القتل وانواعه فى عالمنا العربى
اذا ما تأملت الزمان وصرفه ادركت ان الموت ضرب من القتل
هذا البيت لابى الطيب المتنبى يحكى جل تاريخ العرب. المقتولين فيه اكثر من الاموات , بل ان الموت نوع من القتل وليس كل القتل فالمقتولين الاحياء اضعاف من مات, الاهمال نوع من القتل كالموت تماما , التهميش قتل مؤلم ولعله اكثر ايلاما من الموت, الاقصاء, النبذ , الحرمان من الحقوق الانسانيه كل هذه انواع من القتل تتساوى والموت تماما وموطنها ومشاعها عالمنا العربى ومساحته التاريخيه والجغرافيه. هناك يموت الفرد مرة واحده وفى عالمنا العربى يموت عدة مرات يموت فى حياته قبل ان يدفن فى قبره. هذه الجموع من البشر التى لاصوت لها ولارأى تساق الى الحروب دون ان تدرك القضيه وتنادى الى الاصطفاف دونما اراده وتتظاهر بمرسوم وتصفق بأخر , تأكل لتجوع وتجوع لتأكل . فى عالمنا العربى قد تخرج من دائرة الاقصاء والتهميش لكن دون ضمانات تجعلك بعيدا من العودة اليه , قد تصبح مرموقا ولكن دون صك قانوى يمنعك من الانحدار الى سلم الرق, قد تملك الكثير ولكنه عرضه للتبدد متى اخليت بقواعد اللعبه, تنمو وتعيش انواع القتل هذه وتتكاثر فى البيئة العربيه لانها بيئه ديدنها اللاقانون وقاعدتها الاتهام حتى يثبت العكس ومرجعيتها انيه مثل شمس النهار المتحوله. لقد اكتشف ابا الطيب ذلك منذ مئات السنين, فلا داعى للخوف من الموت فى مثل هذه البيئه لان اسماؤه الاخرى او مترادفاته لها نفس الطعم والنكهه والرائحه, يعجب الاغيار من تهافت الصبيه على تفجير اجسادهم الغضه فى عمليات جنونيه وينسون ان مترادفات مسمى الموت التى ذكرت اذا ما اطعمت زيتا دينيا تصبح بقوه قنابل البالم وقذائف الار بى جى. فالمواطن العربى يستوى عنده الموت والحياه دونما حاجه الى الفلسفه والمزيد من العمر والخبره. جميع سياسات التنميه فى العالم اجمع فى نهايتها تعمل على تحديد الموت المجازى بانه نهايه التنميه البشريه فى حين ان الحياه سلسله لاتنتهى من هذه العمليه فى غياب مثل هذا التصور ينتج الموت مترادفاته, فى غياب التنميه باجمالها تصبح بدائل الموت مكانه. فيصبح هو احداها. اذا لم تجد التنميه فى اى بلد حتما ستجد الموت وضروبه . عندما لايجد الانسان الافق مفتوحا له ليحلم ويأمل ويعمل لتحيقيق ذاك الحلم وذلك الامل يصبح صدره حرجا كأنما يصعد فى السماء, عندئذ تبذر البذرة الاولى فى الشعور بالموت ومترادفاته. انظروا الى افق مجتمع لوثر لما صاح انا عندى" حلم" وانظروا الى لمجتمعه عندما تحقق ذلك الحلم.كم كان ذلك الافق مرتفعا وعاليا فى حين ان شاعرنا الكبير قال بيته هذا فى تحديد مترادفات وضروب الموت التى كان يعانى منها افق مجتمعه فى حينه ولم يدرك بأن هذا الوصف سيظل عنوانا لامته بعد ذلك واحد فنونها فى صنع الضحيه والتخفيف من الامها فى مواجهة مصيرها المحتوم