دأب
الرؤساء الامريكيون دائماً على تكرار أن إسرائيل واحة من الديمقراطية وسط حزام من
الانظمة الاوتوقراطية والمستبدة مما يجعل من المحافظة عليها مطلباً إنسانياً
عالمياً.هناك وعي لدى الغرب بشكل عام على أن المنطقة العربية منطقة استبداد
لذلك ليس هناك أولوية إنسانية
ولاضرورة داخلية لدى هذة المجتمعات للتفضيل بين دولها وأنظمتها سوى
المصلحة المادية ودرجة توظيف كل نظام لتحقيق مشاريع هذة الدول
الغربية , بمعنى آخر لاتقع هذه الدول تحت
ضغط شعبي ولا مطلب مجتمعي من الداخل
كما لو تعرضت اسرائيل ووجودها للخطر لانها أي اسرائيل حالة إنسانية يجب المحافظة عليها. وقد شهدنا في هذا الحصار الجائر والمستمر على دولة قطر
تذبذب وذرائعية موقف الغرب والشرق بشكل عام منه تبعاً لمصالحة دون الالتفات
والتفريق مكونات أنظمته ودرجة اختلاف كل منها عن الآخر لأنه في وعي هذة
الدول وشعوبها كتلة واحدة من
الاستبداد وعدم الشرعية .لذلك أرى أن
الاستعجال فيما كانت دولة قطر تهدف اليه منذ بداية الربيع العربي وهو قيام نوع من التمثيل الشعبي والمنتخب وتفعيل حياة دستورية حقيقية بالسرعة الممكنة سيدخل عاملاً حاسماً في تعامل الدول الغربية مع أزمة الحصار وسيجعل من شعوب تلك الدول عاملاً مؤثراً للضغط
على حكوماتها حينما تدرك تلك الشعوب أن
هناك واحة من الديمقراطية في طور القيام والانشاء وسط حزام من الاستبداد
والاوتوقراطية تمثله دول الحصار , أنا اعتقد أن التوقيت عامل حاسم اليوم قبل الغد
واثناء الحصار لابعده و ستكون ضربة "معلم" تُدخل الجانب الانساني بشكل غير مسبوق وحاسم
وستعطي دولة قطر ميزة كبرى خاصة أن الظروف
لدى قطر أكثر تهيئةً مما هو لدى غيرها من هذة الدول وذلك لتجانس المجتمع وأرتباطه
بقيادتة بشكل أكبر وضوحاً وعدم وجود سجناء رأي ولامعتقلي كلمة في سجون قطر
وسيعطي أيضاً مرجعية أخلاقية للإنفتاح الاعلامي الذي تشهدة قطر كذلك ,إدخال العامل الإنساني المتمثل في حرية تمثيل
المجتمع ودستورية العلاقة فية سيجعل ماترتكبة هذة الدول من حماقات يومية في شأن افرادها ومواطنيها أكثر سطوعاً ,وسيكشف
زيف الانفتاح الترفيهي التي تمارسه هذة الدول
وهو في الاصل ليس بديلاً عن حرية الانسان وحرية الرأي وأصالة التمثيل, إن ما
تحاوله هذة الدول اليوم ليس سوى نوعٌ من الزيف
يقوم على اسبقية الغذاء قبل الدواء والترفية قبل الحرية وإمتلاك حرية التصرف ضمن دائرة
الاستبداد قبل حرية الكلمة والرأي في تقرير المصير , أعتقد أنها ستكون
ضربة"معلم" تفتح بها قطر ثقباً
في وعي شعوب العالم تجعل من هذة الشعوب
شريكاً في هذة الازمة بعيداً عن أي مصلحة ذاتيه أو استراتيجية ضيقة تستخدمها
الانظمة وتطرح من جديد فكرة الواحة وسط حزام من التصحر والاستبداد ويصبح العالم
أمام مسوؤلية اخرى أمام ذاته ووجودة كمجتمع إنساني ويسقط دعاوي الانفتاح التي يمارسها النظام
السعودي اليوم بشكل سافر ومقزز بعد كل هذا الانكار والتزمت
حيث إمكانية التأصيل للإنسان بماهو إنسان أكبر واعظم من مجرد التعامل معه بإزدواجية بين حقة الأصيل في
الحرية وبين تسويقه كمستهلك في سوق من
الكماليات التي لاتضيف الى جوهره شيئاً ,
متى نحقق ضربة "المعلم" هذه
أرجو أن يكون ذلك قريبا