للامه العربيه ان تختار بين رجلين اعجميين تطوعا للدفاع عنها وعن مقاومتها وبين بقاءها كأمه عربيه , لايمكن لمفهوم الامه العربيه ان يبقى وان يستمر والتهديد للعدو الاسرائيلى ينبع من ارض عربيه ولكن بلكنه ايرانيه او تركيه , لايمكن لهذا المفهوم ان يبقى واعلام ايران وتركيا هى التى ترفرف فى سماء الارض العربيه والهتافات تدعو لايران ولتركيا ولنجاد ولردوغان , من شهد استقبال الرجلين فى لبنان ادرك مدى تراجع البعد العربى على ارضه بشكل لم يسبق له مثيل من قبل, البعد الاقليمى وخاصة الاسلامى مهم جدا ولكن ليس على حساب وجود الامه العربيه لان حسابات التاريخ تأخذ بالربح والخساره دائما وان بدأت بالقيم والعاطفه ووحدة المعتقد.
سأبدى بعض الملاحظات ان جاز لى
اولا: عندما توفى عبد الناصر كان ابلغ نعى له هو نعى للامه ذاتها وكان شعار " امة فى رجل " ابلغ الشعارات حينذاك تمجيدا لتوحد فكره الامه واملها فيه , اليوم تموت الامه موتا ذاتيا بوجود جميع زعاماتها مما يدل على وجود شرخ لايحتمل بين الامه والزعامه
ثانيا: لبنان كان دائما ترمومتر لصحة لجسد الامه العربيه او لمرضه,فالشهابيه كانت امتداد للناصريه وايام قوة الامه كان البعد العروبى فى لبنان هو السائد والمقاوم لاى تدخلات خارجيه .
ثالثا: غياب الاجنده العربيه او تحولها الى اجندة توريث فرغ لبنان من وظيفته وجعله موقعا لاجندات اخرى اقليميه لها خصوصيتها
رابعا: الاجنده الاسلاميه الايرانيه تختلف تماما عن اجندة تركيا الاسلاميه ولكل اجنده مصالحها فاين مصلحة لبنان وعروبته
خامسا: اسقاط البعد العربى للعراق بعد ازالة نظامه رغم مساوئه فتح الشهيه ودق ناقوس الخطر حول المجال الحيوى الضرورى لكل امه والذى يبدو غائبا عن الذهن لدى القيادات
سادسا: العدو الاسرائيلى مدرك وعلى وعى باهمية اخراج الصراع من بعده العربى الى ابعاد اخرى اقليميه مما يدخل حسابات اخرى باستطاعته استغلالها لصالحه سواء ما يعانى منه النظام الايرانى اليوم من حصار او ما يحتفظ به النظام التركى من قدره على التعامل مع مخلفات المنطقه بما يخدم مصالحه اولا
سابعا: اذا استمر الوضع على ما هو عليه سنجد ان مفهوم الامه العربيه سيختفى رويدا رويدا وستظهر كثير من التصدعات فى بنيته من الداخل فالخليج "العربى" يمر بمرحلة تدويل واضحه ومصر تعانى من الحصار والعراق اندمجت عروبته الخالصه باعجمية الجوار بشكل يكاد يطغى عليها ويتحكم فى ارادتها
ثامنا: الامه فى وعى التاريخ هى قياده ورموز وبقاءها فى استمرار النهج بعد غياب الرمز والمقصود بالنهج ليس السياسه بكونها متغيره ولكن بمرتكزات الامه كونها امه والتي منها المجال الحيوى والتاريخ واللغه ووحدة المصير ومواجهة الخطر المشترك فأى من هذه المرتكزات لايزال قائما وتتفق حوله الامه؟
تاسعا: لاول مره تحتاج الامه لترجمه لغويه فوريه تنقل من خلالها احساسها وتصميمها فى الدفاع عن ارضها امام عدوها بعد العصر العثمانى فهل هى بدايه لعصر اقليمى جديد على حساب الامه وتاريخها ولغتها
عاشرا: امتنا اليوم بين رجلين ليسا من صلبها يحيطان بها فى محاولة لانقاذها بعد شح الداخل وانكفأ لحاله ولمصلحته بينما هما يبدوان امتدادا لداخل بلديهما ومصالحهما فالى متى تستطيع الامه ان تحك جلدها باظافر غيرها بحيث لايبدو هذا الحك جرحا داميا قد يأتى على وجودها وعلى جسمها بأكمله.
احد عشر: اى اجنده خارجيه تبدو مفخخه بلا شك وتحتمل كثيرا من الابعاد الدينيه والطائفيه خاصة وان المنطقه العربيه فى حالة ارتداد ونكوص الى مراحل دون - قوميه مع الاسف
احد عشر: اى اجنده خارجيه تبدو مفخخه بلا شك وتحتمل كثيرا من الابعاد الدينيه والطائفيه خاصة وان المنطقه العربيه فى حالة ارتداد ونكوص الى مراحل دون - قوميه مع الاسف