"إنتخابات قادمه للمجلس البلدى"
المتابع لإنتخابات المجلس البلدى منذ إنشائه ونحن مقبلون على دوره جديده من هذه الانتخابات الاسبوع القادم يلحظ التالى:
أولا: أنها لم تبلور مفهوما إيجابيا عن أهمية العمل العام, بل على العكس من ذلك , عملت على إيجاد فكره سلبيه ومنفره والدليل تناقص عدد الناخبين ونوعية المرشحين. مقارنه بالانتخابات لأول مجلس بلدى منتخب قبل عقد من الزمان.
ثانيا: لم تعمل على خلق صوره إيجابيه للمرشح ولايزال الكثير يتندرون على لوحات وإعلانات المرشحين وعنوانيها وبرامجها.
ثالثا: لم تطور ثقافة الإحتجاج لدى المجتمع على قصور الخدمات أو تقاعس البعض من المسؤولين فى أداء مهامه الوظيفيه فيما يتعلق أو يقع ضمن دائرة إهتمام المجلس ووظيفته, لايزال التذمر والشكوى تراوح محلها أو عن طريق وطنى الحبيب.
رابعا: هناك الكثير من العقبات لاشك, طبيعة قانون المجلس الإستشاريه, تقسيم الدوائر الى غير ذلك. ولكن الكثير من التجارب تبدأ كسيحه ولا تتطور ذاتيا ولكن من خلال العمل العام وجديته . وهناك مشاهد عديده لرجال خلقوا المناصب, من خلال تأثيرهم ودورهم. أهل قطر سابقا كانوا بلا مناصب وكان أكثرهم يقوم بما يعادل اليوم دور رئيس المجلس البلدى المنفذ وليس الاستشارى.فقط
خامسا: الخطوره التى أراها هى البدايه فى إحتقار العمل العام عندمارُسم أى أصبح رسميا , فى حين أنه كان يحظى بتقدير وإجلال كبيرين له ولصاحبه عندما كان عفويا.
سادسا: من هنا قد تبدو تجربة المجلس البلدى خطوه الى الوراء وليس الى الأمام, لم تتطور هيكليا, ولم تنشر ثقافه إيجابيه , تحافظ على الأقل على مفهوم العمل العام ومكانته السابقه لتدشين المجلس إذا لم تعمل على تطويره كما هو مؤمل أو ينبغى.
سابعا: فى إعتقادى أهمية أن تتطور ثقافة إنتخابات المجلس البلدى من الجانبين,وأن يعمل الجانب الحكومى والجانب الشعبى على ذلك , لأنه ركيزه أساسيه لإنتخابات مجلس الشورى القادم.
ثامنا: فك الإرتباط بين مفهوم العمل العام والمنصب ضروره هامه, بمعنى أن يكون العمل العام ثقافه فى حين أن المنصب وسيله لتحقيقها, من المؤسف أن تجربة المجلس البلدى حتى الآن جعلت من المنصب ثقافه فى حد ذاته وتوارت بالتالى ثقافة العمل العام كفطره أو بدأت فى التلاشى رويدا .
تاسعا: عدم وجود الجامع المشترك بين الناخب والمرشح بمعنى ليسا عضوين مثلا فى جمعيه أو ناد ثقافى أو نقابه مهنيه , يجعل من الأمر مجرد إستجداء أو فزعه قبليه. ويقلل بالتالى من مفهوم العمل العام القائم على الجامع المشترك
مواطن بين ثقافة المنصب و ثقافة المجتمع.
ردحذفثقافة تحط من قدر العمل العام المفترض أنه قائم على أساس الجامع المشترك...و تعلي من الطموح السلطوي، بالفعل ما أن يستلم أحدهم منصبا يعتزل الأسواق و الأماكن العامة كأنها تهمةغير لائقة..و يفتح خيمة ليستقبل الوفود و طلاب الحاجات..ليقول إن شاالله ما يصير خاطرك إلا طيب.
من المهم للعضو المنتخب أن يُظهر قدرته و كفاءته بالنسبة إلى حجم المهمة المطلوبة، و هذا يتطلب الاستناد إلى قاعدة اجتماعية لم تتشكل لغاية الآن.و أقصد بذلك مؤسسات المجتمع المدني العزيزة المفقودة.