أشفق على كثير من الزعماء والقادة العرب لسبب بسيط وهو عدم وجود حياة حقيقية لهم بعد غياب السلطة عنهم وحتى وإن وجدت فهي حياة أقرب إلى الجمود منها إلى الحياة، فالإفراز التاريخي لأمتنا في هذا الخصوص لا يخرج عن موت القائد أو الزعيم أو إبعاده قسراً وغيابه في المنفى وفي بعض الحالات التخلص منه ومن مرحلته بأي طريقة كانت، باستثناءات محدودة، فهذه المخرجات هي ما استوطنت عليه أمتنا ولو استعرضنا الوطن العربي نجد أن هذه هي شروط انتقال السلطة وإن تلاشت بعضها مثل الاغتيالات وبقي المراهنة على الموت لتداول السلطة. ما يدعوني إلى التذكير بهذه النقطة النماذج الغربية للحياة بعد السلطة فالرئيس الأميركي الاسبق كلينتون مثلا بعد خروجه مباشرة من السلطة أصبح محاضراً في العديد من الجامعات وتعاقد مع جامعة أكسفورد للتدريس فيها بعد خروجه من السلطة في البيت الأبيض بوقت قصير وقبله انتقل بوش الأب إلى إدارة أعماله في تكساس بعد سنوات حامية في البيت الأبيض وغيرهما كثيرون في أوروبا ممن يمارسون حياتهم باستمتاع كبير بعد سنوات السلطة والزعامة.
فالسلطة هناك فترة مرحلية تتبعها فترات من النضج والتأمل ولكنها عندنا نهاية المطاف وغاية المنى وغالباً ما يخيب الظن في النهاية فإذا بها كارثية. مثل هذه الحالة النكوصية التي يعاني منها وطننا العربي الكبير ولا تشاركه فيها سوى بعض دول إفريقيا وآسيا، هذه الحالة التي يندفع فيها الشعب والجيش في أغلب الأحيان ليمارس صلاحياته تحت مسمى استشراء الفساد دونما خطة أو برنامج لا تمثل حلاً ناجعاً للاشكال، حيث لا آلية واضحة لممارسة العمل السياسي، فإذا بالفساد يعود من جديد وبثوب آخر. ولو استعرضنا وطننا الكبير بلداً بلداً وتساءلنا عن السلف فهو بلا شك يقع بين تلك الإفرازات التي أشرت إليها سابقاً، " دول الخليج استثاء " نظراً لطبيعة السلطة وطبيعة انتقالها "ولو تساءلنا أكثر عن المستقبل، أي ما بعد الزعيم أو القائد الحالي، فليس هناك جواب وانما الأمر متروك للقدر، فهو بالتالي لا يخرج عن تلك الإفرازات أيضاً: ان مأساة الأمة ومكمن أمراضها يتمثل في الاستبداد فلا مخرج لها من دون التعامل مع هذا الداء حيث لا إصلاح للتربية ولا إصلاح للثقافة ولا وجود حقيقيا للتنمية دونما البدء بمعالجة الاستبداد الذي يجعل من السلطة نهاية المطاف وليست مرحلة يبنى عليها وترتكز عليها خطوات أخرى، لقد هُزمت الأمة من جراء هذا الاستبداد ونزفت أموالها إلى العدو واقتصاداته الموالية بسببه ولسبب حب السلطة أو جعلها نهاية المطاف، فلا يحتمل عربي أن ينزل من السلطة ليعامل بعد ذلك كإنسان أو مواطن عادي، وهذه في حد ذاتها إشكالية ثقافية لايقبلها العقل العربي بسهولة. لأنه يرى السلطة في تقابل مع الحياة أو بالاحرى هي الحياة فلاحياة له بعدها.
فالسلطة هناك فترة مرحلية تتبعها فترات من النضج والتأمل ولكنها عندنا نهاية المطاف وغاية المنى وغالباً ما يخيب الظن في النهاية فإذا بها كارثية. مثل هذه الحالة النكوصية التي يعاني منها وطننا العربي الكبير ولا تشاركه فيها سوى بعض دول إفريقيا وآسيا، هذه الحالة التي يندفع فيها الشعب والجيش في أغلب الأحيان ليمارس صلاحياته تحت مسمى استشراء الفساد دونما خطة أو برنامج لا تمثل حلاً ناجعاً للاشكال، حيث لا آلية واضحة لممارسة العمل السياسي، فإذا بالفساد يعود من جديد وبثوب آخر. ولو استعرضنا وطننا الكبير بلداً بلداً وتساءلنا عن السلف فهو بلا شك يقع بين تلك الإفرازات التي أشرت إليها سابقاً، " دول الخليج استثاء " نظراً لطبيعة السلطة وطبيعة انتقالها "ولو تساءلنا أكثر عن المستقبل، أي ما بعد الزعيم أو القائد الحالي، فليس هناك جواب وانما الأمر متروك للقدر، فهو بالتالي لا يخرج عن تلك الإفرازات أيضاً: ان مأساة الأمة ومكمن أمراضها يتمثل في الاستبداد فلا مخرج لها من دون التعامل مع هذا الداء حيث لا إصلاح للتربية ولا إصلاح للثقافة ولا وجود حقيقيا للتنمية دونما البدء بمعالجة الاستبداد الذي يجعل من السلطة نهاية المطاف وليست مرحلة يبنى عليها وترتكز عليها خطوات أخرى، لقد هُزمت الأمة من جراء هذا الاستبداد ونزفت أموالها إلى العدو واقتصاداته الموالية بسببه ولسبب حب السلطة أو جعلها نهاية المطاف، فلا يحتمل عربي أن ينزل من السلطة ليعامل بعد ذلك كإنسان أو مواطن عادي، وهذه في حد ذاتها إشكالية ثقافية لايقبلها العقل العربي بسهولة. لأنه يرى السلطة في تقابل مع الحياة أو بالاحرى هي الحياة فلاحياة له بعدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق