لايمكن ان نتكلم عن الانتاج وضرورة الاخذ به بينما نحن نمارس أخلاق الاستحواذ, لايمكن أن ندعوا الشباب للإنتاجيه وربط الحق بالواجب ونحن نكرس أخلاقيات الاستحواذ بشكل فج يراه حتى الاعمى ببصيرته. من يستحوذ يضفي عليه المجتمع صفة "الذئب" ويقال فلان "ذيب". المجتمع الاستحواذي يفتقد مجال الخيال الضروري للإبداع والانتاجيه, هو مجتمع مادي صرف , لذلك حتى نظرته للأمور نظرة احاديه , أما مع أو ضد لأن أخلاقيات الاستحواذ غير مرنة أما تأخذ أو تلعن, مجتمع الانتاج يحتاج يتطلب الشخصيه الحضريه التي ترى في المهنه هويه وفي الاخلاق تكيف مع البيئه المحيطه, مجتمع الانتاج ليس مجتمع غلبه وليس مجتمع خطابه ولفظ فضفاض لايمكن قياسه , أخلاق الاستحواذ وحدها من يمجد اللفظ على المعنى , أخلاق الاستحواذ وحدها من تعمل على الاستماع للمواعظ وتذرف الدمع خشوعا ظاهرا بينما تستبطن الجشع والخداع والتزوير من أجل مزيد من الاستحواذ. خطابنا خطاب إنتاجي لكن ممارساتنا ممارسات إستحواذيه , علينا أن نضرب المثل في الانتاجيه للمواطن حتى لايعيش التناقض بين القول والممارسه, ممارسات الاستحواذ في مجتمعنا الصغير تبدو كالشمس في الوضوح وفي السطوع , لم يعد هناك مجال يدعو ويشجع على الانتاجيه في نفسية المواطن , أفرح عندما أجد مشروعا للدوله وأبحث عنه كمن يبحث عن لؤلوة في قعر البحر , أفرح عندما أجد مكانا عاما واستبشر خيرا رغم ندرة ذلك , أفرح عندما أجد مساحة مهما كانت صغيره على شاطىء البحر نقضي فيها وقتا قصيرا , الدوله هي الانتاجيه ومساحتها وسلطانها هو الدافع الى ذلك , كلما تقلص وجودها لحساب وجود القله أصبحت أخلاقيات الاستحواذ هي السائده , وعلى ذلك تترتب معايير أخلاقيه سلبيه , إذا كنا نريدأن نغرس ثقافة الانتاج في المجتمع فعلينا أولا أن نحرره من الخوف من الاستحواذ الذي يهدد مستقبله ومستقبل أبنائه, وأن نعيد برمجة قياس المواطن على اساس آخر يتفق ومساهمته في الاداء العام وليس في إقتناص الفرصه الخاصه الاستحواذيه بسبب منصب أو قرابه أو محاباة. ثقافة الانتاج تحتاج مجتمع لديه قدرة على الخيال والابداع كما ذكرت , وكيف يمكنه الاتيان بذلك والارض تتحرك تحت قدمه , وتكاد أن تنسحب من أمام قدمه مالم يستحوذ على شىء بشكل أو بآخر. لايمكن إصلاح الاخلاق بالمواعظ فقط , فالأخلاق تتطلب ظروف إجتماعيه مؤاتيه لكي تترسخ , فهي بنية فوقيه لظروف معيشيه , لذلك يتطلب الأمر وضعا إنتاجيا إجتماعيا ملائما حتى تصبح الدعوة الى الانتاجيه في إطارها الصحيح ولاتخلق تناقضا بين القول والممارسه.
السبت، 2 يناير 2016
إشكاليتنا بين ثقافة الانتاج واخلاق الاستحواذ
لايمكن ان نتكلم عن الانتاج وضرورة الاخذ به بينما نحن نمارس أخلاق الاستحواذ, لايمكن أن ندعوا الشباب للإنتاجيه وربط الحق بالواجب ونحن نكرس أخلاقيات الاستحواذ بشكل فج يراه حتى الاعمى ببصيرته. من يستحوذ يضفي عليه المجتمع صفة "الذئب" ويقال فلان "ذيب". المجتمع الاستحواذي يفتقد مجال الخيال الضروري للإبداع والانتاجيه, هو مجتمع مادي صرف , لذلك حتى نظرته للأمور نظرة احاديه , أما مع أو ضد لأن أخلاقيات الاستحواذ غير مرنة أما تأخذ أو تلعن, مجتمع الانتاج يحتاج يتطلب الشخصيه الحضريه التي ترى في المهنه هويه وفي الاخلاق تكيف مع البيئه المحيطه, مجتمع الانتاج ليس مجتمع غلبه وليس مجتمع خطابه ولفظ فضفاض لايمكن قياسه , أخلاق الاستحواذ وحدها من يمجد اللفظ على المعنى , أخلاق الاستحواذ وحدها من تعمل على الاستماع للمواعظ وتذرف الدمع خشوعا ظاهرا بينما تستبطن الجشع والخداع والتزوير من أجل مزيد من الاستحواذ. خطابنا خطاب إنتاجي لكن ممارساتنا ممارسات إستحواذيه , علينا أن نضرب المثل في الانتاجيه للمواطن حتى لايعيش التناقض بين القول والممارسه, ممارسات الاستحواذ في مجتمعنا الصغير تبدو كالشمس في الوضوح وفي السطوع , لم يعد هناك مجال يدعو ويشجع على الانتاجيه في نفسية المواطن , أفرح عندما أجد مشروعا للدوله وأبحث عنه كمن يبحث عن لؤلوة في قعر البحر , أفرح عندما أجد مكانا عاما واستبشر خيرا رغم ندرة ذلك , أفرح عندما أجد مساحة مهما كانت صغيره على شاطىء البحر نقضي فيها وقتا قصيرا , الدوله هي الانتاجيه ومساحتها وسلطانها هو الدافع الى ذلك , كلما تقلص وجودها لحساب وجود القله أصبحت أخلاقيات الاستحواذ هي السائده , وعلى ذلك تترتب معايير أخلاقيه سلبيه , إذا كنا نريدأن نغرس ثقافة الانتاج في المجتمع فعلينا أولا أن نحرره من الخوف من الاستحواذ الذي يهدد مستقبله ومستقبل أبنائه, وأن نعيد برمجة قياس المواطن على اساس آخر يتفق ومساهمته في الاداء العام وليس في إقتناص الفرصه الخاصه الاستحواذيه بسبب منصب أو قرابه أو محاباة. ثقافة الانتاج تحتاج مجتمع لديه قدرة على الخيال والابداع كما ذكرت , وكيف يمكنه الاتيان بذلك والارض تتحرك تحت قدمه , وتكاد أن تنسحب من أمام قدمه مالم يستحوذ على شىء بشكل أو بآخر. لايمكن إصلاح الاخلاق بالمواعظ فقط , فالأخلاق تتطلب ظروف إجتماعيه مؤاتيه لكي تترسخ , فهي بنية فوقيه لظروف معيشيه , لذلك يتطلب الأمر وضعا إنتاجيا إجتماعيا ملائما حتى تصبح الدعوة الى الانتاجيه في إطارها الصحيح ولاتخلق تناقضا بين القول والممارسه.
الأربعاء، 30 ديسمبر 2015
محمد جابر الأنصاري
عندما سجلت كطالب في جامعة الخليج العربي في برنامج ماجستير الإداره في منتصف التسعينيات , لاحظت مقررا إجباريا لجميع طلاب الجامعه وهو مقرر الثقافه الاسلاميه الذي كان يدرسه الدكتور محمد جابر الأنصاري عميد كلية الدراسات العليا في الجامعه, مشروع جامعة الخليج مشروع طموح إ لا أنه عانى من من أعراض المرض العربي في العمل المشترك كغيره من المشاريع , على كل حال , كنت اعرف أن الدكتور محمد جابر الانصاري كان مسؤولا عن التعليم في مرحلة سابقه , وكذلك كان متواجدا في دولة قطر لفترة مع بدايات صدور مجلة "الدوحه" في عصرها الذهبي . كان مقرر الثقافه الاسلاميه من امتع البرامج التي درستها خلال تلك الفتره التي قضيتها في إتمام دراسة الماجستير , وذلك راجع لتميز الدكتور محمد جابر الانصاري في تقديم الماده وتحبيبها للطلبه , حتى ذوي التخصص العلمي , أذكر أنه اتى بمجموعة كتب في جميع التخصصات وطلب من كل طالب أن يختار كتابا ويلخصه ويشرحه لبقية الفص ومن الكتب التي لازلت أذكرها , كتاب تخليص الابريز في تلخيص باريز لرفاعة الطهطاوي والاسلام بين العلم والمدنيه للشيخ محمد عبده وأم القرى للكواكبي وتحرير المرأه لقاسم أمين والاسلام وأصول الحكم لعلي عبدالرازق وتجديد
الفكر العربي لزكي نجيب محمود والمعلوماتيه على مشارف القرن 21 لانطوان بطرس ومن هنا نبدأ لخالد محمد خالد والهندسه الوراثيه والاخلاق لناهدة البقصمي وغير ذلك من الكتب , فأصبح البرنامج عبارة عن مجموعة من الافكار المتداوله بين الطلبه كل حسب إهتمامه ورؤيته لما قرأ ورأيه فيما قرأ كذلك . الدكتور محمد جابر الانصاري له العديد من الكتب حول المجتمع العربي وطبيعة الانقطاعات الاجتماعيه والطبيعيه التي أثرت في تركيبته الاجتماعيه وثقافته , كما أن له كتاب عن الفكر العربي وصراع الاضداد , تبدو خلدونية الدكتور الانصاري واضحة من خلال كتبه وقراءاته. أنا شخصيا إستفدت من تلك المحاضرات وكذلك من الوقت الذي قضيت مع الاستاذ الدكتور محمد جابر الانصاري ولطفه وإبتسامته الدائمه . لازلت احتفظ بأسئلة نهاية الفصل التي أعتقد أنها لاتزال تحتاج الى إجابات متجدده , لأنها إسئلة فكر في حالة صيروره دائمه وهو ما جعل من مادته مفتوحه الافق للباحث وليست فقط مقررا تطوى صفحاته بإنتهاء الموسم الدراسي من تلك الاسئله : 1- عالج وعلل بصفة عامة ظاهرة تعدد مناهج الاصلاح الحديث وتضاربها في العالم الاسلامي مبينا طبيعة كل نهج فيما يخص تحديدا منهج كل من محمد عبده وجمال الدين الافغاني؟
2-أوضح بإيجاز مدلول كل من : السلفيه- العلمانيه- التوفيقيه
محللا طبيعة العلاقه المركبه القائمه بين هذه الاتجاهات الثلاثه في الفكر الاسلامي, مبديا رأيك في إمكانية التوفيق أو إستحالته فيما بينهما.
هذه الاسئلة لاتزال مطروحه حتى اليوم وبشكل أكثر كثافة عن أي وقت آخر . لذلك تحتاج مجتمعاتنا لعقلية المفكر , وحسنا فعل ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى في تعيينه مستشارا ثقافيا له , على الأقل سيعمل على إبقاء الافق الثقافي مفتوحا برأي هنا وإستشارة هناك وسيقاوم جبروت السياسه من إقتحامه ومحاولة إغلاقه. كُرم الدكتور محمد جابر الانصاري مؤخرا من قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربيه مؤخرا في الدوحه بمبادرة من سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم حفظه الله ,لتكريم المتميزين من كل دوله وقد حضر أحد أبنائه أوإحدى بناته لاستلام جائزته, أرجو من الله أن يكون الدكتور محمد جابر الانصاري بصحة جيده كما نتمنى له وللبحرين الغاليه كل خير وتقدم.
الأحد، 27 ديسمبر 2015
حول أسباب الهشاشه السياسيه
إفتقد المجتمع القطرى تاريخيا إلى تعرجات ومسالك تكون الطبقات الاجتماعيه , فالتاريخ القطرى ليس تاريخ مراحل بل هو تاريخ القفزه أو الطفره, لذلك فالطبقه فى قطر ليست تكون تاريخى وإنما صناعة الدوله. الطبقه الوحيده فى قطر هى الدوله التى تفرز طبقاتها. قفز الاقتصاد القطرى من الرعى والغوص إلى النفط. وإستعاض لسد هذه الثغره الانتاجيه بالعماله الاجنبيه الاسيويه بالذات بكثافه كبيره وبإقتصاد التوكيلات التجاريه التى أصبح ملاكها فيما بعد يمثلون طبقه برجوازيه حملت فى ثناياها بوادر وامآل طبقه وسطى هشه. لم يمر الوعى الشعبى كذلك بمرحله تصورات لما قبل الدوله , الوعى السياسى الوحيد للمجتمع هو وعى الدوله نزولا إلى المجتمع. مجتمعات الخليج معظمها متشابهه فى هذا المجال إلا أن بعضها كالكويت مثلا كان للتجار دور كبير بل واصبحوا طبقه وشاركوا فى بناء الدوله مع الشيوخ . وأنفردوا بالتجاره مقابل الحكم للشيوخ حتى عهد عبدالله السالم "عبداللطيف الدعيج. جريدة القبس الكويتيه" . قطر لم تكن مركزا تجاريا فى أى نوع من أنواع الاقتصاد التقليدى كانت ممرا للسفن وتعانى من ندرة فى السكان وأهلها أهل غوص وصيد وهذه المهن لاتساعد على إقامة طبقة التوفير والاستهلاك الذاتيه التى تكون بالتالى الاستقلاليه الفكريه والماديه. هناك بعض العوائل القطريه التجاريه إلا أنها محدوده وأرتبطت بتجارتها مع الدوله لضعف المجتمع وضعف موارده الماديه وصعوبة استمرار تجارتها دونما إحتواء ومشاركه من الدوله. هناك تجار ولكن ليست هناك تجاره أو طبقه تجاريه من دون الدوله وبموافقتها.هذا الشكل السياسى لأولويه الدوله على المجتمع أعطى الدوله فى قطر ميزه قد تفسر ريادتها اليوم وسرعة تحركها فى المحافل الدوليه والاقليميه. أن تقوم الدوله بتشكيل المجتمع وتنظيمه و التحكم فى طبقاته ليس نمطا شائعا فى علم الاجتماع السياسى الذى يشير إلا أن الدوله أساسا تمظهرا لإرادة المجتمع وشكلا من أشكال وعيه السياسى. تحول مجموع القطريين إلى مجتمع بإرادة الدوله فضرورة إقامة الدوله فى حينه لم يكن لينتظر الامور لتصبح فى سياق قيام الدوله التاريخى من تحت إلى أعلى . إدماج المجتمع فى الدوله بحيث تصبح دولة المجتمع وحصر جوانب التسرب فى العلاقه بين الطرفين وزيادة المشاركه وإرساء القانون كمرتكز للدوله وللمواطن باستقلاليه, كفيل مع الوقت لاصلاح الخلل وقيام كل من المجتمع والدوله بدوريهما الفاعلين
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)