أعظم معنى يمكن أن تعطيه أزمة البشرية أمام
تقدم فايروس "كورونا" هو الانسان "العابر"كحقيقة فوق كل الحقائق الدنيوية الفئوية التي يتقاتل
حولها الناس في هذه الدنيا سوى كانت أديان أو معتقدات أو أعراق أو طوائف , حقيقة الانسان العابر تتمثل في عبوره الجسدي خلال
حياتة ثم العبور الروحي في إنتقاله الى العالم الآخر
كل الانجازات العلمية والمادية لاتشفي الانسان ولاتكفيه من التأهب للوقوف أمام
عتبة الله, وبالتالي حياة الانسان في هذة الحياة ليست شيئاً جاهزاً هي نوع من
الاجتهاد الدائم والتوقع المستمر والاختبار الدائم , فهو موجود للإختبار , فالعالم
وحده لايكفي أن ينضوي الانسان في داخله
ليعيش وجوده وإيمانه عليه أن ينكشف ليحقق ذاته وكينونته,فالطابع المشترك
للمصير الانساني يفرض على الانسان كذلك
رفض التشاؤمية فالبشر مكتوب عليهم أن يتعايشوا وسط مجال مشترك وأن يتبادلوا المحبة
وان يتألموا فالعيش المشترك عتمة لكن من خلال الايمان تتبدد هذة العتمة, هذة
الازمة الوبائية جعلت العالم يفكر بشكل مختلف حيث أنضوى الانسان داخل الوطن وإنضوى
الوطن ضمن العالم وبدت الدول تتخلى عن خصوصيتها الى خصوصية أعمق وأشمل هي حماية العالم والكون
من هذا الخطر القادم, فيصبح االعبور العام او الشامل المتعلق بالمصير المشترك هو
ديدن الجميع.
حاذر وأنت تعبر أن تزرع شوكاً أو أن تسد
طريقاً أو أن تؤذي حجراَ أو بشراً, مهد الطريق لمن سيأتي بعدك مهمتك في الحياة أن تَعبُر , قيمتك الحقيقية في أن تترك المجال خلفك صالحاً
وممهداً لمن سيلحق بك, هؤلاء الذين يسدون الطريق او الذين يقفون أمام سنة العبور بما يمتلكون من قوة وبطش سيدوس فوقهم الزمن وسترصفهم الايام طريقاً لأهل الاصلاح مهما طال بهم الأمد . الحياةُ تيار والانسان عابر , المعادلة المثلى أمام التيار هو مسايرته بالعبور لا المكوث في وجهه ومقاومتة , اليوم العالم يقف أمام قدر الله لالمقاومته وانما لمسايرته بالعبور نحو قدر الله الآخر المتمثل في ايجاد دواء أو مصل يقي من هذا الفايروس القاتل