عندما يختفى المعنى خلف العاده يصبح الامر تكرارا نمارسه دون وعى بدلالاته, كثيره هى المناسبات وعديده التى تتكرر ونحن مشغولون بطقوسها اكثر من معانيها ودلالاتها , الفرق بين المناسبه كونها عاده, والمناسبه كونها معنى ودلاله كبير, عندما تصبح عاده وتكرارا فانها لاتضيف للتاريخ شيئا بل تغدو مظهرا طقوسيا يبرز فيه الاكثر زياً وبهرجة, وعندما تكون معنى ودلاله فانها تضيف الى التاريخ بعدا من ابعادها كنقطقه انصهار فى لحظه تاريخيه افرزت تاريخا وتحولا جديدا, ليس ادل على ذلك من مناسبة اليوم الوطنى لدى الشعوب فلذلك تحرص جميع الدول بأن تحمل هذه المناسبه المعنى قبل الشكل والدلاله قبل المظهر الاحتفالى. ونحن نحتفل هذه الايام بيومنا الوطنى فى دولتنا الحبيبه , يوم تولى الشيخ جاسم مقاليد الحكم فى البلاد , اود ان اسجل بعض الملاحظات رغبة منى فى ان تكون المناسبه معنى ودلاله, لا مناسبة عابره او عادة سنويه كما تسكن فى وعى الكثيرين مع الاسف.
اولا: ان اليوم الوطنى هو لحظه انصهار تاريخى لمكونات المجتمع بحيث يصبح البعد الوطنى هو الغالب على غيره من ابعاد اجتماعيه اخرى. وهوما نستشفه من تاريخ المؤسس الشيخ جاسم الذى استطاع لم شمل جميع القبائل والاسر القطريه حوله فى بناء الوطن ووضع اولى لبناته.
ثانيا: ضرورة الوعى فى هذه المناسبه بأن مفهوم الوطن لايستقيم مع مفاهيم اجتماعيه صغرى مثل القبيله او الطائفه على مسافة واحده بمعنى ان يكون هو الحاضن وان تدخل المفاهيم الاخرى ضمن شموليته واهدافه كجزء مع بقية الاجزاء.
ثالثا: ان احترام هذه المناسبه والبعد عن تمزيق هذا اليوم "اليوم الوطنى" كمعنى ودلاله هو احترام للدوله ورموزها اساسا.
رابعا: تراكم الانجازات الوطنيه عاما بعد اخرى هو ما يؤكد ويجسد معنى ودلالة هذا اليوم فلذلك على الدوله ان تجعل مع كل ذكرى متجدده له دافعا لمزيدا من الانجازات للوطن وللمواطن حيث بدون هذه الانجازات المتواصله يذبل مفهوم هذه المناسبه رويدا رويدا خاصة اذا كان هناك ثمةانجازات تحققها الولاءات الدون وطنيه.
خامسا: قطر اليوم اصبحت بؤرة اهتمام العالم وتتطلع العديد من المجتمعات اليها كنموذج لذلك الحاجه كبيره للانتقال وبسرعه الى مستوى الوطن وتبعاته القانونيه, للدوله دور كبير فى احداث ذلك كما للشعب دور كبير ايضا
سادسا: ابرز مثال لعصرنه الانصهار التاريخى فى لحظه تاريخيه لشعب ما ,هو انتقاله الى دولة المؤسسات لان الوطن فى النهايه مؤسسه او مجموعة مؤسسات تدرجت تاريخيا منذ لحظة الانصهار التى ارتكز عليها يومها الوطنى.
سابعا: تاريخ الافراد المخلصين وادوارهم التاريخيه لابد فى النهايه ان تنتقل للوطن وان تصبح ملكا لجميع مواطنيه , ما قام به المؤسس رحمه الله ومن معه من اهل قطر ملكا لتاريخ قطر تفتخر به الاجيال جيلا بعد اخر
ثامنا: الوطن فكره فى الاخيريملكها الجميع اى جميع ابناءه اذا اهتزت هذه الفكره او جزئت او استأثر بها البعض دون البعض تسقط عن اليوم الوطنى دلالاته او معانيه.
هذه بعض الملاحظات التى وددت ان اسجلها ونحن فى خضم احتفالاتنا بعيدنا الوطنى هذا العام على امل ان يكون احتفالنا هذا العام اكثر دلالة ومعنى خاصه وهو يقترن بمناسبه فوز قطر باستضافه حدثا عالميا كبيرا فى المستقبل القريب وكل امنياتى لقطر اميرا وحكومة وشعبا بمزيد من الانجاز الداخلى كما الخارجى فى سبيل ان تكون الوطن قبل كل شى اولا واخيرا.