إستكمالاً لإشارة صاحب السمو الامير المفدى
في خطابة في افتتاح دور الانعقاد الحالي لمجلس الشورى في موسمه الحالي , حيث أشار سموه الى خطورة التعالي بأسم
الهوية وقد أشرت في مقالي السابق الى
أهمية فهمها فهماً حقيقياً حتى ندرك معنى ومغزى سموه من ذكرها ضمن حديثه عن
انجازات الدولة وخططها المستقبلية, أود هنا أن أضيف بعض الملاحظات استكمالاً لمزيد
من الايضاح والشرح في هذا الموضوع الهام:
أولاً:الهوية بمعنى الانتماء الوطني والديني
والسياسي والاجتماعي لايمكن التنكر لها أو رفضها أو إلغاءها, لكل فرد منا إنتماءه
الوطني لبلده والديني لعقيدته والاجتماعي والسياسي كذلك لفكرة أو عائلته
...
ثانياً:الاعتراف بهذة الهويات هو أساس
التعايش في المجتمعات المتطورة التي نراها اليوم , وعدم الاعتراف بها أو التصادم
بينها هو سبب تخلف البعض الاخر ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح في عالم اليوم.
ثالثاً:علينا أن نقيم مجتمع هوية منفتحه
بمعنى أن لاتكون على حساب الحرية , أي أن تكون هويتنا ضمن إطار حريتنا , لا أن
تتحكم هويتنا الضيقة في مجال حريتنا نحو الاخر المختلف, فيصبح الرفض او القبول هما
فقط مناط الحكم على حساب التعايش مع الاختلاف .
رابعاً :وهو المهم والذي اعتقد انه ما يجب ان
ندرك مغزاه خلف اشارة سموه الكريم وهو
الفرق بين "الهوية" و "الهووي" أي شعورها بالتفوق على غيرها
من الهويات وهذا نوع من التسلط الغير مبرر والفير مقبول ويمكن ملاحظة مثل هذا
التسلط الهووي في شتى المجالات وفي جميع
المجتمعات كذلك, فالمطلوب من المجتمع كبح جماح "الهووي" داخل
هويته حتى يكبحها من التجاوز والاساءة الى
الغير وهوخطاب انساني وليس معني بمجتمع دون آخر.
خامساً: العالم اليوم لم يعد يحتمل
البعد"الهووي" داخل الهوية وهو مع الاسف في تزايد حتى داخل الدول
المتقدمة نتيجة الهجرات وسوء اوضاع الدول
النامية , ما يهمني هنا هو مجتمعنا الصغير المتجانس من مواطنين ومقيمين علينا بكل بصيرة أن نفرق
بين الهوية وما "هووي" استعلائي داخلها لنزع فتيل الانفجار وتحويل
الهوية الى وسيلة للحرية بطبيعتها الانسانية وليس الى اداة تسلط بطبيعتها"الهووية" الضيقة, حيث أن
الشعور الهووي ليس سوى نزعة تسلطية غير مبررة
وشعور ناقص إزاء الفطرة الانسانية السليمة.