هناك جدل كبير حول تعريف الطبقة الوسطى بل أن هناك جدلاً مستمراً وضبابية كثيفة وواضحة حول تحديد سماتها وخصائصها في المجتمع
العربي عموماً والمجتمع الخليجي بشكل أخص,
لكن مايمكن الاتفاق عليه هي أنها من يتحمل العبء الأكبر في مجريات التحولات الاجتماعية والسياسية التي تمر بها هذة
المجتمعات , للطبقة الفقيرة مع ضبابية هذا المفهوم ايضاً في مجتمعاتنا بالاخص
دور ووزن ولكنها محكومة بالطاعة نظراً لظروفها وحاجتها وحتى في حالة غضبها فإن التعامل معها سهل من
خلال القاء بعض الفتات المادي والاعلامي
من وعود وامنيات , أما الاغنياء رغم ثرائهم الا انهم لايملكون الروح البرجوازية
اللازمة والوعي الملازم لها كما كان الحال في البرجوازية الرأسمالية في
الغرب فهم في احسن الحالات وسيط او
سمسار تتوسع معه دائرة الفساد ويزداد
محيطها. بين هؤلاء وهؤلاء تصطف طبقة وشرائح متعدده تتفاوت في قدراتها المالية
وتتميز بمستوى من التعليم هي من يتحمل عب
المرحلة في اي مجتمع , لاحظنا حتى في أزمة الحصار الراهنة اليوم , أن هذه الشرائح
هي من يتحمل ويتصدى لمقاومة هذا الحصار
وعبء هذه المرحلة من التحولات الدراماتيكية التي تجتاح المنطقة, والجدير
بالذكر أن الشريحة الوسطى في المجتمع القطري
هي مجموع رأس المال الإجتماعي "الجاه
الاجتماعي" للعوائل والقبائل القطرية
الذي شكل أبناؤهم فيما بعد طليعة المتعلمين وأوائل الموظفين الحكوميين بعد قيام الدولة بإتباع سياسة تعليم وارسال بعثات بشكل واسع في اواخر
الستينيات والسبعينيات قبل تفاقم الظاهرة
الريعية بشكل أثر على طبيعة التعليم
والثقافة , ولكن يبدو عدم التقدم في توسيع
خيارات هذة الشرائح يجعلها في مأزق ويحولها الى حالة من الغضب والاحتجاج السالب وتفقد بالتالي امكانيتها الخاصة في الحراك الايجابي الوطني الفعال , أدعوا
الدولة الى عدم خيانة الطبقة الوسطى, كما أدعو الشرائح الاجتماعية الوسطى الى عدم
خيانة الدولة, خيانة الدولة لها بعدم توسيع خياراتها السياسية والاجتماعية بحيث تصبح الشريحة الاوسع والاشمل ضرورة لإتزان
المجتمع وحفاظاً على وسطيته, وخيانة
الطبقة الوسطى للدولة تتمثل في استسلامها للإغراءات والمزايا الريعية حتى تتخلى عن دورها الحقيقي
والطليعي في أمن واستقرار المجتمع,
الثلاثاء، 28 أغسطس 2018
الأحد، 26 أغسطس 2018
حينما كان الورع والاخلاص وزيراً
الشكوى المستمره من الفساد الاداري والمالي جعلني اضع " المنصب بين قوسين بمعنى أنه
السبب الموضوعي لذلك وليس الشخص
كسبب ذاتي , بمعنى أن كل من سيتولى "المنصب" وأعني هنا المناصب
التنفيذية العليا كالوزارة أو رئاسة مجالس
الادارة وغير ذلك من المناصب التنفيذية العليا , سيكون عرضة وموضوعاً لشبكة
الفساد, وبالتالي ليس السبب ذاتي بقدر ماهو موضوعي, بمعنى آخر أن الشخص يفقد حصانته الذاتية وينساق لمتطلبات المنصب وضغوطه, ولكن في نفس
الوقت , ارجع بذاكرتي الى الماضي القريب
لاجد أمثلة مغايرة تماماً لهذا
التصور, حينما يفقد المنصب إغراءاته أمام
حصانة من يتبوأه خلقاً وديناً
وورعاً. حينما كان الورع والاخلاص وزيراً , كنا نرى حرص الوزراء على القيام بأعمالهم على خير وجه , عندما كان
الاخلاص وزيراً ر أينا دواماً صبحاً
ومساءً في استكمال حاجات المواطنين
الضرورية , عندما كان الورع وزيراً
سمعنا ورأينا تفانياً في خدمة
المواطن, عندما كان الاخلاص والورع وزيراً خرج الوزير من الوزارة ليس بجيب ممتلىء
وبأسم ملوث يتوارى من الانظارخجلاً مما عُرف عنه وانما بقلب ممتلىء بحب الناس وبسمعة تفوح برائحة الشكر
والعرفان, عندما كان الورع والاخلاص وزيراً فتح الوزير مكتبه وقلبه للمواطن, عندما كان الورع والاخلاص وزيراً كان الحرص على
الطلاب وعلى فلذات الاكباد تتطلب منى الوزير حتى أن يلاحق باصات المدارس
ليعاقب من يسرع ويعرض حياة الطلبة للخطر, عندما كان الورع والاخلاص وزيراً , كان
توظيف القطريين أولوية قصوى , حينما كان الورع والاخلاص وزيراً جاءت المساعدات من جميع الوزارات لكل مواطن دونما تمييز ولا واسطة ولامحاولات للتكسب على حساب المجتمع ,عندما كان الورع والاخلاص وزيراً كان الوضوح والمكاشفة والصراحة والثقة ديدن العلاقة بين الوزير والمواطن , حينما كان الورع والاخلاص وزيراً كان المنصب صغيراً أمام شخصية المسؤؤل لايسأل عن مدة إقامته فيه بقدر ما يسأل عن ما يقدمه للناس , بدأت
أتيقن أن الشخص هو المشكلة وليس المنصب , الورع والاخلاص قل منسوبهما بشكل كبير ,
والافظع من ذلك حينما يصبح الامر متسلسلاً بحيث تمسك طرف الخيط ولكن
لايمكن ان تصل الى نهايته دونما ينبىء بما
يزلزل المجتمع اخلاقياً ومعنوياً. الاشكالية الكبرى حينما يصبح الامر عادياً ويصبح التحقيق جزء من المسلسل والنتيجة جزء
من نهاية الافلام العربية حيث يلتم البطل على
البطله ويتزوجوا ويخلفوا صبيان وبنات ويعيشوا في سلام ونبات, والى فيلم آخر أو بالأحرى
الى وزارة أخرى.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)