مجتمعنا يحتاج الى إعادة الاعتبار لما يسمى بالمسافة الاجتماعية وهي في أبسط تعريفاتها الحيز الخاص للإنسان
الذي يتحرك فية بما يحفظ له قيمته وكرامتة
ووضعة الاجتماعي., ما ألاحظه أن هناك
إلتباسا كبيرا في فهم
العلاقات وخلطا كبيرا بين مستواياتها
نتيجة لعدم إعتبار هذه المسافة الاجتماعية
وتقدير أهميتها , وهناك اسباب
راجعة في ذلك للفرد وأسباب أخرى ترجع الى المجتمع في ذلك .نوازع النفس
البشرية تجعل منها أحيانا تلغي المسافات وتبرر الغايات , لكن المهم أن
ينتبه المجتمع والسلطة الى خطورة ذلك على الطمأنينة الاجتماعية التي تفترض وجودها مؤسسات المجتمع ومؤسسات
الدولة بحيث تكون هناك منطقة وسطى من شبكة الخدمات التي تحافظ قدر الامكان على بقاء العلاقات أفقية بين أفراد المجتمع ولاتتحول الى سباق الى نسج العلاقة العمودية
دائما وبإستمرار مع السلطة على حساب المسافة المجتمع , وعلى السلطة كذلك أن لاتستغرق
في الدخول في المجتمع بشكل يلغي العلاقة الافقية أو يجعلها ذات غير نفع بين
أفراد المجتمع, لابد من إيجاد منطقة وسطى
من شبكة الخدمات ذات الكفاءه مجتمعيا وحكوميا بحيث يحافظ الفرد على مسافته الاجتماعية بشكل
يحفظ كرامتة وحقوقه . أرى أن مجتمعنا
ينساق سريعا إلى عدم إعتبار المسافة
الاجتماعية بهذا المفهوم والتي كانت واضحة
ورصينة فيما مضى , أرى اليوم غيابا واضحا لها يؤثر على نمط العلاقات الصحية بين
أفراد المجتمع, تدخل الدولة للحفاظ على هذة المسافة مهم جدا بإعتماد المؤسسة لا الأفراد بحيث تكون المسافة الاجتماعية ترتبط
بالمؤسسة دون الافراد وبالتالي بالثبات
وليس التغير وبالطمأنينة ليس بالتهور , المجتمع بحاجة الى من يطمئنه نتيجة التغيرات السريعة التي يمر بها وتأثير الريع
الذي يحيل المعدم ثريا في يوم وليلة , أعيدوا الاعتبار للمسافة
الاجتماعية والمجال الحيوى للأفراد الذي
يحفظ قيمتهم ومكانتهم ويهدي من روعهم لكي
يطمئن المجتمع ولايدخل في سباق مستمر مع
ذاته دون منافس فيصبح الفوز فيه والهزيمة
سيان.
السبت، 18 فبراير 2017
الاثنين، 13 فبراير 2017
"الرشد" ياحكومتنا الرشيدة
"أخشى ما أخشاه نظرة الغني الذي كان معدما إلى المعدم الذي لم يستغني أو يثري بعد"وردة فعل الأخير بعد أن يأخذ مكان الأول"
معادلة ناسفة في مجتمع غير إنتاجي.
تزداد مظهرية المجتمع يوما بعد آخر, ويزداد نمط التقليد فيه عاما بعد
آخر, وتزداد خطى التكلف والمبالغة فية بوتيرة غير مسبوقة في تاريخه.الاسباب المادية في ذلك كثيرة ومتعدده ,ولكن أود أن أركز على سبب معنوي هام يجب التنبه له وهو فقدان المجتمع لثقته في نفسة. وفي أحقيته في الوجود
كما هو موجود وبإمكانياته , قيمة الانسان في تفردة وبما يملكه من إمكانيات لا قيمته في إلتحاقة بالاخرين تكلفا دونما وعي
أو إدراك بالفروق الفردية والاختلافات الجوهرية الذاتيه أو الموضوعية في المجتمع
,هذة المظاهر الكاذبة لاتدل على صحة بل
تشير إلى مرض إجتماعي يتسلل داخل شرايين المجتمع ,هذه المزايدة في الاحتفال بالاعراس والمبالغة في الانفاق , هذة الحفلات
والولائم المتكلفة التي لاتدل إلا على قصور
تفكير في حقيقة العلاقة الإنسانية, حتى وان كانت بعد ذلك سترسل الى من يحتاجها كما يقول البعض إلا ان الهدف الاساسي منها هو جوهرها الذي
يحكم به عليها ,لماذا يتحول مجتمعنا الى مجتمع مظاهر
لاتدل على إنسانية بل تدل على نفاق
إنساني يسىء إلى الانسان ؟ لماذا
يُدفع بالضعيف لكي يساير المقتدر لكي لايسقطه المجتمع من حساباته؟أين كنا قبل
عقدين أو ثلاثة عقود من كل هذا ؟ ألم نكن في حالة متوسطة يعرف بعضنا الآخر ليس بثروته وإنما بقناعته ومشيه في الارض هونا ؟ألم يكن هناك
اغنياء , نعم كان هناك أثرياء حقا , وثراؤهم حقيقي حينما يرتبط الثراء بموازينه الحقيقية المادية
والمعنوية يظل في أفق إنساني , من ناحية أخرى, أين نحن الآن من كل مايحدث من حولنا
,؟الجوع يفترس مجتمعات , والقتل يفتك بأخرى, والمرض يفني بما تبقى, مجتمعات كبيرة
وأكثر ثراء منا وأكثر تعليما وإنضباطا من مجتمعنا. ألا نعتبر؟ مجتمعنا في إعتقادي
وصل إلى مرحلة متقدمة من ظهور هذا المرض الاجتماعي "حب المظاهر" ومع
زيادة السيولة الريعية سيظل يتطور ويتفاقم
والتقليد الاعمى سيزداد حتى لتجد
جميع نشاطاته ليست سوى نسخ متكرره يختفي معها جوهر الانسان
الحقيقي . أنا اعتقد أن المجتمع أساء فهم بساطة سمو الامير وسمو الامير
الوالد وسهولة اندماجهم مع الناس , فهم ليسوا مشروعا للتقليد أو المحاكاة أو الاندماج بشكل يلغي الفوارق فبالتالي ليس هناك موضوعا للتنافس عليهم بحكم وضعهم ومكانتهم , أنا أعتقد أن
على الحكومة مسؤولية كبيرة في الحد من
إسترسال المجتمع اللاواعي في التقليد واللجوء الى المظاهر طالما ليس هناك
نخب وطنية فاعلة تعمل على كسر هذا النسق بالمبادرة بعمل ترشيد في معظم مانراه من سلوكيات إجتماعية مبالغ فيها, نعم على
الحكومة أن تضع قوانين تحدد فيها شروطا
موضوعية لحفلات الزفاف وللمهور ولأوقات هذة الحفلات , ولمعظم
المناسبات الاجتماعية ,لم يعد الوضع المادي ولا المعنوي يسمح بذلك في دولة أصبح نظام المرور فيها خانقا
حتى سنوات قادمة, إذا فقد المجتمع رشده فأن"الرشد" هو أوضح عنوان للحكومة في عالمنا
العربي وليس في مجتمعنا فقط على مر العصور
من الاهمية تشكيل لجنة أو لجان لمحاربة الظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمع وفي
مقدمتها , المبالغة في المناسبات الإجتماعية وحصر الطبقات الطفيلية من التطاول
على سلوك المجتمع بفعل إمتصاصها للثروة دون جهد وإنما تورم أدى إلى ظاهرة "المهايط" والمزايدة التي تقرع
طبولها كلما نادى المنادي, كما على المجتمع نفسة التنبه لهذه الظاهرة ومحاربتها وعدم تشجيعها حتى يعود إلى ذاتيته ,وطمأنينتة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)