, لم
تكن هناك مدرسة ثانوية في قطر سوى مدرسة الدوحة الثانويه في "رأس
بوعبود" على أيامنا مقابل فندق الخليج سابقا "الماريوت " الآن ,
وأذكر أنه كان بقيد الانشاء حين التحقنا بها في عام 71م. كان المشوار طويلا لكنه
كان سريعا , من الريان حتى رأس بوعبود, كنا نصل في الوقت المناسب وإلا تقفل المدرسة
أبوابها , وضابط المدرسة أيامها محمد أبو دياب بعصاة الطويله وبقامته الممدوده يتجول في ساحة المدرسة يبحث عن متأخر أو متسلق ليدخل بعد قرع الجرس, طلاب ثانوية الدوحة في حينه يختلفون عن طلبة قطرالاعداديه , لأن الوصول الى الثانويه كان
مصفاة يمر من خلالها المواظب والمجتهد, لذلك لمست غيرا في النوعية , كثيرون
تركناهم خلفنا في قطر الاعدادية بعضهم
جذبتهم حياة العسكرية الناشئة للتو , وآخرين تسربوا الى الاقسام المهنيه
كمركز التدريب المهني في غزة سابقا , "مدينة خليفة لاحقا". في الفسحة
بين الدروس كانت هناك "صندقه" خارج بناء المدرسه نذهب إليها
للتغذيه , كما كان هناك "مقصفا" داخل المدرسه للغرض نفسه, مرات
عديده ذهبت مع بعض الاصدقاء الى بيوتهم في فريج الخليفات, مكان فندق
"شرق" حاليا , فريج كبير يضم عوائل
كريمة من الخليفات والسلطة,والهتمي وغيرهم من أهل قطر حيث الكرم والجَود كنا نسميهم "هل
شرق" , لازلت أذكر ملعب نادي التحرير "مسجد ابو بكر الصديق الآن, لم يكن الاتصال بين أهل المناطق
سهلاً كما هو الآن وكان مايجمعنا اضافة
الى الدراسة حيث لم تكن بعد في الضواحي
سوى مدارس ابتدائية هي الرياضة وبالأخص نوادي كرة القدم التي كانت
تحظى بشعبية جارفه بين الطلبة حيث كان تأثير الاندية القطرية واللاعبين
القطريين على أشده على عقلية ذلك النشءوأذكركذلك
زيارة محمد علي كلاي لقطر التي أحدثت دويا
كبيرا داخل المجتمع في تلك الأيام, نادي
التحرير هو معقل أهل شرق , كنا نرى
المسافة بعيدة بين الريان ومتحف قطر الآن , "هل شرق" أهل بحر قريبين منه
, تشعر بذلك من خلال شخصياتهم
المنفتحة ذات الروح المتفائلة مدرسة الدوحة
الثانوية التي كانت في رأس بوعبود كانت تجمع كوكتيلاً من شباب قطر كما كانت أيضاً
مدرسة قطر الاعدادية قبلها , , حزنت عندما
أزيلت مدرسة , فقد كانت تمثل لجيلي ذكرى مجتمع متفائل وطموح, شاء القدر أن ننتقل
إلى مدرسة الاستقلال التي بُنيت حديثا
لأستكمال الدراسة فيها حيث كانت أقرب لمنطقتنا, لم أفرح كثيرا لأنني سأترك بعضا من
رفقة طيبة جمعتنا بهم مدرسة الدوحة
الثانويه, ومما زاد الأمر كآبة توافق ذلك مع غرق زورق "الريان" في شتاء
عام72 في مياة الخليج الباردة وغرق ثلة كبيرة من أهل الريان كانوا في طريقم الى بر
فارس في رحلة للقنص.ولاتزال نكهة منطقة
شرق في ذائقتي وأنا أمر عليها بعد أن اصبحت مجموعة فنادق وشاليهات , لاتزال هي إلا
أن روحها تغيرت بعد أن غاب إنسان "شرق"أو توزع حيث غابت روح الفريج وطغت
عليها مادية المجمعات السكنية التي تحتضن الجدار الفاصل بين الانسان وأثره .