السبت، 17 مايو 2025

دخان

 تسكن منطقة دخان في أعماق ذاكرتي , منذ الطفولة والشباب الاول , لااعرف بحراً سوى بحرها ولا جواً سوى جوها , الساحل الغربي قريب منا أهل الريان   والمنطقة الوسطى امتداداً من الوجبة الى الرفاع الى رياض الطمآن مروراً  بالبصيَر والعقوريات وروضة الفرس والنصرانية    وصولاً الى  العوينة ومن ثم زكريت , مناطق ورياض  تسكن القلب والمشاعر عاش في أحضانها أبائنا  ونزلناها  شتاءً , وفي الصيف بحر دخان وزكريت  وصولاً الى الهملة  كان مجالاً لرحلاتنا   حيث لم يكن السفر متاحاً كما هو الآن.  عرفت كثيراً من الاخوة الاعزاء  من أهل دخان ومن العاملين في حقول النفط وفصل الغاز في دخان وما جاورها  , كنا نتردد  كثيراً  في العطل الاسبوعية وغيرها  في زيارات  وفي رحلات و"كشتات" في غارية دخان و شاطىء "إدعسه" واحياناً زكريت , لازلت أحمل حنيناً رغم تغير الحال بها وقد أصبحت مدينة  وبها  محلات تجارية وأسواق , كنا نعجب بالنظام داخل "كمب" الشركة , حيث الشوارع على صغرها مرقمة  والبيوت الخشبية  منتظمة   والكانتين  وهو يشبه المول الصغير , و"ميز" الأكل لعمال الشركة  حيث كنا ننتظم للحصول على وجبة الغداء بسعر زهيد , وسينما دخان الشهيرة الغير مسقوفه في ليال الصيف ونجوم الليل فوقنا في السماء  , ونادي الشركة ,  وملعب الغولف الطبيعي  ,كم كانت جميلة دخان بتضاريسها وبنظامها وبسكونها  وبساكنيها, كانت المسافة من الريان الى دخان طويله لعدم وجود  مرافق على الطريق  اللذي كان  سكة واحدة   للقادم والذاهب , وضياء  نيران  حرق الغاز  قبل  الاستفادة منه كنا نلحظها من بُعد ونحن على الطريق وحتى  في الطائرة قدوماً الى الدوحة, كانت دخان ولاتزال مصدر الخير لقطر  وتضاريسها الجميلة بما حولها من منطقة "بروق" وزكريت  من أجمل معالم قطر الطبيعية , كنت ادعو بالاهتمام بها حينما كانت قرية صغيرة واليوم نالها كثيراً من الاهتمام من قبل المسؤولين الى درجة  غابت معها بساطة المكان  وأختفى معها هدوء  الزمان  المنسدل على شواطئها,  لكنها سنة الحياة في التبدل والتطور , سيبقى الساحل الغربي دستورأً لجيلنا  وشاهداً على بساطة وقت  مضى  لايعوضه كل تقدم مادي اتت به الحياة الحديثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق