يشكل حوار الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس الوزراء الاسبق ووزير الخارجية السابق، اشكالية لم يسبق ان عهدها مسرح السياسة العربية ولا حتى ربما الاجنبية والاشكالية هي القضية التي تحمل تناقضاتها في داخلها، كمقولة المستبد العادل التي ما برحنا نرددها بكثير من التفاؤل ، حتى الان مرت حوالى٥٥ حلقة من هذا الحوار الذي يبدو طويلاً ويغطي مساحة كبيرة من الاحداث والزمن، ويبدو الاشكال في طريقة تناول الشيخ حمد للاسئلة والسرحان بها حيث يشاء بشكل يجعل من الاجابة في ذهنية المستمع مشروعاً للشك ولليقين في نفس الوقت، مع اعترافه مسبقاً بأنه لن يقول كل مايعرفه ,فهو إذاً حوار مكتمل شروط الرضا والقبول وللدور الذي لعبه استناداً الى وجود سمو الامير الوالد الذي كان هو بالفعل وراء تحول دور قطر من لاعب صغير الى لاعب رئيس واساسي في كثير من تتحولات المنطقة في تلك الفترة الهامة من تاريخ المنطقة والعالم وجعل هذا الدور موضوعاً للنية الصادقة العرضة للخطأ والصواب ،تناول الاجابة عَلى قضايا كثيرة وفي نفس يطرح نقيضها من خلال عبارات" ربما ما كان يجب ان نفعل كذا…..او ماكان عَلى دولة بمثل حجم دولة قطر ان تتكفل بكل هذا الملفات في حالة تقاعس الغير…او احيانا نكن متسرعين .. الخ هذا العبارات التي تدل ليس عَلى الندم وانما على النقد الذاتي الغير مسبوق في دنيا السياسة العربية وتلافياً للنقد في شكله العنيف والمطلق.
كان بالامكان ان تفرز هذة الاشكالية تطوراً إيجابياً لو طرح القضية ونقيضها انتج تركيباً ثالثاً يدفع بالدور القطري الى الامام ، لكن غياب المجتمع ورأي الاوساط الاجتماعية او ما يسمى بالرأي العام ابطل اكتمال هذة القضية الجدلية الكاملة، فاصبحت القضية جدلاً سالباً نظراً لعدم تطور واكتماله ، عَلى كل حال يمثل الشيخ حمد بن جاسم ظاهرة سياسية بلا شك في زمن سياسي عربي لا معياري غير مسبوق . كما شكل سمو الامير الوالد ثورة عَلى نمط القيادة العربية بشكل عام بحيث بدا مناضلاً يعتلي كرسي الحكم وهذة في حد ذاتها اشكالية تحتاج الى تفكيك ودراسة في عبقرية تلازمها