العملية الانتخابية تحتاج الى وعي المرشح وبدرجة اكبر وعي الناخب, الوعي يتخلق خلال حركة المجتمع في التاريخ, كلما كان المجتمع به حراكاً اجتماعياً على كل الاصعدة كلما انتج وعياً خلاقاً ابداعياً, كلما آمن المجتمع بالتنوع والاختلاف كلما انتج علاقات انسانية اوسع وارحب, بيننا وبين اول انتخابات برلمانية تجرى في البلد خمسة شهور لاغير, من المفترض أن الوعي بها كمدخل لحياة نيابية دستورية قد سبق موعدها بفترة كافية , بحيث تصبح اضافة الى الانسان لا تكريساً لوعياً سابق عليها , اليوم نحن ندفع فاتورة التأخر في أخذ يد المجتمع نحو مجتمع مدني له مكوناته المستقله عن الدولة وعن حاضنة الولاءات الاولية التي يستنقع فيها سياسياً كالقبيلة والطائفة والعائلة , لاأقول أن لانبدأ ولكن أقول لم نقدر قيمة الوقت والزمن بشكل يكفي مقارنة لما تتمتع به بلادنا ويمتاز به مجتمعنا من تماثل كبير ومن علاقة راسخة لايشوبها شائب بين الحكم والشعب , هذه ميزات لقطر لاتتوفر حتى لأقرب جيرانها, معركتنا مع الوعي ستكون طويلة لأن الحرث سيكون على القاع الاجتماعي الخالي اللهم من القبيلة والفزعة وميكانزمات الدفاع عن النفس حيث لا مستوى اوسط من الولاء سواء كان نقابة او جمعية او تنظيم لاأقول حزباً لأن ذلك لايزال بعيدا حتى على المستوى الاقليمي , نحتاج جهداً مضاعفاً ونية حكومية واضحة وصارمة ونظاماً انتخابياً فيه مساحة من الحرية للفرد الواعي حين يريد أن يمارس وعيه بعيداً عن قبيلته أو طائفتة , وكما اشرت في مقال الامس من أن خيار مسقط رأس القبيلة كخيار أوحد لابناءها , خياراً استبدادياً لايخدم الوعي بالعملية الانتخابة بقدر ما يجسدها الوجهة الاخر لعملة التعيين من مجموع القبائل , مع أن أول مجلس شورى في قطر كان فيه من الوعي الفطري مايماثل ماتحتاجه العملية الانتخابية القادمة , الا أن النكوص عن البداية فيما بعد كرس وعياً انقطاعياً وإستحماماً آسناً نحتاج ان نخرج منه اليوم بكل وسيلة
حفظ الله قطر