السبت، 29 يوليو 2023

الخوف أم القلق؟

هناك فرق بين الخوف والقلق. الخوف يعني أن هناك ثمة شىء تخاف منه. أما القلق فليس بالضرورة أن تعرف مصدره أنت تشعر به لكن لاتستطيع تمييز مصدره. ألا ن الاشكالية في الخوف الوجودي والقلق الوجودي, لماذا الوجود هنا , لأنه يرتبط بالايمان, أذا كنت تشعر بالخوف وجودياً فهناك مشكلة في ايمانك لانه يفترض أن يبدد كل خوف يلازم الوجود الخاص بالانسان المؤمن , بينما القلق قد يتسرب الى نفس المؤمن وقد يكون ايجابياً لينتقل معه الى درجة اكبر وأعظم من اليقين أو قد يتراجع نحو الشك ويبدأ في البحث والتنقيب في درجة ايمانه وهي حالة ايجابيةمقارنة بالخوف الوجودي الذي اذا سيطر على المؤمن فقد تتآكل بنية الايمان لديه. القلق الوجودي له علاقة بمراتب الوجود نفسه , التي تبدأ من الحواس الى العقل الى الروح الى الارتقاء , بينما الخوف الوجودي كما أشرت له علاقة ببنية الوجود والحياة فليس هناك مراتب في هذة البنية أما ايمان أو خوف . فأنا اعجب من مؤمن خائف على مستقبله , لكنني لاأعجب من مؤمن قلق على مستقبله؟ لانتفاء وجود العلاقة كما ذكرت بين الايمان والخوف من جهة وتسلسل العلاقة بين الايمان والقلق, هناك من بدأ شاكاً وانتهى مؤمناً وهناك من بدأ مؤمناً وانتهى شاكاً, الاول بدأ بالقلق لينتهي بالايمان والآخر بدأ بالخوف ايمانياً لينتهي شاكاًوجودياً. الخوف ليس مصدراً للوجود بأي شكل من الاشكال فالايمان أحد مصادر العلاقة مع الوجود واعني الايمان بدين معين , أو بفلسفة معينه فالفلسفات الوجودية بشقيها الالحادي والايماني جاءت لتفسير التعامل مع الخوف الوجودي والقلق الوجودي كذلك, يرى هايدغر مثلاً أننا أتينا الى الحياة لنموت الامر الذي يجعل من القلق عاملاً ايجابياً للبقاء , انا دائماً قلقاً على حياتي ولا أعرف متى سأموت لذلك علي أن أعمل منها قيمة وجودية ووجوداً أصيلاً لاو جوداً زائفاً أو التحاقاً بوجود الآخرين , , بينما جاء فيلسوفاً وجودياً مؤمنا هو هو جابرييل مارسيل ليؤكد ان ان مرتبة الوجود الكبرى هي الوقوف امام عتبة الله والتواضع امام تجليه وعظمته فانت تعيش قلقاً ايجابياً حتى تصل الى هذة المرحلة والنهاية... فلا يصح لك أن تخاف وجودياً وانت مؤمن ولكن لك كل الحق أن تقلق على وجودك وان ترتقي درجات في سلم هذا القلق.