الأحد، 4 أغسطس 2019

الميزة النسبية لقطرالذي يجب إستثمارها


تتسابق دول الخليج العربية بشكل واضح  فيما يسمى بالانفتاح على الحياة الغربية بمفهوم حرية ناقص بطبيعتة إلا أنه فيما يتعلق بهذة المرحلة يبدو هاماً  ويعمل على إطالة عمر الحالة السياسية القائمة حالياً حيث يبدو التغيير  في جوانب المجتمع  وفي اطار حريتة في التصرف والاختيار بين بدائل  متاحة "متعوية" الطابع بالذات . الذي يلاحظ سرعة خطى هذا الاتجاة في السعودية بالذات يدرك تمام الادراك  أنها تريد ان تعوض ما فاتها من  الانفتاح  في تخوم الدين او في الفهم الديني الذي كان سائداً ومتبعاً ضمن  عقيدة المملكة السياسية التي كانت مرتبطة اساساً بنظرة بفهم للدين معين  بما يحفظ الجانب السياسي من المساس بل  ويضفي علية جانباً من القداسة .
ويظهر أنها تحقق  نجاحاً واسعاً وسريعاً من جانب آخر فإن دولة قطر  وإن كانت قد سبقت السعودية في الانفتاح "المتعوي" "من المتعة"  ولبرلة الحياة مادياً  وثقافياً بما حقق لها سبقاً كبيراً في السنوات القليلة الماضية , إلا أن إنفتاح السعودية  وحجمها  وتنوع ثقافاتها  عاملاً حاسماً للتقدم أيضاً في هذا المجال , ومع ذلك لايزال لدى دولة قطر ميزة نسبية كبيرة تتفوق على الجميع فيما لو  إتجهت إليها  وهذة الميزة هي في الانفتاح ليس فقط على الصعيد الاجتماعي وانما أيضاً على الصعيد في العلاقة   ما بين المجتمع والسلطة  وإبراز قنوات تفاعل وإتصال  أوسع دستورياً وبرلمانياً لما لدولة قطر من ميزة نسبية لاتتحق لغيرها من هذه الدول بما فيها المملكة أو الامارات  ويمكن الاشارة الى بعض تفاصيل هذة الميزة التي لو أستغلت  لأحدثت  بوناً شاسعاً  لايمكن تجسيره بسهولة في المستقبل  المتوسط المنظور :
أولاً: التجانس الكبير بين فئات المجتمع القطري من عوائل وقبائل وجماعات وتاريخ هذا التجانس  ومدى إرتباطة بالفرد القطري  كعقيدة سياسية.
ثانياً:التاريخ الاقل عنفاً من بين جميع دول المنطقة للعلاقة ما بين المجتمع والسلطة بل جميع التغيرات والانتقال السياسي كان يتم داخل القصر والعائلة الحاكمة , دونما تدخلاً أياً كان نوعه من المجتمع في ذلك "لست هنا لتقييم ذلك وإنما فقط للإشارة إلا أنها ميزة في إتجاه معين  يمكن إستغلالها  لتحقيق تقدم في هذا المجال بالذات حيث قد يبدو المجال الاجتماعي وحدة نسبياً في صالح الاكبر والاوسع خياراً.
ثالثاً:النظام الاجتماعي لدولة الرعاية في قطر أفضل الانظمة تقريباً في دول الخليج  حتى  الآن حيث المساعدات الاجتماعية وتوزيع الريع بشكل يحفظ قدراً من الحياة الكريمة للجميع.
ثالثاً:عدم وجود تاريخ للعنف بين مكونات المجتمع القطري ذاته أو بينه-البين من قبائل وعوائل  فليس هناك أي نوع من النزعة الانتقامية  ترى في إنتهاز الفرصة مجالاً لتحقيق الذات أو إعادة الاعتبار لها  وتاريخ انتقال السلطة في قطر يشهد بذلك .
رابعاً الانفتاح الاعلامي الاسبق في المنطقة  والذي جعل من إعلام البقية  مجرد ردود أفعال ,  يحتاجون لكي  يخرجوا منها إلى صدمة حقيقية ,لو إختفت الجزيرة مثلاً  يحتاج إعلامهم الى إعادة هيكلة  قد تحدث تبدلاً وتغيراً يرفضه الكثيرون  فهو إعلام مزايدة في طبيعتة  , إستطاع المجتمع القطري إستيعابه لتجانسه وطبيعة علاقته بالسلطة والثقة بين الطرفين وهو مالا قد يتوفر لهم  لاختلاف الطبيعة سواء في المجتمع كما اشرت وأيضا في طبيعة العلاقة   .
خامساً: قطر لاتعاني  من جذب أو تجاذب الاطراف أو الهوامش المحيطة بها , بل انها  مركز جذب قبل الازمة وبعدها لما حولها من هوامش , بينما  بالنسبة للسعودية مثلاً  فهناك بين المناطق مصادر للجذب الخارجي سواءً العرقي أو الديني الكثيروكذلك الامارات والبحرين .
سادساً: هدوءواستقرار  العلاقة بين العائلة الحاكمة وتوافقها فيما بينها , مقارنة بما يحصل في السعودية أو الامارات مثلاً مما يعطى مجالاً للتحرك بكل ثقة وإطمئنان .
هذة بعض  نقاط الميزة او الميزات النسبية لدولة قطر التي تجعلها قادرة على التحرك على الصعيد السياسي , وليس فقط الصعيد الاجتماعي الترفيهي الذي إذا أستمر وحده  سيجعل من السعودية  عالماً لاس فيغاسياً بإمتياز لأنه سيجمع بين القداسة والدناسة على صعيد واحد وهو هنا سيبدو ميزة نسبية كبيرة وليس خلقاً دينياً واجتماعياً سيئاً كما يظن البعض لأن العالم اليوم يتجه نحو التناقض المحموم  والتنافس في اللامعقول  كدليل على الحداثة إنتهى عهد الروايات التاريخية الكبرى, الميزة النسبية لقطر في استثمار المجال الدستوري ومجال المواطنة التي سيضمن تفوقها حيث قدرتها على الحراك اسرع  واكثر توافقاً من غيرها أما المجال الترفيهي فتحكمه عوامل جغرافية تعطيهم مزايا نسبية أعظم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق