الستينيات: المسافه بين اقانيم النظام الاجتماعي المتحرك القائم على البنية التحتية الصلبة
من الجدير بالذكر ان النظام الاجتماعي في منطقة الخليج عموما قبل النفط يختلف عنه في مرحلة مابعد النفط.قبل النفط كان هناك نظاماإجتماعياً يظهر قيمة التعايش في ابهى صورها , والعلاقه الانسانيه في ازهى تجلياتها , نظرا لحالة التشابه الكبير بين مكونات المجتمع من ناحيه وبين طبيعةمصادر التلقي من ناحية اخرى التي يمثلها الدين والعادات والتقاليد فهو نظام معرفي يقوم على الدين والقبيلة يتعامل مع الحاله الطبيعيه القائمه على مصادر الطبيعه الاوليه والظاهره في البيئه المعاشه وما يمكن استخلاصه منها تلقائيا كذلك بعيدا عن استحكامات السلطه ايا كان مصدرها واكراهياتها . فيمابعد ظهور النفط إزدادت مصادر النظام المعرفي مصدراً جديداً وهو عامل الريع الاقتصادي وتشكلت بالتالى بنية اقتصاديه تحتيه تنتج بناء فوقيا يحمل خصائص بقائها واستمرارها, ونظرا لعدم إمتلاك المجتمع لورقه تفاوضيه في اللحظة التاريخيه المصيريه المحدده في مسيرته , ولغياب اي شكل من اشكال القدره الذاتيه لديه في املاء شروطه لحفاظ حقوقه مستقبلا و اصبح وضعه مستقبلا لامرسلا و سلبيا لافاعلا, وهذه النقطه تختلف فيها دول الخليج من دولة الى اخرى نظر لتطور كل مجتمع ومكوناته الاجتماعيه وقدرتها على الاستقلاليه والتأثير.
إستمرت سمة التشابه في المجتمع القطري قائمة بشكل لاباس به خلال فترة الخمسينيات والستينيات واوئل السبعينيات ويمكن قياسها من عدة مؤشرات منها:
اولا: العلاقه مع الحاكم
كانت علاقة المجتمع بالحاكم علاقه مباشره ومفتوحه, والحقيقه ان العلاقه بين حكام قطر وشعبهم على مر التاريخ علاقه مباشره ومفتوحه ولكن الاختلاف ياتي من تدرج النظره للمواطن التي تاثرت بالنظره الى الريع نفسه من حيث هو ريع للمجتمع او ريع يوزعه الحاكم على المجتمع , ونظرة المواطن نفسه إليه في ذلك الوقت المبكر حيث كان لايزال يشعر بانه مشارك اوشريك ذلك الرعيل الاول .
ثانيا:العلاقات كانت الى حد كبير أفقيه وقويه بين افراد المجتمع و وأمتداداتها الرأسيه مع الحاكم ليست على حساب أفقيتها, وارتباط المصاهره كان قائما اكثرعلى المشابهه المعنويه "النسب " من اي بعد آخر.
ثالثا: القوى الفاعله في المجتمع
فبالاضافه الى العائله الحاكمه , كان هناك عدد من التجار إلا ان العلاقه لم تختلط بشكل يصبح الشيوخ تجار والتجار شيوخ بشكل يوثر على المجتمع ويقلل من فاعليته ووجوده المعنوي. كما أن الحجابه وهي من القوى الفاعله جدا في كل مجتمع تقليدي كانت من أهل قطر او مايسمون ب"خدام الشيوخ" وهم مجموعه من اهل قطر المحترمين الذين يعرفون العوائل والقبائل القطريه مما أيضا كان يُشعر المجتمع بإ ستمرار فاعليته.
رابعا:المزاج العام
ويمكن ملاحظته من خلال بعض مؤشرات نفسيه وعاطفيه تفرزها اولا الطبيعه الدينيه للمجتمع وبقدر ما يكون النظام متوافقا معها بقدر ما يكون مقبولا, نظرا لان الدين في مجتمعاتنا ياتي أولا قبل الدوله, فهو ليس حالة خاصه ضمن الدوله بقدر ضرورة انتظامها معه .
1 : التوافق هناك حالة من التوافق والرضا بين الرؤيه للماضي وقبول الحاضر والتطلع للمستقبل, بمعنى ليس هناك وضع يجعل من المواطن في حالة حنين الى الماض او الشوق اليه
2: المنافسه: لم يكن يشعر المواطن بأي نوع من المنافسه و فهو في عين الوطن , مع قيام الدوله بمشاريع التعليم والصحه التي كانت مرتبطه بأجنده اجتماعيه كبيره من خلال المساعدات بجميع اشكالها العينيه بالذات التي كانت توزع على الطلاب مجانا خلال الصيف والشتاء, كذلك بالمغريات الماليه لجذب الطلبه الى المدارس والى النظام التعليمي.
3 : التعاطف: درجة التعاطف خلال تلك الفتره كبيره جدا ولاتقتصر على المناسبات كالعزاء او الزواج , وانما يمكن مشاهدتها وملاحظتها بشكل يومي بين ابناء المجتمع فهم كانوا يعيشون بين المسجد والمجلس واعتقد ان نمط التجمع السكاني الطبيعي والتلقائى الذي تغير لاحقا كان له اثر كبير في اعلاء قيمة التعاطف هذه لدى المجتمع في تلك الفتره.
رابعا:التأثير الخارجي: كان المجتمع في تلك الفتره اكثر استجابة للتاثير الخارجي من الدوله او السلطه الامر الذي سنرى لاحقا انه مر بمرحلة توازن ثم بعد ذلك في مرة منتصف التسعينيات وما بعد اصبحت دولة قطر دولة تؤثر بقدر ما تتأثر أو ربما اكثر مما تؤثر حينما تغيرت ديناميات النظام الإ جتماعي نتيجه لتغير دور الدوله محليا ومناطقيا وعالميا. فقضية فلسطين والمدً الناصري في ذلك الوقت جعل من الشخصيه القطريه تتأثر كذلك بالنظام السياسي العربي العام وتندمج ضمن اطروحاته كباقي شعوب المنطقة وبعد تراجع ذلك المد , أخذت دول الخليج تلعب دوراً جديداً نتيجة للإنتقال من الأيديولوجيا الى الاقتصاد والمصالح الرأسمالية .
خامسا: المثقف في تلك الفتره كان الفداوي والخوي بالمعنى الحقيقي وليس المجازي الذي سنرى لاحقا أنه عاد الى الظهور مرة اخرى
وهما مصطلحان معروفين ولاداع لشرحهما
يبقى أن أشير الى أن محددات أو اقانيم النظام الإجتماعي لمرحلة ما بعد النفط هي الريع والحكم والمجتمع والمسافه بين هذه الابعاد الثلاثه فكلما كانت هناك مسافة مثلى نوع ما كلما كان هناك نظاما إجتماعياً اكثر انسانيه وتطور ويمكنه الانتقال بالمجتمع الى مرحلة جديده والعكس صحيح كذلك
بينما كانت المسافه قبل ذلك هي بين افراد المجتمع والبحث عن سلطه تمثله وتعبر عن ارادته بعيدا عن أي تأثيرات أخرى
من الجدير بالذكر ان النظام الاجتماعي في منطقة الخليج عموما قبل النفط يختلف عنه في مرحلة مابعد النفط.قبل النفط كان هناك نظاماإجتماعياً يظهر قيمة التعايش في ابهى صورها , والعلاقه الانسانيه في ازهى تجلياتها , نظرا لحالة التشابه الكبير بين مكونات المجتمع من ناحيه وبين طبيعةمصادر التلقي من ناحية اخرى التي يمثلها الدين والعادات والتقاليد فهو نظام معرفي يقوم على الدين والقبيلة يتعامل مع الحاله الطبيعيه القائمه على مصادر الطبيعه الاوليه والظاهره في البيئه المعاشه وما يمكن استخلاصه منها تلقائيا كذلك بعيدا عن استحكامات السلطه ايا كان مصدرها واكراهياتها . فيمابعد ظهور النفط إزدادت مصادر النظام المعرفي مصدراً جديداً وهو عامل الريع الاقتصادي وتشكلت بالتالى بنية اقتصاديه تحتيه تنتج بناء فوقيا يحمل خصائص بقائها واستمرارها, ونظرا لعدم إمتلاك المجتمع لورقه تفاوضيه في اللحظة التاريخيه المصيريه المحدده في مسيرته , ولغياب اي شكل من اشكال القدره الذاتيه لديه في املاء شروطه لحفاظ حقوقه مستقبلا و اصبح وضعه مستقبلا لامرسلا و سلبيا لافاعلا, وهذه النقطه تختلف فيها دول الخليج من دولة الى اخرى نظر لتطور كل مجتمع ومكوناته الاجتماعيه وقدرتها على الاستقلاليه والتأثير.
إستمرت سمة التشابه في المجتمع القطري قائمة بشكل لاباس به خلال فترة الخمسينيات والستينيات واوئل السبعينيات ويمكن قياسها من عدة مؤشرات منها:
اولا: العلاقه مع الحاكم
كانت علاقة المجتمع بالحاكم علاقه مباشره ومفتوحه, والحقيقه ان العلاقه بين حكام قطر وشعبهم على مر التاريخ علاقه مباشره ومفتوحه ولكن الاختلاف ياتي من تدرج النظره للمواطن التي تاثرت بالنظره الى الريع نفسه من حيث هو ريع للمجتمع او ريع يوزعه الحاكم على المجتمع , ونظرة المواطن نفسه إليه في ذلك الوقت المبكر حيث كان لايزال يشعر بانه مشارك اوشريك ذلك الرعيل الاول .
ثانيا:العلاقات كانت الى حد كبير أفقيه وقويه بين افراد المجتمع و وأمتداداتها الرأسيه مع الحاكم ليست على حساب أفقيتها, وارتباط المصاهره كان قائما اكثرعلى المشابهه المعنويه "النسب " من اي بعد آخر.
ثالثا: القوى الفاعله في المجتمع
فبالاضافه الى العائله الحاكمه , كان هناك عدد من التجار إلا ان العلاقه لم تختلط بشكل يصبح الشيوخ تجار والتجار شيوخ بشكل يوثر على المجتمع ويقلل من فاعليته ووجوده المعنوي. كما أن الحجابه وهي من القوى الفاعله جدا في كل مجتمع تقليدي كانت من أهل قطر او مايسمون ب"خدام الشيوخ" وهم مجموعه من اهل قطر المحترمين الذين يعرفون العوائل والقبائل القطريه مما أيضا كان يُشعر المجتمع بإ ستمرار فاعليته.
رابعا:المزاج العام
ويمكن ملاحظته من خلال بعض مؤشرات نفسيه وعاطفيه تفرزها اولا الطبيعه الدينيه للمجتمع وبقدر ما يكون النظام متوافقا معها بقدر ما يكون مقبولا, نظرا لان الدين في مجتمعاتنا ياتي أولا قبل الدوله, فهو ليس حالة خاصه ضمن الدوله بقدر ضرورة انتظامها معه .
1 : التوافق هناك حالة من التوافق والرضا بين الرؤيه للماضي وقبول الحاضر والتطلع للمستقبل, بمعنى ليس هناك وضع يجعل من المواطن في حالة حنين الى الماض او الشوق اليه
2: المنافسه: لم يكن يشعر المواطن بأي نوع من المنافسه و فهو في عين الوطن , مع قيام الدوله بمشاريع التعليم والصحه التي كانت مرتبطه بأجنده اجتماعيه كبيره من خلال المساعدات بجميع اشكالها العينيه بالذات التي كانت توزع على الطلاب مجانا خلال الصيف والشتاء, كذلك بالمغريات الماليه لجذب الطلبه الى المدارس والى النظام التعليمي.
3 : التعاطف: درجة التعاطف خلال تلك الفتره كبيره جدا ولاتقتصر على المناسبات كالعزاء او الزواج , وانما يمكن مشاهدتها وملاحظتها بشكل يومي بين ابناء المجتمع فهم كانوا يعيشون بين المسجد والمجلس واعتقد ان نمط التجمع السكاني الطبيعي والتلقائى الذي تغير لاحقا كان له اثر كبير في اعلاء قيمة التعاطف هذه لدى المجتمع في تلك الفتره.
رابعا:التأثير الخارجي: كان المجتمع في تلك الفتره اكثر استجابة للتاثير الخارجي من الدوله او السلطه الامر الذي سنرى لاحقا انه مر بمرحلة توازن ثم بعد ذلك في مرة منتصف التسعينيات وما بعد اصبحت دولة قطر دولة تؤثر بقدر ما تتأثر أو ربما اكثر مما تؤثر حينما تغيرت ديناميات النظام الإ جتماعي نتيجه لتغير دور الدوله محليا ومناطقيا وعالميا. فقضية فلسطين والمدً الناصري في ذلك الوقت جعل من الشخصيه القطريه تتأثر كذلك بالنظام السياسي العربي العام وتندمج ضمن اطروحاته كباقي شعوب المنطقة وبعد تراجع ذلك المد , أخذت دول الخليج تلعب دوراً جديداً نتيجة للإنتقال من الأيديولوجيا الى الاقتصاد والمصالح الرأسمالية .
خامسا: المثقف في تلك الفتره كان الفداوي والخوي بالمعنى الحقيقي وليس المجازي الذي سنرى لاحقا أنه عاد الى الظهور مرة اخرى
وهما مصطلحان معروفين ولاداع لشرحهما
يبقى أن أشير الى أن محددات أو اقانيم النظام الإجتماعي لمرحلة ما بعد النفط هي الريع والحكم والمجتمع والمسافه بين هذه الابعاد الثلاثه فكلما كانت هناك مسافة مثلى نوع ما كلما كان هناك نظاما إجتماعياً اكثر انسانيه وتطور ويمكنه الانتقال بالمجتمع الى مرحلة جديده والعكس صحيح كذلك
بينما كانت المسافه قبل ذلك هي بين افراد المجتمع والبحث عن سلطه تمثله وتعبر عن ارادته بعيدا عن أي تأثيرات أخرى