"إسلام السوق" كتاب للمفكر الفرنسي باتريك هايني ويعكس تحولات التدين الاسلامي المعاصر خصوصاً في سياق هيمنة ثقافة السوق وصعوده كمنظومة "قيم" في سياق السياسات النيوبراليه في عالمنا المعاصر., هو هنا لايتحدث عن الدين الاسلامي كعقيدة وانما عن أنماط التدين الجديدة في ظل كل هذه التحولات الاقتصادية والسياسة والاجتماعية التي تعصف بالعالم اليوم وتنعكس اثارها على جميع اوجه الحياة ..
"إسلام السوق" هو نمط في اعتقاده نمط من التدين يتكيف مع آليات السوق وقيم هذا التكيف ومنها النجاح الفردي, الربح , ريادة الاعمال, الاستهلاك, الحرية الفردية بمعنى أن الدين لم يعد هوية جماعية أو مشروع سياسي كما كان إن الاسلاميين التقليديين بل أصبح خياراً فردياً. بل أن العديد من الوعاظ الاسلاميين من دعويين عقديين الى الى شخصيات "تسويقية" تروج لقيم النجاح والتنمية الذاتية وتقدم الاسلام كمنج "روحي" يناسب السوق, فالمسلم اليوم يصوم ويصلي ويعمل وينجح ويؤسس مشروعاً تجارياً حلالاً و دون الانخراط في مشروع اسلامي شامل أو ثوري, ومن هنا إستطاع بعض هؤلاء " أسلمة" الرأسمالية نفسها مثل "الصيرفة الاسلامية والمنتجات الحلال والموضة الاسلامية , ولباس البحر الاسلامي وهذه كلها جزء من النظام الاقتصادي العالمي, وجاء كل هذا بعد تراجع الاسلام السياسي واستبداله بتدين ينسجم مع واقع من أجل تغييره.
"إسلام السوق" لايدعوا الى الثورات بل يركز على النجاح الفردي أكثر من مفهوم العدالة الاجتماعية وعلى إصلاح النفس كطريق لتغيير العالم. وهذا النوع من التدين في إعتقادي جزء من التحول النيوليبرالي للمجتمعات العربية, وقد نشهد تحولات جديدة , طالما نحن من يتأثر وليس من يؤثر.