الثلاثاء، 3 يناير 2023
الدنيا من منظور "المتنبىء"
وَمَن صَحِبَ الدُنيا طَويلاً تَقَلَّبَت
عَلى عَينِهِ حَتّى يَرى صِدقَها كِذبا
وَكَيفَ اِلتِذاذي بِالأَصائِلِ وَالضُحى
إِذا لَم يَعُد ذاكَ النَسيمُ الَّذي هَبّا
ذَكَرتُ بِهِ وَصلاً كَأَن لَم أَفُز بِهِ
وَعَيشاً كَأَنّي كُنتُ أَقطَعُهُ وَثبا
__________________
سُبِقنا إِلى الدُنيا فَلَو عاشَ أَهلُها
*
مُنِعنا بِها مِن جَيئةٍ وَذُهُوبِ
٦
تَمَلَّكَها الآتي تَمَلُّكَ سالِبٍ
*
وَفارَقَها الماضي فِراقَ سَليبِ
————————————
نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي
وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ
وَنَرتَبِطُ السَوابِقَ مُقرَباتٍ
وَما يُنجينَ مِن خَبَبِ اللَيالي
وَمَن لَم يَعشَقِ الدُنيا قَديماً
وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ
نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ
نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ
رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى
فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ
فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ
تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ
الشخصية النمطية في مجلس الشورى
يتساءل العديد لماذا لم يحقق مجلس الشورى الحالي" المنتخب" ولو بعضاً من امال الناخبين؟ كنا نطالب بالانتخاب وبأنه الطريق الى تفعيل ارادة المواطن، ورغم ما شاب عملية الانتخاب الا ان النتيجة مخيبة للامال في الاعضاء ، ليس هذا رأيًا شخصياً وانما شعوراً عاماً تجده في جميع قطاعات المجتمع الذي كان يأمل الكثير من العملية الانتخابية، مرت سنة واكثر من شهرين، ولم يتحسس المجتمع اي بوادر لتشريع او لعملية مراقبة وهما الوظيفتان الاساسيتان لعمل اي مجلس تشريعي منتخب،حتى ان البعض طالب بالعودة لنظام التعيين لانه انجع؟ وتناسى ان عملية الانتخاب ذاتها اعتمدت على القبيلة كمرتكز اساسي لها ، رغم الادعاء انها كانت ضرورية ولامفر منها كبداية ,لكن ما اود ان اشير اليه هنا هو العامل الذاتي للشخصية القطرية الذي اعتقد انه احد عوامل الاعاقة الرئيسية في تطور مجلس الشورى بل ربما في انتكاسته رغم انه منتخب ؟
علينا ان نفرق في تناولنا للشخصية القطرية بين جيلين، جيل الاباء وجيل الابناء.جيل الاباء كان مشاركاً، بينما جيل الابناء كان مجرد قيد الاستدعاءالفرق كبير وجودياً بين الطرفين,حيث اصالة الوجود للجيل الاول بينما الجيل,[,] اللاحق جيل الابناءيبدو وجوده افتراضياً والسبب يبدو في انه منذ اكثر من اربعين عاماً مضت لم يكن المجتمع في وضع المشاركة او حتى في اقتناص فرصة المشاركة في اي من الاحداث والتغيرات الكبرى التي شهدتها الدولة، والشخصية القائمة على الاستدعاء شخصية نمطية بالضرورة، لذلك حين تطلب منها المبادرة لا تستطيع او تتردد الى درجة الاحجام، اليوم الدولة تتقدم بصورة اكبر المجتمع ، والمجلس لدية مساحة للتحرك كفلها لها القانون والدستور والسلطة تحثه على ذلك لكنه محجم ،حتى انك تلاحظ ان العضو لا يفرق بين كونه مرشحاً سابقاً وعضواً حالياً، لايزال يعيش ترشيح القبيلة والجماعة حتى اليوم في خطابه للمجتمع مهنئا ً في مناسبة او غير ذلك وينسى انه عضواً اليوم يمثل المجتمع بأسره.من خصائص الشخصية النمطية انها شخصية محافظة جداً وترى مرور الوقت مكسباً اكثر من العمل على الاستفادة منه ، لا تؤمن بالعلاقة السياسية بقدر ما تؤمن ببركة السلطة ولاترى مساحة للناخب بقدر ماترى انه دعماً من السلطة واصطفاءً من قبلها، هذا في الاحوال الطبيعية فكيف إذاً اذا كانت الامور كما جرت، انا اعتقد انه من الضروري العمل على ايجاد مسافة بين السلطة والمجتمع لقيام شخصية فيها قدر من الاتزان يمكن ان يحقق اهداف وجود مجلس منتخب ، ترك المجتمع يتفاعل افقياً مدة اطول مع وجود مسافة اجتماعية بين السلطة والمجتمع كفيل بالتخلص من الشخصية النمطية السائدة اليوم والتي تمثل اعاقة ذاتية لتطور المجتمع ونمو الدولة بشكل يحقق الهدف المنشود من عملية الاصلاح التي تهدف الدولة لايجادها.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)