آلاد نفيع" كنيه عرف بها أهل قطر لاأعرف لها تاريخ معينا , إلا أنها وبحسب الروايات التي وصلت إلينا "هناك اكثر من رواية" تحدثت عن أصل هذه القصه , لكن ماتم الاتفاق عليه هو أنها تدل على تماسك وتعاون ومنفعة أهل قطر لبعضهم البعض وهو الأصل في التسميه "آلاد نفيع" إجتماعيا هذه الظاهره تسمى " التضامن الآلي " كما اشار "دوركايم". لأنهم متشابهون فهم متضامنون آليا.وتقوم هذه الظاهره على خلفية التاريخ الاجتماعي للجماعه الذي يرى في التضامن طريقه الوحيد للبقاء والاستمرار, وهي بالتالي عملية إدراك للعالم من خلال من كهف الواقع المعاش وظروفه وحتمياته.هذه القصه "آلاد نفيع" كثيرا ما تستدعى عند الحديث عن أهل قطر وهي تستدعى بقوه الآن مع ن تزاحم الاضداد وإحتشاد الاجساد. الحقيقه أن هذا الكنيه قد تعرضت للإهتراء منذ زمن بعيد , قبل ارتفاع نسبة السكان في قطر , وقبل عملية التجنيس والاسكان وقبل تبني الدولة لشعار "كعبة المضيوم" لذلك فإسقاطها على الواقع اليوم فيه كثير من المبالغه , وفيه كثير ميكانزمات الدفاع أكثر منه بُعد تاريخي وأثر سلوكي, حتى وإن كان يمكن تبرير ذلك , اليوم , إلا أنه لايجب التعويل عليها واستدعائها بشكل يجعلنا نغفل بأن المجتمع نفسه وعبر تطوره قد اغفلها ولم يعد يأخذ بها قبل هذه التطورات القائمه التي تجعل من استدعائها ذهنيا أمرا يلح دائما على السمع والذاكره . بعد النفط في إعتقادي تحولت "آلاد نفيع" إلى "آلاد الرَيع", تدريجيا حتى وصلنا الى "أيقونة الريع أو أيقونات الريع"
قبل كل هذه الكثافه السكانيه المصطنعه , وكل هذا الاستجلاب العمالي والسكني. والدليل على ذلك , نمط العلاقات السائده سابقا , قبل "النفط " وبعد النفط" مختلف تماما , الأمر الذي أثر على اشكال المنفعه المشتركه . وأثر بالتالي في تكوين معنى مشترك للمنفعه يشترك فيه الجميع كما كان أيام"آلاد نفيع". عامل الريع أحدث فصلا كبيرا بين مفهوم المنفعه ونقلها من البعد الانساني إلى البعد المادي النفعي , فتجد أحد آلاد نفيع اليوم , تتجاوز منفعته من المحتاجين من أبناء جلدته , الى القادم من "آلاد العنابي" الجدد. بل قبل ذلك حتى فيما بين اهل قطر بعضهم البعض تأثر مفهوم هذه القصه أو الحكايه بعد ظهور النفط لتتحول المنفعه المشتركه التي قام على اساسها المسمى الى مفاهيم جزئيه لاتعني تماما المنفعه بقدر ماتعني الصدقه كمفهوم "المكرمة" أو الشرهه" بل أصبح الوضع بين منفعة أفقيه يمتلكها المتشابهون ماديا وسلطويا , و"حاجة" عاموديه يحدد الريع طبيعتها بين من يملك ومن لايملك. لذلك أرى التشديد على تداول هذه الحكايه اليوم لايعطي الوصف الحقيقي لما قد يتمنى الجميع . "آلآد نفيع" في إعتقادي اليوم لم يعد أمرا فرديا بقدر ما هو مسؤولية الدوله , وفي إعتقادي أن "آلاد نفيع " اليوم هم أبناء الطبقه الوسطى في المجتمع خاصة تلك التي تكتسب وسطيتها من جهدها البدني والذهني. مسؤولية الدوله اليوم ه فالمحافظه على هذه الطبقه وتوسيع نطاقها هي المحافظة على مفهوم آلاد نفيع والاخلاص له فالدولة أساسا نتاجا للمجتمع وهو من شكل إنطلاقتها قبل ظهور النفط فقدرتها على صياغته بعيدا قدرته في التغيير في ذلك لايعني غياب مسؤوليتها التاريخية نحوه بشكل أخلاقي وإنساني, فإذا كان النفط قد أحدث خللا في السابق لكنه ضمن إطار المجتمع ولم يكن فجا نظرا للروابط الاجتماعيه والمصاهره والقرابه بين أبناء "آلآد نفيع" في حينه, فإن تطورات التنميه التي لاتأخذ في الاعتبار أو تنسى أن تأخذ في الاعتبار , هذا المفهوم بشكل معرفي وليس كشعار يرفع في مناسبه أو يذكر في قصص الاطفال , قد نجد انفسنا قد قفزنا إلى كنية جديده من "آلاد" خروجا من الرَيع" ونفيا ل"نفَيع"
"آلآد: تعني حسب إعتقادي "أولاد"
السبت، 30 مايو 2015
الاثنين، 25 مايو 2015
وامعتصماه : في عصر الواتساب
يحكى ان إمامأ في أحد المساجد كان يخطب في الناس في يوم الجمعه, ويرثي لحال المسلمين والمسلمات وتكالب الأمم عليهم , ولايستجيب أحدا لدعواتهم وصيحاتهم من زعماء المسلمين , ويصيح , أين المعتصم , وأمعتصماه, تلك الصرخة التي أطلقتها إمرأة في عموريه بعد إن إستباحها الروم التي استجاب على إثر سماعها المعتصم الخليفه العباسي ,فجهز جيشا ليحررها من , القصة المشهوره التي خلدها أبو تمام في قصيدة الرائعه : السيف أصدق أنباء من الكتب في..... حده الحد بين الجد واللعب
ومازال يكرر وامعتصماه , وأختاه في سوريا , وأختاه في بورما , واأختاه في العراق, في فلسطين . وبعد إنقضاء الصلاه تفرق الناس خارجين من المسجد فإذا بفارس ذا طلعة بهيه على جواد عربي أصيل , يصيح انا المعتصم قد استاجاب الله لدعوات إمامكم وخطيبكم , وها أنذا أدعوكم الى اللحاق بي والالتفاف حولي لنذهب معآ لتحرير أخواتنا المسلمات من غدر الاعداء وأسر الكفار ,وأشار بداية الى خطيب المسجد, الذي إعتذر بأن لديه درس بعد المغرب في مسجد الخليفه أو الأمير, عن صلاح الدين الأيوبي بينما ثان أشار بأنه تلقى رساله على الواتس أب تفيد بأن أبنه ليس على مايرام , و ثالث أفاد بأنه سيحضر مباراة للقدم أولا , وآخر بأنه على موعد مع فريق الغطس للتدريب على الغطس , وآخر بأنه لديه لقاء تلفزيوني , وعاشر بأن لديه موعد عملية زرع شعر مستعجله في تركيا وسيغادر إليها غدا , وآخر بأنه ينتظر اتمام معاملة بناء بيت شعبي له ولأولاده. بعدها ترجل "المعتصم من فرسه بعد أن استفسر عن إمكانية تغيير مايحمله من دراهم ذلك الزمن" قائلا دلوني على السوق أو إلى أقرب مكان يباع فيه "الآي فون" وكيفية تنزيل برنامج "الوتساب" ليتمكن من الاتصال بإمرأة عموريه في كل مكان في عالمنا الاسلامي وتوجيهها بما يجب أن تفعله للخلاص بعيدا عن اعداد وإرسال الجيش , الأمر الذي سيتطلب وقتا طويلا.
هذه القصة الافتراضيه تمثل , جزءا من أزمتنا الثقافيه مع تاريخنا , والصور الذهنيه عن أبطاله عندما ننتزعها من إطارها التاريخي والزمني ونمعن في تسويقها عبر الاجيال غير مدركين بأنها عقبه أكثر منها حافز , ومشكله أعظم من كونها حل , بل انها نتصبح إمكانية للاقتباس والفهم السلبي مع مرور الزمن لأنها خارج الزمن المعاش , فإدراك الزمن يبدأ أساسا من داخل الذات التي تعيشه , بينما التاريخ كزمن صوره خارج الذات للإعتبار والتذكر.الواقع الآن أن الصوره الآخرى مخالفة تماما لماسبق ذكره في هذه القصه الافتراضيه , فمثل هذا الخطيب الذي يؤجج المشاعر ويحرك الجزء الانفعالي من الانسان ويثير الغرائز السلبية لديه , لعدم وعيه وإدراكه بأن الماضي ورجالاته ليسوا هذه الصور المنتقاه والمجتزأه من التاريخ , بل أن معظم ذلك ليس سوى تضخيم و زيادات وتراكمات تاريخيه والحقيقه ربما جزء بسيط جدا فيما وصلنا من ذلك , يستحيل أن ينتقل الحدث والفعل والقول عبر الزمن بدون تغيير , أبدا لايمكن سوى القران الكريم وذلك يرجع لحفظ الله له وتعطيل فاعلية التاريخ فيه كتغيير وليس "كفهم" بالفعل فأن مثل هذا الخطيب سيجد من يستجيب لصيحة وامعتصماه , أو صلاح الدين , ولكن ليس على صورة فارس ينتظرهم خارج المسجد ليطلب منهم اللحاق به , ولكن على شكل حزام ناسف يرتديه الشبان منهم وربما بعض الشيوخ استجابة لهذه الدعوه , ليس بالضرورة إيمانا بها بقدر ماهو يأسأ من واقع معاش , فتتحول صرخه إمرأة عموريه الشموليه الى أمير المؤمنين الى نداء داخلي يستجيب اليه المحروم والمعدم الذي أصلا يعاني من ظلم" أمير المؤمنين",قبل العدو الكافر ولعجزه عن تحقيق ذلك أو ربما استجابة لفتوى جرت صياغتها تماما تحقيقا لرغبة في تدمير وتشويه الاسلام وهي البداية بالأقربين من "عصاة المسلمين" قبل البعدين من الكفار وحيث أنه يمتلك جميع وسائل التقنيه فأنه لايسأل كما سأل المعتصم عن السوق ليشتري له "آيفون" وبرنامج "الواتس أب".بل يبدأ مباشرة بالإستجابه لنداء الخطيب الذي ذهب الى مسجد الوالي , ليحكي له عن إستجابة صلاح الدين لنداء تحرير بيت المقدس, ليدخل صاحبنا أقرب مسجد أو محل تجاري ويصرخ وامعتصماه وإسلاماه وضاغطا على حزامة الناسف , لتنزل دمعة الاسلام ونجني على القرآن ونخون أمانته.
ومازال يكرر وامعتصماه , وأختاه في سوريا , وأختاه في بورما , واأختاه في العراق, في فلسطين . وبعد إنقضاء الصلاه تفرق الناس خارجين من المسجد فإذا بفارس ذا طلعة بهيه على جواد عربي أصيل , يصيح انا المعتصم قد استاجاب الله لدعوات إمامكم وخطيبكم , وها أنذا أدعوكم الى اللحاق بي والالتفاف حولي لنذهب معآ لتحرير أخواتنا المسلمات من غدر الاعداء وأسر الكفار ,وأشار بداية الى خطيب المسجد, الذي إعتذر بأن لديه درس بعد المغرب في مسجد الخليفه أو الأمير, عن صلاح الدين الأيوبي بينما ثان أشار بأنه تلقى رساله على الواتس أب تفيد بأن أبنه ليس على مايرام , و ثالث أفاد بأنه سيحضر مباراة للقدم أولا , وآخر بأنه على موعد مع فريق الغطس للتدريب على الغطس , وآخر بأنه لديه لقاء تلفزيوني , وعاشر بأن لديه موعد عملية زرع شعر مستعجله في تركيا وسيغادر إليها غدا , وآخر بأنه ينتظر اتمام معاملة بناء بيت شعبي له ولأولاده. بعدها ترجل "المعتصم من فرسه بعد أن استفسر عن إمكانية تغيير مايحمله من دراهم ذلك الزمن" قائلا دلوني على السوق أو إلى أقرب مكان يباع فيه "الآي فون" وكيفية تنزيل برنامج "الوتساب" ليتمكن من الاتصال بإمرأة عموريه في كل مكان في عالمنا الاسلامي وتوجيهها بما يجب أن تفعله للخلاص بعيدا عن اعداد وإرسال الجيش , الأمر الذي سيتطلب وقتا طويلا.
هذه القصة الافتراضيه تمثل , جزءا من أزمتنا الثقافيه مع تاريخنا , والصور الذهنيه عن أبطاله عندما ننتزعها من إطارها التاريخي والزمني ونمعن في تسويقها عبر الاجيال غير مدركين بأنها عقبه أكثر منها حافز , ومشكله أعظم من كونها حل , بل انها نتصبح إمكانية للاقتباس والفهم السلبي مع مرور الزمن لأنها خارج الزمن المعاش , فإدراك الزمن يبدأ أساسا من داخل الذات التي تعيشه , بينما التاريخ كزمن صوره خارج الذات للإعتبار والتذكر.الواقع الآن أن الصوره الآخرى مخالفة تماما لماسبق ذكره في هذه القصه الافتراضيه , فمثل هذا الخطيب الذي يؤجج المشاعر ويحرك الجزء الانفعالي من الانسان ويثير الغرائز السلبية لديه , لعدم وعيه وإدراكه بأن الماضي ورجالاته ليسوا هذه الصور المنتقاه والمجتزأه من التاريخ , بل أن معظم ذلك ليس سوى تضخيم و زيادات وتراكمات تاريخيه والحقيقه ربما جزء بسيط جدا فيما وصلنا من ذلك , يستحيل أن ينتقل الحدث والفعل والقول عبر الزمن بدون تغيير , أبدا لايمكن سوى القران الكريم وذلك يرجع لحفظ الله له وتعطيل فاعلية التاريخ فيه كتغيير وليس "كفهم" بالفعل فأن مثل هذا الخطيب سيجد من يستجيب لصيحة وامعتصماه , أو صلاح الدين , ولكن ليس على صورة فارس ينتظرهم خارج المسجد ليطلب منهم اللحاق به , ولكن على شكل حزام ناسف يرتديه الشبان منهم وربما بعض الشيوخ استجابة لهذه الدعوه , ليس بالضرورة إيمانا بها بقدر ماهو يأسأ من واقع معاش , فتتحول صرخه إمرأة عموريه الشموليه الى أمير المؤمنين الى نداء داخلي يستجيب اليه المحروم والمعدم الذي أصلا يعاني من ظلم" أمير المؤمنين",قبل العدو الكافر ولعجزه عن تحقيق ذلك أو ربما استجابة لفتوى جرت صياغتها تماما تحقيقا لرغبة في تدمير وتشويه الاسلام وهي البداية بالأقربين من "عصاة المسلمين" قبل البعدين من الكفار وحيث أنه يمتلك جميع وسائل التقنيه فأنه لايسأل كما سأل المعتصم عن السوق ليشتري له "آيفون" وبرنامج "الواتس أب".بل يبدأ مباشرة بالإستجابه لنداء الخطيب الذي ذهب الى مسجد الوالي , ليحكي له عن إستجابة صلاح الدين لنداء تحرير بيت المقدس, ليدخل صاحبنا أقرب مسجد أو محل تجاري ويصرخ وامعتصماه وإسلاماه وضاغطا على حزامة الناسف , لتنزل دمعة الاسلام ونجني على القرآن ونخون أمانته.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)