يأتي الأمر الصادر من السلطات السعودية والإماراتية لخطباء المساجد
بالدعاء على قطر كحلقة أخيرة لمدى ما اصاب
الجسد العربي والاسلامي من قطع طولي
في بنيانه يستحيل معه أن يعود كما كان في السابق إلا في حالة تجاوز جديدة تعيشها الدولة العربية بكل مكوناتها ولي هنا
بعض الملاحظات :
أولا:إستخدمت الدول المحاصرة الثلاث جميع الوسائل السياسية
والاقتصادية ضد دولة قطر الى درجة أصبح الحصار معه حربا بكل المقاييس سوى استخدام الذخيرة الحية.
ثانيا:استخدام السعودية لورقة الدين
في خلافها السياسي مع قطر يؤثر سلبا في مرجعيتها كبلد يحتضن الحرمين
الشريفين ومكة والمدينة, ويظهر بجلاء ضعف الدولة كأداة سياسية في التعامل مع قضايا الاقليم , خاصة انه إقليم
أسلامي ينطلق من نفس المعتقد والدين بل أن قطر أكثر البلدان في
العالم قربا من نمط التدين السعودي .
ثالثا: كان استخدام الدين
والمنبر بوجه خاص في السياسية
السعودية في السابق يضع الاسلام والكفر معيارا , نقاطع من منطلق أننا مسلمون وهم
كفار , ندعوا عليهم لأننا مسلمون وهم ملحدون وكفرة وشيوعيون ...الخ.
رابعا:إستخدام المنبر في
المسجد اليوم للدعاء على قطر في السعودية بالذات يكشف للعالم بلا مواربة بداية إنحسار كبير للهيبة الدينية للمملكة في ضمائر المسلمين قبل غيرهم,
بعد الانحسار السياسي لها و
المشهود نتيجة حصارها الآثم لدولة قطر
الذي أدانته جميع الدول والمنظمات الدولية.
خامسا:أخشى ان ياتي يوم ان يدعوا المنبر في المنطقة الوسطى على المنطقة الشرقية وأهلها او غيرها من المناطق في حالة حصول خلاف اومطالبات سياسيه أو
إجتماعيه معيشيه, لاسمح الله طالما أن المنبر وهيئة كبار العلماء
مرتبطة مباشرة بأوامر الديوان
الملكي وغرف السياسة الصغيرة.
سادسا:هذه الظاهرة خطيرة وسبق ان كتبت عنها كثيرا وهي إيذان
بتدنيس الدين في مستنقع السياسة واهدافها الدنيوية,وانتقدت القرضاوي هما في قطر قبل أي بلد آخر,وهو يستخدم منبر مسجد عمر بن
الخطاب في دفع الثورة المصرية او الليبية
وحسنا فعلت الدولة بالتدخل ووقف هذا
التصرف اللامسوؤل..
سابعا:إستخدم العدوان الثلاثي جميع تابوهات الثقافة العربية من سياسة ودين وجنس ,في حربهم ضد قطر فلم
يستبقوا حرمة لشىء كذب سياسي وتغول اجتماعي واستخدام سياسي مغرض للدين وإتيان على
الاعراض ورمىىٌ للمحصنات.لم يتورعوا عن
شىء , فهم حالة انكشاف تام وواضح أمام العالم
ثامنا: تساوى مشايخ السعودية الذين يدعون من على المنابر على قطر مع المدعو وسيم يوسف خطيب مسجد اللشيخ زايد
رحمة الله وأمثاله من علي جمعة وسواه الذي لايتطلب الامر كثير من الانسان ليكتشف أنهم
مخابراتيه وهوامش على الدين والتاريخ ,أكثر
منهم رجال دين أو خطباء مساجد, ليته لم
يلتصق بأسم مسجد الشيخ الجليل العروبي زايد رحمة الله.
تاسعا: مثل هذا التصرف الارعن
ليس فقط استهانة بشعوب هذه الدول
فقط وانما كذلك بعقيدة هذة الشعوب الدينية
, فكما شرعت هذة الدول
بعدوانها السافر على قطر الجارة دونما الرجوع اليها , اليوم تستخدم
العقيدة الدبنية لهذة الشعوب كأداة لتحقيق أهداف فئوية لها بعيدا عن الصالح العام لهذة
الشعوب.
عاشرا: إذا كان الدين ينادي بإطاعة " ولي الأمر" فهل يصبح
الدين بعد ذلك صيدا سهلا لأهداف وأغراض ولي الأمر السياسية والشخصية, الظاهر لنا
مما يحدث أن ولي الأمر هو يصوغ الدين
ويعطي البيعة وينزع البيعة وما على
الدين إلا أن "يبصم" فإختزال
الدين في ولي الأمر وما يراه يجعلنا الى الشرك أقرب وإلى الخروج من العصر أسرع.
أحد عشر: أنا أعتقد أن
السعودية بممارستها هذا السلوك وبدعوتها
الى الدعاء من على المنبر الاسلامي على قطر مارست إرهابا كبيرا ,على دولة قطر أن تتقدم بشكوى عاجلة الى
منظمة العالم الاسلامي على علمنا أنها ليست سوى مجرد ديكور
في مكتب المفتي في المملكة والى
الامم المتحدة والمنظمات الدينية في العالم
التي ترى فى الاديان وسيلة تقارب وتحاب بين الشعوب وليست اداة سياسية قذرة. هذا أرهاب
خطير يذكرنا بإرهاب "روبسبير" إبان الثورة الفرنسيه حينما رأى أن
الحل الوحيد
للحفاظ على مكتسبات الثورة هو الشروع في الارهاب بجميع اشكاله, تماما كما
يحصل اليوم بيننا وبين أشقائنا في
المملكة والامارات, حين ما وجدوا أن الحل الوحيد المتبقى للحفاظ عل مكاسب حصارهم
الآثم والذي فضحة العالم سوى الشروع في الارهاب بجميع اشكالة إبتداء من
تكميم الافواه , ومنع التعاطف الى استخدان
المنبر الديني وإغتيال الدين
أي طريق بعد ذلك تسلكون؟