الثلاثاء، 3 يونيو 2025

الى عرفات الله

 · حينما يقف  ضيوف الرحمن في عرفات يكونون قد اطمأنوا على أن حجهم قد وصل إلى مراحله الأخيرة، والاطمئنان هنا اطمئنان في الروح واطمئنان في النفس واطمئنان في الأبدان، وتلكم رغبات قلَّ أن تتوفر عند كثير من الأمم التي لاتدرك معنى التوحيد , أيام مباركة نعيشها اليوم , أحبة لنا  في اغلى بقاع الارض يلبون دعوة الله الى نبيه ابراهيم أن أذن في الناس للحج الى بيت الله في ارض  هي من اصعب بقاع الارض جغرافياً , لقد شرفني الله بأن قمت بهذه الفريضة العظيمة منذ خمسة عشر عاماً مضت إلا أنها لاتزال في سمعي تترد لحظاتها كل عام في مثل هذة الايام العظيمة, شعور روحاني لم أختبره من قبل ونحن نتجه  صباحاً الى عرفات في يوم الوقوف الاكبر , الناس من حولنا كأنهم جراد منتشر , تركوا الدنيا وراء ظهورهم , متجردين منها ألا من مخيط أبيض , حتى المغيب  , لايعود المسلم من الحج  كما كان قبله , كل من لايتغير لم يحج أو لم يتفاعل مع الحج كحركة تجدد الحياة   وتبدأ معها مشوراً جديداً , في هذة الرحلة الدينية يقترب الانسان من الله  لأنه يرى نموذجاً مصغراً ليوم الحشر الاكبر يوم يقوم الناس لرب العالمين  وأستجابة   لنداء عظيم  خرج الناس   لتلبيته من كل فج عميق , الوان من البشر , وجوه  يعلوها الامل , بكاء رجاءً للمغفرة والتوبة, دعوات تصعد الى عنان السماء  تهنز من هديرها الجبال , يوم عظيم , تتكلم الطبيعة فيه قبل الانسان شمسه مختلفة حين تشرق وحين تغرب  وكأنه اليوم الاول والاخير   في هذه الدنيا الفانية,  اللهم  بلغنا عرفة مرة أخرى, اللهم انصر أخواننا في غزةالباسلة, اللهم  آمنا في أوطاننا , اللهم أرحم تقصيرنا في حقك وفي حق أخوة لنا  يبادون ونحن  عاجزين كأفراد وشعوب عن نصرتهم.  اللهم ارحم ضعفنا وقلة حيلتنا, اللهم  عوداً أحمداً لكل حاج هذا العام وكل الاعوام اللاحقة ,  اللهم بلغنا عرفة والعيد ونحن بخير وعلى أمل بتلبية ندائك الخالد طالما كانت هناك انفاسُ تترد في اصدورنا

الى عرفات الله ياخير زائر

عليك سلام الله في عرفات

على كل افق بالحجاز ملائك 

تزف تحايا  الله والبركات  

 

 

ارى الناس اشتاتاً  ومن كل بقعة

اليك  انتهوا من غربة وشتات

تساوؤا فلا الانساب فيها تفاوت

لديك ولا الاقدار مختلفات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق