تتردد هذة الجملة كثيراً ونسمعها دائماً في مواقف كثيرة, هل هي مقولة سلبية تنم عن انانية الأمر الذي يجعل من نارها تحرق قدميك مستقبلاً إذا وقفت منها موقفاً سلبياً أم هي إيجابية كما يقال لاتتدخل فيما لايعنيك, أو من تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه. هناك من يرى انها مقولة دينية مسيحية.لعل هذه العبارة تعبر عن نزعة صوفية زهدية اي ترك الانشغال بأحوال الناس والاهتمام بأصلاح نفسك ولقد وردت معان مشابهة لها مثل رحم الله
إمرأً شغلته عيوبه عن عيوب الناس . "ومن حسن اسلام المرء تركه مالايعنيه" حديث نبوي صحيح وقد شاعت هذه الجملة في الادب الشعبي والوعظي هناك من ينظر أنها مقولة سلبية ضارة بالمجتمع المسلم الذي فيه تغيير المنكر واجب الجميع كل حسب إستطاعته ولايجب ترك الامور والانزواء بعيداً عن الشأن العام , لايصح ذلك لمسلم يدرك معنى الاسلام في حماية المجتمع المسلم, الخطورة في "تثوير" هذه الفكرة التي هدف الدين من خلالها التدرج في إزالة المنكر إن وجد , الى الدرجة التي تجعل من المقولة أو العبارة إستفزازاً للمسلم وبالتالي يكون رد فعله مبالغ فيه, فهي قد لاتعني بالضرورة شأن المجتمع وانما شأن الافراد أو فرد, في تدبيره أو رؤيته للحياة وللوجود عامة دون المساس بالآخرين أو بحقوق المجتمع والافراد فيه , علينا ان لاننطلق من ضيق المعنى بل من سعة العبارة , من سعة الامكان لا من حيز الضرورة الضيق , وفي تراثنا هناك الكثير من الكتب تدعو الى ترك الناس وعدم الانشغال بأحوالهم منها كتاب إحياء علوم الدين للغزالي, فمثل هذه الاقوال لاتستجلب الوصاية على الناس او المجتمع أو هكذا يفترض فالادب الشعبي عموماً مجال خصب لاقاويل الناس وخبراتهم في الحياة ومجموع افكارهم واعتقاداتهم التي هي في المجموع إفرازاً لتجربة حياتيه معاشة