كل عام وانتم بخير , عبارة تعودنا على سماعها مع كل سنة جديدة او اي مناسبة سعيدة تتكرر , عبارة غنية بالمعنى ومفعمة بروح الأمل, لايمكن أن يعيش الانسان دون أن يمني نفسه بالأمل , لا يستطيع أن يواجه المستقبل دون ان تحدثه نفسه بأن غداً أفضل , حتى لو لم يحدث شيئاً في ذلك إلا ان الأمل في حد ذاته إنجاز اً نفسياً, أنظر الى الكثير من حولك من الضعفاء والمحتاجين , من أين تأتيهم البسمة , رغم حرمانهم وحاجتهم المستمرة لاساسيات الحياة,, ألحياة محتوى وليست كتله أو قطعة واحدة , لايمتلكها شخص مهما بلغ ثراؤه أو قوته أو منصبه , حينما تكتفي ولم تعد تأمل شيئاً تكن قد فقدت المعنى فلابد لك من ان تجد باباً لم يطرق ولم يُفتح بعد بهذه الطريقة تحضر الظروف وتفتح باباً لمستقبل آخر , المستقبل ليس مستقبلك أنت وحدك , فهذه انانية يقع في براثينها كثير من أصحاب الثروة والاغنياء, المستقبل هو مستقبل الإنسانية , مستقبل الإنسان في كل مكان , , لايمكن لك أن تضمن مستقبلك ومستقبلك أولادك واحفادك ومستقبل الانسانية كله مهدد بحروب نووية وأوبئة وأمراض فتاكة, سمعت كثيراً عبارة" أنا ضمنت مستقبل أولادي من خلال ماتركت لهم من أموال منقولة وغير منقولة" مثل هذا لايدرك أن العالم أصبح متصلاً ببعضه البعض بشكل تماماً يشبه قطع الدومينو , بحيث لو سقطت قطعة واحدة سقطت معها الاف القطع بشكل متواصل حتى تسقط جميع القطع وهو مايسمى " تأثير الدومينو", أموالك اليوم التي تستخدمها ترجع آخر النهار الى بنوك الغرب , وكل دولار في يدك , يبات ليلاً في الخزينة الأمريكية , وأمريكا وما يعصف بها سيصيب العالم في مقتل , الحقيقة أننا بحاجة الى نظام إنساني جديد يكون فيه الانسان هو المركز والقيمة وليس الدولار أو السلعة, كنا نقول في السابق لبعضنا البعض عبارة" كل عام وانتم بخير" بطمأنينة , المساحة الجغرافية التي تبعدنا مراكز التوتر , كلنا نقولها بإطمئنان قبل أن يصبح مصير العالم بضغطة زر في يد مسؤول طائش , كنا نقولها بثقة أكبر حينما كان الذهب سلعة العالم وليس الدولار المطبوع , كنا نقولها قبل أن تسيطر شركات الادوية على مراكز القرار السياسي في الدول الكبرى لتحولنا الى فئران تجارب لكي تجني الارباح الطائلة من وراء عالم ثالث منهك يشتري هذه الادوية طوعاً أو كرهاً أو أن يعزل ويخرج من دائرة التقنية ووسائل الاتصال الحديثة. العالم على مدارك عصر جديد لايمثل فيه الانسان أي قيمة فهو موضوع استهلاكي متى ما حان وقته والبداية تكون من الاضعف طبعاً , يصفوننا بالدول الغنية وأعينهم ليست على البشر وإنما على النفط والغاز والموقع الاستراتيجي, الى متى سيستمر ذلك , لاأعلم ولكن كل عام وانتم بخير , طالما نحن مؤمنين بوجود إرادة الهية عليا تدبر الكون وشؤونه, ومن سننها التداول وسقوط الظلم مهما طالت به الايام جرياً مع منهج الاستخلاف الانساني للكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق