سألني العديد بعد نشر عدة حلقات
بعنوان النظام المعرفي في المجتمع القطري" عن جدة الموضوع لديهم وبأنه
لأول مرة أحد الكتاب يتطرق الى مثل هذا الموضوع وأحتار العديد في فهمه وفهم الغرض
منه , أحاول هنا بإيجاز سريع جداً إختصار الفكرة حتى يتسنى للجميع الفهم وإستيعاب
الفكرة
أولاً:في اعتقادي أن النظام المعرفي في المجتمع القطري بدأ بالتشكل منذ إنطلاق لحظتين تاريختيين مر بهما هذا المجتمع ,
حيث قبل ذلك لم يكن مجتمعاً بقدر ماكان تجمعاً لأن المجتمع لابد أن يملك وعيه بذاته
كمجتمع وليس كذوات أصغر منذ ذلك سواء
أفراد أو قبيلة أو طائفة.
اللحظة الاقتصادية: تفجر النفط. أ-
اللحظة السياسية عند خروج المستعمروانتزاع مسمى الدولة لدخول العصر.ب-
والجدير بالذكر أن معظم دول الخليج
إن لم يكن جميعها مرت بنفس الظروف مع الاختلاف في الدرجة فقط.
هاتين اللحظتين كانتا ولاتزالا سياقات انتاج المعرفة في هذا المجتمع
وبما أن الدين كان ولايزال هوية المجتمع فأصبح الضغط على استثماره كبيراَ وعميقاً كلاصق
ولاحم للفجوة بين هاتين اللحظتين او الصدفتين التاريخيتين.
ثانياً: كان من المفترض أن تنتقل اللحظة الاقتصادية من الريع الى
الانتاج وهو الامر الذي لم يتحقق .
وأن تنتقل اللحظة السياسية من لحظة الدولة الى استكمال الدولة مؤسسياً ودستورياً وهوالذي لم
يتحقق كذلك فظل أو إستمر الريع ولحظة الدولة وليس استكمالها واستثمار الدين كلاصق هما سياقات انتاج النظام المعرفي حتى اللحظة.
وكان من المفترض أن يحل المجتمع المدني محل الدين ليس كهوية وإنما
كلاصق ولاحم اجتماعي بين الطرفين حتى يمكن
زعزعة الريع نحو الانتاج وتطوير لحظة
الدولة الى بناء الدولة . وهو أمر لم
يتحقق بعد واستمر كل من لحظة الريع الاقتصادية ولحظة الدولة السياسية والدين في
انتاج النظام المعرفي .
ثالثا: كل الامثلة التي ضربتها في تسلسل المقالات ليس سوى بناء
فوقي شكلي مؤقت لهذة السياقات التحتية التي اشرت اليها, فهي تبدو اشكالاً تنموية بارعة لكن لاتلبث حتى تعود الى
سياقاتها الاولية في اول اختبار أو مواجهة
مع الذات أو حتى مع الغير.
هذا بإختصار واضح ما أردت قولة في سلسلة مقالات "النظام المعرفي
في المجتمع القطري " مشيراً الى اهمية الاسراع في العمل على ايجاد المجتمع المدني الفعال
لمساعدة السلطة في الانتقال الى سياقات
معرفية تليق بدولة قطر بحيث يبدو النظام
العلوي متسقاً وسياقه الذي ينتجه لتجنب
الازدواجية والتذبذب وجود ومساعدة نمو
مجتمع مدني فاعل ضرورة لثروة قطر وسياسة
قطر خاصة ان ولاء القطريين لقيادتهم فوق اي شك
وارفع من كل شبهة.