الاثنين، 10 نوفمبر 2014

زمن "عيسى بن غانم الكواري"


يواجه المحتار في ذلك الزمن سؤال محدد وهو " هل تعرف عيسى بن غانم الكواري؟" هو الذي سيخلصك بمعنى سيحل مشكلتك.أيا كانت المشكله كان عيسى بن غانم هو "المخلص" في ذلك الزمن ,بالنسبة لي, لااعرفه شخصيا ولايعرفني كذلك ولم أدخل عليه يوما في مكتب طوال فترة وجوده في القصر كمدير لمكتب سمو الامير الآب ثم وزيرا للديوان بعد ذلك. سمعت عن حسن استماعه ومقابلته للناس وانصاته لهم ومن ثم مراجعة أمورهم مع سمو الامير الأب أطال الله في عمره, وإتخاذ ما يلزم بشأنها, أول مرة رايته في حفل زواج شقيقي خالد في عام 1974 في منزل عمي عبدالرحمن بن خالد الخاطر حفظه الله, رئيس الديوان الخاص في ذلك الحين. إنقسم الناس في زمنه الى قسمين قسم يرى فيه نموذجا للمسؤول الحريص على اداءه مسؤوليته بتجرد , وقسم آخر يرى فيه انحيازا لفئة على أخرى وتمكينا لأحد على حساب أحد آخر, ما لاحظته شخصيا من عملي في وزارة المواصلات في زمن"عيسى الكواري" أنه كان وزيرا لكل الوزارات بالاضافة الى عمله , لذلك أسميت فترته بزمن "عيسى الكواري" كان الاتصال بمكتبه يوميا لأخذ التوجيهات, والموافقه على بعض الترتيبات العاجله التي لاتحتمل التأخير , بالطبع لم يستمد الدكتور عيسى سلطته الا لكونه مديرا لمكتب الأمير الأب ومن ثم وزيرا للديوان في وجود الأمير الأب كذلك,و لكن يُحسب له إنفتاحه الكبير على الناس وثقافته , فكم سمعت عن حالات , " مثلها لاتستطيع اليوم الوصول الى مكتب الوزير المختص لتعرض شكواها وأحقيتها في النظر فيها والبت في شأنها , لما تلاقيه من عراقيل وتهرب وعدم احساس بالمسؤوليه الدستوريه والقسم العظيم الذي وقع ساعة القبول بتحمل الأمانه ",كانت محط إهتمام الدكتور عيسى ولايبرح حتى يجد لها حلا يرضى صاحبها. لقد كان زمن عيسى الكواري هو زمن "االإداره الأبويه" ,يراقب عمل الوزارات ويعين من يظن أنه صالحا لأداء العمل من الشباب في ذلك الحين في ظل وجود الوزراء "الوجهاء" الذين يمثلون السن والمجتمع , لاأذيع سرا , أنني كنت ألاحظ تذمرا من البعض بحكم البيروقراطيه السائده في حينه , لكنها لم تنته الى فوضى إداريه وتنازع في المسؤوليه وإزدواجيه في المسميات والاختصاصات , لم يكن جميع من وضع الدكتور عيسى بن غانم ثقته فيهم في الوزارات على قدر المسؤوليه , هناك من كان جيدا منهم وهناك من كان أقل من المنصب . لم يكن "زمن" عيسى الكواري عصر ملائكيا , لكنه كان عصرا منفتحا على الداخل , وقريبا منه, وتشعر بحميميته , لم تدخل الدوله في عصر الازدواج الاداري المتعب الذي شهدناه بعد ذلك بين إختصاصات الوزاره والمؤسسه والهيئه والمجلس ,وما إلا ذلك من مسميات حتى انك تجد الوزير وقد يرأسه أحد موظفيه في مجلس إداره أو شركه , كم ألوم الإداريين والقانونين على ما شهدناه من فوضى إداريه , تجعل من "زمن " عيسى الكواري" على أبويته وبساطته يبدو ذكرى يحن إليها المواطن البسيط.,الذي ضاقت به السبل واحتار إلى أين يذهب ,إذا إحتجت الى علاج بإمكانك الذهاب اليه ومقابلته , وهو وزير الديوان ومدير مكتب الأمير, أذكر ان والدي في مرضة الاخير إحتاج الى ممرضه متفرغه دائمه له, فذهب اليه شقيقي خالد واخبره بذلك , فقال له "والدك خدم الدوله و له حق " وأمر له بممرضه على حساب الدوله , رافقته حتى وفاته رحمه الله. كثيرُ ممن استمع اليهم الآن يحنون الى نموذج عيسى الكواري , نموذج "المخلص" شيوخنا لم يتغيروا , لكن وظيفة"المخلص" إختفت أو ربما خصصت فلم يعد في برامجها أو في ذهنها , المواطن كما كان في السابق في ذهنية زمن "عيسى الكواري" , لم يكن عيسى بن غانم ملائكيا , لكنه كان متصالحا مع زمنه ومع مجتمعه , لم يغتاله منصبه بعد أن تركه ليعيش ماتبقى من حياته بعد ه , فهو لايزال يمشى مبتسما , يتلقى التحايا أينما حل وحيثما ذهب , لاأدعو الى تكرار نموذجه بقدر ما أعني تجاوزه وهو الأمر الذي لايبدو أنه تحقق ,ذهب زمن عيس الكواري , لكن الطريف أنه لايتذكره وحده وإنما بمعية مجتمعه , وقمة النجاج أن تجعل من ذكراك, جزءا من ذاكرة مجتمعك , عندئذ لايمكن أن تُكون مجرد فرد , فأنت مجتمع يحمل مسمى فرد.

هناك 3 تعليقات:

  1. لكل زمان دولة ورجال

    ردحذف
  2. الله يجزاه خير مالحقنا على ايامه بحكم عمرنا ولكن سيرته وذكر الناس له بالخير يجعلنا نتحسف ان مالحقنا عليه،، والحين زمان حمد بن خليفه العطيه الله يحفظه والله ييسر لنا مقابلته مع ان صعب جداً جداً

    ردحذف