حصلت اخيرا على نسخه من كتاب "لسعات فكريه" من مكتبه
الثقافه فى الدوحه حيث يباع ومقدمته تقول
التالى"ألفت هذا "السفر" على بعض مغالطات الكاتب القطرى عبد العزيز
الخاطر بعد أن رأيت لكتاباته إجلالا فى غير
محله". والمؤلفان كما جاء على غلاف
الكتاب هما الكاتبين فهد بن عبد العزيز ال ثانى وعيسى بن عبد العزيز ال ثانى. ولم أجد فى الكتاب مايستحق الرد عليه من الناحيه الفكريه لأنه ليس له من عنوانه أى
حظ فهو ليس فكر فالفكر أفق وهو ضيق أفق , وليس لسعه لأن الفكر لايلسع وإنما يبطل لسعة الاعتقاد الجازم بإمتلاك الحق فى تصنيف الناس وقراءة نواياهم والخلط
بين المفاهيم وتاريخها وتحولاتها وذلك عن طريق توسيع
المدارك والملكات. كما ذكرت ليس هناك
مايستاهل الرد عليه فكريا ولكننى لدىً ملاحظات معظمها إجرائيه وتربويه.
أولا:هناك إهداء لشهداء
الثورات العربيه والجميل فى هذا الاهداء
أنه لم يخص أصحاب عقيده أودين معين دون
غيره أو فكر دون آخر
إلا أن الوضع سيختلف بعد ذلك.
ثانيا: هناك آيات كريمه عن الحق والباطل وإن هذا
"السفر" الحق جاء ليدمغ الباطل . ثم يأتى إقتباس من أحدى مقالاتى قلت فيه أن الايمان حاجه نفسيه ضروريه للفرد , فرد
على"الشيخان" بل ضروره عقليه ,و
إدعاء أنها حاجه نفسيه من دعاوى
الملاحده"إتهام مبطن" وهل قلت أن الايمان ليس عقلا؟.
ثالثا: من الواضح أن الذى كتب هذا الكتيب "السفر" ليس هما
الكاتبان "الشيخان", فيبدأ
بالقول كتبت هذا الكتاب ثم يقول قال" الشيخان كذا وكذا , ورد الشيخان بهذا
وذاك. ولم يورد هذا المتكلم أسمه ولا صفته
, وليس هناك فصل بين المقدمه وموضوع الكتاب , فهو يشير إلى نفسه ثم يستشهد بقول الشيخان ولم يوضح من المقصود من الشيخان أهما المؤلفان كونهما
من العائله الكريمه الحاكمه أم هما
آخران ؟وقد عرف تاريخيا وادبيا بان الشيخان هما أبوبكر وعمر رضى الله عنهما .
رابعا:" ويل لقوم كان هؤلاء مثقفيهم وكُتابهم" حكم مطلق "
, ثم يقول أن كتابى "البقاء على قيد الكتابه"لم يوزع وإن الناشر إستله من تحت الطاوله يأسا من بيعه, "كاتب
هذا
وضع فكره كيف يمكن الحديث عنه كخطر على المجتمع؟
خامسا: نعيب على وزارة الاوقاف عدم تصديهم للمقالات الهدامه فى
جرائدنا المحليه التى تطرح دونما حسيب أور قيب " دعوه لمصادرة الفكر الذى عنونا به
كتابهما "السفر" كما يشير الكتاب الى حالة الثقافه الرثه فى قطر فالكتاب
يكتبون لمجرد الكتابه والشعر بلا قافيه وعبد العزيز الخاطر من هؤلاء إلا أنه يمتاز
بايديولجيه تهدف لنشر العلمانيه ولم يوضحا ما يقصدانه بمفهوم العلمانيه وأكثر الظن
هو مايتبادر إلى الذهن سريعا من كونها كفر وزندقه
وفصل للدين عن السياسه,"الستريو تايب
المحفور فى الذهنيه العربيه"
مترافق مع الخوف المرضى من
المصطلح دونما محاولة تفكيكه .
سادسا: "ارجو أن يسمح القارىء الكريم
باستخدام صيغه المفرد تاره والجمع تارة أخرى وذلك لأن الكتاب فى يتكلم
بهذه الصيغ فهناك كاتب وهناك شيخان ينقل
عنهما" أين ثقافة الشيخان ومن يكتب
معهما ؟ أنا أتساءل؟ لماذا
لايشاركان فى نشر ما يعتقدان به دون تلميح
بكفر أو بإلحاد طالما أن الحبل على الجرار
والزبد هو الغالب كما يقولان.
سابعا :للأسف الثقافه فى قطر
تحمل صفة النخبويه ولاتصل الى إلى فئه معينه فى حين انها يجب ان تحتوى عقل كل
قطرى" ص 18 لم يوضحا مالمقصود بالثقافه؟ التى
يريدانها ان تحتل عقل كل قطرى , وهل
ثمة ثقافة وهويه اخرى فى مجتمعنا القطرى
سوى ثقافة الاسلام و لايستطيع أحدا كائنا من كان ان يخرج احدا من هويته وثقافته طالما لم
يدعى هو ذلك فالقول بعلمانية فلان أو بالحاد علان إنطلاقا لفهم شخصى هو الفكر الكارثه
والثقافة المبتوره .
سابعا: من الواضح بجلاء ينطلق الكاتب أو الكاتبان, من منطلق فكر
الوصايه على المجتمع فهم خائفون على المجتمع من فكر عبد العزيز الخاطر " وهو
فكر عقيم ولغه ضعيفه, ومكرر وممل , لماذا
إذن هذا "السفر" لانقاذ المجتمع
منه؟ ويطلبان الدوله بالتطور فكريا؟ وهم
يرون أن الاوقاف مقصره ووزارة الثقافه كذلك حيث الثقافه ضعيفه ومضمحله وذلك لايليق بدوله
اختيرت كعاصمه للثقافه كل هذه الاتهامات دونما توضيح مالمقصود بالثقافه التى يريدان
ان تسود إذا كان معظم المجتمع لايدركها ,ويطالبان أيضا بأن يتطور الفكر كما العمران فى قطر ولاأعرف معنى لتطور الفكر يحمل مصادرته .
وإتهامه أصحابه بما يخرجه عن المجتمع وثقافته. وهم
كذلك يرون أن طبقه كبيره فى المجتمع القطرى ثقافتها صفر ولاتفقه الا توافه الامور
وافكار هشه وسطحيه ويقولان ان المواقع الالكترونيه بينت لهم عقليات المجتمع بجميع
شرائحه والثقافه الهابطه التى"يمتاز" بها "ص20لاحظ كلمة يمتاز وهابطه وهل الهبوط يوصف بأنه.إمتياز. وهل المواقع الالكترونيه تُعد حكما على ثقافة أمه أو شعب .
ثامنا: فى صفحه 51&52
يقولان انهما استأذنانى بنشرحواراتى معهما ورفضت والحقيقه أننى حاورت شخصا
يدعى "مد نايت تشارم" سحر منتصف الليل "
وليست محاوره سوى ردود واجوبه مقتضبه وحينما طلبت منه أن يكشف عن اسمه غضب
وقال هذا لايعنيك وبعد فتره طويله كتب لى قائلا أنا عيسى عبد
العزيز ال ثانى هل تسمح لى بنشر ذلك قلت له بشرط أن تذكر هذه الحادثه ولكنه ذكر
النصف الذى يريد فقط والله على ما اقول
شهيد وذكر أن هذا التراجع أو
الخوف من النشر من قبلى غير محمود ولا مقبول ويضيف أن ثبات الخاطر على أفكاره أو تراجعه
لايستحقان التقدير .فلم كل هذا
العناء طالما النتيجه تساوى صفرا
كبيره.؟
تاسعا: قضية مقالى " التطرف ---فناء الذات فى
العقيده يقول الكاتبان أنه لاتوجد ذات إلا
وتوجد عقيده لم أقل بغير ذلك هناك
ذاتا تعتنق عقيده
وهناك ذاتا بدون عقيده ماذا نسمى "اللاادريه" فى العالم إذن , أما مقالى أخيرا علمانيه"
فالمقصود أن تصل السلطه فى دولنا إلى أن
تكون حياديه أمام مكونات المجتمع فهى نوع أو
شكل من أشكال أو تعاريف العلمانيه ,لو أنصف الكاتبان وقرْا أطول مقال لى نشر فى كتابى وفى مواقع
كثيره عن العلمانيه كيف أشرت الى غربة هذا المصطلح فى مجتمعاتنا وصعوبة توليده
محليا فأين دعواهم لى بأننى ادعوا إليها؟
الكاتب يستخدم المصطلح بما بما يمكن أن
يحتمله من توضيح ومعان فهذه
المفاهيم تاريخيه تطورت وأخذت اشكالا عديده عبر صيروره من الزمن فجميعنا نستخدم
الديمقراطيه انظمة وشعوبا ولكن اين هى الديمقراطيه وتجسدها؟ وهل نحن مؤمنين بها ؟
وهل يمكن استنباتها محليا؟
عاشرا: أرحب كثيرا
بالنقد التلقائى فنحن بشر خطاؤون, ونحن مجتمع واحد والقطريون إخوه ينتقد بعضهم بعضا وينصح بعضهم الآخر واشكر الكاتبان على ردهما الكتابى على الاقل ولكننى أشك كثيرا فى من هو خلف
الكواليس , اخشى على بلدى ممن هم خلف الكواليس يستغلون طيبة هذا الشعب وحبه لدينه
وغيرته على عقيدته.