ومن ثم هو عرضة دائما لوسائل الاعلام وللحزب المعارض في الظل , هو مؤشر حقيقي لاداء الوزارة ولإستمرارها , سقوطه يعني فشل الخطة الماليه للحكومة وانكشاف الحزب أمام سهام المعارضة , حلوة هي الديمقراطيه , الحقيبة السوداء الذي يحملها وزير المالية الانكليزي خارجا من 10 داوننغ ستريت هي مايجذب انظار المجتمع الذي يدفع الضرائب ليحصل الخدمات التي تقدمها الحكومة, "لاضرائب دون تمثيل" شعار يحمي الطرفين الحكومة والشعب , حيث يحمل الطرفين ورقة ضغط لتوازن الامور , الخطة الماليه والاقتصاديه للوزارة هي مخاض بين دفع الضريبة ومناقشتها من طرف ممثلي الشعب, فإذا أخفقت الخطه من تحقيق أكبر قدر من الرفاهية للمجتمع , آل الوزير للسقوط, في مجتمعاتنا الريعية العكس تماما , وزير المالية هو فرعون الوزارات , يتوسله جميع الوزراء , ويطلبون ودَه, وهو أكثر الوزراء مقاومة للسقوط لذلك تجد بعض الوزراء تعدى الربع قرن وزيرا شامخا بدون حقيبة سوداء تتضمن خطة مالية واضحة وقابلة للنقاش, ولاصحافة لديها القدرة على المكاشفة ولاممثلين للمجتمع يمتلكون الارادة, وهو لايمتلك حقيبة سوداء يشير إليها حين سؤاله عن الوضع المالي والاقتصادي ولا يملك سوى عبارة "شدوا الاحزمة" التي إرتبطت في الذهن به , كما إرتبطت الحقيبة السوداء التي تحمل الخطة المالية في ذهنية الشعب الانكليزي. لكن مرحلة المجتمع الضرائبي مختلفة تماما, مجتمع الضرائب مجتمع شفاف, مجتمع خطة واضحه ومعلنه, تنفيذها يجري في العلن وإلا عُدت الضريبه سرقة وإنتهاك . المواطن المنهك الذي يعيش على راتبه والمتقاعد الذي لم يحصل على التقدير الكافي لما قدمه أيام عمله , كيف يدفع ضريبة وهو لم يحصل على خدمة بعد ؟سوى مجرد البقاء على قيد الحياة, يشعر بالمرارة حين الحديث عن مزيد من المعاناة سوف يتحملها وهو المغيب عن الرأي , حكوماتنا مشكورة لما قدمته لنا من دعم مستمرعبر الحقب السابقة إلا أن تقلب النشاط الاقتصادي وتأثيرات الوضع العالمي لايمكن الفرار منها إلا بتقوية الداخل "الحكومة" بحيث تصبح اكثر تمثيلا للمجتمع لا إملاءَ عليه. المفارقة أنه في المجتمعات الديمقراطية الوزير آيل للسقوط أمام مجتمع ثابت , بينما في منطقتنا الخليجيه ماعدا الكويت , الوزير هو الثابت , بينما المجتمع بالتالي هو الآيل للسقوط

الأحد، 8 نوفمبر 2015

برنامج"فصاحه" بين الواقع والمأمول


أعلنت القطرية للإعلام عن إنتاج برنامج ضخم يُعنى باللغة العربيه ويحث على التمسك بها كهوية جامعة لاغني عنها لشعوب الضاد العربية, وادراك تمام الادراك إهتمام الشيخ عبدالرحمن بن حمد الرئيس التنفيذي للمؤسسة باللغة العربيه وحرصه عليها وتطلعه المستمر لإنتشارها , ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أوجزها في التالي:
أولا: يأتي البرنامج كما أذيع لرد الاعتبار للغة الفصحى , وهذا يعني أننا فرطنا أو قللنا في الماضي من أهمية أهم مكوَن لهويتنا العربية والاسلاميه. وذلك يتضمن الاعتراف ضمنيا اننا إختلقنا وخضنا المعركة الخطأ في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ كذلك.
ثانيا: فرطنا في السابق وأخشى التفريط في القادم, ارجو ان لايكون قطار "فصاحة" هذا من السرعة بحيث يبدو متعارضا أو بديلا عن العامية التي هي أيضا لغة عربية, أو يخلق تصورا في ذهن الشباب أن هناك تصادما وتعارضا بين اللغة الفصحى والعامية المحلية الدارجة.
ثالثا: نحن لانتكلم اللغة , اللغة تتكلم من خلالنا, الانسان كائن متكلم , الانسان وعاء للغة ليس إلا, فاللغة هويتة التي ينكشف بها على العالم, إحتفاؤنا باللغة الاجنية طوال سنواتنا القليلة الماضيه على حساب لغتنا العربية كان خطيئة في حق الارض والهوية, لذلك مصطلح رد الاعتبار أو الاعتراف يجب أن يأخذ حيزا كبيرا جدا وبصوت عال حتى تغفر لنا هذه الاجيال التي فرطنا في حقها وشككناها في هويتها .
رابعا: تمكين اللغة العربية يحتاج الى قرار سياسي على اعلى مستوى , بحيث تصبح لغة التعامل في جميع الاوساط الرسميه الحكومية منها أو الخاصة. الدراسة في الجامعة ايضا لابد وأن تكون باللغة العربية وأعتقد أن هذا القرار أتخذ مؤخرا , ولكن أيضا جاء متأخرا بعد سنوات من التقليد ومحاولة التطور على حساب الهوية .
خامسا: هل اللغة هدف ذاتها أم هي وسيلة إتصال وتواصل ؟ هذا سؤال يمكن الاجابة عليه لتوضيح عدم تعارض اللغة الفصحى مع اللهجة الدارجة , الفصحى هي غاية في حد ذاتها ووسيلة , بينما الدارجة هي وسيلة بالدرجة الاولى, من الاهمية أن يدرك الشباب ذلك .
سادسا: نحن أمة بيان ونص"القران" كانت المعلقات قبل الاسلام هدف لغويا في ذاته يمثل عظمة البيان , وبعد القرآن اصبحت اللغة سرا من أسرار العلاقة مع الله يكشف غموضها الاكثر فصاحة ولسانا.
سابعا: أتوقع البساطة في الطرح لتحبيب النشء في الفصحى قدر الامكان , اتمنى ان يكون البرنامج له من القدرة على اجتذاب أكبر عدد من المشاهدين كما شهدنا في برنامج شاعر المليون في حلقاته الاولى.
ثامنا: لايمكن ان يتابع المشاهدين " برنامج فصاحة" والرموز اللغوية التي تقع عليها أعينهم تهدم أبسط قواعد اللغة العربية بداهةَ, لوحات الفرجان والاحياء والمناطق والشوارع في قطر وقد أشرت الى ذلك في مقال سابق "لبديع- لدحيل- لوسيل-لأبرقه-لوَل ....الخ", هذا التناقض بين المسموع والمرئي لايوجد ذهنية ايجابية لديها صفاء الاستيعاب, أرجو تزامنا مع هذا البرنامج مراجعة هذه الرموز واللوحات الارشاديه الهزيلة لغويا.
تاسعا: بودي لو أضيف الدكتور علي بن أحمد الكبيسي أستاذ اللغة العربية كمحكم في البرنامج وهو الاكاديمي , الاخوة المحكمين جميعهم كفاءات إلا أنهم ليسوا أكاديميين , وبرنامج مثل هذا لابد أن يكون أحد الاكاديميين في اللجنة ليبدو أكثر مصداقية.

الجمعة، 6 نوفمبر 2015

ماذا خسرنا بإهمال الادارة العليا؟


في إعتقادي أن عصر الإداره الحكوميه الذهبي كان في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم. وإيضا كان عصر الوزاره الذهبي بوصفها وظيفه سياسيه كذلك . فقد تشكل وعي المواطن القطري بعد تشكيل أول وزارة في قطر مع تولي عدد من الشباب القطري المتعلم مناصب إدارية عليا في الوزارات الجديده التي كان يشغلها ويترأسها كبار السن من وجهاء البلد في ذلك , لقد كانت الوزاره الاولى بحق وزارة بالمعنى السياسي , حيث أوكل لهؤلاء الشباب المتعلم إدارة دفة العمل في تلك الوزارات والتواصل مع الناس والمجتمع , فوجد المراجعون متنفسا ومسلكا سهلا وواضحا لاتعيقه بيروقراطية الاداره, ولا حساسية المنصب أو مدير المكتب.
أذكر من هذه القيادات الاداريه في حينه:
محمد يوسف العالي : مدير إدارة الكهرباء, خالد سلمان الخاطر مدير إدارة الهندسه, أحمدعيسى الجتال مدير إدارة المياه , علي محمدالخاطر مديريلدية الدوحة الذي اصبح وزيرا للشئون البلديه فيما بعد ,محمد سيف المعضادي رحمه الله مدير إدارة البريد أصبح ,ماجد بن سعد آل سعد مدير الاراضي, والسجل العقاري فيمابعد. محمد عبدالعزيز الخاطر مدير المرور وهناك العديدون لكن هؤلاء كانوا الابرز. هذه القيادات الادارية كانت تمثل طرف العلاقة الحكومية بالمجتمع وكانوا يمتلكون مساحة واسعة للتحرك وإتخاذ القرار , الأمر الذي نفتقده اليوم , حيث إختلط علينا الدور السياسي بالدور الاداري التنظيمي , فأصبح مكتب الوزير هو طرف العلاقة المباشر بالمواطن وأصبح مدير مكتب الوزير طرفا ثالثا في العلاقه مما أضاع المهنيه وأفقد منصب الوزير دوره السياسي الراسم للسياسه والمراقب على تنفيذها داخل وزارته, أهمالنا لدور الإدارة العليا , أو تساهلنا أو عدم إهتمام الدولة بمواصفات من يتيؤأ مناصبها , أوجد إنقطاعا بين المواطنين وبين الوزارات نشهده اليوم بوضوح . وجود إدارة عليا تتصف بصفة الثبات هام جدا بل أهم من تغيير من الوزرات , الثبات النسبي للإدارة العليا والاهتمام بمن يشغلها, كما كان سمو الامير الوالدالذي كان وليا للعهد آنذاك يفعل في السبعينيات مع بداية التطوير الاداري في الدولة أمر هام جدا , ولاغنى عنه , مانشهده اليوم هو شبه إختفاء للإدارة العليا الفاعلة , وغياب لدور الوزير السياسي الحقيقي , وصراع على الأدوار بين الوكيل ومدير المكتب إن لم يكن بين الوزير والوكيل , لم نستفد من منهجية الادارة الحكومية العليا التي كانت موجودة ونطورها , في تغير واضح في ثقافة المجتمع وإنتقاله من الاخذ بالجوهر إلى الأخذ بالمظهر تمشيا مع تزايد آثار الريع السلبية حتى أصبح المنصب أعلى جوائز الريع بعدما كان مؤشر كفاءة ووسام جدارة.

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

الخطاب السامي والاعلام المتهافت




التغطيه الاعلاميه لردود الافعال حول خطاب سمو الامير في افتتاحه للدوره الحاليه لمجلس الشورى سواء في التلفزيون أم في الصحف صباح هذا اليوم , لااعتقد انها ترتقى الى مستوى الخطاب ومضمونه, بل وتؤكد أن مجتمعنا الصغير خال من المحللين مكتظ بالمطبلين.خطاب سموه كان استراتيجة عامه وضعت خطوط عريضه لما يعاني منه المجتمع من ترهل في الداخل وضرورة مكافحة الفساد, وما يحوم حوله من أخطار ومصاعب اقتصاديه من الخارج وطالب الجميع بتحمل مسؤولياته سواءأفراد أم قطاعات. مثل هذا الخطاب الشمولي والواضح والمعبر كان كفيلا بحوارات ارقى من تلك التي شهدناها بالامس في التلفزيون وفي الصحف اليوم, بدلا من التطرق والاشارة الى تفعيل أدوات الرقابه في المجتمع وفي مقدمتها مجلس الشورى وهيئة الشفافيه وديوان المحاسبه , تكتل المعلقون والضيوف حول جبل من الردود الانشائيه اشادة بالخطاب كمجمل دون التطرق حول مضمونه وما يعنيه وما يجب أن يستشف المواطن منه ويستخلص لنفسه كإنجاز. خطاب سمو الامير دائما سقف عالي يحتاج الى مجتمع متفاعل معه بعقلانيه وتبصر لايرفعه شعارا فقط, عانت أمتنا من الشعارات والمانشيتات طويلا والمواطن العربي ضحية إعلامه بالدرجة الاولى وليس قياداته, جيل القيادات الشابه اليوم مختلف تماما عن الاجيال السابقه , لايهمه الإطراء بقدر ما يهمه النقد البناء , هو قوي بعلمه وبإنفتاحه على العصر , بدلا من أن نشير الى خطورة السياسات التي حولت الشباب الى مشروع استهلاكي بإغراءات الجوائز الثمينه ركز المعلقون عليهم كسبب مباشر في الترهل, بدلا من إلاشاره الى ضعف الاداء في بعض الجوانب الحكوميه والاجتماعيه فيما يتعلق بحقوق المواطن وأولوية ذلك , رجم المعلقون القطاع الخاص حتى الرمق الاخير. أنا أعتقد أن تخلف إعلامنا نتيجة لهذه المدرسه التي تنتج طلابا لها يوما بعد آخر , إعلامنا متخلف عن قيادتنا الشابه الطموحه , إعلامنا لايزال يعيش في سبعينيات القرن المنصرم وبرنامج صباح الخير فيما بعد الذي ياخذ الشكوى ويترجمها لايصالها بصورة مقبوله حتى على حساب محتواها. ميزة خطاب سموالأمير أنه دائما مشروع حوار داخل المجتمع ومن هنا تأتي ديناميكيته وتستمر فاعليته , لم استمع لمفهوم واحد يدل على ذلك في تغطيتنا الاعلاميه , لم نشتق منه مفهوما واحدا ولادلالة واحده للمضمون والمحتوى كمواطنين وبعد ذلك نشتكي من القانونين وصياغتهم للقوانين, لذلك سينطوي الملف وسيضب فوق الرف , قيادتنا قلبها مفتوح للرأي والرأي الآخر,لكن المجتمع ومدرسته الاعلاميه لاتزال تعيش العصر الستاليني وصحيفته البرافدا.

الاثنين، 2 نوفمبر 2015

إستمعوا إلى عدنان إبراهيم



منذ اكثر من عامين وأنا متابع للشيخ عدنان إبراهيم خطيب مسجد الشورى في العاصمه النمساويه فيينا, كلما اشتد الهجوم عليه كلما راقبته أكثر , هو من جيل الخطباء الشباب "المودرن" , مايميز عدنان إبراهيم هو ثقافته الفلسفيه الرفيعه جدا , فهو فيلسوف متدين , إحتوى ثقافة الغرب وهضمها بقلب منفتح وعقل حاد الذكاء, فيه من أرسطو وأفلاطون وفيه من توما الاكويني وأوغسطين والفارابي وإبن رشد ونيتشه وفوكو واستاذه حجة الاسلام الغزالي وابن خلدون وأئمته الصحابه وعظيمه رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم. يستغرق في العلم ويبتعد عن الايديولوجيا , درس حضارة الغرب وعاش فيه بقلب المسلم الذي يرى أمته تهيم في بحر من الظلمات والخرافات , فأعتلى المنبر محذرا وتطرق الى المسكوت عنه المتضخم يوما بعد آخر فإنهالت عليه السهام من كل صوب وجانب. عدنان ابراهيم ليس بالمعصوم من الخطأ بل أنه يحارب العصمة التي تتسع خريطتها ويكبر مجالها حتى أصبحت ثقافة تكفيريه سائدة ورائجة أو صلتنا إلى ما نحن فيه, خلال رمضان الماضي ومع المذيع السعودي الرائع سعود الدوسري رحمه الله في برنامج"وليطمئن قلبي" كان الشيخ رائعا وواضحا في تناوله للمواضيع بعلميه ودراية وعمق , إلا أن البرنامج لم يستمر لسبب ما لا أعرفه , صعود نجم الدكتورعدنان إبراهيم يزعج الكثيرين لعلميته وفلسفته وتمكنه من الفكر الديني ومراحل تطوره وتحوله من فكر إلى دين في حد ذاته , قد نختلف مع الشيخ في بعض آرائه وهذا حق مشروع , لكن دعونا نتفق أنه لاعصمة لأحد سوى للأنبياء والرسل, قد يكره البعض غربيته وثقافته وفلسفته , لكن دعونا نتفق بأن الاجترار الذي نشهده على قنواتنا اليوم لايضيف شيئا حتى أصبحنا نعرف المشايخ بأوصافهم وليس بأسمائهم , دعونا نعترف ولو على مضض أننا بحاجة الى فكر الدكتور عدنان إبراهيم , دعونا نعترف بأننا بحاجة الى الاصغاء إليه أولا دون آرائنا المسبقه دعونا نستمع إليه بصفحة عقلية بيضاء , هذا هو تحدي الأمة الحقيقي , يولد الطفل ويلقن حتى إذا ما أراد التفكر وجد عقله قد إمتلأ من كأس الأولين ولم يعد هناك مكان لجديد.

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

مأزق برنامج " بصراحه"

سيواجه برنامج " بصراحه" ومقدمه حسن الساعي إشكاليه لأنه سيكتشف مع الوقت أن الأمر لايحتاج إلى صراحه بقدر ما تحتاج الأمور إلى تخطيط وإستراتيجيه ., الصراحه والمصارحه آلية للتعامل مع صناع القرار وليس مع مجرد منفذيه , ضيوف الاستاذ الساعي في الحلقة الماضيه والحلقه المعلن عنها اليوم , ضيوف ضمن الاداره التنفيذيه بمعنى أنهم منفذين ولايملكون القدره أو الآليه في التخطيط ورسم الاستراتيجيه , هم يتعاملون مع الواقع , ولايضعون استراتيجيات تنفيذه , لذلك صراحتهم ستكون دفاعا عن النفس ومعركتهم مع الواقع وصعوباته . عندما رأيت الدعاية عن برنامج "بصراحه" تذكرت مقالات محمد حسنين هيكل في بداية السبعينيات من القرن الماضي التي كانت تنشر في الاهرام تحت نفس العنوان , أثناء ماكان يسمى بحالة اللاحرب واللاسلم, وكيف كانت تعد المجتمع وتهيؤه للاستعداد للحرب ,بصراحة تكون مع صاحب القرار وواضع الاستراتيجيه , أو مع اصحاب الفكر المؤثرين في صياغة الرأي العام في المجتمع . قضية ألمرور كمثال , لايمكن أن يتكلم عنها مدير إدارة المرور لوحده مثلا بعيدا عن خطة الدوله , وكذلك قضية التعليم , والصحه , إذا كان هذا يصعب على الوزير المختص طالما ليس هناك خطه واضحه ومعتمده لدى الوزاره , فكيف نجد في صراحة مدير الاداره أو رؤساء الأقسام التنفيذيه بلسما يشفي غليل المواطن ويجيب على أسئلته, أعتقد أن العنوان كان مضخما أكثر من اللازم يكفي أن يكون لقاء مع مسؤول , يمكن ان يرتفع هذا البرنامج الى مستوى فكر المجتمع بأن يستضيف كما أشرت مفكرين يطرحون أفكار جديده حول التعليم أو التنظيم أو رؤية المجتمع لمايجري فيه ومن حوله , حتى تبدو الصراحه خارج إطار الواقع الذي يحتاج الى تنظيم واستراتيجيه أكثر من حاجته للصراحه , لن نسمع "صراحه" حقيقيه كما تعنيه هذه الكلمة من معنى , ونحن نتعامل مع الوضع القائم , الصراحة تبدأ أولا من تقييم ما قمنا به خلال سنواتنا الماضيه بكل شجاعة , لأن الحاضر لايملك سوى التبرير للإستمرار , طالما الماضي لانمتلك "الصراحة " الكافية في نقده والاشارة المباشره على أخطاءه وهفواته وتقييم دور القائمين عليه ضمن حكم التاريخ وأجندة الإصلاح.

الاثنين، 26 أكتوبر 2015

عن "عزرائيل" ونشاطه المكثف



أصبح من المهم جدا , البداية في إحصاء الأحياء لا عدَ الاموات, نمط الموت أصبح هو السائد, نشاط "عزرائيل " المكثف بين الموت بالقصف الجوي أو الموت في حلقات المرور الجهنميه , أو الموت الطبيعي الذي جعلت منه وسائل الاتصال الجماهيري خبرا ملازما كل صباح مع كوب الشاي . في إعتقادي أن الأصل هو الموت والاستثناء هي الحياه , سرمدية الموت يقابلها سراب الحياه, من ينجو من الموت , لاينجو من إنتظاره و فالنجاة هنا إسم مجازي لايخرجك من طابور الانتظار والمنتظرين. و نحن نعزي الاخرين , نحن نستعد لتعزية أنفسنا او في التعزية في أنفسنا في الحقيقه , تبقى الحياة كفلسفه هي التي عليها التعويل , كيف تحيا؟ ولأجل ماذا ومن تحيا؟, فلسفة الحياه هي القادرة على التفلت من قبضة عزرائيل , لايستطيع عزرائيل القبض على فلسفتك في الحياه حتى وإن قبض روحك , طالما أن بعد هذه الفلسفه بعدا إنسانيا , الخلود دائما للحياة كفلسفه وليس للحياة كأفراد , هؤلاء الخالدون , هم من ترك وراءه فلسفة لاتموت , اذا عشنا الحياة فلسفه يصبح عزرائيل صديقا لايخيف, لكن إن عشنا الحياة صراعا ضد إنسانيتنا الكبرى بتقمص طمع أنفسنا الصغيره المحدوده وشرورها سيترآى لنا شبح عزرائيل قبل حينه وسنموت قبل مجيئه , فهناك من هو ميت ولم يزره عزرائيل بعد , الدين وجد لكي يحيا الناس به , والدنيا خلقت لكي يتعايش الناس فيها , والحياة فلسفه سواء قامت على الدين أو على غير ذلك طالما ترى أن البعد الانساني هو المحدد لقيمة الانسان ودوره ومكانه في الوجود, عزرائيل لايخيف الانسانيه , أنه فقط يخيف من يظن أنه يمثلها دون غيره من البشر

حدود العقيده أم فضاء الفلسفه في نقاش سابق



عبدالعزيز الخاطر
R
المشاركات: 13 حدود العقيده ام فضاء السؤال الفلسفى؟

--------------------------------------------------------------------------------

هل ثمة علاقه بين الفلسفه والدين والى اى مدى يتداخل بعضهما فى الاخر بمعنى اخرهل يمكن للسؤال الفلسفى ان يستكين ضمن اطار الاعتقاد الدينى؟

#2

محفوظ :



الدين خَرَجَ من الفلسفة . و الدين هو نهايّة الفلسفة . كيف؟
الدين ببساطة هو فلسفة بلا أسئلة , أو كما كتب أحدهم : الدين أسئلة قتلتها الأجوبة .


__________________
لأنَ رُوحَكِ جَمِيلة فإنَّي أَتَقَمصُها أحْياناً


اسألني ..


#3

عبدالعزيز الخاطر
لكن الدين او العقيده بالاحرى مطلق فى حين ان الفلسفه تقوم على النسبى

#4

محفوظ
قَيْدٌ حُرْ





نعم هذا ما أقصده

#5

يزن احمد


لا يجتمعان
لقد كفر المسلمون الفلاسفة
وانكروا وحرموا الفلسفة
الدين علم الغيبيات
والفلسفة تعنى (حب الحكمة وطلب المعرفة )
تناقض الدين الذي يفرض الأيمان بالغيبيات ! والتصديق بها ..




محفوظ






ليس كلّ المسلمون كفروا الفلاسفة , و ليس كلّ المسلمون حرموا الفلسفة . التعميم يضعفُ النقاش يا أخي يزن .

تقديري


#7

عبدالعزيز الخاطر


لااعرف لماذا يكفر الشخص فى حين انه يؤكد انه مؤمن بمعنى اذا كان الايمان علاقه داخليه بين الشخص وخالقه فكيف يمكن استقرأ نيته من الغير
مالمطلق فى الدين فى حين من سنة الكون التغير المستمر لانقول بتغير النص ولكن بفهمنا لهذا النص
تحياتى





ـــحُـــر
0..،؛،*،؛،..0




الدين .. كمال الحق ..
الفلسفة .. كمال العقل ..
والكمال .. لله تعالى ..

..

__________________
.. ..
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .
اللهم صل وبارك على محمد وآله كما صليت وباركت على إبراهيم وآله برحمتك يا حميد يا مجيد .
[ عجبت لمفسد يدّعي الإصلاح ] !!..

#9

أحمد الهلالي



الإيمان بالغيبيات ـ في كثير من الأحوال ـ يعتريه بعض النقص أو الضعف .
والله سبحانه وتعالى أشمل وأكمل علما من أن يجعلنا نتخبط في ضعف نستر عريه بالصمت . فجاءت كثير من الآيات القرآنية تحث على التأمل في الكون والمخلوقات للوصول إلى القناعات الإيمانية التي ترأب صدع النقص أو الشك الخفي .
لعل المشكل لدينا هو ( حرية السؤال ) ، فالسؤال ليس إثما إلا عند من لا يملك الإجابة ، وما أكثر مكممي الأفواه بقولهم ( اتق الله ) ليس للتقوى ، بل لأنهم لا يملكون الإجابة ، ولم يبحثوا عن الحكمة . واستشهادي على ذلك من كتاب الله الكريم :
( َإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260

فخليل الله ـ عليه السلام ـ أشدنا إيمانا ، كيف لا ، وهو الذي صدق الرؤيا وأمر السكين تصديقا على رقبة ابنه ، لكنه رغم هذا الإيمان لم يصل إلى مرتبة ( الاطمئنان القلبي الكامل ) ، والحوار في الآية واضح لا يحتاج إلى تأويل .
ومن هنا أرى أن مشروعية السؤال الخفي الذي يجوس قلوبنا ليل نهار ، هي التي تؤزنا إلى أحضان الفلسفة للبحث عن الحقيقة ، والفلسفة هي البحث عن ( الحكمة ) ، والحكمة هي السؤال المبتدئ بـ ( لماذا .... ؟؟؟؟؟) .

ولو أنصفت الفلسفة لكانت سندا ورافدا يصب في الدين والإيمانيات الحقة ، لكن الجهل جعلها تبوء بإثم التفكير ، ولم يعملوا عقولهم ، بل امتطى الكثير منهم صهوة المناكفة والتكفير والتكميم ، لأنهم قنعوا بما لديهم ، وهيهات أن يكفي ، لأن كتابنا كتاب إشارات وومضات تضيء بمحدودية عليها تتبعها إلى أن نصل .

احترامي للجميع ..
__________________


السؤال يتطلب "متكلمين" اهل الكلام لايتبأون مقعدا اليوم فى وجود اهل الشرع

مرحبا
التجرد من الأفكار القبلية التي قصدتها في ردي مهارة يكتسبها الباحث بالمجاهدة , وإن كان لن يتقنها تماما او لنقل أن هناك ظروفا معينة يمكن ان يجد الباحث فيها نفسه وقد نسي تجرده وعمل بخلفيته الثقافية , هذا لايعني بالطبع أن أن كل حكم يصدره الباحث هو نتيجة حتمية لثقافته وبيئته , أين عمل العقل إذن ؟
أتفق معك في استحالة التجرد المطلق أو ما أطلقت عليه ( المثالية ) وربما كان هذا سببا في بقاء الكثير من العلماء والمفكرين بخلفية عقدية معينة على الرغم من كون فحوى نتاجهم أحيانا يتناقض مع مايعتقدون بالوراثة .


إطلعت على الموضوع ووجدته يثير شهية التفكير كالعادة .
شكرا لكل ماتقدمه .

بائعة الخبز




ببساطة واقتضاب،
بَعد تَجرُبَتي في فلسفة الدينِ والغيبيَّات، والدوران في حَلَقة مُفرغة، الفلسفة لا حدودَ لها والعَقل لا حدودَ لأسئلته ولكن بِبساطة الدين غير مُكلَّف بالإجابة على الأسئلة العقلانيَّة والاعقلانيَّة.

الفَلسفة تَطرحُ ما شاءت من الأسئلة، والدين غيرُ مُكلِّفٍ باعطاء اجابات إلا للقليل القليلِ منها وخاصَّة ما يَدخُل في شقِّ الغيبيَّات، أو الجَدليَّات.
__________________
لَعَلَّكِ مِثلِي غَرَيبَة ؟
مَن رَاقَبَ الفيسبوك ماتَ همًّا













لا يجتمعان
لقد كفر المسلمون الفلاسفة
وانكروا وحرموا الفلسفة
الدين علم الغيبيات
والفلسفة تعنى (حب الحكمة وطلب المعرفة )
تناقض الدين الذي يفرض الأيمان بالغيبيات ! والتصديق بها ..
تحياتى لك
لا أحدَ مِن عُلماءِ الدين يجرؤ على تَكفيرِ الفلاسِفة، ولا أَدري مَن هُوَ الذي يُحرِّمُ طَرح الأسئلة، حتَّى لو كانت تخوضُ في عمق علم الغيبيَّات، فالدينُ لا يُعارِضُ العقلَ في الغالب، ولا يَقِفُ حائلًا في وَجه التفكير والتمعُّن الذي يعتبرُ أبًا للأسئلة والفلسفة.

هناك الكثير مِن الفلاسِفة المسلمين وكثيرٌ من كتب الفلسفة الإسلاميَّة، أصابت في شق وأخطأت في الآخر ولكن لم يَكنُ هذا يعني تكفيرَ صاحِبِها. عَزيزي لا تستطيعُ تَكفير المُنافِق فَكيفَ الحال بِمُفكِّر مُسلم رُبَّما أخطأ تفكيرَه أو أصاب




أتذكَّرُ دائمًا ذلِك السؤال الذي أرهقَ منِّي العَقلَ والجَسد.

لماذا خلقنا! ألنعبُدَ فَقط؟! أم للخِلافة في الأرض؟! أم لأنَّ اللهِ بحاجةٍ إلى أن يُعرف فلو لم نُخلقَ لما عُرِف؟!

أَكفرتُ بِهذا السؤال إذن؟!

لا أَدري، ولكن بحثتُ كَثيرًا، لأجِدَ في المُحصِّلة بأنَّ الله خَلقنا ليُعرف وهذا السببُ الرئيسيُّ لخلقِ الخلقِ، فلولا ذلِكَ لما كان الوجودُ بحاجَةٍ إلى مُوجِد، وما كانَ الله بحاجَةٍ للبقاء؟! وذهبَ بي الخيالُ لما أَبعدَ من ذلِك. أنَّ الله يجلسُ على عرشِه مليئًا بالضَجر فلا شيء يَفعله ويُراقِبُه أو يدعوهُ للبقاء وَحدهُ في هذا الكَون.

خِفتُ كثيرًا من طَرح سؤالي على من يعرفُ في الدين حتَّى وصِلَ بي الأَمر للابتعادِ كُليًّا عن الدين، خفتُ أن يدعو فكرتي بالهرطَقة والإلحاد وأنَّ السؤال والتفكيرَ في هذا قد يؤدي بِك إلا القتل كَمرتد.

ولكن في الحقيقةِ أنا لستُ بِكافِر أؤمنُ بالله الخالِق، أؤمنُ بالرُسُلِ أجمعين صلوات الله وسلامهُ عليهم، وأؤمنُ بالأنبياء، وقدرت الله، وعلم الله. وبِسبب الخوفِ بأن أبتعدَ عن الله وأَصِل حدَّ الإحادِ بما أُفكَرُ في عزلتي قررتُ السؤال.

أعتقدُ بأنَّني وصلتُ إلا حقيقة خلقنا، الحقيقةُ الأساسية لخلق الله لمخلوقاتِه، كانت العبادة شيئًا ثانوي والخِلافة شيئًا ثانوي، فحاجةُ الله لأن يعرف كانت السبب لخلقنا أجمعين.

أؤمنُ بالله، ولكن هل كفرتُ بتفكيري، وهل من أحدٍ يستطيعُ تكفيري.

صدِّقوني العقلُ قادِرٌ على الوصولِ لكُلِّ الحقائق من تلقاءِ نفسِه وليس بحاجةٍ إلا رجالات يقولون بأنَّنا علمنا ليكفِّروا من علمَ لوحده ممن هُم من عامة الناس. فديننا ليس كالمسيحية علمه أوكِلَ إلى رجال الكنيسة هم يعلمون فَقط هم يتصلونَ بالله فقط ولكن الدين لا يعارضُ العقل والا الفلسفة


عبدالعزيز الخاطر

الخلاصه هل يمكن ان يكون المسلم فيلسوفا دون ان يكفر بمعنى ان يطرح الاسئله المفتوحه التى تطلق صيرورة التفكر وصيرورة الهويه المتشكله دائما



بائعة الخبز

الخلاصه هل يمكن ان يكون المسلم فيلسوفا دون ان يكفر بمعنى ان يطرح الاسئله المفتوحه التى تطلق صيرورة التفكر وصيرورة الهويه المتشكله دائما
من بدهيات طرح الأسئلة الفلسفية والفكرية ألا تكون الإجابة جاهزة أو معدة مسبقا ولذلك فإن الفيلسوف حينما يطرح السؤال ثم يعمل فكره في محاولة فتح أفق الإجابة فإنه لامحالة سيقترب كثيرا من كثير من المحظورات أو اللامفكر فيه - هذه إذا تجرد تماما من أية أفكار قبلية والتزم النهج العلمي - ومقدار مقاربة مايتوصل إليه من نتائج مع المحظور العقدي والفقهي هي ماسيحدد الحكم على نتائجه وبالتالي شخصه بالكفر أو على أقل تقدير بالضلال .

بائعة الخبز
#13

الطرف الأغر
أفق الحدث



الدولة:
هذه المواضيع خاصة , وليست عامة ,هذه من الأمور الخاصة جداً والتي تؤدي إلى مضاعفات جانبية خطيرة على المجتمع والسلم الإجتماعي في ثقافة المجتمع الذي يملك مقدسات ورموز يكون من الخطر إستفزاز العامة لاجل فرضيات أزلية وقديمة تحار فيها العقول من بدء الخليقة .

الخطأ ليس في إطلاق الأسئلة بل الخطأ في متى وكيف وإلى من نوجه هذه الأسئلة .
وهذه أمور فردية أيضاً ترتبط بعلاقة الإنسان مع ربه وكيف يؤمن به ؟!
والعلاقة بين العبد وربه خاصة جداً كما هو واضح في النصوص الدينية المقدسة وأيضاً في كلام الله عز وجل .


كثيراً من الشروحات إجرائية وهدفها تثبيت الإيمان الجمعي بين الناس المؤمنين بالفطرة الثقافية العامة ولتعزيز المبادئ الأخلاقية أو القانونية _ لافرق _ .
أما السؤال عند العقيدة فهو من حق إي إنسان ولكن عليه تحري الدقة ومراعاة المصلحة العامة حين يبث شكوكه وهو لا يملك قدره على المواجهة ولم يطلع على الأراء القديمة في الديانات والفلسفات القديمة .
السؤال دائماً يقف أمام حائل عصي وممتنع ولا يمكن تجاوزه أبداً . وهو الزمن .
هل الزمن مطلق؟ أو مقيد ؟
والزمن الذي نعيشة هل هو مفقود؟ أو يمكن إعادته؟ .
ومن هذا السؤال تتطور الأسئلة وتتوالد وتتناسل ..
والإيمان بالله مقترن بقدرته عز وجل على إستعادته الزمن .
وفي العقائد القديمة في الديانات الأخرى غير السماوية حتى
يقسمون الزمن :
زمن دائم وسرمدي وهو الذي يكون في الملكوت الأعلى وفي بعض الديانات يرون أن هذا الزمن هو الله ذاته . وهذا غير مقبول ومتعارض نوعاً وكيفية مع الوحي .
وزمن مشتق , وهو زمن الوجود الحالي الذي نعيش فيه وتوجد فيه الكواكب والمجرات , وهو زمن زائل ناقص لا يقوى على المطلق الأبدي أو السرمدي .. وهو متجه للفناء لا محالة .

على هذا المستوى يمكنك مناجاة ربك وأنت مرتاح من أقول العلماء لأن هذا المستوى يستوى فيه الناس علماء أو فلاسفة أو أميين .
على هذا المستوى يبدأ الإيمان الحقيقي بالغيب .
وهذه نقطه عجز ونقطة ينكسر أمامها العقل .

فمن غير الجدوى البحث عن إجابة بشرية ؟!
فلا ترفع ضغط العلماء والأئمة والفلاسفة ..
ما عندهم إجابة
ولكن لا تخرب يقين الناس وتنتهك مقدساتهم وسلمهم الإجتماعي بوقاحة الجهل .
لهذا يعارضون من باب المصلحة فقط حتى لو أضطر البعض على إستخدام العنف الكلامي والتجهيل والتخويف .


وعسى الله يرحمنا وأياك .
__________________
الكلام بكاء

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز الخاطر
لكن الدين او العقيده بالاحرى مطلق فى حين ان الفلسفه تقوم على النسبى

انا اختلف معاك بان الدين مطلق
اذا تكلمنا عن المنطق الديني فهو محدد ومعروف
وهو الوصول الى الله سبحانه وتعالى
اما المنطق الفلسفي فهو يسعى الى الحقيقة المطلقة وهنا كان التعارض
هذا من ناحية من ناحية اخرى عندما نقول بأن الدين نشاء من الفلسفة
كلام مغلوط والأصل بأن الفلسفة من نشأت في احضان الدين
فنجد ان معظم موضوعات الفلسفة وليدة الدين تتحدث عن الدين وعن الوجوديه وغيرها
بينما الدين كان ركيزته الأساسية عبادة الخالق سبحانه وتعالى وهذه هي نقطة الخلاف
بين علماء المسلمين و الفلاسفه وعلى رأسهم الغزالى الذي لم يعادي الفكر الفلسفي
ولكن انتقده في جانب واحد وهو ما يتلق بالجانب الإلهي اما الجوانب الأخرى فقد قبلها.

فيصل السلمان
مشاهدة ملفه الشخصي

البحث عن المشاركات التي كتبها فيصل السلمان

14 - 10 - 2010, 12:32 PM
عبدالعزيز الخاطر

العقيده اصل الدين مطلقه ياسيدى بمعنى ان تؤمن بها اولا تؤمن اما الفلسفه فهى سؤال دائم ولم اقل ان الدين نشأ من الفلسفه
مع تحياتى

.




عبدالعزيز الخاطر،..

توجد مشكلة منتشرة بين العرب و المسلمين تتمثل في ظن أن لكي يصبح الشخص فيلسوفاً يجب أن يفكر في كل شيء بلا حدود، المشكلة المتمثلة هنا في أن التفكير في كل شيء بلا حدود يكثر فيه الإنتهاء إلى أفكار ساذجة و/أو بعيدة عن الواقع، بينما الفيلسوف الحق يدرك وجوب إلتزام حدود كحدود المعرفة العلمية، فلا ينطلق في وضع تفسير فلسفي لسبب عدم قدرتنا على الطيران بذكر وجود ذرات غير مرئية تدفعنا للأسفل، و يتجاهل تأكيد العلم لكون السبب هو الجاذبية التي تمثل إنحناء في الفضاء، فبتلك الحالة لا تسمى فلسفة بل لغط و سفسطة. ما أريد قوله أنه حين نفهم التعريف الصحيح لكلمة فيلسوف، نجد أن المسلم يستطيع بسهولة أن يتفلسف، أعتبر ذاتي مثال على هذا فلم يضطرني فكري يوماً إلى التصارع مع ديني، لذا يمكن تسمية تلك المشكلة التي أتحدث عنها بمشكلة الأحكام المسبقة، قبل أن دراسة المفكر للدين و كذلك قبل دراسة المتدين للفكر يحكم كلاهما بقصر نظر حقيقة أن كلاهما يتضارب مع الآخر، في حين أني كما ذكرت، و أشخاص قليلين أعرفهم ممن أمتلكوا نظر أبعد من هذا لم نوجه أحكام مسبقة، لم نحصر ذواتنا في التصور المجتمعي الضيق عن معنى كلمة فيلسوف، فلم نواجه أياً من تلك المشكلات المفترضة الشائع ذكرها، إحترامي


بائعة الخبز،..

لا يوجد عالم أو مفكر يستطيع التجرد تماماً من أية أفكار قبلية، كما أن المنهج التجريبي -أو النهج العلمي كما ذُكر بتعليقكِ- يكاد يكون عقيم بدون دعم من الأفكار القبلية، التخلي عن الأفكار القبلية مثالية مفرطة لم، لا و لن تحدث بالواقع

الأحد، 25 أكتوبر 2015

بين"صلح وضعك "و"مطلوب فورا للتجنيس"


في الثمانينيات من القرن المنصرم , لازلت اذكر حملة قامت بها وزارة الداخليه تحت مسمى "صلح وضعك" حول أولئك الذين حصلوا على الجنسيه بطرق غير واضحه وتحتاج بالتالي الى مساءلة عن كيفية حصولهم عليها وتحت أية ظروف وبأي طريقه , كانت المنطقه مشتعلة بالحرب العراقيه الايرانيه , وكان الأمن دائما هو المرتكز الذي تقوم عليه الدوله حفاظا على المجتمع وعلى مقدراته , أذكر أن شخصيات كبيره ومنها من لايزل حتى الآن يتبؤأ أعلى المناصب , كان ضمن حدود المساءله حول كيفية حصولهم على الجنسيه وشرعية تلك الكيفيه . بل كان الأمر يحتاج إلى تزكية جديده من بعض وجهاء المجتمع وإعادة تأهيل من قبل المجتمع لأولئك الذين كانوا هدفا لتلك الحمله, ومنهم من ولد في قطر أو عاش عمره كله فيها ,اسي ومشاكله وأحداثه على أمنها وسلامتها , سمعت تقديرا كبيرا لمثل تلك الجهود والثناء على اصحابها من الاباء في حينه والابناء الآن في ظروفنا الحاليه , بعد أن تحوَل الوضع من "صلح وضعك " الى "مطلوب فورا للتجنيس", حيث أصبح الحصول على الجنسيه أو التثبت منها لايحتاج الى تصليح بقدر ما يحتاح الى مجرد تقديم بل أن هناك طلب دون حتى عرض . الأمران على طرفا نقيض , وخير الأمور الوسط , دول الخليج لاتزال وستظل دائما وسط بحر عارم من التقلبات السياسيه والاقتصاديه وهي في حاجة ماسة للتنميه كذلك ولكنها في حاجة أمس الى الأمن والاستقرار , لأنها اذا ماقدر الله وتزعزع النظام السياسي في هذه الدول , فلايمكن إطلاقا التنبؤ بما قد يحدث بل لايمكن التنبؤ بالهوية القادمه لهذه المجتمعات , ندعوا صادقين بأن يكون الأمر بين حالة "صلح وضعك" وحالة سجل هدفا تحصل على الجنسيه" أو على الأقل مكتسباتها .التطرف في القرار الحكومي خطير جدا وقد يورث تطرفا مجتمعيا فيما بعد , فيصبح الانتماء مرتبطا بالاحباط وليس بالحب والولاء ,ولايمكن تصور ماهو أخطر من الانتماء المحبط الذي يتلاشى فيه المواطن ويحتمي خلف احباطه وينسل من الحياة الاجتماعيه وينزوي في حنايا الوطن , ويصبح الوطن في داخله مصدر شقاء لأنه فقد حس الاطمئنان والامان من جانبه بعد أن كان يعيش في أحضانه مطمئنا واثقا من حرص وطنه عليه وعلى أجياله.

المواطن والمقيم: من التخصص إلى الزبائنيه

يعود الطالب فرحا بشهادته العلمية وبتخصصه الفني أو الأدبي ممنيا النفس باستثمار ما تعلمه في خدمة مجتمعه ويأتي بحماس نادر

وبشوق عامر لتبوء مكانه بعد ان كلف الدولة الكثير من المال في سبيل تعليمه ويأتي ليرد الجميل لدولته ولمجتمعه. على الجانب الآخر يأتي الآخر سواء كان عربيا أو أجنبيا، يأتي بتخصصه النادر أو المطلوب سواء طبيبا أو مهندسا أو اداريا على مستوى عال، يأتي ليخدم مقابل أجر متفق عليه وامتيازات منصوص عليها كذلك. ينغمس الاثنان في ميكانزمات المجتمع المسيرة له. يحاولان الاثنان الاتفاق مع شهادتيهما العلمية ما أمكن، وحيادية العلم أمام الوظيفة. بعد فترة، يصبحان أما موقف محير، أما التأقلم مع ميكانزمات المجتمع المسيرة له وأما التوقع والجمود للمواطن وأما عدم الاستفادة القصوى التي تفوق ما نصت عليه العقود أمام المقيم القادم للعمل. إذا كانت ميكانزمات المجتمع المحركة له ولمواقعه الاجتماعية غير حساسة للتعليم كضرورة لبناء المجتمع وهي خاصية واضحة في مجتمعات الريع، وإذا كانت المعايير غير موضوعيه بل خاصة كل الخصوصية، يتألم المواطن المؤهل، وسيفرح المقيم القادم على الأغلب خاصة اذا كانت لديه القدرة على التأقلم السريع مع الوضع الجديد، رأيت أطباء نسوا الطب والتحقوا بموائد الكبار، زادت أوزانهم وترهلت أجسامهم، رأيت بعضهم يسأل عن أسم المريض أولا وعن منصبه حتى يكشف عليه، لقنه المجتمع آلياته فتخلى عن مهنيته، في جميع المجالات وليس الأمر مقصورا على الطب، بل رأيت وسمعت عن مواطنين مؤهلين منهم المهندس ومنهم الادارى والاقتصادي انخرطوا في نشاطات تطلبتها ميكانزمات المجتمع الريعي وموائد الثراء السريع كرياضه وتربية الإبل ونشاطها، أو التجارة السريعة كوسطاء وعلاقات عامه إذا كان ذلك سيقربهم من صانع الميكانزم أو الآلية المسيطرة في المجتمع. ليس حرجا أن يعمل الفرد على تطوير ذاته وإمكانياته، بل الحرج على المجتمع الذي يجعله في تصادم مع قناعاته وتوجهاته ويجبره على مسايرته لكي لا يبدو شاذا عن الوضع العام، قد لا يكون ذلك كبيرا على المقيم المغادر بعد انتهاء عقده وبعضهم لا يرحل حتى وان كان على حساب تخصصه ومهنيته لأنه وجد البديل، بعضهم فك ارتباطه مع مؤسسته في بلده كمعار ليبقى إلى الأبد هنا فالأمر مغر فلا يتطلب سوى التوافق مع آليات المجتمع ومعرفة مفاصله والتقرب لهم أولا كمتخصص وبعد ذلك ربما كشريك أو موظف له مواصفات لا تتوافر في المواطن "ارجو ان لا أعمم هنا، فهناك الشريف والمهني والمتخصص المسؤول ولكنه السمت العام الملاحظ على فتره ليست بقصيرة" يبدو الأمر حرجا بصوره اوضح للمواطن إن استمر على مهنيته لم يخسر ذاته ولكنه أقل حظا وحراكا من الآخر المتأقلم ولا ننسى هنا أن الأمر قد يتطلب منه تحريك وظيفته بشكل يجعلها مسخره بصوره فئوية وليست وطنيه لكي يستمر ويزدهر بمعنى اخراجها من طابعها المهني وابعاد شبح شهادته العلمية عن تصرفه. هناك من يتأقلم ولكن هناك العديد كذلك يتألم. شروط المجتمع الخليجي المختطف تاريخيا بمعنى انه يسير عكس تياره، تتطلب نزولك في نهر العلم المتدفق بشرط أن لا تبتل به وإلا نزعت السحر عن شطه وفضحت أسرار بقاءه ومنعته.

السبت، 24 أكتوبر 2015

المواطن كقيمه , والمواطن كسلعه


يهمني جدا أن يعي المواطنين أننا اليوم نمر بمرحلة مجتمع الاستهلاك , بعد أن عاش اباؤنا واجدادنا مرحلة الانتاج , لذلك كل ما تركوه لنا من نشاط كان تراثا محملا بقيم الانتاج , ومرتبط ارتباطا وثيقا بتلك المرحله , مرحلة الانتاج , لذلك هناك ارتباط وثيق بين العمل والقيَم , أوبين العمل وقيمه . أيا كان طبيعة هذا العمل أو النشاط , اليوم في مجتمع الاستهلاك فُصلت القيمه عن العمل أو النشاط , فحينما نمارسه , نمارسه كنشاط أو عمل وليس كقيمه . ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها:
أولا:مجتمع الانتاج , مجتمع خيال واسع وابتكار دائم فجميع نشاطاته وفنونه , نشاطات وفنون تحمل قيَم فتعلى من الانتاج كقيمه , بينما مجتمع الاستهلاك,تنفصل القيمه عن العمل , فتصبح القيمه مجرد ترفيه أو قيمة ترفيهيه ,تزيد من حدة الاستهلاك بمعزل عن الانتاج .
ثانيا : يمكن ملاحظة ذلك بوضوح في التكالب المستمر على الطلب على بعض السيارات في هذه الفتره من هذا العام للحصول على موديلات العام القادم قبل أن يبدأ بثلاثة شهور , بما في ذلك ارجاع موديلات العام الحالي الذي لم ينقضي بعد جريا وراء غريزة الاستهلاك, بينما كانت القيمه الانتاجيه في السابق هي القيمه الحاكمه حيث تستخدم السياره بعيدا عن حمى الموديلات والتسويق طالما هي قادرة على تحمل قيمة الانتاج التي يضطلع بها المجتمع في ذلك الوقت.
ثالثا: نشاطات التراث التي تزدهر في هذا الوقت من كل عام , القلايل, سنيار , الحَبال , الهدد وغيرها. أيضا تدخل ضمن نشاط مجتمع الاستهلاك وأصبحت كذلك قيم استهلاكيه بينما هي في الاصل قيم ذات بُعد إنتاجي في المجتمع في عقود الاباء والاجداد, وارتباطها بالجوائز الكبيره دليلا على انتقالها الى هذا الحيز الاستهلاكي.
رابعا: مجتمع ماقبل "الريع" مجتمع انتاجي , بينما مجتمع الريع الذي نعايشه مجتمع استهلاكي.
خامسا: مجتمع الريع يقوم على مايسمى بالفرصه التاريخيه التي أمكن للمجتمع اقتناصها أو تضييعها, بحيث يجعل من قيم الريع قيم انتاجيه أم قيم استهلاكيه, فكلما إتسعت دائرة عدالة التوزيع كلما مال المجتمع الى قيم الانتاج على حساب قيم الاستهلاك.والعكس صحيح.
سادسا: الخطوره حينما يصبح المجتمع كله خارج قيم الانتاج ويصبح فقط قيمة استهلاكيه لاأكثر, كما نرى بوضوح .
سابعا: الاخطر من ذلك عندما يفقد حتى القدره في التحكم في قيم الالاستهلاك وينعدم تأثيره بشكل كبير في ذلك , ويتحول الى أقليه غير مؤثره انتاجيا واستهلاكيا كذلك.
ثامنا: إدراك خطورة عدم تأثير المجتمع أو مجتمع المواطنين في خيارات الانتاج والاستهلاك يضع المجتمع بين قوسين أو فائض عن الاستهلاك ناهيك عن الانتاج فيصعب بالتالي صياغة بنيه فوقيه جماليه اخلاقيه ثقافيه تحافظ على هويته وكيان وجوده.
تاسعا: لذلك نحن سائرون في منحدر استهلاكي خطير مالم نعيد ارتباط العمل بالقيمه والدين بالاخلاق كذلك فمن لاينتج يقلل ذلك من ايمانه وإن إعتكف في المسجد وطال إعتكافه., ولايتأتي ذلك دونما انشاء طبقه عماليه مؤثره تتمتع بمستوى مادي جيد يجعلها تشعر بقيمة العمل والانتاج , هذه ضروره وان يتحاشى البعض طالما الريع يسد الحاجه , لكن بقاء المجتمع واستمراره مرهون بإنتاجه ومدى مساحة الطبقه العامله الفنية فيه , نحن مجتمع بلاطبقه عماليه تنتج وبطبقه كبيره بل كل مجتمع طبقه مستهلكه , هذا الامر سيضر على المستوى الطويل بملاك الريع ايضا لان العماله الاجنبيه في إطار التوطين عالميا وفي حالة تجنيسها هي اشد خطوره من العماله الوطنيه لراديكاليتها فهي بلا ثقل تاريخي يمكن لها أن تراعيه داخل مجتمع الانتاج .
عاشر: "أرأيت إن فقأت عينيك ووضعت بدلهما جوهرتان ثمينتان هل ترى؟ هي أشياء لاتشترى"أميل دنقل". بالضبط لايمكن أن تحل عينا العامل المستورد الزرقاويتان , عينا إبن البلد اللتان امتلأا بعجاج السنين

الخميس، 22 أكتوبر 2015

مبروك عليكم "الحيا"


قطر هي هبة"القَطر" عندما تلوح "الحقبان" في أطراف سماءها , تسرى الحياة في أجساد أبناءها , شعور غريب وجميل تأتي به السماء في فصل الشتاء ابتداء مع قلايد "الوسمي" حتى بداية الربيع وزوال البرد. تجد الفرحه منتشره تفكك من تراكمات الحر الثقيله , ينتشر أهل قطر انتشارا لاشعوريا مع أول قاطر من السماء كما حدث في الاسبوع الماضي , حالة من البحث عن الذات , الشتاء هو الذات القطريه في شبابها . "البر" هو فرحة أهل قطر لاتحتكروه حتى لايحل غضب الله , أتركوا لهذه الانفس مجالا تعيش ماضيها وماضي أباءها في ارتياده دونما حسد أو جشع , البر ليس سوقا تجاريه ولابورصه نقديه ,كان آباؤنا ينزلون في كل عام الريضان ويتجاورون في حب وتعاون ومشاركه , يدركون انها نعمة الله هذه الارض وهذه السقيا , يتركون "القاع" جميلة كأن لم يسكنها أحد , فرحتهم "بالحيا" أكبر من فرحتنا القصيرة به , عاشوا الطبيعة في إتساق مع طبيعتهم الانسانيه الصافيه , الرفاع وريضانه منزل الشيوخ ومن حولهم من عوائل وقبائل قطر المعروفه, يزدان في الشتاء ليصبح حديقة غناء طبيعيه , بيوت الشعر والخيام منتشره في أطرافه , أذكر أننا نزلنا "أم القهاب" في شتاء ماطر جميل مع الشيوخ حتى أن المدرسة إنتقلت اليها لطول فترة الشتاء وبركة"الحيا". تغير الحال وكثرة الرمال وتسابقنا في الصراع على احتواء الطبيعة وريضانها وأمتلكنا أرض اللة المرسله عنوة وقوة ومنعنا المواطن البسيط من الاستمتاع بالبر شتاء وبالبحر صيفا , اليوم نحن نفرح ليس من أجل الواقع ولكن من أجل رحمة السماء التي تتلاشى يوما بعد آخر على الارض , نهيم في سياراتنا في البر فرحا بالقطر من السماء , نلاحق السحب و"الحقبان" التي استعصت على قوة الانسان وجبروته على الارض, نفرح اليوم "بالحيا" لأنه يذكرنا بالماضي الجميل ماضي الاباء والاجداد , نفرح به لأنه يعيدنا الى مجتمع المشاركه والتعاون والمبادره . رياض قطر شواهد على منازل إنسانها البسيط وسلوكه الفطري مع الطبيعة حبا ومحافظة عليها , كم أتألم وأنا أشاهد الرياض التي كان سمرها واشجارها وارفة تغطي "القاع" وتفرش الارض بساطا , كم أتألم عندما أراها جرداء قاحلة من التصحر وأثار عجلات السيارات , كم سمعت عن روضة الفرس وأم طاقة والوضيحيه وغيرهم , تاريخ الانسان تكتبه آثاره , ونحن لم نترك أثرا يترك ولاعلامة تنير لسائر على الدرب, مبروك الحيا على جميع أهل قطر وساكنيها ومن يقيم فيها , اللهم إفتح به قلوب غلف غلب عليها حب الطمع والجشع , اللهم أجعله مباركا أينما حلَ على أرض قطر الطيبه , "حقاب" الرحمه الذي يظهر سنويا من شمال قطر ثم يستدير رويدا رويدا يحمل معه الخير والمطر , دليلُ على لطف الله بالعباد , لو نأخذ فقط من "الحيا" معنى اللطف لزال الاكتئاب وأتصلت الاسباب وحل الرجاء والثواب محل القنوط والعذاب . مبروك عليكم "الحيا"

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

من "مهرجان "لشته" الى معرض "كشته" وصولا لمواطن الفرجه




إشتريت "فخا" من معرض "كشتة" قطر الاسبوع الماضي, وبحثت عن "العتل" وهي الطعم الذي يوضع في الفخ لاصطياد الطيور وهي عبارة عن الدود والسراوه التي تعيش في أماكن تروث الحيوان والانسان المهجوره , لم أجد مكانا فنصحني أحد الاخوه بالدفع لاحد العمال الاسيوين مبلغا وهو يتولى ذلك وفعلا تم ذلك واحضر لي الولد البنغالي بعض هذه الديدان "العتل" كما نسميها , ففرحت وأخذت أبحث الآن عن أماكن تواجد الطيور "طيور الفلا" كالمدقي والفقاق والمخضرم وغيرها واغلبها "لفو" غير مستقره , فبالرغم من أن الوقت ربما ليس ملائما إلا أنني لم أجد مكانا للمارسة هذه الهوايه التي تحتفل بها "كتارا" اليوم فأنت تبدأ رحلتك من شبك لتنتهي بشبك آخر لتصل الى محميه مقفله, أصبحت مكلفه جدا وقتا وفكرا , حتى أنني كنت أرى ذلك في سمات وجوه الشباب والاطفال الشغوفين بماسمعوا عنها من طرافه ورشاقة وسعة أفق بل وفن بداية من وضع الفخ واختيار الموقع حتى "حَد" الطيور نحوه ودفعها اليه بأستصدار أصوات معينه وحركة يدين واضحه , حتى الاستعداد للحظة الاخيرة والتسابق نحو الفخ أو الشداخه للفوز بالطير قبل أن يفلت أو أن يخطيه الفخ.,كنا نجد العتل في أطراف الفريج داخل البيوت والدور المهجور ونعمل الفخ بأيدينا ونشتري "الشداخه" من السوق ونخرج في اطراف الفريج أو في أقرب زرع من المزارع لنمارس "الحبال" على أشده وفي أحسن صوره بيئة سليمه وهواية فيه إبداع وجهد شخصي. في نهاية الأمر أجرت شخصا آخر "للحبال" نيابة عنا ومضى حال سبيله ونتوقع عودته بصيد ثمين هكذا لم يبفى سوى نظام "البكج"لأننا نعيش التاريخ كمستهلكين أيضا وليس كمبدعين . الوضع هذا يعكس التغيير الذي أصاب المجتمع عندما نتحدث عن مظاهر التراث وضرورة المحافظة عليها.مظاهر التراث تكون إبداعا حينما تنطلق من مجتمع الحاجه وليس من مجتمع الترفيه والاستهلاك, مظاهر التراث تبدو خلاقه عندما ينتجها المجتمع من خلال ممارسته اليوميه العاديه وليست المفتعله, محاولتنا إعادتها اليوم تحمل نوايا طيبه لكن يجب أن يعىَ القائمون عليها ويبثوا ذلك في النشء الجديد الممارس لها أن مايقومون به هو ضمن سياسة الترفيه في مجتمع الاستهلاك, ومجتمع الاستهلاك مجتمع منتهي مالم يؤول وينتقل الى الانتاج , ماأود الاشارة إليه ليس الاحتفال بالتراث ومظاهره ولكن الوعي بأن المجتمع يسير في طريق يجعل من المواطنين أنفسهم ضمن إطار التراث أو مادته"كالفخ أو الشداخه أومنقلة الطير أو وكرة, لك أن تتصور معرضا قادما بعد سنين من حضارة الترفيه والاستهلاك في مجتمع القله أن تكون المسابقه حول إيجاد مواطن" قطري" من جيل الحبال أوالقنص. النشء الجديد منغمس في الهوايه ومستمتع بها كما استمتع بنشاط الهدد"حمامة فخرو" والقلايل جميل لكنه يبتعد عن التراث كلما ازدادت حمى الاستهلاك والترفيهه حتى يصبح هو ذاته تراثا يحتفي به مواطن الاستهلاك ويرى فيه بقايا تاريخ الارض فبل أن يستوطنها .كما نرى تجمعا أينما حل هنديا أحمر في شوارع أمريكا أو أبرجنيز من أهل إستراليا الاصليين في إحدى ضواحي "سيدني". مجتمعنا يحتاج الى إعادة هيكله تقوم على بناء دستوري لايحتمل التأجيل يمنع من تحول التراث الى هواية ترفيهيه ويحول دون انتقال صاحب التراث الى أداة استهلاكيه رمزية للتاريخ يتزاحم حولها الشارع لأنه استنفذ امكانية تطوره, كما سبق وأشرت .

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

إنسانيا لابد من النظر في تجديد مجلس الشورى



التجديد سر الحياه , والانسان طاقة وطموح , الحياة نهر جاري لاينزله المرء مرتين كما نادى بذلك هيراقليطس منذ فجر التاريخ , يمتاز مبنى مجلس الشوري في الدوحه بوسطيه بين مرافق البلاد الحكوميه ويحوم حوله التجديد من كل جانب , أنا شخصيا أخشى على الاخوه أعضاء مجلس الشورى من التطرف لأنهم ثابتون في محيط متحرك , ساكنون في بيئة ديناميكيه, في إعتقادي التغيير في مؤسسة الرأي أهم من التغيير في الحكومه , ولايعني التغيير فقط تغيير الافراد وانما تطوير الانظمه والقوانين التي تجعل من مركزية الشورى وإبداء الرأي أولويه. لاأريد أن أكون مثاليا , ولكن بقاء المبنى والمعنى بلا تطوير يضر ويحبط الآمال , ولاننسى أن دولة قطر من الدول الرائده التي تبنت نهج الشورى في المنطقه قبل مايزيد على الاربعين عاما, هناك من اعضاء المجلس منهم ذوي كفاءة ودراية وخبره لكن النظام الاساسي للمجلس بشكله الحادي يحد من الاستفاده من خبرتهم ودرايتهم, ومنهم من قد أدى كل مايملك ةاستنفذ كل مالديه ويحتاج بالتالي الى الراحه ولقد أسر لي البعض بذلك . مجلس الشورى هو المؤسسه الوحيده الشبه معطله والمنسيه تماما في ذهن المجتمع , أن ينسى المجتمع ممثليه ولايذكر اسماؤهم بل أن البعض اذا ذكرت له مجلس الشورى ذكر لك طيب الذكر عبدالعزيز بن خالد الغانم رحمه الله أو علي بن خليفه الهتمي عافاه الله, تطوير مجلس الشورى أصبح حاجة إنسانيه ولم يعد فقط ضرورة تنمويه . بقاء مجلس الشورى هكذا بلا تغيير يحوله أو يحول الفكرة النيابيه عموما إلى إعتقاد أو" معتقد" والمعتقد دائما يتميز بالثبات بينما هي معرفه قابله للتحول والتغيير والتطوير والابدال., أعرف أن الاعضاء جميعا يقومون بما تمليه عليهم ضمائرهم , نعرف إخلاصهم , متأكدين من وطنيتهم وحبهم للوطن وللقياده , لكن لايجب أن يتحولون الى إيقونات نتذكرهم في حفلات الزواج أو في مناسبات العزاء . نحن أمام خيارين تجديد المبنى برفد عقليات جديده أو المعنى بتطوير النظام الاساسي للمجلس أوبكليهما , حتى نخرج من الحرج الانساني الذي يخلط بين الانسان والطبيعه حيث الاول ديناميكي متحرك والثانيه ستاتيكيه ثابته راسخه رسوخ الجبال .