يختلف الانسان عن الحيوان فى إدراكه لوجوده وتفاعله مع واقعه فبينما يعىً الحيوان واقعه من
خلال الحس و يدرك الانسان واقعه من خلال
الوعى به. ولكن ماهو الوعى ؟ الوعى ببساطه
هو مايجعلك تتصرف بنحو معين وبطريقة خاصه مع واقعك المعاش إذن مما يتكون؟
يتكون من تمثلات إما إيديولوجيه أو دينيه
أو أسطوريه. تأتى التمثلات الايديولوجيه
للتعامل مع"الآن" فتسحب اليوتوبيا
المؤمنه بها لتطبقها على الواقع المعاش ,كما تصور ماركس فى حكم البروليتاريا مثلا, أما التمثلات الدينيه أو الوعى الدينى
بالاحرى فهو للتعامل مع مشكلة الوجود وثقله ومأساويته ونهايته المحتومه,يضع الدين حلولا لهذه المشكله من خلال الايمان بالغيب وبعالم آخر غير عالمنا البائس هذا, أما
التمثلات الاسطوريه فهى للتعامل مع الشر الذى لاينتهى فى هذا العالم ,اساطير القضاء
على الشر لاتخلو منها ثقافه منذ
البدْء. قد تتفق الايديولوجيا مع
الدين إلا أن الدين يؤجل الحل الى الغد
بينما تريد الايديولوجيا إستقطابه
"الآن". قدرت الانسان على التمثل هى أساس قدرته على التعايش مع واقعه
الحياتى, زوال هذه التمثلات يعنى زوال الانسان وإنتحاره. قد تتصلب هذه التمثلات ولاتساير الزمن المتغير فتنتهى
او تتطور , لذلك تموت ايديولوجيات
وتظهر ايديولوجيات, وتندثر اديان وتظهر اخرى جديده, وتختفى اساطير ويُكشف عن اخرى بديله. لاننسى أن
للسلطه دور فى هذا الوعى فهى اذا لم تكن وليدة شرعيه له فقد تجيره لصالحها وتمده بشرايينها ليستمر أطول , تستخدم السلطه جميع تمثلات الوعى الايديولوجيه, منها او الدينيه او الاسطوريه,
قد تفرض السلطه ايديولوجيه معينه أو فكرا
معينا وكذلك قد تفرض دينا دون غيره او فهما للدين دون غيره و كما يمكن ان تتبنى
اسطوره أو تنشى اخرى لاوجود لها., لو إنعدم الشر لما احتاج الناس
الى اسطوره ولو عم الخير لما اختار الناس
ايديولوجيه تبشرهم بالسعاده ولو تربع الاخيار فى كل مكان لما كانت هناك حاجه للاديان لتهدى الناس الى حسن السبيل. الدنيا قامت على فكرة الخلاص التى اسست لوعى الانسان الذى احتاج بالتالى لهذه التمثلات لتخفف من صدمة ارتطامه حسيا بها.