الاثنين، 13 أبريل 2015
غرق"كيوميديا"" وغرق"يخت الريان" ....مجتمع بين ثقافتين
تنشر الوطن في ملحقها" الوطن والمواطن" تقريرا عن شركة"كيو ميديا" الاعلانيه التي كانت ملْ السمع والبصر حيث لايخلو شارع ولاساحة ولادوار من اعلاناتها , استحوذت على سوق الاعلان في الدوله لتحقق أرباحا لها في العام الأول تصل الى 360 مليون ريال لتنتهي اخيرا الى مديونيه بأكثر من مليار ونصف المليار, ويتحدث تقرير الوطن عن تراجع بنك التنميه عن الاستحواذ اعليها ويشير كذلك على لاتزال تحتضن اسباب فشلها من موظفين واداريين . لست معنيا بالحاله نفسها بقدر اهتمامي بالثقافة التي انتجت فقاعة "كيو ميديا وأخواتها الاخري اللاتي يحتضرن أو في الرمق الاخير كما تردد عن حصاد وقبلها بروه واخيرا ربما الوسيل .
أولا: المتتبع لتطور المجتمع القطري نفسيا, يجد أنه يتجه أو إتجه من الاحساس بالشعور الجمعي الى إحساس الفرد بفردانيته ومن ثم تغليبها شيئا فشيئا ليس على أساس اقتصادي كتقسيم العمل وتطور الانتاج والحاجه الى التخصص والكفاءه , بقدر ماهو استجابه لتدفقات وفرص "ريعيه" أحدثت تهتكا للنسيج الاجتماعي في فتره قصيره من الزمن.
ثانيا: إدخال المجتمع تمويليا في شركات تبدو انها عامه وهي في الحقيقه فرص"ريعيه" إحتكاريه تفتقد الى المساءله القانونيه او الرقابه الدستوريه ظلم للمجتمع ومصادره لحقه .
ثالثا: يبدو ان هذه الشركات ليست سوى "فرص ريعيه" تغطى رسميا تحت اسم شركات حتى يمكن تمريرها, وهذا في حد ذاته يطرح قضية وجود المجتمع كله ك"ريع" بما فيه أفراده , يؤخذ منه وقت الحاجه , حتى يشحن مرة أخرى ليمتص في فرصه ريعيه محتكره قادمه.
رابعا:فكرة "الخلاص الفردي"ليست فكره اخلاقيه مالم ترتبط ببعد ديني يجعل من خلاص الفرد فرارا بدينه أو بعرضه أو بماله الحقيقي " طريقة قيام الشركات في عقودنا الاخيره وذبولها في اشهر معدودات تنبىء بأنها طريقة"خلاص فردي" على حساب المجتمع. وطيبته وايمانه يعني عكس مايبرر الفكره ذاتها اخلاقيا.
خامسا:ظاهرة" الخلاص الفردي" هذه جديده على المجتمع القطري وثقافته التي عُرف بها , ثقافة التضامن والتواد والتناصح وعمرها لايتعدى ربما العقد والنصف , لذلك من الاهميه دراسة اسبابها والجغرافيا التي انتجتها, بالرغم من صعوبة تعويض نتائجها الماديه والاخلاقيه على المجتمع.
سادسا:المنصب "المُرسل" بلا مسؤوليه وبلا حدود لهذه المسؤوليه ونطاقها , هو المدخل الاساسي للوقوف على جذور هذه "الظاهره" التي تستفحل لتهز اقتصاد المجتمع وتفقد المواطن الثقه في ثقافته .
سابعا:إذا كانت حادثة غرق"يخت الريان" في اوائل عام 72 أبرزت ثقافة المجتمع القطري التضامنيه مع بعضه البعض ومدى تلاحمه ووقوفه متحابا متراصا إزاء هذه الكارثه الطبيعيه التى راح ضحيتها العديد من أبناء قط الكرام, فإن غرق"كيوميديا" يظهر ثقافة"الخلاص الفردي" الجشعه "أنا ومن بعدي الطوفان" التي لم يتعودها ولم يعتادها مجتمعنا الصغير كما قلت,فإذا قُدر لشخص أو شخصين أن ينجوان من غرق يخت "الريان" وهو قدر الهي , فأنه المجتمع لن ينجو من غرق"كيوميديا أو اخواتها المادي والثقافي والاخلاقي, فكرة "الخلاص الفردي " على حساب المجموع
ثامنا: نحن أمام وقفة اخلاقيه وفي اذهاننا تاريخ قطر واهلها , منذ المؤسس الذي تهزنا قصائده هزا بما فيها من حكمة ومخافة لله وبعثا لاخلاق الدين ورؤية واضحة للكون وللدنيا , نستعيدها كل عام في ذكراه, ما يمكننا ان نقول عن الماضي إذا كان الحاضر يحدث ابناءنا بكل هذه الصور عن تلاشىء الاموال العامه وأموال المستثمرين وذوي المدخرات المحدوده.
تاسعا: اذا استمرت ثقافة"الخلاص الفردي" هذه دونما ضبط لها على حساب المجتمع فستغرق السفينه بمن فيها وعليها ,لأن الفساد مضاد للفطره البشريه وتكفل الله بالتدخل لمحاربته اذا ما استفحل , فلاأعتقد أننا من المقدره للحرب مع الله عز وجل.
عاشرا: أملي كبير في توجه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد حفظه الله في محاربة ظاهرة"الخلاص الفردي" عل حساب المواطن الكادح تحت أي مسمى كان سواء شركه أو مجموعة شركات ماتلبث ان تتبخر في الهواء وبوادر ذلك انشالله بدأت تتضح من خلال العقوبات التي اود لو تشدد على هذه الشركات المتلاعبه بالسوق المحتكره له وعلى تسليط الضوء من خلال الاعلام والصحافه على مثل هذه التجاوزات , وفي مقدمتها تقرير:الوطن" هذا عن غرق"كيوميديا".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق