شكل انشاء مجلس الشورى خطوة جيده مع بداية السبعينيات وأحتل مقاعده كبار رجالات المجتمع وكان يغلب عليه طابع رجال الاعمال في بدايته , إلا أنه مع الوقت تحول الى الطابع العائلي والقبلي , وبدأ مع الوقت يفقد تأثيره مع وفاة معظم اولئك الرجال الذين كانوا كما قلت مرتبطون بالانسان في قطر اكثر من ارتباطهم بمصالحهم وأعمالهم الخاصه أو بالتواجد في المنصب في حد ذاته.حيث كان السابقون من اهل قطر يقدمون المشوره حتى وإن لم تكن تطلب منهم , إحساسا منهم بالمسؤوليه الدينيه والاجتماعيه , المشكله كما أراها ليست في الانتخابات أو التعيين , وإنما في عدم وجود مسافه بين السلطه التنفيذيه" الحكومه" وبين الحكم ذاته , المسافه التي يمكن أن يحتلها مجلس الشورى من خلال مسائلة الحكومه عن التنفيذ حتى وإن كان معينا وليس منتخبا , يضم مجلس الشورى الحالي العديد من الخامات الشابة وعدد من الخبرات الحكومية وقطاع الاعمال , لكن يبقى دوره الفعلي بل وتفعيل جميع إمكانياته التي منحها إياه الدستور والقانون , مرتبطان أساسا بإيجاد مساحة له في التحرك بين الحكومة كسلطة تشريعية وبين السلطة الحاكمة كجهة عليا تراقب جميع السلطات بدون ذلك الشورى جزءاً خارجاً عن الاطار المخصصة لها , بل أن المسؤول لايشعر بأهمية عضو مجلس الشورى ولا بقيمته لأن لكل منهما خطاً مستقيماً لايلتقي مع الآخر , ويبقى دورهم في حضور المناسبات ونشاطهم الأقوى التصوير فيها , ولعلي هنا أشيد برئيس مجلس الشورى السابق الأخ محمد بن مبارك الخليفي فقد كان دائماً محباً للنقد البناء وصدره كان يتسع تماماً لكل ماكتبت وكتب غيري عن أداء المجلس خلال فترته الأطول في تاريخ مجلس الشورى القطري, يجب أن يتحول المجلس إلى قيمه , يشعر المسؤول والمواطن أكثر من الشعور بأفراد كوجود متعين في الخارج فقط,أنا أعتقد كلما كانت السلطة التنفيذية على مسافة من الحكم أمكن التحول من آلية الأمر الى آلية البرنامج التي تتيح مكاناً لمجلس الشورى لكي يقدم مساهمته بشكل أفضل , هذه الفتره إنتقاليه في تاريخ مجلس الشورى كما أشار سمو الأمير المفدى إلا أنها هامة جداً للمجلس القادم وهامة كذلك للحكومة , فالاداء الحكومي غير قابل للقياس حتى الآن فعضو مجلس الشورى وعضو السلطة التنفيذية"الحكومة" كليهما في وعي المواطن لايمثلان رقماً بقدر مايمثلان "كماً"لأن أداءهما غير قابل للقياس ويبقى معيار الحكم عليهما هو طيبتهما وحسن إستقبالهما وخفة "النفس" وهي معايير إنسانية عامة من المفترض أن يتحلى بها كل إنسان , إلا أنها المعيار الوحيد حينما يكون الاختيار والانتقاء هو الممكن والمتحقق. ,
السبت، 17 فبراير 2018
الخميس، 15 فبراير 2018
هل كانت هزيمة عام 67 مطلب عربي ؟
"من كل ماتقدم يافخامة الرئيس ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن
مصر هي العدو الاكبر لنا جميعاً , وإن هذا العدو أن تُرك يحرض ويدعم الاعداء
عسكرياً وإعلامياً فلن يأتي عام 1970 كما قال الخبير في إدارتكم السيد كيرميت
روزفلت وعرشنا ومصالحنا في الوجود" هذا نص من رسالة الملك فيصل الى الرئيس
الامريكي جونسون وهي وثيقة حملت تاريخ 27 ديسمبر 1966 الموافق 15 رمضان 1386,
وتقترح ايضاً توجيه ضربة قاصمة للنظام المصري لكي تنسحب من اليمن وتكف عن تهديد
النظام السعودي .
ومن بين المعلومات الجديدة التي سربتها الاستخبارات الاسرائيلية هي
دورها في اغتيال المناضل المغربي المهدي بن بركة على الاراضي الفرنسية نتيجة
تعاونها مع الاستخبارات المغربية, وتضيف المعلومات ان المغرب لها علاقات متميزه مع
الغرب واسرائيل ويقف على رأسها ملك ميال
للغرب نسبياً وكما طلبت المغرب من اسرائيل تزويدها بوحدة لحماية الشخصيات حيث كان
الملك يخشى من القتل وفي مؤتمر القمة
العربي عام 65 سمح الملك الحسن لاسرائيل
بمراقبة المؤتمر عن طريق الموساد, وفي نهاية المؤتمر تم تسليم ضابطي الموساد تسفي
ملحين ورافي إيتان كل المعلومات السرية
الضرورية.
راهنية مثل هذة التقارير والرسائل وغيرها الكثير عبر تاريخنا العربي
القديم والحديث هو ماتتعرض له المنطقة العربية حالياً أيضا من تآمر ليس من الخارج وإنما من داخلها ومن بين
مكوناتها , ليس الخطر إسرائيلياً كما كان يقال بل عربياً , وأزمة الخليج الراهنة
تكشف بجلاء مدى التآمر والارتهان للغرب
واسرائيل والتحولات الاجتماعيةالتي تعصف بالمملكة السعودية تحقيقاً لرغبات صادرة من البيت الأبيض وتل أبيب دليل آخر, في حين كنا نعتقد أن هزيمة عام
67 هزيمة للأمة العربية نكتشف اليوم انها
كانت هزيمة لمصر كنظام وانتصار مطلوب للسعودية وللمغرب وللأردن , في حين
كنا نعتقد أن إسرائيل عدواً مشتركاً, نكتشف مع كل يوم جديد أنها صديق وقت الضيق
,نحن أمة لاتستحي , وأنظمة تتدثر بالطهارة
لتختفي في مواخير الدعارة , وزعامات صفقنا لها وهي دمى على خشبة مسرح
العرائيس في شوارع تل أبيب وواشنطن ولندن.
الأحد، 11 فبراير 2018
قطر "الإنسان" ومرتبة "الإحسان""
ليس المستوى الرسمى هو وحده الفاعل في العلاقة بين دولة قطر وشقيقاتها
من الدول العربية, بل كان هناك مستوى شعبى على قدر كبير من الرسوخ والصلابة من
خلال النهضة التعليمية التي شهدتها الدولة
منذ الستينيات وصاعداً, لم يكن الاخوة
العرب من المصريين والفلسطينيين وغيرهم فقط مدرسين بل كانوا أيضاً طلاباً
ودارسين في النظام التعليمي القطري الذي
بدأ بقوة وبتوجه عروبي قومي جعل من الطالب
يشعر بعروبته قبل أقليميته الضيقة وبإنسانيته قبل دينه الذي يعتنقه , لازلت أذكر
أخواناً من العرب الفلسطينيين ذوي الديانة المسيحية يدرسون معنا أمتازت العلاقة معهم بَود شديد وبألفة ومحبة ,
لازلت أذكر مانويل بشاره عوض وأخيه سليم بشاره عوض وبيتر أميل حنا , كانوا خير
الزملاء والاصدقاء , ولازلت كذلك أذكر نائل فؤاد حماده ومحمد زغموت
وزميله نبيل وبلال اسعاف
الصفدي وعيال الجاعوني وغيرهم كثيرون , غير الاخوة من الاشقاء المصريين
واليمنيين والاردنيين الذين درسوا معنا كذلك.وبعض الاخوة من السودان لااذكر طلبة من المغرب العربي في ذلك الوقت .
علاقتنا باخواننا العرب علاقة وثيقة , لايزال هناك الكثير من هؤلاء الاخوة يذكرون
الجميل لقطر والفضل أيضاً في تعليمهم , كثيراً منهم عادوا أطباء ومهندسين للعمل في قطر , أنا اعتقد أن إشكالية التعايش
مصطنعة ولادخل للطرفين شعبياً بها , البُعد العربي اضفى على العلاقة الشعبية بين
أبناء الامة نوع من الثبات والمشترك العام أكثر من ضيق الاجندات الايديولوجية
التي عملت على التفريق بين مكونات هذه العلاقة بشكل يمكن تلمسه من ردود الافعال على تطور هذه العلاقة الايديولوجية الضيقة,كان
الاخوة من الديانة المسيحية لايحضرون دروس العلوم الشرعية ويكتفون بعلامة النجاح الموضوعة لهم لاختلاف
ديانتهم عن المنهج , لم يكن ذلك يمثل
لنا أي مثلبة أو نقصاً يمكن
التكتل حوله بل يلتئم جمعنا بعد تلك الحصة
في ماتبقى من الحصص بكل ودَ وتآالف , تلك الروح السائدة جعلتنا نتكدس خلف المقاومة الفلسطينية ونتزاحم
ونحن صغار في الابتدائية لنحضر خطاب أحمد
الشقيري في أستاد الدوحة , كانت قطر عضواً فاعلاً , نعم لقد ساهم الاخوة الفلسطينيين
في نهضة قطر التعليمية بالذات مع أخوان لهم من مصر العربية كذلك , وكذلك قطر ساهمت
أيضاً في تعليمهم وفي توظيفهم بعد ذلك ,
إذا وصلت العلاقة الى حد المحاسبة
بالقنطار تكون في حالة مرضية لانريد لها أن تصل
لهذة الدرجة من الاستشراء المرضي , لن أنسى أخوتي العرب من الاشقاء
الفلسطينيين ولامن الاخوة المصريين ولامن الاشقاء اليمنيين وهم الجاليات الاكثر تواجداً في قطر ولا من غيرهم
مدرسين كانوا أم طلاب جلسوا معنا على كراسي الصفوف ومدرج الجامعات. علينا
أن نوظف العلاقة بشكل أفضل لايرى فيها
المواطن سلباً ولايشعر بها الاخر مغنماً. ولانعتبر الشذوذ قاعدة كما لاتعتبر
القاعدة شذوذاً . أبناء أوائل المعلمين من أخوتنا العرب وأحفادهم كذلك علمتهم قطر ودرسوا في مدارسها وجامعتها ولا زلت أذكر اسماء العديد منهم مثل ابناء السفير الفلسطيني السابق "الشريف" رحمه الله وغيرهم نحتاج جميع أخواننا العرب ليسوا كبديل وأنما كشركاء بعيداً عن الايديولوجية الضيقة والطهورية الدينية والثورية الانتهازية .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)