هشاشة تاريخنا تتمثل بقابليته الى العوده الى نقطة الصفر. الدوله فى عالمنا العربى صفر مؤكد وارقام تتراكم من غير تأكيد ولايقين بإستمرارها وثباتها. الصفر التاريخى لايعنى الفراغ وانما يقينيات صفريه لايمكن تجاوزها الا بالعودة اليها. العسكر كحكم مثالا,المرشد الدينى وشيخ القبيله مثالا آخر. التنميه إذا لم تتعدى هذه اليقينيات الصفريه تبقى معرضه للعودة الى الصفر فى أية لحظه. مشاريع الأمه عبر تاريخها لاتتعدى ربط التنميه بهذه اليقينيات الصفريه , تجسد التنميه كبناء فوقى لكنها لاتؤثر فعليا فى البناء الصفرى وانما تبقى طفيليه تتغذى عليه وعلى توسعه . التنميه اذا لم تحملها طبقه متوسطه لايمكن أن يحملها جهاز آخر, كانت التنميه فى العقود السابقه تُربط بقطاع معين من القطاعات وبالأخص الجيوش , إما لمواجهة أخطار خارجيه أو لحماية الداخل الصفرى المتمثل فى النخب على حساب المجموع , وثمة تنميه آخرى تقوم على استخدام الدين والفتاوى الدينى كمشروع ونسق ثقافى واشعال الفتن بين فصيل وآخر وبين أصحاب دين وآخر., فلذلك إذا ما ينهار الجيش أو يفكك لايجد المجتمع كتله تاريخيه تحمله ولا مشروع مدنى يحميه من الضياع والتآكل. عدم القبول او العمل على قضاء الطبقه الوسطى والطبفه البرجوازيه التجارى المستقله من أجل حماية الاصفار اليقينيه التى ذكرت أو إدخال هذه الاصفار التنمويه وهم العسكر او رجال الدين اوالقبيله المميزه فى مشاريع التنميه التجاريه يحول دون ولوج التنميه أفقيا فى المجتمع وانتشارها بشكل يؤثر ايجابيا فى بنية المجتمع., هل تذكرون مشروع النهر العظيم فى ليبيا, هل تتذكرون مشروع صواريخ القاهر والظافر فى مصر الستينيات؟ إنهيار الاتحاد السوفيتى العظيم مثالا ودليل على قابلية الدوله للعوده الى الصفر وبداية المشوار من أوله إذا ارتكزت تنميتها وتطورها على الفئويه والانتقائيه والاصطفائيه تحت أى مسمى سياسى أو دينى التى قد تشكل ورما داخل جسد الدوله يتغذى على حساب باقى الجسم واعضائه لايلبث أن ينفجر فتعود الامور الى نقطة الصفر التى لم تغادرها أساسا رغم جميع الشعارات البراقه والوعود الورديه والقسم بأسم الوطن وبحياة القائد