تأتى إحتفالات الدوله هذا العام باليوم الوطنى فى ظروف مختلفه كل الاختلاف عن الاعوام السابقه, لم يمر على الامه بأسرها أعواما كالتى نشهدها منذ بداية ما يسمى بالربيع العربى , اضطراب وعدم استقرار فى كل مكان, ولم تشهد الدوله دورا فاعلا كالذى تقوم به اليوم دوليا واقليما بقيادة أميرها الشيخ حمد بن خليفه. كل هذه العوامل لابد وان تنعكس ايجابا مع احتفالات الدوله بعيدالمؤسس الشيخ جاسم طيب الله ثراه. ولى ان ابدى بعض الملاحظات هنا:
أولا: من المفروض وتبعا لما سبق ذكره وتماشيا مع الوضع العربى الراهن واسهامات قطر الكبيره فى صنعه أن تختفى مظاهرالفرديه والفئويه ويكبر بالتالى حجم المشاركات الشعبيه تحت اسم الوطن وهو ماحرص الدور القطرى الفعال على تأكيده دائما وبإستمرار, الدور القطرى ,الذى تمثله القياده كان دائما ولايزال دورا توسطيا يهدف لخير الشعوب واحترام خياراتها.
ثانيا:ابراز الدور المدنى للدوله من خلال زيارة المسؤولين للموجود من مؤسسات وجمعيات المجتمع المدنى وتعزيز دورها وتسهيل وسائل انشاء المزيد منها بشكل حروممارسة الديمقراطيه بشكل أولى من خلال تشكيلها.
ثالثا: فى اعتقادى ومن خلال مشاهده للاحتفالات السابقه , أعتقد انه من الافضل كثيرا, حصر العرضات" الشعبيه"إحتفالات القبائل" مناطقيا بدلا من كونها قَبَليا ,كما كان فى السابق , المناطق تؤكد الانتماء بصوره حقيقيه , مناطق قطر تقام فيها "عرضات" بأسم أهلها , فيجتمع جميع أبناءها فى تحاب وتراض , فى ولاء رائع لقد رأينا أحتفالات لقبائل لايتجاوز من حضرها أصابع اليدين, هذا تشتت فى زمن التآلف والاجتماع..
رابعا: تطوير الجهاز الادارى والحكومى يصب تلقائيا فى جاهزية الدوله وقدرتها على تنظيم احتفالات مدنيه او يغلب عليها الطابع المدنى , عملية التنظيم عمليه اداريه , تضع اهداف كبرى وليست ضيقه وتسعى لتحقيقها بالاسلوب الامثل
خامسا :الوضع العام للمنطقه ككل يتطلب رؤيه مختلفه فى طريقة التعبير عن الانتماء والولاء, هو بالضروره مؤسسى شعبى , مساحه أكبر لاظهار الانتماء شعبيا والولاء سلوكيا يتطلب حيادية اجهزة الدوله , لم تعد الدوله اليوم تحتاج الى ولاءات لفظيه وشجاعه فرديه , الدوله اليوم بحاجه الى تأكيد مفاهيم عامه فى ذهن المواطن ولاتخترقها بعد برهه بإيحاءات بأخرى خاصه او ضيقه.
سادسا:الاحتفالات فى ذاتهاتعكس طريقة تفكير الشعوب , يظهر فيها مستوى النظام واخلاقياته ومدى ترابط الشعب ومزاجه ورؤيته للآخر ,ورؤيته لمستقبله وعلماء الانثروبوجيا والاجتماع لهم القدره على التكهن بمصير المجتمع من خلال مشاهده طقوسه المتعدده سواء أفراح أو أتراح, كشفت احداث الاعوام السا بقه فى الاحتفال باليوم الوطنى أن ثمة تسابق محموم نحوابراز الدورلكل فئه واعاد تسجيل للتاريخ غير مبرر مما يعطى الملاحظ ان الدوله لاتزال فى طور التكوين , لابد للسلطات المعنيه من معالجة مثل هذا الامر والانتقال الى مستوى اخر او نمط بديل من الاحتفالات يؤكد على دور قطر الجديد الجامع والواقف مع الشرعيه الشعبيه فى جميع الصراعات القائمه فى محيطنا اليوم.
سابعا: الاعتماد اكبر على الاحتفالات المؤسسيه بعد اقامتها او استكمال ماهو موجود منها بإعطائه حريه اكبر للحركه , الاحتفال المؤسسى يقيم علاقه وسطى وأفقيه فى المجتمع تساعد على بقائه وازدهاره , ربط جميع الاحتفال بشكل رأسى كما كنا نشاهد فى احتفالات القبائل فى المرات السابقه , بحيث ما أن يغادر صاحب السمو الامير أو سمو ولى العهد , حتى تتوقف العرضه أو يقل مرتاديها ويتناثروا , لذلك عملية الجمع المناطقى تبدو بلاشك أجدى
ثامنا: بعث روح الاطمئنان فى المجتمع من خلال ارساء مزيد من اسس المواطنه وقوانينها بحيث تعود الاحتفالات الى اجوائها الطبيعيه وروحها الاصيله وتزول عنها بالتالى روح التسابق او المباهاه وكأنها فرصه قد لا يجود بها الوقت مرة أخرى