كشفت تسريبات الويكليكس كلاما للسفيره الامريكيه السابقه فى الكويت مفاده أن حكام الكويت يتصرفون وكأن دولتهم مؤقته- السفير -قضايا 17-2-2012. الشعور بأن دول الخليج دول مؤقته يساور الكثيرين داخليا وخارجيا ولاننسى زعيم الحزب الوطنى الشوفينى الفرنسى"لوبان" حين ذكر بعد إحتلال العراق للكويت أن دول الخليج هذه خرجت من حقيبة الخارجيه البريطانيه أصلا ولاتملك سندا فى التاريخ. ولى هنا بعض الملاحظات سأسردها:
أولا: الشعور بأن الدوله مؤقته يعنى قوة وتجاذب الاقليم من حولها فى مقابل هشاشة الداخل واستجاباته المستمره لهذا التجاذب بمعنى نقطة الارتكاز الرئيسيه التى تضمن البقاء خارج الدوله.
ثانيا: غلبة المرجعيات الاوليه على الجانب المؤسسى للدوله لأن المرجعيات الاوليه كالطائفه والقبيله هى مركز التجاذبات والولاءات وليس الجانب امؤسسى المدنى الدستورى.
ثالثا: اذا كانت الكويت بعد نصف قرن من الحياه البرلمانيه لايزال يشعر القائمون عليها بأنها دوله مؤقته فهذا يعنى أن كل هذه التجربه مُجيره للخارج على حساب ا لداخل, الخارج ,الدوله والخارج ,الانتماء العقدى أو القبلى.
رابعا: اذا كان هذا شعور العائله الحاكمه والتى تسمى بركيزة التوازن للمجتمع الكويتى بالذات واثبت تجربة الغزو ذلك فهذا يعنى انها تحولت من ركيزه للبقاء والتوازن الى ركيزه للحصول على أكبر كميه من الامتيازات باشكالها وبسرعه لأن شعور المؤقت هنا يطغى على شعور البقاء والمصير المشترك.
خامسا: الذى يشعر بأنه مؤقت له خيارات ضيقه أما بالحمايه الخارجيه ودفع الثمن المستحق وأما بالتوحد وايثار البقاء مع التضحيه بتعدد المركزيات , وهو مايطالب به العديد من مفكرى المنطقه والدخول فى اتحاد حقيقى بين دول المنطقه يبدد الشعور بعدم الامان المتراكم حدثا بعد آخر فى المنطقه.
سادسا: نتائج الربيع العربى تدخل المنطقه كلها ضمن التجاذب بين"القمر السنى" المنبثق من هذا الربيع و"الهلال" الشيعى الذى سبقه فى البقاء والتواجد.
سابعا: أيقن الغرب بثقل المنطقه دينيا وبأن تصدير الديمقراطيه بشكلها الذى أوجده غير ممكن ولايثمر خاصة بعد نتائج الربيع العربى التى أظهرت سيسيولجيا القاع العربى الدينيه رغم أن الثورات بدأت شبابيه متعلمنه الى حد كبير فأوجد سياسة استيعاب وقبول الفكر الدينى السنى "أخوان وسلف" ودعمهم فى مقابله نوع من المهادنه من جانبهم والتعامل بشكل يغلب عليه الطابع السياسى والمصلحه المشتركه لمواجهة التمدد للهلال الشيعى ومحاصره لجذوره فى ايران وتمثل الحاله السوريه الراهنه نقطه مفصليه فى الصراع بين الجانبين.
ثامنا : منطقة الخليج فيها مناطق واضحه للتجاذب والصراع بين الاحيائيه السنيه القادمه بقوه وبين الاحيائيه الشيعيه خاصه فى البحرين والكويت اليوم والمنطقه الشرقيه بالسعوديه.
تاسعا: لن تخرج دول الخليج من الشعور بكونها مؤقته إلا إذا خرجت المنطقه العربيه كلها من المنطق الطائفى بشكل أوبآخر أو بالارتقاء عليه مدنيا أوحتى قوميا على الاقل.
عاشرا: للخروج من ذهنية المؤقت السائده يجب على الداخل كذلك أن يتعامل مع مكوناته بشكل دستورى واضح ومحدد فلا سلطان لأقليه على اغلبيه فلا تزال عملية الفصل بين السلطات غير واضحه حتى فى الكويت نفسها بعد نصف قرن من الحياه البرلمانيه وهى المثال العربى البرلمانى المشهود له وهو ماجعل من كويتى رئيسا للبرلمان العربى المقترح حتى الآن.