رحل الشيخ سحيم بن حمد الى دار الحق والبقاء منذ مايقارب الثلاثون عاما،رحل بجسده ،لكن المعاني االتي كان يمثلها باقيه في قلوب أهل قطر جميعا،نتذكره اليوم أكثر من أي وقت مضى ونفتقده بشده ،خوفا على المعنى الذي كان يحمله، والقيم التى كان يصورها ، والتواضع الذي كان يكتسيه ، و مفهوم الشيخ الذي كان يعبر عنه في أنقى صوره.
يتذكر أهل قطر الشيخ سحيم ،كلما عبس في حضورهم مسؤول وأزبد.
يتذكر أهل قطر الشيخ سحيم كلما ضاقت الدنيا أمامهم وكفهرت.
يتذكر أهل قطر الشيخ سحيم كلما حال بينهم وبين إبتعاث أولادهم للدراسه حائل أو عائق.
يتذكرأهل أهل قطر الشيخ سحيم كلما إحتاج مريضهم لعلاج في الخارج وحالت السبل دون ذلك.
يتذكرأهل قطر الشيخ سحيم كلما إحتاجت عائلة الى سكن وإلى وظيفه ومصدر رزق.
يتذكر أهل قطر الشيخ سحيم كلما ضربوا مثلا بالوفاء.
يتذكر أهل قطر الشيخ سحيم كلما مروا بمعنى للإيثار والصدق والنقاء.
يتذكر أهل قطر الشيخ سحيم كلما أحسوا بالغربة داخل وطنهم ،وأتخذوا في المجالس مكانا قصيا.
نحتاج اليوم الى سحيم المعنى،نحتاج اليوم الى مفهوم الشيخ المتجرد الذي كان يمثله الشيخ سحيم.
نحتاج اليوم الى قلب الشيخ سحيم الكبير الذي إحتوى الكبير وعطف على الصغير.
نتذكره اليوم ،ليس لعقم الحاضر ، ولكن لما يمثله من حضور وخلود في الذاكره لم يستند فيه الى بناء او تمثال او عمود تذكار، ولكن الى شعور إنساني بالاخر من ابناء وطنه ومن عاشوا من أهلها فيى عمرها الأول .
نتذكره اليوم ،والقطريون ينكمشون امام الزحف الوافد من حدب وصوب، نتذكره اليوم وهو يسلم قيادات الخارجيه لابناء قطر في وقت كانت الدوله في اشد أوقاتها حاجة للوافد وخبرته ومؤهلاته.
كان يدرك رحمه الله مشاغل سمو الامير الاب وحجم مسؤولياته، فيعمل على حل المشاكل والصعوبات التي تواجه أهل قطر ما استطاع الى ذلك سبيلا.
كان رحمه الله مؤسسه اجتماعيه خيريه وطنيه قبل زمن المؤسسات ، وكان قبل كل شئ وبعد كل شئ انسانا بمرتبة شيخ.
ثلاثون عاما مرت على حضور الشيخ سحيم، الجسد وحده ليس دليل حضور ، الجسد مجردإمتلاء، لاتبحث عن حضوره إلا بعد أن يغادرك ويرحل.
رحم الله الشيخ سحيم وذكراه العطره.