عيناه زائغتان ,ينظر في كل مكان, صوته متهجد لاتعرف إن كان مسروراً أم حزيناً, يحاول أن يرضي الجميع , المستقبل لديه يصنعه الآخرون , يشغل مكانة في المجتمع إلا أنه لايشعربها , غير متماسك الافكار, يتسول القرب ما استطاع الى ذلك سبيلا, ميسور الحال وقد يكون ثرياً إلا أن فقره ليس مادياً بل وجودياً, قد ينثر ماء وجهه للحصول على ما لايستحق أو مالا يضيف اليه شيئاً , صوره كثيرة في المجتمع وعلى جميع المستويات الرسمية والشعبية, يبحث عن الاخبار , يسرع في نشرها , الانا لديه هائمة , تبحث باستمرار عن من يطمئنه بوجودها أو أنه لايزال في الصورة, كما يقال, عينيه معلقة بما عند الغير باستمرار, لايعيش يومه الابمقدار ما يتواجد حول الاخرين , يخاف أن يعيش مع ذاته أو لايستطيع لافتقاده شروط ذلك, فالذات الانسانية ضخمة وثقيلة ولها شروط وجودية لايستطيع تحملها فيلجأ الى ذوات الاخرين ليختبىء من التزاماتها, إذا شغل وظيفة او منصباً لحقه التردد والتهرب وانجذب الى ضوء يحميه أو ركن يستند إليه, كم من الكوارث ارتكبها هؤلاء المتهافتون بحق حقوق انفسهم وحقوق الاخرين عليهم حين تبؤوا المناصب, شهدت العديد منهم خلال حياتي الشخصية والعملية, التهافت إكتناز ومحاولة امتلاك مستمرة ودائمة من هنا يبدو المتهافت شخصية دائمة المسخ والتنكر, يريد رزق الغد قبل موعده , كذلك الأمس لديه ليس مجالاً للعبرة والاتعاظ , ,اليوم فرصة , وغداً إنتهاز ورغبة في التملك,شاع مؤخراً إصطلاح " المرجف "أو المرجفون وهو في إعتقاد مرحلة متقدمة يصلها المتهافت إذا لم يصحو من إضطرابه النفسي ليعيش وجوده الحقيقي كإنسان فمهما تهافت على الدنيا وزخرفها سيتركها وإن كان لن ينزع قميص التهافت حيث أنه لصيق بالنفس وليس بالجسد الذي سيوارى في التراب.