السبت، 19 يونيو 2021
الطبقة الوسطى للمرة الألف
أتمنى أن ندرك حقيقة مهمة جداً وهي العلاقة بين نظام التعليم والطبقة الوسطى في أي مجتمع, فاعليته مرتبطة بوجود هذة الطبقة وتطوره مرتبط بإتساعها عن غيرها , فيما عدا ذلك تصبح الشهادة التعليمة ترفاً زائداً أو وسيلة للارتزاق لا اكثر, والجميع يدرك أهمية الطبقة الوسطى في المجتمع فهي حاملة القيًم ومناط الانتاج والوسطية فيه , منذ اكثر من عقد مضى بدأت هذة الطبقة في المجتمع بالتلاشي والاندثار فبالتالي انقطعت الصلة بين مخرجات التعليم و الانتاجية وسوق العمل , فتسرب المهندس الجيد نحو مجالات اخرى ريعية, وترك المدرس التدريس نحو اعمال لها مردود مادي اعظم , واختفى الطبيب الممتاز باتجاه تجارة او علاقة اجتماعية تدر عليه اكثر مما يحققه في وظيفته التي افني حياته يطلبها .خسر المجتمع كثيراً جراء ذلك, فظهرت طبقة هلامية طفيلية غير انتاجية لاتمتلك مواصفات الطبقة الوسطى الانتاجيةالحقيقية وتصدرت واصبحت قدوة للنشء الجديد واصبح القفز السريع هدف هذا النشء والبحث عن وسائل الثراء السريع هو مايصبو اليه فأصبنا النظام التعليمي في مقتل فأصبح همه الاكبر معادلة الشهادات التي تتقاذف عليه من كل صوب ومكان من جامعات ومعاهد تكسب من خلال هذا التغير المرضي الذي اصاب المجتمع.
أتألم حينما اجد مهندساً شاباً يبكي سنين دراسته لأن المجتمع قد سبقه في مجالات لاتحتاج كل التعب الذي انفقه في دراسته وهولا يزال يستجدي وجوده الاجتماعي وليس العلمي الذي انفق حياته في السعي اليه ,أتألم حينما أجد مدرساً قطرياً رائعاً يشكي حالة ويتمنى لو لم يعمل في التدريس وانتهج سبيلاً اجتماعياً اخر غير الدراسة والتدريس يوصله الى ماحققه طالباً فاشلاً كان تلميذه في الفصل من خلال اتقانه لفنون الريع على اختلافها ,أتألم أكثر حينما اجد صحفياً او كاتباً قطرياً , على قلتهم يُبعد أو يترك عمله اختيارياً لعدم حصوله على التقدير المناسب او النظرة الدونية له من قبل المجتمع, غياب الطبقة الوسطى يخلق وجوداً زائفاً حيث يترك المجال العام فارغاً ,لعل جائحة كورونا دليلاً واضحاً على اهمية هذة الطبقة في جميع دول العالم اليوم من اطباء وممرضين وفني مختبر وغيرهم من طواقم الصحة والتأهيل ,نحن اليوم في اشد الحاجة لابقاءهم في اماكنهم وزيادة عددهم واشعارهم بالفخر وبتقدير المجتمع , تعظيم دور الطبقة الوسطى يمنعها من التسرب الذي نعاني منه ,مجال عام نشط تملأه بجدارة الطبقة الوسطى, هو مانحتاجه ونحن على اعتاب انتخابات تشريعية تاريخية, في اعتقادي لو أن هذة الانتخابات جاءت في مرحلة ارتباط التعليم بالانتاحية في السابق وظهور طبقة وسطى من التكنوقراط والفنيين في السبعينيات والثمانينيات لحصدنا نتائج رائعة, ليس هذا احباطاً ولكن دعوة لاعادة النظر في وضع الطبقة الوسطى فهي روشتة المجتمع الى المستقبل وليس فقاعات الريع المتكاثره
الثلاثاء، 15 يونيو 2021
مرشح الرأي والرؤية
إذا اتفقنا مسبقاً أن هناك مرشح للقبيلة , وآخر للطائفة وثالث للعائلة ,لكن ماذا عن من يمتلك رأياً أو مبدأً, بعيداً عن هذة التقسيمات ,حتى وان لم يكن مجال اجماع لقبيلته او طائفته؟المرشح المستقل الذي يمثل رأيه وما يؤمن به أين نضعه؟يجب ان يتسع المجال لاصحاب الرأي ومن يمتلكون مبادئاً يؤمنون بها , ليس شرط الترشيح أن تضمن الفوز , بقدر أن تلقي في مياه المجتمع الراكدة حجراً يحركها , ليس الخوف من الخسارة الا وهماً ترسخ في عقل المجتمع الباطن فقضى على ارادته وشل من حركة نشاط فكره, فالهدف من الانتخابات كما اراه ليس اولئك الذين يفوزون بها بقدر ماهم اولئك الذين سيشاركون فيها ليس كناخبين فقط ولكن بدرجة اكبر كمرشحين , بشرط ان يكونوا من اولئك اصحاب الرأي ومن يمتك رؤية حول الوطن وقضاياة ورؤية اوسع لمعنى الحياة الانسانية وكيفية خوض غمارها, فليكن للقبيلة مرشحها وللطائفة مرشحها وللمرشح المستقل مجاله وفرصته , حتى وان كانت فرصة فوزه ضيئلة الا انه يحرك مياة قد اسنت وحان وقت جريانها, انا ادعو اصحاب الرأي ومن يمتلكون مبادىْ ورؤى حول الوطن ان يتقدموا بأنفسهم كمرشحين , اثراء المشهد هو المعوَل عليه اليوم حتى وان كان ذلك ضمن ضوابط مسبقة تحدد النتائج , التخلص من مجتمع الكتلة المصمته هو في حد ذاته بداية طيبة, خروج المجتمع من دائرة الخوف من التجربة والفشل بداية ديمقراطية لابد من المرور بها, سمو الامير حفظه الله يؤيد ابداء الرأي طالما ذلك لايَمسُ الاشخاص في ذواتهم وانما لادائهم وعملهم , ابحثوا عن اصحاب الرأي على ندرتهم , فتشوا عن اصحاب المبادىء على قلتهم , عصر جديد تدخله الدولة , يحتاج رأياً وفكراً جديداً متنوعاً, رشح نفسك يامن تمتلك رأيأ ورؤية حتى بوجود مرشح قبيلتك وطائفتك لاتترك المكان خالياً من رأياً مستقل أو رؤية جديدة , نحن بصدد عصر جديد له قوة الافكار وصلابة الايمان بحرية الرأي , حفظ الله قطر واميرها وشعبها الكريم
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)