تاثرت بالغ التأثر بخبر وفاة الأخ ناصر بن
عبدالله بن حمد العطية, ليس لإستبعاد قدر الموت وهو قدر كل إنسان ومآل كل حي, ولكن
لأن الاخ ناصر كان يعيش الدنيا بقدر وإيمان الآخرة, لم أرى يوما في وجهة بهجة
الدنيا الباذخه بقدر ما كنت أرى في قسمات
وجهة سمات الإتعاض وهو شاب يافع لايزال, تأثري
شديد للمعنى الذي كان يمثله الاخ ناصر رحمة الله,كلما إزدادت الحياة مادية أجده
يزداد روحانية, عقله كان أكبر من سنين
عمره , كان يرى النهايات وحقيقة
المآل والمصير, أينما تجد وفاة تجده معزيا
, أينما يكون هناك قبرا تجده قائما مشمرا عن ساعديه طلبا لأجر ومساواة لصديق وإدراكا لمصير جميعنا سائر إليه لامحالة, ناصر
من جيل متأخر , كان من الممكن أن يعيش الدنيا والوضع الاجتماعي المميز بكثير من
الدنيوية المادية التي يتسابق إليها الناس ,ويتقاتل عليها البعيد قبل القريب, لن
أنسى لك ياناصر قدومك باكر إثر وفاة والدي
رحمه الله لتقوم بتغسيله بما أتاك الله به من يقين وثبات وأنت الشاب الصغير في حينه , ومثل والدي
العشرات من أهل قطر الذين شاركت في
توديعهم الى المثوى الاخير بعد ان
قمت بكل مايتطلبه الدين وما يتطلبه حق الميت على الحي , لم تنظر الى الدنيا من منظار ضيق , كنت ترى الدنيا بعين
اليقين , اليوم تغسلك الملائكة وأرواح كل من قمت بالواجب نحوهم , اليوم تدعو لك
أرواح كل من قمت بتغسيله والصلاة علية
والمشاركة في دفنه , حزني عليك عميق لأنك في أعماقي تقيم كمعنى , في حين نعيش حياتنا كلفظ يخرج من
الأفواه بكل بساطة تخالطه كثيرا أهواء ورغبات , أخر مرة رأيتك وقد أخذ بك المرض
اللعين كل مأخذ مستبشرا بقرب عملية زرع الكلى , استبشار المؤمن الموقن
بأن الخير فيما يختاره الله له. , نحن
جميعا ضيوف على الدنيا , القيمة
الحقيقة للإنسان أن يكون إضافة إلى الدنيا,لاعبئا عليها, عشت قليلا ولكنك تركت أثرا كبيرا في نفوس من
عرفك إختزلت الدنيا في إدراك حقيقتها عملا
كنت تكشف طبيعتها أمام الناس في هرولتك
لمواساة مصاب أو عيادة مريض .لعل هناك من
يتفكر ويتعظ .
لم يكن إدراكك وتقواك وزهدك المبكر ياتيان من فراغ , فجدك ناصر بن
عبدالله العطيه رجل التقوى والدين كان مضربا للمثل في تدينه وزهده وتقواه, فقد كنت
إسما على مسمى,
رحمك الله ياأخي الصغير, فقد عشت الدنيا بقلب
موقن وبرضى المؤمن وبمحبة الخير لكل الناس
, لقد عشت حقيقة الحياة بإختصار وتركت زيف الاعمار وطول السنين, ونقشت في
قلوب أحبابك وأصحابك الكثير من المعاني في الزهد والايثار ومحبة الناس ومشاركتهم
,أسأل الله لك الرحمة ولأهلك وذويك ولعائلة العطية الكريمة جميعا الصبر والسلوان