الأربعاء، 21 يونيو 2023

المثقف من التوهج إلى الذبول 4/4

من صور المثقف المتعددة  كذلك التي كانت انعكاساً لظروف الواقع المعاش وتمَكن ثقافة الريع و فكرة الغنيمة فيه  على سبيل المثال لا الحصر: أننا أصبحنا نفكر بعقلية فردية،وأقوال مثل ... طالما أنا وعيالي سالمين ما يهمني الآخرين.  أو أفعال ...كأن نصفق للقائم، وإذا سقط دسناه بأرجلنا ومزقناه بألسنتنا.  أو  أن كل فرد أو عائلة أو قبيلة تعتبر نفسها أفضل من غيرها، ولها الأولوية، وأنها هي التي تكتب التاريخ.  كذلك  فخطابنا في العلن ليس هو خطابنا في السر، فشاعت  الشخصية المزدوجة.   فإيماننا بالمظهر على حساب الجوهر، والافتتان بالشحم على حساب اللحم.  فكثير منا لا يًعي دلالة الصلاة، فنؤديها كعادة ولا يعي أنها ابتعاد وانتهاء عن المنكر، غلبت العادة على العبادة، .   فنح لا ننصح ولكن نجامل، على حساب ضمائرنا ، من أحب نصح، ومن كره جامل ونافق.   ونعرف الحق بالرجال ولا نعرف الرجال بالحق، فنأخذ بالمظهر على حساب الجوهر,وبالأسم على حساب الانجاز، ،  نتكلم عن الفساد ولا نشير إليه، فلذلك نشترك في وصفه مع الفاسدين فصفة الشيء جزء منه.   و لا نستغل أي مساحة من الحرية متوافرة لنا مهما كانت محدودة لإعلاء الحقيقة وكشفها، فالحرية ليست معطى وإنما حركة ضمن ما تسمح به الظروف.     نتكلم عن التغيير وننسى أننا جزء منه، نحن أول من يجب أن يتغير .     نركض وراء الاستهلاك ولا نقاوم برامجه ولا خططه بل نتسابق في الإقتناء على حساب اصالة الوجود الحقيقي للإنسان وهي قيمته في ذاته وليس فيما يملك, فالاصالة سمة فردية ووعي خاص .   فنحن موجودين كأجساد، لكننا مغيبون كإرادة، وهي حالة تفسد كل جمال محتمل. هذه بعض صور لنفاق الذي  يسود مجمل الحياة العربية مع الاسف ,ولو لاحظنا بعد كل ماسبق   أن المثقف الاول الذي اسميته بالمثقف العضوي العفوي هو  أكثر الصور   إنعكاساً  لثقافة المجتمع القطري قبل أن تتمكن منه التقنية  ويدنسه الاستهلاك   وشهوة التملك ببشاعة على حساب  العيش الحقيقي   واصالة الوجود الانساني وعراقة هذة الارض الطيبة
إنتهى