قضيه الشاب القطرى التى تنظر اليوم فى محاكم الكويت والخلاف القائم بين من يرى أنه برىء, وإنما زج بأسمه كمرتكب لعملية الدهس التى تعرض لها الشاب الكويتى الآخر وبين من يرى من الكويتيين طبعا أن مرتكب جريمه لابد من معاقبته عليها , كل هذا أمر طبيعى ويحدث وحدث مرارا وتكرارا بين ابناء المنطقه , ولكن الجديد فى الأمر هو التركيز على إفتعال شعار لا أخلاقى لزيارة الشاب القطرى للكويت, وهو ملصق على سيارته كما يدعى الاخوان هناك كتب عليه"لولا بناتكم ماجيناكم" وأقول وأوكد انه مفتعل للاسباب التاليه:
أولا: الشاب القطرى من عائله وقبيله عربيه كبيره لها إمتدادها العريض على جميع أقطار الجزيره العربيه وفى الكويت بالذات لها حضور وتواجد داخل نسيج المجتمع الكويتى كما هى فى قطر, فهل يعقل أن يكتب من يغادر أهلهُ متجها إلى أهله فى مكان آخر مثل هذه العباره المشينه.
ثانيا: تأجيج مثل هذا الكلام إعلاميا وجعله سبب القضيه يؤكد الاتهام العرقى والتمييزى الاستشراقى الغربى المتطرف للعرب كونهم عباد للجنس ويبحثون دائما عنه وأن المرأه فى نظرهم للمتعه الجنسيه فقط. كما قد يُفهم منه أساءه للكويت وشعبها الكريم بأنها بلد توفر المتعه لمن يتوجه اليها.
ثالثا: اخلاقيات المجتمع الخليجى واحده , لايمكن تصور عمل بمثل هذه البشاعه يقوم به عاقل, ناهيك عن كونه قبلى والجميع يعرف تقاليد القبيله واخلاقياتها.
رابعا: الانزلاق نحو الجانب الاخلاقى فى توجيه الاتهام لاسباب سياسيه وأخرى ليس موفقا هنا لأنه أتى على الجانب الاخلاقى لمجتمع خليجى عربى متمسك بدينه وبتراثه وأعنى المجتمعين القطرى والكويتى.
خامسا: هل تستاهل المرأه الخليجيه بشكل عام كل هذا الظلم , ألا يكفيها ما تعانى منه حتى تكون رمزا للجنس فقط تشد إليها الرحال وتتخذ شعارا مبتذلا ومسطجا من كل قيمه بعد كل انجازاتها التى حققتها. هل يدرك اخواننا فى الكويت ذلك عندما أصروا على إختلاق شعار لرحله الشاب القطرى المبتَلى
سادسا: اذا اردت أن توأزم أى موضوع أو تُعقد أى قضيه عليك بجرها الى ثلاثية المسكوت عنه فى ثقافتنا, أما التكفير أو الجنس أو سب النظام السياسى . عندها تتعقد الامور ويلقى بالابرياء فى السجون وتُعلق المشانق ويستعد الراجمون للرجم. ادخال قضية الشاب القطرى ضمن أحد أطراف هذه الثلاثيه, لايخرج عن كونه تعقيد وتنفيس عن قضيه اخرى تثار اليوم فى الكويت حول دور قطر فيما يعتمل اليوم داخل مجلس الامه الكويتى.
سابعا: أود أن أشير إلى أن اللجوء لمثل هذا التصعيد الغير مبرر وحتى لو افترضنا جدلا ثمة صحة فيه إلا أنه حاله فرديه, مثل هذا التصرف فيه من الاساءه الى الكويت أكثر وأكبر من الاسباب التى دعت للجوء اليه. إثارة مثل هذا الكلام واللجوء الى استحداثه قد ينم عن قابليه واستعداد أولى لدى المجتمع لاستغلال الاخلاق سياسيا.