السبت، 20 فبراير 2016
أفكار حول الإصلاح الإداري
عملية الاصلاح الإداري من أكثر الأمور تعقيدا مالم ترتبط إرتباطا قويا بالظروف السائدة وبالمتغيرات الطارئه,تفاعلا وتجاوبا بنجاح وفاعلية. بداية لابد من تحديد التحديات التي تواجه الاصلاح الاداري في قطر حتى يمكن وضع استراتيجه واضحة لعملية الاصلاح الاداري, لم تقع عيني بعد على أية دراسة تحدد التحديات التي تواجة الإصلاح الإداري في قطر. ولكن يمكن أقترح بعض ما أره تحديا حقيقيا لعملية الاصلاح الإداري:
أولا:ندرة الموارد البشريه القطريه
ثانيا:عدم وجود رقابة دستوريه فاعله
ثالثا:ضعف القطاع الخاص وإعتماده على الحكومه
رابعا: الخلط بين الانجاز الإداري والإنجاز الإجتماعي"المكانه الإجتماعيه"
خامسا:عدم الاهتمام بعملية التراكم البناءه"الخبرات" في العمل الإداري
سادسا:عدم وضوح الاهداف
ثامنا: التركيز على الوزير وإهمال المدير, والإدارة الوسطى الفنيه الهامه
تاسعا:السعي " إجتماعيا"وراء الدرجة قبل تحقيق الانجاز حتى أصبح عدد من يحمل درجة "وزير" اكثر من عدد الموظفين الفعليين
هذه بعض التحديات التي أرى أنها تواجة عملية الاصلاح الإداري و هناك المزيد للباحثين والمهتمين.
بعض المقترحات للإصلاح كما أراها وليست حصرأ
أولا:إصلاح سياسة التعليم بحيث يصبح "قيمة" وليس شهاده
ثانيا:إصلاح النظام الإجتماعي بحيث يصبح المواطن في مأمن حتى يُكون رأيا سديدا وشخصية مستقله لاتتجاذبها المغريات والتوظيف السلبي
ثالثا:الاستعاضه عن الموظف العمومي بالموظف الإخصائي عن طريق التدريب والتأهيل
رابعا:المراعاة في أن تكون القرارات من اسفل أو تنبع من أسفل من خلال الاستقصاء والدراسه حتى تكون في مصلحة العمل الإداري وشموليته.
خامسا: اهمية القرار السياسي في إعطاء الدفعة الرئيسيه لعملية الاصلاح الإداري
سادسا: المراجعه السنويه للبرامج الحكوميه والتقييم المستمر
سابعا: إصلاح التشريعات بحيث تكون مواكبة ومساعده في عملية الاصلاح الإداري
ثامنا:إصلاح نظام الأجور بحيث يعطى العمل الاداري في جميع انحاء الدولة قيمة اقتصاديه واجتماعيه واحده.
تاسعا: جعل الهدف من عمليات الدمج والإلغاء في الادارات أو في الوزارات هو إعطاء وزن وأهمية لسياسة معينه او تعزيز سياسه قائمة بالفعل أكثر من كونها ترشيد إنفاق وتقليل تكاليف , لأن ذلك من المفترض أن يكون من الاولويات التي يجب مراعاتها.
هذه بعض المقترحات التى أرى أهميتها وهناك المزيد بالطبع من قبل اهل الاختصاص .
العقوريات وروضة الفرس
الشريط الممتد من روضة العقوريات حتى روضة الفرس غربي قطر على يمين الشارع المتجه الى مدينة دخان , مقابل تقاطع "النصرانيه" اليوم كان يمثل في شتاء حقبة السبعينيات متنزها لشباب تلك الفترة ايام العطل والجمع, روضة العقوريات التي بها منازل سمو الامير الوالد حفظه الله اليوم, روضة كبيرة ممتدة شرقا وغربا لها أفرع هنا وهناك وبها حزم نتسابق على احتلاله لنتمكن من الاشراف على من يدخل اليها ومن يخرج منها من المعارف والاصدقاء في ذلك الوقت الجميل, نجتمع مع بعض , نفرش الارض بساطا , وهي التي كانت مفروشة عشبا اخضر في أيام "الحيا والخير", نستمع الى شريطا جديدا لمحمد عبده أو غيره من المطربين, نلعب"الورق" , ترى السيارات ملقاة هنا وهناك , انتشار جميل لجيل كان يرى في البر ملاذا من عناء اسبوع العمل , كان "البر" لايزال بكرا ليست هناك"شبوك" , الناس قليلون ,حتى انك تعرف معظم من تقابلهم أو تخالفهم في مشوارك من الدوحة حتى هذه المناطق, ترى بعض الاخوة العرب على يمين شارع دخان وعلى يساره منتشرين عند أقرب مكان فيه من الخضرة أو السدر الشىء القليل,لعل ذلك يذكرهم ببلدانهم في الشام وفلسطين . لاأعرف ماذا يعني أسم "العقوريات" ولا المناسبة التي سميت بها روضة "الفرس" بهذا الاسم وهي روضة كبيره يقطعها الشارع اليوم الى نصفين, اصبحت اليوم دارسة تماما الا من التراب وبقايا من سمر وسدر, بين العقوريات وروضة الفرس هناك "محيرجه وأم الصلال" وهي أفرع صغيرة تصل مابين العقوريات وروضة الفرس. هذه الجغرافيا الطبيعيه في منطقة غزيزه ع في وطننا الحبيب, لاتزال ذاكرتها ممتلئة بمن نزل فيها من اهل قطر , هناك أيضا روضة "الهشميه" والنصرانيه والوضيحيه, رياض كبيرة , لاأعرف سبب التسميات إلا أن أسم النصرانيه يثير عدة اجوبة سمعتها منها أنها تعني أن ارضها صلبه وقاسية وحصاها كبير , ومنها ايضا ان الانجليز نزلوا بها أو حولها وسميت نسبة الى النصارى؟, ولااعرف ماذا تعني الهشميه ,ربما لأنها أرضها لينه , ولا لماذا سميت الوضيحيه بهذا الاسم؟ عندما يتسأل الجيل الجديد عن معنى المسميات لانجد أجوبة شافية حقيقة, مع انني أذكر أن الدكتور عبدالعزيز مطر أستاذ اللغه في جامعة قطر"المصري الجنسيه رحمه الله, قد وضع مؤلفا خاصا بمسميات الريضان في قطر ولكنني اعتقد أنه اشتقاق لغوي أكثر منه معنى اجتماعي, هناك أيضا "أم طاقه يحدها حزم كبير من الغرب , هذه مرابع اهل قطر بالاضافة الى الرفاع وريضانه , بالنسبة لنا كان الشمال بعيدا عنا نحن اهل الريان والمناطق الوسطى , إلا أنه جزء عزيز من وطننا الحبيب وله ريضانه ووديانه وطبيعتة الجميله,
الأحد، 14 فبراير 2016
خداع الذات
لايوجد في مجتمعاتنا العربيه ما يسمى ليبرالي أو إشتراكي أو يميني أو يساري بمعنى السياسي ولا حتى علماني يرى حيادية الدولة أمام الاديان مطلبا. إستخدامنا لهذه المصطلحات استخداما عشوائيا إنطباعيا , مجرد شعارات نسلخها من عالم السياسه لنرتديها في عالم ماقبل السياسه , فمجتمعاتنا ليست مجتمعات سياسيه في الأصل , هي مجتمعات إما قبليه أو طائفيه أو دينيه , في حين تلك المصطلحات تنشا في سياقات سياسيه معينه مثل الاحزاب والتكتلات , لننظر الى الكويت مثلا وهي مجتمع قبلي لديه تيارات سياسيه يختلف بها عن سائر دول مجلس التعاون لها قدر من الحريه في الممارسه , ومع ذلك طبيعة المجتمع القبليه هي الغالبه واليوم أخذت الطائفيه محل القبليه في اشعال المواقف وتبني التوجهات نظرا لما يدور في المنطقه عموما من تأجيج للطائفيه,فأنتصرت طائفية البعض على ليبراليته , وقبلية البعض على وطنيته. لننظر الى ايران ايضا وفيها من التيارات المعتدله والليبراليه الا أنها تدور ضمن الاطار الديني لا السياسي والطائفي لا التعددي, فهي ليست اكثر من خداع ليس إلا .مصطلحات المجتمع المدني تلك لايمكن تمريرها في مجتمعات أخرى غير مدنيه, قد يكون الفرد يحمل فكرا ليبراليا لكنه دون مجتمع مدني ينظم هذا الفكر سياسيا بحيث يصبح هناك برنامجا واضحا يستطيع الفرد ان يقبله أو ان يرفضه , لايمكن الحديث عن ليبراليته اوعلمانيته بدقه,لأن الفرد عرضة لتحرك البنيه الاساسيه الأوليه للولاءات فينزاح الفرد معها تلقائيا ضد القشره الهشه والشعار الذي يحمله في وقت الاسترخاء. سياقات المجتمع المدني تختلف عن سياقات المجتمع الغير مدني سواء القبلي او الطائفي او الديني بشكل عام. من يحمل فكرا ليبراليا داخل مجتمعا دينيا لايمثل الليبراليه الاراديه لأنه رد فعل في الغالب ومن يحمل فكرا علمانيا قد لايعىَ ماتعني العلمانيه بقد ماهو حانق على استخدام السياسة للدين بشكل فاقع داخل مجتمعه, مفاهيمنا لاتتعدى طبيعة مجتمعاتنا المتخلفه , فنحن في حالة مثلى من الدقه حينما نتكلم عن مفاهيم – رافضي- ناصبي أو شيعي –سني طائفيا و قبليا –قبيلي – عجمي أو فارسي ....الخ من مفاهيم او مصطلحات مجتمعات ما قبل السياسه , فالصداع المزمن الذي يصيبنا نحن سببه وضحايا في نفس الوقت دون وعي ولا إدراك , بل وهروبا من الحقيقة المعاشه وأختباء عن العصر و تطوره فنعيش في خداع مستمر لأنفسنا ولأجيالنا.
ليفون مليكيان
دكتور ليفون مليكيان يعرفه طلبة جامعة قطر في دفعاتها الاولى , استاذ علم النفس , الارمني الجنسيه من أصول لبنانيه أو فلسطينيه.شخصية رائعه, كان استاذا في جامعة بيروت الأمريكيه,واعتقد أنه اشار لي بأن الدكتور عيسى الكواري وزير الاعلام ووزير الديوان الاميري الاسبق كان أحد تلاميذه فيها. خريج جامعة كولومبيا في نيويورك , كان يٌجري المقابلات للطلبه الجدد الملتحقين بالجامعه بعد التسجيل , دخلت عليه والغليون في فمه , وسالني مبادرا لو وجدت خطابا ملقى في أي مكان هي تفتحه أو تحتفظ به حتى تستدل بصاحبه, لاأذكر بما ذا أجبت؟ كان قسم علم النفس في الجامعة حين التحاقي في شتاء 78 يضم بالإضافة إليه استاذين مصريين رائعين , أحدهما محمد أحمد سلامه والآخر سليمان الخضري, كان الدكتور مليكيان دقيقا جدا يحسب المسافه بينه وبين الطالب بالمللي, دائم الابتسامه , لغته العربيه ليست قويه , خبرته كبيره , قال لي , معظم المؤلفات العربيه في علم النفس تكرار لايضيف شيئا كمقدمه في علم النفس" أو مقدمة في علم الاجتماع وما إلى ذلك , وهناك نقص في الدراسات والابحاث العلميه, نشر دراسة نفسيه على ما اعتقد عن المجتمع القطري بعنوان "جاسم" ودراسات اخرى مع الدكتوره جهينه سلطان العيسى استاذ علم الاجتماع في الجامعه منها مؤشرات الشخصيه المنواليه القطريه ودراسة اخرى بعنوان استخدام التراث في الدراسات الاجتماعيه النفسيه , غضب مرة من احد الطلبه لما سأله عن سبب تأخره عن المحاضره فأجاب الطالب" كنت عند الحلاق" وقال" أما آن الاوان بك أن تحلق ذقنك بنفسك" كان يرى أننا لسنا بتلك الجديه رغم ان الدولة وفرت جميع السبل لنا للتفوق والبروز . تلك الفتره كانت ذهبية في تاريخ جامعة قطر , اساتذه على أعلى مستوى وعدد الطلبة قليل مما يساعد على تعظيم الفائدة, ذكر الدكتور عبدالعزيز كمال أستاذ علم النفس السابق في جامعة قطر الذي التحق بها ونحن على ابواب التخرج , أن الدكتور مليكيان اعرب عن رغبته بترك التدريس في الجامعة , ولما سئل عن السبب أجاب" لقد اعطيت كل ماعندي ليس هناك ما أضيفه" عندما تقدم كل مالديك عليك ان تفسح المجال لغيرك ,لذلك كان ينتقد سياسة إعادة اصدار الكتب التي هي اصبحت من ادبيات العلم للحصول على ترقيات كما هو متبع في بعض الجامعات العربيه , وقد قال لي ذلك كما ذكرت. في جامعة قطر في ذلك الوقت نماذج رائعه لاساتذه يستحقون الثناء مثل الدكتور ميليكيان, ونماذج أخرى نسوا العلم وقطعوا الحبل بينهم وبينه واستقروا وأخذوا في التكرار وليس في الابتكار وسيلة للبقاء ومن بريق الراتب بديلا عن البحث والتقصي. زرته مره في شقته في شارع النصر حيث طلبت نصيحة نفسية منه لأحد الاصدقاء , فاختلى به فتره ليست بالقصيره , ثم عاد لي صديقي بوجه حسن مستبشر, وبروح معنوية مرتفعه, رحم الله الدكتور ليفون مليكيان على إخلاصه وصدقه مع نفسه.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)