الاثنين، 2 يونيو 2014

غربه



-أرجوك انزلني هنا , هنا تربيت وعشت وكبرت
-لكن لاتوجد اثار لساكن , هذه منطقه تحت الانشاء , حديد واسمنت ورمل وعمال هنا وهناك , هل انت متأكد انك تسكن هنا؟
-نعم ...نعم
-يبدو ان طول مدة غيابك قد اثرت عليك لابد وانك اخطأت العنوان.
- لاياسيدي انا متاكد , كان هناك الكثير من منازل جيراننا واقربائنا.
- لكنني لاارى سوى هذه القلعه القديمه, التى تحت الصيانه.
-نعم انها قلعة الشيخ عبدالله بن جاسم حاكم قطر الاسبق.
- -هل كان يسكن هنا لوحده لاأرى أثرا لاخرين.
- لا هناك ايضا بعض بيوت الشيوخ القديمه المرممه حديثا.
- الا يسكن احدا سواهم هنا .؟
- هناك الكثيرين من جميع قبائل قطر كانوا يسكنون هنا .
-إذا اين منازلهم؟
- لقد ازيلت جميعها ياسيدي.
-لماذا؟
-بقصد"التحديث" وانشاء مدينة تعليميه حديثه
- ولكن قطر كلها صحراء , ألم يكن من الاجدى اختيار موقعا جديدا والاحتفاظ بالقديم وترميمه.
-انت تقول هذا .
-هذا ما شهدته في بلدان كثيره القديم ثروه لاتقدر بثمن.
-هذا صحيح
- ماذا كذلك عن تاريخ من سكن هنا , التاريخ اذا كان انتقائيا فقد وظيفته واصبح مصدرا للشقاء بعد أن كان مصدرا للإنتماء أو يفترض فيه ذلك.
- بالضبط ياسيدي جئت هنا لمقاومة شقاء الذاكره التي لاتجد ما يدلل على حقيقتها على الارض, وكثيرا ما أفعل ذلك لاعيد التوازن الى نفسي , من الصعب ان تفقد جزءا كبيرا من ما يثبت ويدل على وجودك, ويبقى فقط في ذاكرتك طيفا يسبح بك في جنح الليالي.
-هدىء من شعورك يارفيقي , أعرف ان الغربه هي غيابك عن الوطن.
- هذا صحيح ياسيدي , ولكن أن يغيب الوطن عنك , وهو بين ناظريك , غربة لاتحتمل العوده بل إغتراب نفس لا غربة مكان أو زمان .

الأحد، 1 يونيو 2014

حوار مع صديق




قال لي: الا تلاحظ شيئا في خطابنا اليومي المعاصر؟
قلت له : مثل ماذا؟
قال: حاجتنا الى الماض دائما لتأكيد ما أصبح ماهو معلوما من الحاضر بالضروره.
قلت: وضح لوسمحت
أجاب: هل نحتاج ان نكرر ان الاسلام يحث على العمل يوميا في التلفاز, نحن نرى طوابير العاطلين الباحثين عنه واللاهثين وراء الفرصه من مكان الى آخر؟
هل نحتاج الى تكرار ان القران يحث على العلم والتعلم؟ونحن نرى دول العلم ي مقدمة ركب الحضاره ؟
هل ثمة حاجة لتكرار أن الاسلام ينادي بالعدالة والمساواة ؟ ونحن نرى دول الدساتير التوافقيه تسود العالم وتتحكم في مصائره؟
قلت له : ومالعيب في ذلك؟
قال : العيب كبير وهو إيداع الحاضر رهينة في بوتقة الماض.
قلت له :كيف؟
قال: كل حاجة يفرضها الحاضر ستكون رهينة لتبرير ماضوي يسبغ عليها,
قلت له: ولكنه الدين
قال: هذا الفعل يسىء الى الدين , الاتسمع الإفلا يتفكرون ؟ أفلا يعقلون؟ على ماذا تدل هذا التساؤلات .انها تدل على الحاضر واعمال العقل فيه , اكثر مما تدل على الماض والرجوع اليه.
إرتهان الحاضر الى الماض الذي نعيشه سببه هذه العقليه العفويه التي تحيله دوما رغم راهنية حاجاته الى الماض وحاجاته المنتهيه,
الدين أوسع وأشمل ,ألاترى ياصديقي هذه البرامج والخطب التكراريه اليوميه التى أصبحت عقيمة لكثرة تكرارها للنشء الجديد, وفرحتهم وابتهاجهم وتسابقهم ي نفس الوقت لأي منتج مادي جديد ينزل في الاسواق لايسألون الا عن فائدته لهم ولتسهيل حياتهم.
أعتقد ياصديقي أننا نسىء الى الدين عندما نبرر لحاجة الحاضر وراهنيتها بالرجوع الى الماض ونحن أعلم بدنيانا وظروفنا.
مالفائده من التكرار والرجوع مقارنة بالاستنباط والتقدم؟
خطابنا ياسيدى الديني خطاب متأخر ويجعل من الانسان خادم للدين من منظوره وفهمه للدين الذي قد يختلف مع غيره حوله , وهنا تكمن مصيبتنا اليوم , في حين ان الاصح ان الدين يخدم الانسان من منظور أعم كإنسان.تعرف ياسيدي مالم ننتقل من دور الحاجه الستمره للارشاد كأمة الى دور امة المشروع ,الذي هو بالضروره معاصر لن نتخلص من ادوار البطوله المصطنعه التي تتناوب على قنواتنا ولاتحدث سوى تكرارا وسجعا
قلت له: ألا ترى أن وجهة نظرك هذه ستثير لك المتاعب ؟ لي :أعلم ياسيدي ولكن غيرتي على الدين وعلى الأمة لاأستطيع ان أقاومها بالسكوت والافصاح بها حتى لو كان ذلك لأقرب المقربين .