مدى نجاح أي مشروع
وفاعلية أية خطة حكومية مهما كانت أولويتها أو اهميتها هو في خلوها لاي
مصدر من مصادر الوجع الشعبي أو لأقل قدر منه داخل المجتمع,لذلك تبدو الفاعلية
والجاهزية وحسن التنظيم وموافقة التوقيت من العوامل الهامة جداً في تحقيق ذلك
الهدف , قد نتفق على الاهداف بشريطة أن لاتكون الاهداف مصدراً للوجع الشعبي , كثيرة
هي القرارات التي كانت مصدراً لوجع شعبي
داخل المجتمع , والتي مع مرور الزمن ثبت أن هذا الوجع الشعبي كان مبرراً حيث لم تكن النتائج المترتبة على هذه
القرارات ايجابية الى درجة ان تراجعت الحكومة عن الاستمرار فيها
بعد أن شعرت أن الوجع قد أرتد اليها بعد
أن أصاب المجتمع واستشرى فيه , في قطاعات كثيرة منها التعليم والصحة , واليوم شكل قرار تجنيد طلبة الثانوية مصدراً لوجع شعبي
كبير من عدة نواح أولا لفجائيته ثانياً لعدم دراسته الدراسة
الكافية وتأثير ذلك على نفسية الطلاب
وثالثاً لتوقيته رابعاً
لعدم وجود رؤية واضحة حتى عند القائمين عليه كثير من الاسئلة وجهت للقائمين على المشروع لم تجد اجابات شافية لدى الاهالى سوى أن هناك أوامر
وكشف لي البعض عن حالة غياب
تامه حول كيفية التصرف مع الحالات
الفردية والصحية والنفسية لكل مجند
صغير هو على أعتاب بناء إمكانية
ذاتية ليجد نفسه داخل صندوق معلب من
الاوامر , يحبط كل إمكانية ذاتية في مهدها, حتى أولئك الذين لديهم إعفاءات طبية من
أكثر من مصدر طبي داخلي وخارجي جرى التعامل معهم من منطلق "الشك" وهذا
في حد ذاته مصدراً عميقاً للوجع الشعبي , حينما يصبح الشك هو نمط العلاقة بين
المواطن والحكومة, لاأنكر أهمية المرحلة التي نمر بها, لاأنكر
أهمية التجنيد الاجباري والخدمة الوطنية , لا أنكر اخلاص المسؤولين , لاأتنكر
لواجب المواطن أمام وطنه , لاأرفض الفكرة
, لكني أرفض الاستثمار في الوجع الشعبي حتى لوكان التراجع عنه بعد ذلك حلاً ,بل أدعو الى ضرورة دراسة التجربة
أولاً بشكل تشاركي قدر الامكان وتداولي داخل الاوساط الاجتماعية وان لم نصل بعد الى مرحلة الاستفتاءات الا أن
هناك مجالاً للتدوال , وعدم الاعتماد على
اسلوب احداث الوجع الشعبي لادراك نجاح التجربة أو فشلها.
نحن أمام بناء ثقة ولسنا بصدد إختبار مواطنة, كل أبناء قطر على
قيد الاستعداد لتلبية الواجب بشرط الشعور بالذات أولاً, عندما يُحمل الانسان على
أنه مجرد شىء يصبح وجعه عميقاً والاستثمار في
هذا الوجع خطيئة قد تنسى ولكن لاتغتفر
في حق وجودة كإنسان, إسألوا كثيراً ممن ذهب ضحية للاستثمار في الوجع الشعبي في قطاعات
كثيرة كالتعليم والتقاعد المبكر
والصحة وغير ذلك
إستثمروا في الانسان كقيمة في حد ذاته ,
ولاتستثمروا في الانسان كموضوع للتجربة والتقييم
لأن في ذلك انتقاصاً في كرامته كمخلوق فضله الله على كثيراً ممن خلق وكرمه على من سواه من الكائنات.