رجل دولة من الطراز الاول , قَدَره التربية
والتعليم , إحتوى جميع المناصب ولم تحتويه, لايهرول خلف الاضواء ولايبحث عن
الاعلام كما يفعل غيره , لأنه رجل برنامج ورؤية , تقلب في جميع المناصب الرسمية بلا
إستثناء, أستاذ في اللغة العربية ورأس مجلس أمناء المنظمة العالمية للنهوض بها, له
يد طولى في العمل الخيري حيث كان عضواً مؤسساً في الهيئة الخيرية الاسلامية
العالمية في دولة الكويت, عضو مجلس الشوري الاول ,يحمل دكتوراة فخرية في
الانسانيات لجهودة العظيمة في مجال
التربية والثقافة والعلوم له العديد من الدراسات
والبحوث في مجال اللغة العربية والتربية والثقافة, قال لي أحد التربويين الذين
إشتغلوا معه ردحاً من الزمن لعله أفضل وزير تربية على مستوى العالم العربي على
الرغم من بيروقراطية العمل الرسمي العربي بشكل عام , أنه الاخ الكريم عبد العزيز بن
عبدالله بن تركي السبيعي أطال الله في عمره, لاأستطيع أن أعدد مناصبه التي تقلب
فيها داخل الدولة وخارجها , لكنني أستطيع
أن أوكد شيئاً واحداً أنه إنسان "ممتلىء" لايبحث بقدر ما يُبحث عنه,
لايعرض نفسه بقدر ما يُطلب منه, أنه كما ذكرت
رجل دولة يحمل "برنامج" لايفرط فيه حتى وان حالت الظروف على
تحقيقه او استكماله , هذا هو الفرق بين رجل الدولة وغيره من المسؤولين , أحسن من
يستطيع تشخيص العملية التعليمية في الدولة لأنها إبن هذه المؤسسة وتدرج فيها حتى أصبح على قمتها وعاصر الشيخ جاسم بن حمد ال ثاني أول وزير للمعارف في قطر والدافع الحقيقي وراء مسيرة التعليم في قطر ومن بعده
الشيخ محمد بن حمد, متحدث في مجاله بقدر كبير من التمكن والدراية والعمق , لاتزال
الدولة تحتاج اليه بعد تقاعده أطال الله في عمره وتحتاج الى استشارته وخبرته وكذلك الاجيال الحالية بحاجة فعليه لدراسة تجربتة التي اتمنى أن يكتبها
ويؤصلها للتاريخ وما التاريخ إلا
مجموعة خبرات وتجارب, تجربة كبيرة وعريضة لابد أن تؤرخ من أجل قطر وتاريخ التربية والتعليم , خاصة أن إيمان الاخ عبدالعزيز بعملية التأريخ وأهميتها واضح بعد أن أصدر كتابه الرائع عن والده الشيخ الجليل عبدالله بن تركي السبيعي "حياة عالم من قطر" والذي حظي بتقدير
كبير من الجميع نظراً لمكانة الشيخ عبدالله واسهاماته الكبيرة الشرعية والتربوية
والاجتماعية.
انعكاس التجربة
المتعددة الابعاد واضحاً على شخصية
الاخ عبدالعزيرفهو لايتكلم دون ادراك ولايتجاوز دون حاجة, مثال
للقطري المخلص الواثق من ربه ومن دينه ومن مكانته فوق ارضه وبين أبناء مجتمعه, لاأزكي
أحداً على الله لكنها شهادة أنا على إيمان بأن وقت إستحقاقها قد حان بعد تلمس أطرافها عملياً واجتماعياً ,أسأل الله الجليل أن يطيل في عمر الاخ الكريم
عبدالعزيز وان يبارك له في ذريته وفي أهله وأن يعينه دوماً على فعل الخير وأن يلهمنا جميعاً محبة الناس والسعي في تحقيق
اسمى معاني الانسانية أنه هو السميع المجيب