الثلاثاء، 14 أبريل 2015
الوزاره "بين الفزعه" والضحيه
أولا: الوزاره ضرب من نمطين أما أن يكلف رئيس الوزراء بتشكيلها بعد تعيينه وتكلف بالتالى بوضع خطه يصادق عليها مجلس نيابى منتخب ويراقب تنفيذها, أو إنها وزاره تشكل مباشرة لتنفيذ رؤية السلطه العليا وتتلقى الاوامرمن السلطه العليا مباشره.
ثانيا: النمط الأول يتطلب أدوات دستوريه ومجلس منتخب ويتحمل رئيس الوزراء تشكيل الوزاره, وهذا النمط ليس متوافرا فى قطر فى حينه, فالوزاره معينه مباشره من السلطه العليا وتنفيذ السياسه التى تضعها مباشره.
ثالثا: فى هذا النمط الثانى يكون ارتباط الوزير بالمواطن ضعيف ولاتاثير حقيقى للمواطن على وضعه حيث اتصاله مباشره بالسلطه
رابعا: لاحظنا ان اول تشكيل وزارى فى قطر والذى استمر ما يقارب العشرين عاما كان اكثر فاعليه من التشكيلات التى لحقته فيما يتعلق بمصلحة المواطن لأنه كان يمثل خصوصية المجتمع القطرى وتلقائيته وبساطته كذلك. حيث لم يكن المنصب الرسمي يشكل هاجسا , أو مغنما ,بل كان جاه أفراد المجتمع الاجتماعي هو الأكثر إعتبارا.
خامسا: التشكيلات الوزاريه التى لحقت بذلك التشكيل لم تكن على مستواه رغم ان الكثير ممن تبؤأها كان يحمل الشهادات الجامعيه إلا أن كثير منهم إفتقد تلمس الخصوصيه القطريه إما جهلا سطحيا وعدم ادراك بها أو أنه جهلا مركبا حيث إعتبر المنصب تشريفا وتمييزا له عن غيره من المواطنين.
سادسا: البدايه أعتقد اليوم تكون أولا ليس في اختيار من يتبؤأ المنصب , بقدر ماهي في تعريف مالمنصب ؟وما اهميته ؟وما حدود مسؤولياته؟ , ومالذي يترتب في حالة الاخلال به وعدم القيام بواجباته؟, شهدت كثيرا من الوزراء لايدرك من منصبه سوى اسمه. ثم أن تعيين الوزير والوكيل بنفس الآليه والقوه القانونيه , خلق صراعا بين الوزير والوكيل الى درجه أني سمعت وكيلا يقول لوزيره , ما تقدر " تفنشني" أي تُقيلني, لأنني مُعين مثلك من قبل الامير .
سابعا : طقوس مكتب الوزير عادة أكثر من انتاج الوزاره وفاعليتها , والوظائف الجانبيه كمدير المكتب ومساعديه عادة ماتكون من الضخامه والتمدد الطفيلي المعيق للرؤيه الواضحه والقرار السديد
ثامنا : لايمنع ذلك من القول ان هناك من الموجودين عقليات جيده ومنفتحه جدا, ومبادره وتحاول تلمس مشاكل الناس , لكن هناك ايضا مناصب لها حساسيتها البالغه , أو ماتسمى بالمناصب "الحارقه" بمعنى أنها تحرق صاحبها مالم تكن له شخصيه قويه ورأي سديد وضمير حىَ كالوزرات الخدميه,خاصة عندما يقع بين سندان المجتمع ومطرقة السلطه, فيختار مطرقة السلطه الاسفنجيه بلاشك , ليعاود تأهيل نفسه مجتمعيا بعد ذهاب المنصب.
تاسعا: في الثمانينات, طلب سمو الامير الأب من الوزراء الاستماع يوميا لبرنامج "وطني صباح الخير" وحل مشاكل المواطنين وشكواهم كلٌ فيما يخصه, فكان هذا البرنامج يوميا على طاولة الوزراء , فكره جميله لم تستمر فضعف الايعاز الذاتي أمام إغراء المنصب . اليوم نرى إقالات مباشره من جلالة الملك لوزراء في السعوديه نتيجة لمعاملتهم الفظه مع المواطنين أو عدم القيام بواجبهم كما ينبغي . مثل هذه الآليه تتفق مع نمط انشاء الوزاره في منطقتنا , حيث تنشأها السلطه مباشره , فبالتالي وعي الوزراء مرتبط بها وبرضاها على حساب المواطنين, مالم يتدخل رئيس السلطه العليا "الامير أو الملك "فزعةَ لهم, الوزاره بلا خطة عمل واضحه , هي وزارة "فزعه" للمواطن أكثر منها وزارة تنفيذ خطط مرسومه ولكن الكارثه حينما تكون هذه الفزعه إختياريه , فكلما ,كانت السلطه أكثر "فزعة" للمواطن كلما كان بالامكان الغفله عن إستحقاق الوزاره الفعلي, فتقوم السلطه بدور الفزعه ويقوم الوزراء بدور الضحيه إلا انه يصادف أن هناك من الوزراء من لايؤكل لحمه , فيطحن المواطن بين رحى السلطه وأسنان الوزير.b>
الاثنين، 13 أبريل 2015
غرق"كيوميديا"" وغرق"يخت الريان" ....مجتمع بين ثقافتين
تنشر الوطن في ملحقها" الوطن والمواطن" تقريرا عن شركة"كيو ميديا" الاعلانيه التي كانت ملْ السمع والبصر حيث لايخلو شارع ولاساحة ولادوار من اعلاناتها , استحوذت على سوق الاعلان في الدوله لتحقق أرباحا لها في العام الأول تصل الى 360 مليون ريال لتنتهي اخيرا الى مديونيه بأكثر من مليار ونصف المليار, ويتحدث تقرير الوطن عن تراجع بنك التنميه عن الاستحواذ اعليها ويشير كذلك على لاتزال تحتضن اسباب فشلها من موظفين واداريين . لست معنيا بالحاله نفسها بقدر اهتمامي بالثقافة التي انتجت فقاعة "كيو ميديا وأخواتها الاخري اللاتي يحتضرن أو في الرمق الاخير كما تردد عن حصاد وقبلها بروه واخيرا ربما الوسيل .
أولا: المتتبع لتطور المجتمع القطري نفسيا, يجد أنه يتجه أو إتجه من الاحساس بالشعور الجمعي الى إحساس الفرد بفردانيته ومن ثم تغليبها شيئا فشيئا ليس على أساس اقتصادي كتقسيم العمل وتطور الانتاج والحاجه الى التخصص والكفاءه , بقدر ماهو استجابه لتدفقات وفرص "ريعيه" أحدثت تهتكا للنسيج الاجتماعي في فتره قصيره من الزمن.
ثانيا: إدخال المجتمع تمويليا في شركات تبدو انها عامه وهي في الحقيقه فرص"ريعيه" إحتكاريه تفتقد الى المساءله القانونيه او الرقابه الدستوريه ظلم للمجتمع ومصادره لحقه .
ثالثا: يبدو ان هذه الشركات ليست سوى "فرص ريعيه" تغطى رسميا تحت اسم شركات حتى يمكن تمريرها, وهذا في حد ذاته يطرح قضية وجود المجتمع كله ك"ريع" بما فيه أفراده , يؤخذ منه وقت الحاجه , حتى يشحن مرة أخرى ليمتص في فرصه ريعيه محتكره قادمه.
رابعا:فكرة "الخلاص الفردي"ليست فكره اخلاقيه مالم ترتبط ببعد ديني يجعل من خلاص الفرد فرارا بدينه أو بعرضه أو بماله الحقيقي " طريقة قيام الشركات في عقودنا الاخيره وذبولها في اشهر معدودات تنبىء بأنها طريقة"خلاص فردي" على حساب المجتمع. وطيبته وايمانه يعني عكس مايبرر الفكره ذاتها اخلاقيا.
خامسا:ظاهرة" الخلاص الفردي" هذه جديده على المجتمع القطري وثقافته التي عُرف بها , ثقافة التضامن والتواد والتناصح وعمرها لايتعدى ربما العقد والنصف , لذلك من الاهميه دراسة اسبابها والجغرافيا التي انتجتها, بالرغم من صعوبة تعويض نتائجها الماديه والاخلاقيه على المجتمع.
سادسا:المنصب "المُرسل" بلا مسؤوليه وبلا حدود لهذه المسؤوليه ونطاقها , هو المدخل الاساسي للوقوف على جذور هذه "الظاهره" التي تستفحل لتهز اقتصاد المجتمع وتفقد المواطن الثقه في ثقافته .
سابعا:إذا كانت حادثة غرق"يخت الريان" في اوائل عام 72 أبرزت ثقافة المجتمع القطري التضامنيه مع بعضه البعض ومدى تلاحمه ووقوفه متحابا متراصا إزاء هذه الكارثه الطبيعيه التى راح ضحيتها العديد من أبناء قط الكرام, فإن غرق"كيوميديا" يظهر ثقافة"الخلاص الفردي" الجشعه "أنا ومن بعدي الطوفان" التي لم يتعودها ولم يعتادها مجتمعنا الصغير كما قلت,فإذا قُدر لشخص أو شخصين أن ينجوان من غرق يخت "الريان" وهو قدر الهي , فأنه المجتمع لن ينجو من غرق"كيوميديا أو اخواتها المادي والثقافي والاخلاقي, فكرة "الخلاص الفردي " على حساب المجموع
ثامنا: نحن أمام وقفة اخلاقيه وفي اذهاننا تاريخ قطر واهلها , منذ المؤسس الذي تهزنا قصائده هزا بما فيها من حكمة ومخافة لله وبعثا لاخلاق الدين ورؤية واضحة للكون وللدنيا , نستعيدها كل عام في ذكراه, ما يمكننا ان نقول عن الماضي إذا كان الحاضر يحدث ابناءنا بكل هذه الصور عن تلاشىء الاموال العامه وأموال المستثمرين وذوي المدخرات المحدوده.
تاسعا: اذا استمرت ثقافة"الخلاص الفردي" هذه دونما ضبط لها على حساب المجتمع فستغرق السفينه بمن فيها وعليها ,لأن الفساد مضاد للفطره البشريه وتكفل الله بالتدخل لمحاربته اذا ما استفحل , فلاأعتقد أننا من المقدره للحرب مع الله عز وجل.
عاشرا: أملي كبير في توجه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد حفظه الله في محاربة ظاهرة"الخلاص الفردي" عل حساب المواطن الكادح تحت أي مسمى كان سواء شركه أو مجموعة شركات ماتلبث ان تتبخر في الهواء وبوادر ذلك انشالله بدأت تتضح من خلال العقوبات التي اود لو تشدد على هذه الشركات المتلاعبه بالسوق المحتكره له وعلى تسليط الضوء من خلال الاعلام والصحافه على مثل هذه التجاوزات , وفي مقدمتها تقرير:الوطن" هذا عن غرق"كيوميديا".
الأحد، 12 أبريل 2015
"أرب آيدول"......الرأسماليه حين تقف على رأسها
"فنان العرب" "شاعر المليون" "مذيع العرب " آيدول العرب" وغيرها كثير هناك ممثلة العرب ايضا .ومسميات كثيره الا أنها تحمل ثقافتنا ليس الى الانفتاح بقدر ما تدفعها للتقوقع , هيئة التحكيم في هذه البرامج يمثلون السلطه العربيه في أدنى مستوياتها , فهم يحاولون دائما جذب الانظار ويتشاجرون كثيرا فيما بينهم , ويتبارون في عرض الازياء , ويتشاتمون بعد ذلك في الصحف والمجلات لينشغل الرأي العام بمجتمع"استعراض " أفرزته الرأسماليه للترفيه بعد أن وصلت المادية فيها الى درجة تفريغ الانسان من الروح. ولي هنا بعض الملاحظات أود لو أذكرها:
أولا:في الغرب نسق المجتمع مفتوح دائما للتجدد , فهذه البرامج تعبر عن تجديد دائما وليس تقليد فقط, بينما هي عندنا تقليد لايسمح فيه بالتجديد.
ثانيا: مسابقات الشعر "النبطي" مثلا كشاعر المليون لاتخرج اغراضه عن اغراض الشعر السائد في العصور الماضيه التي اورثتنا ثقافتنا المتصلبه , من مدح وذم ومدح السلطان أو الامير, كم شاعر من هؤلاء القى قصيده في فهم الوجود مثلا , كم شاعر من هؤلاء تكلم عن نظرته للحياه وللوجود من هؤلاء , ربما لاأحد أو ربما قصيده أوقصيدتين.
ثالثا: برنامج أمير الشعراء كذلك لم يقدم غرضا جديدا للشعر يتناسب مع العصر ويجعل من الشعر انفتاح على أفق جديد ومعان جديده, كله او معظمه تقليد لما سبق من الشعر والشعراء.ينبغي من الشعر أن يفتح آفاقا جديده خاصة لنا لأننا أمة شعر, ينبغي له ان يكسر النمطيه والتكرار. مع اعترافي بصعوبة ذلك لأن كسر النسق الثقافي السائد في مجتمعاتنا يعني الكفر والمروق, حتى وان كان هذا النسق ثقافيا وليس دينيا لكنه ملتبس بالدين أو ألبسته السلطة ثياب الدين.
رابعا:بالنسبه لبرامج الغناء والتقليد مثل "اراب آيدول" وفنان العرب وغيرهما كثر , هي قتل للمواهب المطلقه أكثر منها صقل, معظم الفنانين العرب فشلوا أمام لجان التحكيم , وعندما اطلقوا العنان لانفسهم خارج هذه اللجان نجحوا نجاحا باهرا. من خلال تعليقات بعض أعضاء اللجان التحكيميه الغير مسؤوله قد تُقتل الموهبه .
خامسا: هيئة التحكيم في هذه البرامج مشكله حقيقيه وهي مشكلة الوعي بالسلطه داخل مجتمعاتنا المقهوره, والصراع عليها , فيصبح المشترك أمام انواع من السلطه متفاوته تبحث عن شعورها بثقتها وتتمثل في وعيها السلطه السياسيه التي تعايشها وربما عانت منها, لاحظنا ذلك في برنامج شاعر المليون الاول حتى ادرك المسؤولين ذلك فقلصوا عدد هيئة التحكيم , حتى يبدو التخصص ظاهرا أكثر من الصفات الاخرى في المحكم.
سادسا:لايمكن خلق عبدالوهاب جديد أو أم كلثوم جديده أو نجاة اخرى أو فيروز أخرى....الخ لكن يمكن خلق ثقافه غنائيه جديده ومستمع جديد يحاكي العصر , ما ينقصنا على أظن ثقافة الموسيقى والاستماع للموسيقى أكثر من الاستماع للغناء , الغناء نوع من الثقافه الموسيقيه المؤدلجه فهي قد تسقط صريعة للايديولوجيا او تستلب سياسياو لكن الاستماع للموسيقى فقط , حالة بين المرء وذاته ,هناك قطع موسيقيه عربيه كثيره لكبار الموسيقيين العرب لكنها كثقافه شبه مهجوره.
سابعا:في السابق كانت هناك لجان ولاتزال , لكنها بعيده عن العرض التلفزيوني والاستهلاك الاعلامي , لذلك كانت نتائجها جيده ومشجعه وصادقه , فقد فشل بليغ حمدي للتقدم كمطرب ونُصح بالاتجاه للتلحين وكذلك محمد الموجي , لو أنهم في عصر"الاستعراض التلفزيوني " الحالي لصدمتهم الميديا" ولما استمروا , الفنان السعودي الكبير"فوزي محسون" سقط في الاختبار الاول كمطرب أمام اللجنه , ولو أنه أمام لجنة الاستعراض التي نشاهدها حاليا في برامجنا لأنزوى متأثرا اوتعثرت بدايته.
ثامنا:جميع هذه البرامج فكرتها مستورده من المجتمعات الاخرى وبالاخص المجتمعات الغربيه الرأسماليه التي تقدم الترفيه ليس لتأكيد ماهو قائم بقدر ماهو تجديد وانفتاح لما هو قادم, وهي امتداد لافلام غزو الفضاء والخيال , فلاتعجب من مذيع ترفيهي يستضيف رئيس الولايات المتحده ويبدأ بالحديث معه وكأنه ضيف عادي وبالمزاح والضحك ويقطع البرامج لاعلان تلفزيوني ثم يعود, فالرئيس هنا منتج لثقافه وليس صانع لثقافه اوامتداد لثقافه ماضويه كما هو لدينا , لذلك تاتي هذه البرامج كتجديد وتطوير مستمر , بينما نحن مجتمعات ليست رأسماليه وانما لافرازات الراسماليه الاستهلاكيه مع بنيه صلده قروسطيه .
تاسعا:للداله على الخلط الواضح وعدم اتساق هذه البرامج مع بنية المجتمع ولسيطرة بنية وثقافةالمجتمع التسلطيه على هذه البرامج مما افقدها هدفها التي كانت تحققه في الغرب, الشجار الذي تم بين المطربه"أحلام" والمطرب"راغب علامه" حين قال أن الله لم يخلق صوتا أفضل من صوت فيروز" فأنبرت له أحلام مدافعة عن "الله" اليس هذا بالضبط ما يحدث هنا وهناك في عالمنا العربي سياسيا وحربيا وقتلا وسفكا.
عاشرأ: أعتقد ان الغرب استطاع تحويلنا لمجتمعات استعراض فالواقع لم يرتفع وبقي الاستعراض هو المهم وتركيزنا على الاستعراض يفقدنا الاحساس بواقعنا فنبدو كمن يحلم وعندما يستيقظ يلجأ الى"الفاليوم" ليعود مستغرقا في نومهمرة أخرى.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)