القول باننا لا نحتاج لإصلاح ديني قول ليس دقيق، كل هذا التاريخ ولم نستطع بعد إنجاز هدف الدين في إقامة حياة تتعايش مع العصر وتتكيف مع الزمن، نحن بحاجة إلى عصر مدني يحتوى الدين وليس إلى عصر ديني يحتوي العصر، نحن في حاجة لإصلاح ديني يقوم على فهم متجدد للدين. هذه حقائق، الماضي
ليس هو الحاضر والحاضر ليس هو المستقبل، فكرة الإصلاح فكرة مستقبلية ربطها بالماضي يعوقها ويبطل مفعولها. الإصلاح الديني الذي حدث تاريخيا في أوروبا بفصل الكنيسة عن الحياة المدينة ليس هو بالضرورة ما نحتاج إليه، نحن لسنا بحاجة لفصل المسجد عن الحياة بل بفهم رسالة المسجد ودورها في الحياة. الفهم هو الأساس، فهم الدين وفهم الرسالة. الإصلاح الديني لدينا يختلف اختلافا واضحا عن المفهوم التاريخي للإصلاح كما عهدته أوروبا. نحن بحاجة لإصلاح لا يكرس أصحاب الدين على غيرهم "مفهوم أصحاب الدين نتاج الثقافة العربية وهم علماؤه وأتباعهم في حين ان الآخرين أتباع للدين" والإصلاح الذي ننشهده هو نزع فتيل الدين عن التدخل في السياسة واستخدام النص لخدمة واقع معين وتكريسه والإصلاح الديني الذي ننشهده هو ان للحياة المدنية رجالها وتخصصاتها فبالتالي الأمر متروك للعلم واستخداماته ونتائجه ولا سلطان عليهم باسم رجال الدين، الإصلاح الذي نتطلع إليه هو سيطرة رجال العلم والمبتكرين، بالله عليكم، كم يساوي "جوبز" هذا وما أحدثه بالعالم من تطور واختراعات وهو الشاذ واللا منتمي ومجهول الأبوين كما تشير الأخبار، مقارنة بالعشرات من شيوخنا الذين ملؤها الشاشات ضجيجا دون نتيجة ماديه تحرك الأمة بوصة واحدة عن موقعها من قعر العام ونهاية التاريخ. استهلكنا الدين حتى أسأنا له، ثم بدأنا في التشكيل في المظهر دون مساس بالمحتوى، أشكال مدنية وبرامج مغلفه بالعصر لأسباب تجاريه وأساليب شبابيه والنتيجة واحدة، مركزية استغلال الدين ليس إلا، عجزنا عن العلم فعمدنا لاستغلال الدين بديلا عنه. هذه هي ماساتنا، نحن بحاجة لإصلاح ديني. أقولها وأمري إلى الله. نحن بحاجة إلى تعميم الدين بربطه بمصلحة الإنسان عامة وبمقاصد الشريعة نزعا عن سلطة الأفراد والمشايخ، فالمرجعية لابد وان تكون إنسانيه وصفها بغير ذلك هو بداية الاستبداد ونهاية الدين كرسالة إنسانية.