الثلاثاء، 6 مايو 2025

الهوية القاتلة

 لو يعلم من يدفع بمجتمعاتنا إلى هاوية الرؤية الضيقة والبؤرة المحرقية التي تقضي على غيرها ثم تتآكل هي ذاتها من الداخل   أن الاختلاف  عامل أساسي وهام لتعايش المجتمعات،  والحفاظ على أجيالها من الحروب والاقتتال.

 . الدفع بالهوية الاحادية  قتلاً مؤجلاً، الدفع بالمصطلح الهوياتي الضيق سواءً كان  دينياً أو عرقياً  وحده فقط  دون غيره  من أوجه الهوية الأخرى انتحاراً منتظراً.. في زمن «الفتن» وهو مصطلح ديني ينتج مفاهيم دينية والحقيقة أن هذا الزمن ليس زمن فتنة وإنما زمن «مصالح سياسية واقتصادية» تعيش على استهلاك مخزون الدول والحضارات الأخرى من بنى دينية واجتماعية متخلفة.. ولي هنا بعض الملاحظات.
أولا:   ميزة الاختلاف التي خص الله بها البشرية نتيجة أمانة «العقل» التي فضل بها الله بني آدم على غيرهم من المخلوقات «ولا يزالون مختلفين». فالمسلم يأخذ من عقيدته ما يميزها عن غيرها بينما المسيحي أو اليهودي أو غيرهما له ما يستند إليه وهكذا هذه هي ديناميات التعايش.
ثانياً: التطرف الديني في المجتمعات الصناعية ناتج عن غربة الإنسان وتهميشه أمام الآلة ورأس المال فاليوتوبيا هناك يوتوبيا عدمية بينما اليوتوبيا عندنا كمسلمين أو متدينين يوتوبيا «قيامية» لذلك هي عندنا جماعية وأشد تجذرا وهذه مشكلة لا يمكن مواجهتها إلا بتغير جذري في فكر المجتمعات  وإدراك  أهمية التعايش    
ثالثاً:المفروض التخفيف من وهج يوتوبيا العصر الأول وقدسيته سوى ما يتعلق بنبي الرحمة  الكريم  وتدريس التاريخ للأجيال بشكل أقل قدسية ونقاء تدريسه واقعا بشريا وتخليصه من «المدهش» بقدر الإمكان إن كان ثمة أمل يرجى لجيل جديد ينتظم قدما ولا ينكص على عقبيه خوفا من المجتمع المصاب بتاريخه كمرض أو متلازمة أمراض وقة ضاغطة على حاضره ومستقبله. فالهوية الاحادية التي  ترفض غيرها   ولاتقبل العيش مع الاختلاف , هوية قاتلة , والتاريخ منها براء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق