السبت، 31 مايو 2025

مركزية القرآن ... كنص أم كواقع؟

 كيف  نفهم القرآن؟ هذا السؤال يراودني بإستمرار, هل نفهمه إنطلاقاً من النص  الثابت أم إنطلاقاً من الواقع المتغير؟  وهل يمكن فهمه  بتفكيك النص  الى أقصى إحتمالاته  ليتوافق مع الواقع لضبطه  في حياة متغيرة بإستمرار؟ وهل يمكن الاكتفاء بالنص كحروف وكلمات أم الحاجة الى فهم روح النص  هي مايمكن الركون اليه  ليتماشي مع المسلم في كل زمان ومكان ؟ هل يمكن القفز الى حدود ومرامي القرآن القصوى  مباشرة حيث أنه كتاب كثيف المعاني  وعميق المرام أم يمكن استشفاف ما يجعل منه  مشروع سلام لا موضوع صدام ؟كثيرة هي الاسئلة التي يعيشها المسلم  نظراً لعظمة كتابه الذي أنزل عليه عن طريق رسول الاسلام الكريم, هناك من المفسرين  ما يعتمد على اللغة في شرح القران وما يكتنفها من إعجاز وبلاغة. وهناك البعض الآخر من يأخذ بروح النص القراني  واخرين  يرون فيه كتاب إعجاز علمي  وهناك من يربط  الواقع به ربطاَ مباشراً, فالتغيير يبدأ   من  الواقع  مهما كانت تعقيداته الذي يجب أن يتغير ليتماشي مع  النص, وآخر ينطلق من الواقع لفهم النص  وتفكيك كثافته ليحصل منه على حلول  لهذا الواقع المتغير الذي يعيشه المسلمون اليوم, ما أود الاشارة اليه هو أنه رفقاً بشباب المسلمين , فهم يعيشون اليوم عصراً لايملكون من أدواته العلمية الا الشىء اليسير بل  ويعيشون إحباطاً  مركباً ليسوا في حاجة الى "تثوير" القرآن بقدر حاجتهم الى فهمه والتوافق مع  غاياته  وما يهدف اليه , جاء الدين لخدمة الانسان والبشرية جمعاء , واقعنا معقد الى درجة كبيرة , يعيش العرب والمسلمون على هامش الحضارة الانسانية اليوم انتاجاً  وعلماً, فلنأخذ من القران ما يساعدنا على النهوض  والوسطية  ولا نلج العالم  بسلاح أوحد وهو الدين  فقط , فعندما ساد المتطهريين اوروبا  وبفهمهم الحدي للعقيدة هرب أهلها الى العالم الجديد أمريكا وأقاموا  حضارة  تعايش لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل . فالذي يفصل بين الاستشهاد في سبيل الله  وإلقاء الانسان بنفسه الى التهلكة خيط رفيع لايرى بالعين المجردة, فلنحافظ على دولنا وقياداتنا  ما أمكن  ولنعمل على الاصلاح من الداخل  من خلال ثورة ادارية  وعلمية  ولننظر  الى  النيران  التي تلتهم العالم على حدودنا ونحن لانزال في مأمن منها بفضل الله أولاً ثم بفضل الخيرية التي تمثلها هذة المنطقة وأهلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق